رسائل أوباما الثمان للشرق الأوسط.. والكيماوي في سوريا!
السبت 11 جمادي الأول 1434هـ - 23 مارس 2013م
معهد العربية للدراسات -
شهدت منطقة الشرق الأوسط عاصفة ترابية شديدة هزت أجواء العديد من بلدان المنطقة، فيما كانت الأحداث السياسية العاصفة تتواصل كذلك في تواز مع الأحوال الجوية المتقلبة. فبعيداً عن الحدث الرئيسي المتعلق بزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمنطقة والذي غطى على كافة الأحداث الآخرى.
فقد حمل الأسبوع الثالث من شهر مارس أحداث جسام متعددة منها استقالة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وفتح هويس التقلبات مجدداً في لبنان. وفشل الحوار الوطني اليمني في تحقيق نتائج حقيقية وملموسة تقود لانهاء حالة الصراع والانقسام. وشهدت مصر جولة جديدة في "عض الأصابع" بين المعارضة المدنية وسلطة الإخوان المسلمين انتهت بمواجهات عنيفة أمام مقر الجماعة في المقطم يوم الجمعة 22 مارس.
وبالتوازي سيطر الاقتصاد على الأحداث المصرية، حيث كان وقف الاتحاد الأوربي للمساعدات ومحاولة السلطة المصرية البحث عن مصادر تمويل عبر تفعيل السياسة من أجل خدمة الاقتصاد من خلال زيارة الرئيس المصري محمد مرسي لباكستان والهند بحثاً عن مشروعات واستثمارات والقبض على أحمد قذاف الدم لإعادة فتح السفارة الليبية المغلقة واستئناف العلاقات الاقتصادية مع ليبيا الغنية.
وفي سياق تلاحق الأحداث في المنطقة، فإن التقرير الإقليمي لهذا الأسبوع سيركز على الحدثين الرئيسين وهما زيارة أوباما وتفاعلات الثورة السورية التي شهدت انتخاب غسان هيتو رئيساً للحكومة المؤقتة واغتيال الشيخ البوطي.
زيارة أوباما: البحث عن شرق أوسط جديد
نجح الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تحقيق أهداف زيارته للشرق الأوسط وهي مد الجسور مع إسرائيل ووضع الخلافات التي استمرت نحو عامين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو جانباً، بالتوازي مع وضع اسس الدور الأمريكي الجديد في عملية السلام القائم على الوساطة بين أطراف الصراع وليس إدارته.
وبحسب دينيس روس – السفير الأمريكي السابق لدى تل أبيب – فإن الهدف الرئيسي من الزيارة هو مد جسور التواصل مع الإسرائيليين الذين شعر العديد منهم أن الرسالة التي أتى بها أوباما إلى المنطقة عام 2009 كانت على حسابهم.
وقد برز هذا الهدف في كافة تصريحات أوباما خلال وجوده في القدس المحتلة – لنحو 50 ساعة- حيث أكد الرئيس الأمريكي أن التحالف مع الدولة العبرية مستمر إلى الأبد وشدد على التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل. وبالتوازي، حافظ أوباما على الخطة الفاصلة بين السياسة الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة والتأكيد على عدم تطابقها من خلال خطابه في القدس المحتلة الذي أكد فيه على ضرورة انشاء الدولة الفلسطينية وفي نفس الوقت رفضه لتوسيع بناء المستوطنات في أراضي الضفة الغربية المحتلة.
وكذلك أصر نيتانياهو من جانبه على حق الدولة العبرية في الدفاع عن نفسها ملمحاً لعدم اقتناعه بمحاولات واشنطن اقناع إيران بالتراجع عن البرنامج النووي عبر الطرق الدبلوماسية.
ولعل الرسالة الثانية لأوباما كانت للدول العربية، عبر التأكيد على التزام واشنطن بدعم الأصدقاء القدامى في المنطقة – قبل ثورات الربيع العربي – متمثلين في الرئيس الفلسيني محمود عباس "أبومازن" والسلطة الفلسطينية والحكومة الأردنية. وهما الحكومتان اللتان تواجهان معارضة "إخوانية" شرسة، وكانتا تخشيان أن يقود الدعم الأمريكي لحكم "الإخوان" في مصر إلى تغير التحالفات القديمة.
ولعل هذا ما أشار إليه أوباما صراحة – ولم يلق الاعلام العربي الضوء عليه – بقوله إن أمريكيا ملتزمة بدعم الأصدقاء بالتوازي مع دعمها لمصر في اللحظة الراهنة.
وتفصيلاً نجد أن أوباما بعث بعدة رسائل خلال زيارته للشرق الأوسط، منها رسائل رمزية بزيارته لمتحف الهولوكوست ونصب يام فاشبم لضحايا المحرقة وقبري هرتزل ورابين ومتحف مخططات البحر الميت.
