آخر
مرة رأيته في 10-10-2010 قبل الثورة السورية بخمسة أشهر بضيافة تركية
أردوغانية في اسطنبول عقد قراني حينها بقلب الوالد المحب وآخر مرة سمعت
صوته فيها بعد الثورة بشهور حين هاتفته بناء على إلحاح محبيه (حينها) لأنهم
تحولوا إلى مبغضيه فيما بعد.. وتمنيت عليه أن ينأى بنفسه عن الانخراط مع
أي طرفٍ، ويلزم الصمت (الإيجابي) حينها قال لي غاضباً بالحرف وكأنني لست في
حضرة علامة يعرفه ملايين العرب والمسلمين بل في حضرة ضابط أمن !! وقال لي
إن العلويين في حمص يتعرضون للذبح .. !! قلت له : يا سيدي لا يريد الناسُ
أن تنضم للثورة ولا أن تدافع عن النظام فقط يجب عليك أن تدين القتل الذي
يُمارس بحق الناس ..رد عليّ: إن هناك كذباً إعلامياً لما يجري والأسد أبلغه
أن الأزمة ستنتهي في نهاية رمضان وانقل عني أني أُدين القتل من الطرفين,
قلت له: لا ينفع ذلك يجب عليك أن تصرح أنت .. فقال : خيراً إن شاء الله ..
وحين نقلت الحديث لأصحح شيئاً من صورته المهتزة .. أنكر ذلك في درس عام!
وتفهمت ذلك.
زرت منزل الشيخ البوطي (المتواضع
جداً) في أحد أزقة دمشق في حي ركن الدين أكثر من أربعة عشرة مرة في مناسبات
مختلفة أجلس فيها على كرسي قديم جداً على جانبه لوحة بخط يده كتب فيها
شيءٌ من التصوف ( ألا أيها المحجوب عنو .. تأمَّل ما ترى فالكل منو) لا
أذكر مرةً أن الشيخ الذي جاوز الرابعة والثمانين عاماً صاحب الوجه المتجهم
خارج البيت والبسَّام داخله والجسم النحيل والهمة العالية لا أذكر أنه لم
يكن يتصل بالقصر الجمهوري أو مسؤولي الدولة من أجل قضاء حاجة إنسان قصده في
أمر ما .. و لا يتوانى من تواضعه إلا أن يقدم لك القهوة أو الضيافة ويقتلك
بهيبته وتواضعه حينها ..
ولعل قوة علاقته
بالنظام بدأت حين عمد حافظ الأسد نهاية السبعينيات وبداية الثمانينات ونجح
في ذلك على ترويض البوطي بشكل خاص( كما فعل بالشيخ الراحل كفتارو من قبل
والذي كان حكيماً في تعامله مع الأسد الأب)لاستقطاب الشارع السني .. حينها
كان البوطي لا يألف الاحتكاك بأهل السلطة بناء على توصية والده الشيخ ملا
رمضان رحمه الله ..ويعيب على زملائه من مشايخ دمشق محاباتهم للأسد الأب
الذي أوكل هذه المهمة إلى صديق عمره (وما زال) محمد ناصيف (ابو وائل)
الشخصية الأمنية البارزة والذي يلعب وولد البوطي توفيق دوراً أساسياً في
إبقاء البوطي في هذه الحالة التي أفقدت البوطي صوابه و رصيده الشعبي السوري
والعربي وقل متابعوه لدرجة أن مسجد بني أمية الكبير ومنذ عهد الوليد بن
عبد الملك لم يكن فارغاً كما هو الآن (3 صفوف في يوم الجمعة على الأكثر!!!)
ويلعب الدور الأبرز في تضليله محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف الحالي
الذي أمَّم التعليم الشرعي الأهلي وجفَّف منابعه ومؤسساته بمباركة البوطي
للأسف..
يا أبا توفيق .. ألم تشاهد ما فعله
صحابةُ (الأسد) (الذين تمنيت أن تخوض معهم الملاحم) من قطع الآذان وبقر
البطون وتهشيم الرؤوس بالبلوك وغرز الخناجر في الحناجر غدراً ولسان حال
المقتول يقول: ولست أبالي حين أقتل ثائراً على أي جنب كان في الله
مصرعي؟وتدمير آلاف المساجد والمنابر وقتل الأطفال الرُّضع. والشيوخ الرُّكع
.. يسومون الناس سوء العذاب يذبحون أطفالهم ويستحيون نساءهم .. ثم يقول
الأسد لزواره أنا أضرب بفتوى من البوطي !!!