وهي الزيارات التي اعتبرها الإعلام العبري بمثابة تأكيد من الرئيس الأمريكي على اعتراف الولايات المتحدة باحقية الشعب اليهودي في الأرض ورفض اي محاولة – شرق اوسطية – لانكار الهولوكوست والتشديد على العلاقات التاريخية بين الدولتين.
وبعيداً عن الرسالة الرمزية، كانت الرسائل السياسية لأوباما متعددة ويمكنها عدها بثمان رسائل رئيسية: هي التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين وهو الاتزام الذي اكد عليه اوباما نحو خمس مرات أو أكثر في كلماته ومؤتمراته الصحفية المشتركة ووصف انشاء الدولة الفلسطينية بالأمر الحيوي.
وهو الالتزام الذي اتفق فيه مع نيتانياهو الذي اعاد تصريحه الهير المعروف بخطاب بار ايلان لعام 2010 الذي اكد فيه اقرار الدولة العبرية بحل الدولتين وبإنشاء دولة فلسطينية.
بالتوازي رحب الجانب الفلسطيني بهذا الالتام واعتبره مبادرة لبدء مفاوضات تسوية ومن جانبه تعهد بعدم اتخاذ اي مواقف دولية ضد اسرائيل لنحو شهرين كبادرة حسن نوايا.
وعلى صعيد قضية التسوية أيضاً، شدد اوباما على ضرورة وقف التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة. وفي هذا السياق، نجح اوباما في توصيل الرسالة للإسرائيليين عبر خطابه في القدس المحتلة الذي قال فيه صراحة: "إن استمرار التوسع في بناء المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة التي يرغب الفلسطينيون في تأسيس دولتهم عليها لا يفيد قضية السلام، ولابد أن يدرك الإسرائيليون ذلك".
وكانت الرسالة الثالثة كانت التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، حيث كانت اول زياراته فور وصوله لتل ابيب للقبة الحديدة وهو مشروع الصواريخ المضادة للصواريخ الذي تموله واشنطن بهدف حماية الدولة العبرية من صواريخ "حزب الله" و"حماس". وفي هذا السياق اكد اوباما خلال الزيارة أكثر من 3 مرات تأكيده على التزام أمريكا بامن الدولة العبرية. و ذكر الاسرائيليين – في خطابه بالقدس- بعمق التعاون العسكري والاستخباراتي بين الدولتين الحليفتين ونطاقه، وبالأموال التي دفعتها الولايات المتحدة لتطوير نظام القبة الحديدية الذي يمكنه اسقاط صواريخ تطلق من غزة والذي يعتبر حاليا أكثر أنظمة الاسلحة في البلد.
وعلى جانب آخر، كانت رسالة اوباما بضرورة منح فرصة للطرق الدبلوماسية للتعامل مع البرنامج الإيراني مع التأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. ولعل الرئيس الأمريكي في هذه الرسالة كان يشير إلى استمرار التباين في وجهات النظر بشأن "الخط الأحمر" الذي طرحه نيتانياهو في الأمم المتحدة العام الماضي بشأن تخصيب اليورانيوم الإيراني وضرورة ضرب المفاعلات الإيرانية قبل الوصول إلى نقطة محددة وتشككه في نتائج الجهود الدبلوماسية.
وتعامل نيتانياهو ايجابياً مع هذه الرسالة بقوله إنه "مقتنع تماما" بتصميم الرئيس الأمريكي على منع ايران من امتلاك الاسلحة النووية،" مضيفاً أن إيران ستبلغ ما وصفه "بمجال المناعة" عند اتمامها عمليات تخصيب اليورانيوم.
ووجه الرئيس الأمريكي رسالته الخامسة إلى النظام السوري، حيث شدد على أنه ضرورة رحيل بشار الأسد ومؤكداً أنه "سيرحل بالفعل". واحتوت الرسالة على تحذير شديد لنظام الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية باعتبارها "خطأ مأسوي" ومحملاً الأسد نتائج استخدام هذا السلاح أو نقله للإرهابيين.
وكانت الرسالة السادسة مخخصة للمعارضة السورية، التي اعتبر فيها أن الولايات المتحدة لن تسمح باي شكل من الأسكال في سيطرة المتطرفين على سوريا خلال الفترة المقبلة وبعد انهيار نظام الأسد. وهو ما اعتبره المحللون رسالة شديدة اللهجة للمعارضة السورية بضرورة احكام السيطرة على أرض المعركة والعمل على عزل المتطرفين والمتشددين.
وحمل أوباما رسالة للنظام الأردني اكد فيها على استمرار دعم واشنطن للنظام الهاشمي في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية وضرورة مساعدته في مواجهة اعباء اللاجئين السوريين. وفي هذا السياق أعلن الرئيس الأمريكي عن إعانة إضافية بقيمة 200 مليون دولار ستقدمها بلاده إلى الأردن، من أجل توفير الخدمات الأساسية للاجئين السوريين هناك. وهو ما مثل تأكيد لبقاء الولايات المتحدة على التزاماتها للنظام الأردني الذي يواجهة تحديات "عاصفة" التغيير في الشرق الأوسط ومحاولة اختراق جماعة "الإخوان المسلمين".
وكانت الرسالة الثامنة تتعلق بضرورة رأب الصدع بين حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة في إشارة واضحة لتركيا وإسرائيل. وهي الرسالة التي جاءت استجابتها سريعاً باعتذار نيتانياهو لتركيا عن حادث السفينة مرمر واستئناف العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة وتل ابيب بعد قطيعة استمرت نحو اكثر من عامين برعاية وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
سوريا بين انتخاب هيتو واغتيال البوطي
شهدت ساحة الثورة السورية خلال الأسبوع المنصرم العديد من الأحداث التي قد تغير من خريطة الصراع بين المعارضة ونظام بشار الأسد. فمن ناحية، جاء انتخاب غسان هيتو رئيساً للحكومة المؤقتة من جانب المعارضة ليشير إلى محاولة الائتلاف الوطني لعب دور البديل الفوري لنظام الأسد وحشد دعم المجتمع الدولي من أجل خلق واقع سياسي وإداري مغاير في المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة وخاصة "الجيش السوري الحر"، في ظل تزايد مخاوف الدول الغربية المؤيدة للمعارضة وخاصة الولايات المتحدة من اتساع نفوذ المتطرفين والمتشددين في صفوف المعارضة المسلحة.
بالتوازي، كان تزايد العنف الفردي والعمليات التي تحمل بصمات "القاعدة" والتي دشنها تفجير مسجد الإيمان دمشق الذي لقي فيه الشيخ السني محمد سعيد البوطي. وهي العملية الإرهابية التي سارع "الجيش السوري الحر" لنفي علاقته بها وادانها الائتلاف الوطني. وكلنها في المقابل قد تؤثر سلباً على قدرة المعارضة على ضم المؤيدين والمتعاطفين في العاصمة دشمق إلى جانب رفع درجة الحذر الغربي بشأن نفوذ المتشددين والمرتبطين بـ"القاعدة" في صفوف الثوار السوريين.
وكان من ابرز تداعيات الثورة السورية خارج نطاق سوريا، استقالة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي التي فاجئت المراقبين، حيث إن ميقاتي الذي صمد أمام عاصفة اغتيال مدير المخابرات وسام الحسن العام الماضي ووظل قادرة على مواجهة الانتقادات الحادة من قوى المعارضة اللبنانية.
ولكن يبدو أن صخرة ميقاتي تحطمت على أمواج الفيضان السوري. فاستقالة ميقاتي جاءت في خضم تهديدات سورية بضرب الأراضي اللبنانية لملاحقة من يدعمون المعارضة المسلحة مما اجبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان في 16 مارس على التأكيد ان بلاده ستمنح تسلل المسلحين والمعارضين للأراضي السورية إلى جانب احتدام العنف في طرابلس بين المؤيدين لنظام الأسد من العلويين والمعارضين له من السنة. وفي المقابل، فإن عدد من المحللين يشيرون إلى أن استقالة ميقاتي تجيء في ظل الخلاف المحتدم بشأن قانون الانتخابات وتمديد فترة ولاية رئيس جهاز الأمن الداخلي اشرف ريفي.
هيتو وأزمة المعارضة
دخلت المعارضة السورية في أزمة هيكلية خلال الأسبوع المنصرم مع انتخاب غسان هيتو رئيساً للحكومة السورية المؤقتة لإدارة المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة. وجاء انتخاب هيتو وسط انقسام واضح داخل الائتلاف الوطني حيث حصل خلال التصويت في اجتماع اسطنبول يوم 19 مارس على 35 صوتاً من إجمالي 50 عضواً شاركوا في الاقتراع. واعقب انتخابه تجميد عدد من رموز الائتلاف لعضويتهم ومنهم سهير الاتاسي (قبل ان تعود عن تجميد العضوية) وأحمد جربا ووليد البني وكمال اللبوانيويحي الكردي .
وهيتو ، البالغ من العمر 50 عاماً، يحمل الجنسية الأمريكية وعمل لفترة طويلة في قطاع الاتصالات بالولايات المتحدة قبل أن ينخرط في جهود توفير المساعدات الإنسانية للثورة السورية. ونبعت الانتقادات لاختياره كونه ليس لديه تاريخ سياسي، حيث إنه وافد جديد على المعارضة بالإضافة إلى أنه انتخب بدعم مباشر من الأمين العام للائتلاف مصطفى الصباغ المعروف بعلاقاته الخليجية ومن جماعة "الإخوان المسلمين" في سوريا.