يا
أبا توفيق .. طوال عمرك تشرح حديثاً شهيراً أن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة
حتى ما يكون بينها وبينه وإلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار
فيدخلها ما رأيك الآن؟ وهل تجتمع الأمة على ضلالة؟
يا أبا توفيق
.. هل أنت راضٍ أن كُتبك التي كانت من أكثر الكتب مبيعاً في معارض الكتاب و
التي جاوزت السبعين في الفكر والثقافة والدين والعقيدة والحب وقرأها مئات
آلاف البشر و طلاب العلم قد هجروها وزهدوا بها بل و أحرقها بعضهم ..
يا
أبا توفيق .. تذكر يوم جعل النظام منك (ملطشةً ومادةً للاستهزاء) على
الإعلام السوري الرسمي والمؤمم عام 2010 بسبب رؤيتك التي تحقق منها نصفها
الأول ولم يستجب لا الرئيس ولا من هو دونه لطلبك بإلغاء بث (ما ملكت
أيمانكم ) بل وصدر أمرٌ من القصر ببث المسلسل الذي في وقت الذروة نكايةً
بك؟ بل وسلَّط عليك أراذل الناس للإساءة إليك ..
أنت راهنت على جوادٍ كُسرت ساقه ولا تظنّن أن الأسد يحبك أو يحترمك لأنه لا يطيقُ أحداً ..
يا
أبا توفيق أنت تعلم ُأن الثورة رفعت من قدر أناسٍ إلى منزلة المُلك وحطَّت
من آخرين إلى مراتب الشياطين . أيُرضيك أنك أصبحت من الأخيرة؟ تذكر ما
سيقوله الناسُ والأجيالُ في قابل الأيام العصور عنك إن كنت تريد الذكر
العاطر والطيب ...
صديقك الصغير القديم الذي
تكبره بأكثر من نصف قرن ويصدُقك .. لا يُخطرك إلا بألسنة الناس التي
تعتبرها أنت أفلامَ الحق ..ومن يعش ثمانين حولاً .. لا أبا لك يسأمِ .
مرة رأيته في 10-10-2010 قبل الثورة السورية بخمسة أشهر بضيافة تركية
أردوغانية في اسطنبول عقد قراني حينها بقلب الوالد المحب وآخر مرة سمعت
صوته فيها بعد الثورة بشهور حين هاتفته بناء على إلحاح محبيه (حينها) لأنهم
تحولوا إلى مبغضيه فيما بعد.. وتمنيت عليه أن ينأى بنفسه عن الانخراط مع
أي طرفٍ، ويلزم الصمت (الإيجابي) حينها قال لي غاضباً بالحرف وكأنني لست في
حضرة علامة يعرفه ملايين العرب والمسلمين بل في حضرة ضابط أمن !! وقال لي
إن العلويين في حمص يتعرضون للذبح .. !! قلت له : يا سيدي لا يريد الناسُ
أن تنضم للثورة ولا أن تدافع عن النظام فقط يجب عليك أن تدين القتل الذي
يُمارس بحق الناس ..رد عليّ: إن هناك كذباً إعلامياً لما يجري والأسد أبلغه
أن الأزمة ستنتهي في نهاية رمضان وانقل عني أني أُدين القتل من الطرفين,
قلت له: لا ينفع ذلك يجب عليك أن تصرح أنت .. فقال : خيراً إن شاء الله ..
وحين نقلت الحديث لأصحح شيئاً من صورته المهتزة .. أنكر ذلك في درس عام!
وتفهمت ذلك.
زرت منزل الشيخ البوطي (المتواضع
جداً) في أحد أزقة دمشق في حي ركن الدين أكثر من أربعة عشرة مرة في مناسبات
مختلفة أجلس فيها على كرسي قديم جداً على جانبه لوحة بخط يده كتب فيها
شيءٌ من التصوف ( ألا أيها المحجوب عنو .. تأمَّل ما ترى فالكل منو) لا
أذكر مرةً أن الشيخ الذي جاوز الرابعة والثمانين عاماً صاحب الوجه المتجهم
خارج البيت والبسَّام داخله والجسم النحيل والهمة العالية لا أذكر أنه لم
يكن يتصل بالقصر الجمهوري أو مسؤولي الدولة من أجل قضاء حاجة إنسان قصده في
أمر ما .. و لا يتوانى من تواضعه إلا أن يقدم لك القهوة أو الضيافة ويقتلك
بهيبته وتواضعه حينها ..