وحدد هيتو بوضوح أهداف حكومته المؤقتة وهي: تأمين الدعم للجيش السوري والفصائل الثورية وبسط سلطة الحكومة تدريجياً على الأراض السورية بالتعاون مع الجيش الحر للحد من فوضى السلاح وحماية المواقع الاستراتيجية وأخيراً الحصول على الدعم الاقليمي والدولي للحصول على مقعد سوريا في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والمنظمات الدولية وتسلم السفارات السورية في عواصم الدول التي تساند المعارضة. وشدد هيتو على رفض خيار الحوار مع نظام الأسد.
وجاء انتخاب هيتو ليؤشر على سيطرة الاتجاه الرافض للحوار مع نظام الأسد و النفوذ الذي يتمتع به تنظيم "الإخوان المسلمين" داخل الائتلاف المعارض، حيث أشار عدد من المراقبين إلى أن هيتو – مهندس المعلومات الذي يحمل جنسية أمريكية – مقرب من "الإخوان".
وأخيراً يعد تشكيل حكومة مؤقتة من المعارضة بمثابة نهاية لما يعرف ببيان جنيف لعام 2012 الذي نص على تشكيل حكومة انتقالية تضم أطراف المعارضة. ومن اللافت ان اعلان تشكيل الحكومة المؤقتة جاء بعد أقل من 3 اسابيع من قرار جامعة الدول العربية باصرار قطري على منح مقعد سوريا للمعارضة في حال تشكيلها حكومة.
ولعل تحقيق حكومة هيتو لاهدافها ليس بالسهولة التي طرحها عقب انتخابه، فالمعارضة لا تسيطر فعلياً إلا على مدينة الرقة فيما تشهد مقاومة شرسة من قوات النظام في المناطق التي تتمتع فيها بنفوذ في شمالي وشرقي سوريا. وبالتوازي فإن قدرة الحكومة المؤقتة على الوقوف ضد فوضى السلاح في مناطق نفوذ المعارضة يعد الهدف الاصعب، حيث إنه سيتلب دخول قوات الجيس السوري الحر - المنهكة بالفعل – في مواجهات غير محسوبة العواقب مع الميليشيات المتشددة.
ويرى عدد من المحللون أن هيتو ليس جاداً في الحديث عن الحد من فوضى السلاح، حيث إنه يدرك جيداً أن المجموعات المتشدد تقف خلفها دولة خليجية تمثل الداعم الرئيسي لـ"الإخوان المسلمين" في اللحظة الراهنة. وهو الأمر الذي تحدث عنه معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري المعارض صراحة عبر مطالبته دول محددة بالتوقف عن دعم الميسليشات المتطرفة والجهادية داخل الأراضي السورية.
"شبح" الأسلحة الكيماوية
عاد من جديد الحديث عن الأسلحة الكيماوية، حيث اتهمت المعارضة السورية نظام الأسد باستخدام اسلحة كيماوية في حلب. وهي الاتهامات التي جاءت في سياق اشارات من النظام السوري بشأن استخدام المعارضة للسلاح الكيماوي في هجوم على منطقة خان العسل بمحافظة حلب مما اسفر عن مقتل 25 مدنياً. ومع وضع استخدام الاسلحة الكيماوية كـ"خط احمر" للتدخل العسكري في سوريا، قامت عدد من الدول بمساعدة بريطانيا بالتحقيق في استخدام القوات السورية لهذا السلاح ضد مسلحي المعارضة.
ووسط الجدل بشأن التدخل العسكري، خرج قائد قوات حلف شمال الأطلنطي "الناتو" في أوروبا الأدميرال جيمس ستافريدوس (في 20 مارس) يتحدث عن قيام دول الحلف باعداد خطط احتياطية للتدخل العسكري في سوريا بهدف إنهاء الحرب الأهلية.
وجاءت هذه التصريحات بعد اقل من 24 ساعة من رفض الإدارة الأمريكية للااتهامات التي وجهتها حكومة بشار الأسد للمعارضة باستخدام أسلحة كيماية واعتبارها هذه الاتهامات بمثابة محاولة من النظام السوري لصرف الانتباه عن الأعمال الوحشية التي يمارسها ضد المدنيين. وهي التصريحات التي جاءت رداً بالأساس على اتهام موسكو للمعارضة بتفجير قذيفة تحتوي على مواد كيماوية ضد أهداف مدنية.
وعلى نفس الخط، اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن النظام السوري باستخدامه كافة الأسلحة ضد المعارضة والمدنيين فقد شرعيته – وذلك خلال تصريحاته أثناء زيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وشدد في الوقت نفسه على أن واشنطن لن تسمح بسيطرة المتشددين على سوريا.
* الدراسة من إعداد الباحث السياسي أكرم ألفي
-----------------------------------
منقوووووووول
السبت 11 جمادي الأول 1434هـ - 23 مارس 2013م
معهد العربية للدراسات -
شهدت منطقة الشرق الأوسط عاصفة ترابية شديدة هزت أجواء العديد من بلدان المنطقة، فيما كانت الأحداث السياسية العاصفة تتواصل كذلك في تواز مع الأحوال الجوية المتقلبة. فبعيداً عن الحدث الرئيسي المتعلق بزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمنطقة والذي غطى على كافة الأحداث الآخرى.
فقد حمل الأسبوع الثالث من شهر مارس أحداث جسام متعددة منها استقالة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وفتح هويس التقلبات مجدداً في لبنان. وفشل الحوار الوطني اليمني في تحقيق نتائج حقيقية وملموسة تقود لانهاء حالة الصراع والانقسام. وشهدت مصر جولة جديدة في "عض الأصابع" بين المعارضة المدنية وسلطة الإخوان المسلمين انتهت بمواجهات عنيفة أمام مقر الجماعة في المقطم يوم الجمعة 22 مارس.
وبالتوازي سيطر الاقتصاد على الأحداث المصرية، حيث كان وقف الاتحاد الأوربي للمساعدات ومحاولة السلطة المصرية البحث عن مصادر تمويل عبر تفعيل السياسة من أجل خدمة الاقتصاد من خلال زيارة الرئيس المصري محمد مرسي لباكستان والهند بحثاً عن مشروعات واستثمارات والقبض على أحمد قذاف الدم لإعادة فتح السفارة الليبية المغلقة واستئناف العلاقات الاقتصادية مع ليبيا الغنية.
وفي سياق تلاحق الأحداث في المنطقة، فإن التقرير الإقليمي لهذا الأسبوع سيركز على الحدثين الرئيسين وهما زيارة أوباما وتفاعلات الثورة السورية التي شهدت انتخاب غسان هيتو رئيساً للحكومة المؤقتة واغتيال الشيخ البوطي.
زيارة أوباما: البحث عن شرق أوسط جديد
نجح الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تحقيق أهداف زيارته للشرق الأوسط وهي مد الجسور مع إسرائيل ووضع الخلافات التي استمرت نحو عامين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو جانباً، بالتوازي مع وضع اسس الدور الأمريكي الجديد في عملية السلام القائم على الوساطة بين أطراف الصراع وليس إدارته.
وبحسب دينيس روس – السفير الأمريكي السابق لدى تل أبيب – فإن الهدف الرئيسي من الزيارة هو مد جسور التواصل مع الإسرائيليين الذين شعر العديد منهم أن الرسالة التي أتى بها أوباما إلى المنطقة عام 2009 كانت على حسابهم.
وقد برز هذا الهدف في كافة تصريحات أوباما خلال وجوده في القدس المحتلة – لنحو 50 ساعة- حيث أكد الرئيس الأمريكي أن التحالف مع الدولة العبرية مستمر إلى الأبد وشدد على التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل. وبالتوازي، حافظ أوباما على الخطة الفاصلة بين السياسة الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة والتأكيد على عدم تطابقها من خلال خطابه في القدس المحتلة الذي أكد فيه على ضرورة انشاء الدولة الفلسطينية وفي نفس الوقت رفضه لتوسيع بناء المستوطنات في أراضي الضفة الغربية المحتلة.
وكذلك أصر نيتانياهو من جانبه على حق الدولة العبرية في الدفاع عن نفسها ملمحاً لعدم اقتناعه بمحاولات واشنطن اقناع إيران بالتراجع عن البرنامج النووي عبر الطرق الدبلوماسية.
ولعل الرسالة الثانية لأوباما كانت للدول العربية، عبر التأكيد على التزام واشنطن بدعم الأصدقاء القدامى في المنطقة – قبل ثورات الربيع العربي – متمثلين في الرئيس الفلسيني محمود عباس "أبومازن" والسلطة الفلسطينية والحكومة الأردنية. وهما الحكومتان اللتان تواجهان معارضة "إخوانية" شرسة، وكانتا تخشيان أن يقود الدعم الأمريكي لحكم "الإخوان" في مصر إلى تغير التحالفات القديمة.
ولعل هذا ما أشار إليه أوباما صراحة – ولم يلق الاعلام العربي الضوء عليه – بقوله إن أمريكيا ملتزمة بدعم الأصدقاء بالتوازي مع دعمها لمصر في اللحظة الراهنة.
وتفصيلاً نجد أن أوباما بعث بعدة رسائل خلال زيارته للشرق الأوسط، منها رسائل رمزية بزيارته لمتحف الهولوكوست ونصب يام فاشبم لضحايا المحرقة وقبري هرتزل ورابين ومتحف مخططات البحر الميت.