ولعل قوة علاقته
بالنظام بدأت حين عمد حافظ الأسد نهاية السبعينيات وبداية الثمانينات ونجح
في ذلك على ترويض البوطي بشكل خاص( كما فعل بالشيخ الراحل كفتارو من قبل
والذي كان حكيماً في تعامله مع الأسد الأب)لاستقطاب الشارع السني .. حينها
كان البوطي لا يألف الاحتكاك بأهل السلطة بناء على توصية والده الشيخ ملا
رمضان رحمه الله ..ويعيب على زملائه من مشايخ دمشق محاباتهم للأسد الأب
الذي أوكل هذه المهمة إلى صديق عمره (وما زال) محمد ناصيف (ابو وائل)
الشخصية الأمنية البارزة والذي يلعب وولد البوطي توفيق دوراً أساسياً في
إبقاء البوطي في هذه الحالة التي أفقدت البوطي صوابه و رصيده الشعبي السوري
والعربي وقل متابعوه لدرجة أن مسجد بني أمية الكبير ومنذ عهد الوليد بن
عبد الملك لم يكن فارغاً كما هو الآن (3 صفوف في يوم الجمعة على الأكثر!!!)
ويلعب الدور الأبرز في تضليله محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف الحالي
الذي أمَّم التعليم الشرعي الأهلي وجفَّف منابعه ومؤسساته بمباركة البوطي
للأسف..
يا أبا توفيق .. ألم تشاهد ما فعله
صحابةُ (الأسد) (الذين تمنيت أن تخوض معهم الملاحم) من قطع الآذان وبقر
البطون وتهشيم الرؤوس بالبلوك وغرز الخناجر في الحناجر غدراً ولسان حال
المقتول يقول: ولست أبالي حين أقتل ثائراً على أي جنب كان في الله
مصرعي؟وتدمير آلاف المساجد والمنابر وقتل الأطفال الرُّضع. والشيوخ الرُّكع
.. يسومون الناس سوء العذاب يذبحون أطفالهم ويستحيون نساءهم .. ثم يقول
الأسد لزواره أنا أضرب بفتوى من البوطي !!!
يا
أبا توفيق .. طوال عمرك تشرح حديثاً شهيراً أن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة
حتى ما يكون بينها وبينه وإلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار
فيدخلها ما رأيك الآن؟ وهل تجتمع الأمة على ضلالة؟
يا أبا توفيق
.. هل أنت راضٍ أن كُتبك التي كانت من أكثر الكتب مبيعاً في معارض الكتاب و
التي جاوزت السبعين في الفكر والثقافة والدين والعقيدة والحب وقرأها مئات
آلاف البشر و طلاب العلم قد هجروها وزهدوا بها بل و أحرقها بعضهم ..
يا
أبا توفيق .. تذكر يوم جعل النظام منك (ملطشةً ومادةً للاستهزاء) على
الإعلام السوري الرسمي والمؤمم عام 2010 بسبب رؤيتك التي تحقق منها نصفها
الأول ولم يستجب لا الرئيس ولا من هو دونه لطلبك بإلغاء بث (ما ملكت
أيمانكم ) بل وصدر أمرٌ من القصر ببث المسلسل الذي في وقت الذروة نكايةً
بك؟ بل وسلَّط عليك أراذل الناس للإساءة إليك ..
أنت راهنت على جوادٍ كُسرت ساقه ولا تظنّن أن الأسد يحبك أو يحترمك لأنه لا يطيقُ أحداً ..
يا
أبا توفيق أنت تعلم ُأن الثورة رفعت من قدر أناسٍ إلى منزلة المُلك وحطَّت
من آخرين إلى مراتب الشياطين . أيُرضيك أنك أصبحت من الأخيرة؟ تذكر ما
سيقوله الناسُ والأجيالُ في قابل الأيام العصور عنك إن كنت تريد الذكر
العاطر والطيب ...
صديقك الصغير القديم الذي
تكبره بأكثر من نصف قرن ويصدُقك .. لا يُخطرك إلا بألسنة الناس التي
تعتبرها أنت أفلامَ الحق ..ومن يعش ثمانين حولاً .. لا أبا لك يسأمِ .