وهي الزيارات التي اعتبرها الإعلام العبري بمثابة تأكيد من الرئيس الأمريكي على اعتراف الولايات المتحدة باحقية الشعب اليهودي في الأرض ورفض اي محاولة – شرق اوسطية – لانكار الهولوكوست والتشديد على العلاقات التاريخية بين الدولتين.
وبعيداً عن الرسالة الرمزية، كانت الرسائل السياسية لأوباما متعددة ويمكنها عدها بثمان رسائل رئيسية: هي التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين وهو الاتزام الذي اكد عليه اوباما نحو خمس مرات أو أكثر في كلماته ومؤتمراته الصحفية المشتركة ووصف انشاء الدولة الفلسطينية بالأمر الحيوي.
وهو الالتزام الذي اتفق فيه مع نيتانياهو الذي اعاد تصريحه الهير المعروف بخطاب بار ايلان لعام 2010 الذي اكد فيه اقرار الدولة العبرية بحل الدولتين وبإنشاء دولة فلسطينية.
بالتوازي رحب الجانب الفلسطيني بهذا الالتام واعتبره مبادرة لبدء مفاوضات تسوية ومن جانبه تعهد بعدم اتخاذ اي مواقف دولية ضد اسرائيل لنحو شهرين كبادرة حسن نوايا.
وعلى صعيد قضية التسوية أيضاً، شدد اوباما على ضرورة وقف التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة. وفي هذا السياق، نجح اوباما في توصيل الرسالة للإسرائيليين عبر خطابه في القدس المحتلة الذي قال فيه صراحة: "إن استمرار التوسع في بناء المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة التي يرغب الفلسطينيون في تأسيس دولتهم عليها لا يفيد قضية السلام، ولابد أن يدرك الإسرائيليون ذلك".
وكانت الرسالة الثالثة كانت التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، حيث كانت اول زياراته فور وصوله لتل ابيب للقبة الحديدة وهو مشروع الصواريخ المضادة للصواريخ الذي تموله واشنطن بهدف حماية الدولة العبرية من صواريخ "حزب الله" و"حماس". وفي هذا السياق اكد اوباما خلال الزيارة أكثر من 3 مرات تأكيده على التزام أمريكا بامن الدولة العبرية. و ذكر الاسرائيليين – في خطابه بالقدس- بعمق التعاون العسكري والاستخباراتي بين الدولتين الحليفتين ونطاقه، وبالأموال التي دفعتها الولايات المتحدة لتطوير نظام القبة الحديدية الذي يمكنه اسقاط صواريخ تطلق من غزة والذي يعتبر حاليا أكثر أنظمة الاسلحة في البلد.
وعلى جانب آخر، كانت رسالة اوباما بضرورة منح فرصة للطرق الدبلوماسية للتعامل مع البرنامج الإيراني مع التأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. ولعل الرئيس الأمريكي في هذه الرسالة كان يشير إلى استمرار التباين في وجهات النظر بشأن "الخط الأحمر" الذي طرحه نيتانياهو في الأمم المتحدة العام الماضي بشأن تخصيب اليورانيوم الإيراني وضرورة ضرب المفاعلات الإيرانية قبل الوصول إلى نقطة محددة وتشككه في نتائج الجهود الدبلوماسية.
وتعامل نيتانياهو ايجابياً مع هذه الرسالة بقوله إنه "مقتنع تماما" بتصميم الرئيس الأمريكي على منع ايران من امتلاك الاسلحة النووية،" مضيفاً أن إيران ستبلغ ما وصفه "بمجال المناعة" عند اتمامها عمليات تخصيب اليورانيوم.
ووجه الرئيس الأمريكي رسالته الخامسة إلى النظام السوري، حيث شدد على أنه ضرورة رحيل بشار الأسد ومؤكداً أنه "سيرحل بالفعل". واحتوت الرسالة على تحذير شديد لنظام الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية باعتبارها "خطأ مأسوي" ومحملاً الأسد نتائج استخدام هذا السلاح أو نقله للإرهابيين.
وكانت الرسالة السادسة مخخصة للمعارضة السورية، التي اعتبر فيها أن الولايات المتحدة لن تسمح باي شكل من الأسكال في سيطرة المتطرفين على سوريا خلال الفترة المقبلة وبعد انهيار نظام الأسد. وهو ما اعتبره المحللون رسالة شديدة اللهجة للمعارضة السورية بضرورة احكام السيطرة على أرض المعركة والعمل على عزل المتطرفين والمتشددين.
وحمل أوباما رسالة للنظام الأردني اكد فيها على استمرار دعم واشنطن للنظام الهاشمي في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية وضرورة مساعدته في مواجهة اعباء اللاجئين السوريين. وفي هذا السياق أعلن الرئيس الأمريكي عن إعانة إضافية بقيمة 200 مليون دولار ستقدمها بلاده إلى الأردن، من أجل توفير الخدمات الأساسية للاجئين السوريين هناك. وهو ما مثل تأكيد لبقاء الولايات المتحدة على التزاماتها للنظام الأردني الذي يواجهة تحديات "عاصفة" التغيير في الشرق الأوسط ومحاولة اختراق جماعة "الإخوان المسلمين".
وكانت الرسالة الثامنة تتعلق بضرورة رأب الصدع بين حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة في إشارة واضحة لتركيا وإسرائيل. وهي الرسالة التي جاءت استجابتها سريعاً باعتذار نيتانياهو لتركيا عن حادث السفينة مرمر واستئناف العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة وتل ابيب بعد قطيعة استمرت نحو اكثر من عامين برعاية وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
سوريا بين انتخاب هيتو واغتيال البوطي
شهدت ساحة الثورة السورية خلال الأسبوع المنصرم العديد من الأحداث التي قد تغير من خريطة الصراع بين المعارضة ونظام بشار الأسد. فمن ناحية، جاء انتخاب غسان هيتو رئيساً للحكومة المؤقتة من جانب المعارضة ليشير إلى محاولة الائتلاف الوطني لعب دور البديل الفوري لنظام الأسد وحشد دعم المجتمع الدولي من أجل خلق واقع سياسي وإداري مغاير في المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة وخاصة "الجيش السوري الحر"، في ظل تزايد مخاوف الدول الغربية المؤيدة للمعارضة وخاصة الولايات المتحدة من اتساع نفوذ المتطرفين والمتشددين في صفوف المعارضة المسلحة.
بالتوازي، كان تزايد العنف الفردي والعمليات التي تحمل بصمات "القاعدة" والتي دشنها تفجير مسجد الإيمان دمشق الذي لقي فيه الشيخ السني محمد سعيد البوطي. وهي العملية الإرهابية التي سارع "الجيش السوري الحر" لنفي علاقته بها وادانها الائتلاف الوطني. وكلنها في المقابل قد تؤثر سلباً على قدرة المعارضة على ضم المؤيدين والمتعاطفين في العاصمة دشمق إلى جانب رفع درجة الحذر الغربي بشأن نفوذ المتشددين والمرتبطين بـ"القاعدة" في صفوف الثوار السوريين.
وكان من ابرز تداعيات الثورة السورية خارج نطاق سوريا، استقالة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي التي فاجئت المراقبين، حيث إن ميقاتي الذي صمد أمام عاصفة اغتيال مدير المخابرات وسام الحسن العام الماضي ووظل قادرة على مواجهة الانتقادات الحادة من قوى المعارضة اللبنانية.
ولكن يبدو أن صخرة ميقاتي تحطمت على أمواج الفيضان السوري. فاستقالة ميقاتي جاءت في خضم تهديدات سورية بضرب الأراضي اللبنانية لملاحقة من يدعمون المعارضة المسلحة مما اجبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان في 16 مارس على التأكيد ان بلاده ستمنح تسلل المسلحين والمعارضين للأراضي السورية إلى جانب احتدام العنف في طرابلس بين المؤيدين لنظام الأسد من العلويين والمعارضين له من السنة. وفي المقابل، فإن عدد من المحللين يشيرون إلى أن استقالة ميقاتي تجيء في ظل الخلاف المحتدم بشأن قانون الانتخابات وتمديد فترة ولاية رئيس جهاز الأمن الداخلي اشرف ريفي.
هيتو وأزمة المعارضة
دخلت المعارضة السورية في أزمة هيكلية خلال الأسبوع المنصرم مع انتخاب غسان هيتو رئيساً للحكومة السورية المؤقتة لإدارة المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة. وجاء انتخاب هيتو وسط انقسام واضح داخل الائتلاف الوطني حيث حصل خلال التصويت في اجتماع اسطنبول يوم 19 مارس على 35 صوتاً من إجمالي 50 عضواً شاركوا في الاقتراع. واعقب انتخابه تجميد عدد من رموز الائتلاف لعضويتهم ومنهم سهير الاتاسي (قبل ان تعود عن تجميد العضوية) وأحمد جربا ووليد البني وكمال اللبوانيويحي الكردي .
وهيتو ، البالغ من العمر 50 عاماً، يحمل الجنسية الأمريكية وعمل لفترة طويلة في قطاع الاتصالات بالولايات المتحدة قبل أن ينخرط في جهود توفير المساعدات الإنسانية للثورة السورية. ونبعت الانتقادات لاختياره كونه ليس لديه تاريخ سياسي، حيث إنه وافد جديد على المعارضة بالإضافة إلى أنه انتخب بدعم مباشر من الأمين العام للائتلاف مصطفى الصباغ المعروف بعلاقاته الخليجية ومن جماعة "الإخوان المسلمين" في سوريا.
وحدد هيتو بوضوح أهداف حكومته المؤقتة وهي: تأمين الدعم للجيش السوري والفصائل الثورية وبسط سلطة الحكومة تدريجياً على الأراض السورية بالتعاون مع الجيش الحر للحد من فوضى السلاح وحماية المواقع الاستراتيجية وأخيراً الحصول على الدعم الاقليمي والدولي للحصول على مقعد سوريا في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والمنظمات الدولية وتسلم السفارات السورية في عواصم الدول التي تساند المعارضة. وشدد هيتو على رفض خيار الحوار مع نظام الأسد.
وجاء انتخاب هيتو ليؤشر على سيطرة الاتجاه الرافض للحوار مع نظام الأسد و النفوذ الذي يتمتع به تنظيم "الإخوان المسلمين" داخل الائتلاف المعارض، حيث أشار عدد من المراقبين إلى أن هيتو – مهندس المعلومات الذي يحمل جنسية أمريكية – مقرب من "الإخوان".
وأخيراً يعد تشكيل حكومة مؤقتة من المعارضة بمثابة نهاية لما يعرف ببيان جنيف لعام 2012 الذي نص على تشكيل حكومة انتقالية تضم أطراف المعارضة. ومن اللافت ان اعلان تشكيل الحكومة المؤقتة جاء بعد أقل من 3 اسابيع من قرار جامعة الدول العربية باصرار قطري على منح مقعد سوريا للمعارضة في حال تشكيلها حكومة.
ولعل تحقيق حكومة هيتو لاهدافها ليس بالسهولة التي طرحها عقب انتخابه، فالمعارضة لا تسيطر فعلياً إلا على مدينة الرقة فيما تشهد مقاومة شرسة من قوات النظام في المناطق التي تتمتع فيها بنفوذ في شمالي وشرقي سوريا. وبالتوازي فإن قدرة الحكومة المؤقتة على الوقوف ضد فوضى السلاح في مناطق نفوذ المعارضة يعد الهدف الاصعب، حيث إنه سيتلب دخول قوات الجيس السوري الحر - المنهكة بالفعل – في مواجهات غير محسوبة العواقب مع الميليشيات المتشددة.
ويرى عدد من المحللون أن هيتو ليس جاداً في الحديث عن الحد من فوضى السلاح، حيث إنه يدرك جيداً أن المجموعات المتشدد تقف خلفها دولة خليجية تمثل الداعم الرئيسي لـ"الإخوان المسلمين" في اللحظة الراهنة. وهو الأمر الذي تحدث عنه معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري المعارض صراحة عبر مطالبته دول محددة بالتوقف عن دعم الميسليشات المتطرفة والجهادية داخل الأراضي السورية.
"شبح" الأسلحة الكيماوية
عاد من جديد الحديث عن الأسلحة الكيماوية، حيث اتهمت المعارضة السورية نظام الأسد باستخدام اسلحة كيماوية في حلب. وهي الاتهامات التي جاءت في سياق اشارات من النظام السوري بشأن استخدام المعارضة للسلاح الكيماوي في هجوم على منطقة خان العسل بمحافظة حلب مما اسفر عن مقتل 25 مدنياً. ومع وضع استخدام الاسلحة الكيماوية كـ"خط احمر" للتدخل العسكري في سوريا، قامت عدد من الدول بمساعدة بريطانيا بالتحقيق في استخدام القوات السورية لهذا السلاح ضد مسلحي المعارضة.
ووسط الجدل بشأن التدخل العسكري، خرج قائد قوات حلف شمال الأطلنطي "الناتو" في أوروبا الأدميرال جيمس ستافريدوس (في 20 مارس) يتحدث عن قيام دول الحلف باعداد خطط احتياطية للتدخل العسكري في سوريا بهدف إنهاء الحرب الأهلية.
وجاءت هذه التصريحات بعد اقل من 24 ساعة من رفض الإدارة الأمريكية للااتهامات التي وجهتها حكومة بشار الأسد للمعارضة باستخدام أسلحة كيماية واعتبارها هذه الاتهامات بمثابة محاولة من النظام السوري لصرف الانتباه عن الأعمال الوحشية التي يمارسها ضد المدنيين. وهي التصريحات التي جاءت رداً بالأساس على اتهام موسكو للمعارضة بتفجير قذيفة تحتوي على مواد كيماوية ضد أهداف مدنية.
وعلى نفس الخط، اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن النظام السوري باستخدامه كافة الأسلحة ضد المعارضة والمدنيين فقد شرعيته – وذلك خلال تصريحاته أثناء زيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وشدد في الوقت نفسه على أن واشنطن لن تسمح بسيطرة المتشددين على سوريا.
* الدراسة من إعداد الباحث السياسي أكرم ألفي
-----------------------------------
منقوووووووول