شبكة شام الإخبارية تبدأ نشر سير منارات الثورة السورية
-------------------------------------------------------------
الشهيد علي غصاب المحاميد
هو أول طبيب شهيد في الثورة السورية، و أحد أول عشرة شهداء في الثورة، وهو أول اسم يتم تأكيده بين الشهداء في المسجد العمري في الثورة السورية، ولهذا الطبيب قصة عجيبة كما وصفها من عاصر الحدث وسمعها من الناجي الوحيد فيقول:
" التاريخ : يوم الثلاثاء 22/3/2011
التوقيت : الساعة الواحدة بعد منتصف الليل
المكان : الجامع العمري بدرعا البلد
الحادثة : ...في تمام الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل قامت قوى الغدر والخيانة السورية مصحوبة بفرق الموت والشبيحة والقوات الخاصة من الجيش الأسدي باقتحام الجامع العمري لفض الاعتصام المقام في الساحة الخلفية للجامع والتي شهدت فيما بعد العديد من الاعتصامات وكانت مسرحاً للكثير من الأحداث، ( وكانت الأوامر واضحة بفض الاعتصام بأي ثمن كان) ..
أفاق أهل درعا على أصوات الرصاص الحي، وعلى أصوات الاستغاثات الصادرة من مئذنة الجامع العمري، والتي سرعان ما امتدت إلى المآذن الأخرى: أن أغيثوا مسجدكم وأبناءكم من الاقتحام البربري! ليتسارع السكان مغيثين في الأحياء المحيطة للذود عن الجامع العمري بكل ما أوتوا من وسائل ومن قوة، واستطاعو أن يردوا قطعان القوى الأسدية لمدة أربع ساعات، استشهد وأصيب فيها العشرات قبل أن تتمكن تلك القوى المدججة بالسلاح من السيطرة على المسجد واعتقال من بقي فيه من الشباب و المصابين.
جاءت الأوامر صارمة لمدير المشفى الوطني بدرعا بمنع خروج أي سيارة إسعاف من المشفى تحت طائلة المسؤولية والمساءلة، سمع الدكتور علي النداءات والاستغاثات وأبى على نفسه، وهو الطبيب المتمرس، أن يجلس في بيته مستمعاً متفرجاً وأهل درعا يذودون بالنفس عن مسجدهم، فتوجه الى المشفى من فوره وأخذ سيارة رافقه فيها ممرض وسائق ووالد السائق: أبطال أبَوا على أنفسهم القعود عن مَهمتهم, خالفوا الأوامر وخرجوا على مسؤوليتهم وحدهم ليسعفوا من أصيب.
خرجوا وهم يعلمون أنهم ربما لا يرجعون, وما الضير في ذلك, أليست هي لله؟!
وصل الخبر للأمن عن طريق أحد المخبرين في المشفى: أن سيارة غادرت المشفى، وصل الأبطال بسيارتهم إلى الجامع من الجهة الجنوبية التي لم يستطع الأمن محاصرة الجامع منها، إذ منعهم أهل هذا الحي وطردوهم، و كان أحد المصابين مستلقياً بجوار المسجد وهو الشاب طاهر مسالمة وقد أصيب في كتفه, وضعوه في السيارة وعادوا به إلى المستشفى من الجهة نفسها التي أتوا منها، ولم يدروا أن قوى الأمن كانت قد نصبت لهم كميناً على الجسر الشرقي الذي يربط بين جزئي درعا (البلد والمحطة) .
أطلق الأمن النيران على سيارة الإسعاف بشكل مباشر، أسفر عن إصابة السائق ووالده والدكتور علي إصابات غيرَ قاتلة، ولكن لم يستطع السائق إكمال طريقه فتوقف بعد مائة متر تقريبا.
لم ينته المشهد أيها الأخوة فما حدث ربما لم يشاهده أحدكم حتى في أعنف أفلام هوليود: فُتحت أبواب سيارة الإسعاف الخلفية و أطلقت الرشاشات نيرانها على كل من في السيارة في مشهد متوحش يعجز أبلغ البلغاء عن وصفه.
تفجرت الرؤوس و الأعضاء واستشهد كل من كان في السيارة، باستثناء المصاب الأول الشاب البطل طاهر مسالمة، لكنه أصيب بثلاثة أعيرة نارية أخرى في يده وقدمه، وكان مستلقياً في حضن طبيبنا البطل علي، الذي نال القسط الأكبر من الرصاص الأسدي فحمى بجسده الطاهر الشاب طاهرا ..
انفضت القوى الأسدية وهي لا تشك أن كل من كان في السيارة قد قتل، وخرجت علينا في اليوم التالي برواية العصابة المسلحة التي قتلت الدكتور" علي غصاب المحاميد" ما اضطر قوى الأمن للتدخل!! ...
ولكن مشيئة الله فوق كل مشيئة، شاء الله أن ينجو البطل طاهر، وقد استشهد كل من أتى لإنقاذه، ليروي لنا قصة بطولة نادرة.
هرع أهل الحي إلى السيارة، ووجدوا كل من كان فيها ميتاً إلا طاهراً فأسعفوه على الفور، وشاء المولى أن أجالس هذا البطل وأن أسمع منه الرواية التي أرويها لكم مختصراً.
أسال المولى عز وجل أن يتقبل الطبيب ورفاقه في الشهداء وأن يجعلهم في أعلى عليين." اهـ
وفي رواية أخرى مشابهة عن استشهاد الدكتور علي، ثمة بعض التفاصيل التي تلقي مزيداً من الضوء على شخصية الشهيد: فقد ذكر بعضهم أن الطبيب البطل كان يرتدي( البيجاما) وأنه أخذ سيارة الإسعاف من المشفى الوطني بدرعا التي يعمل بها مع الطاقم، وأسعف نقلتين من الجرحى وفي الرحله الثالثة أعدمه الأمن وأطلق النار على سيارة الإسعاف، فسقط الطبيب شهيداً فوق أحد الجرحى الذين يعالجهم، وحمى الجريح بجسده من الرصاص الغزير ..
أما رواية النظام فقد جاءت في بيان رسمي على التلفاز على الوجه الآتي: «قامت عصابة مسلحة بالاعتداء المسلح بعد منتصف ليل أمس (الثلاثاء - الأربعاء) على طاقم طبي في سيارة إسعاف تمر قرب جامع العمري في درعا، ما أدى إلى استشهاد طبيب ومسعف، وسائق السيارة».
وأضاف البيان: «تصدت قوى الأمن القريبة من المكان للمعتدين واستطاعت أن تصيب عدداً منهم وتعتقل بعضهم وسقط شهيد من قوى الأمن». وتابع« أن العصابة المسلحة قامت بتخزين أسلحة وذخيرة في جامع العمري واستخدمت أطفالاً خطفتهم من عوائلهم كدروع بشرية»...
كل ذلك لتسوِّغ ما أذيع على القنوات الأخرى من وفاة عدد كبير من الأشخاص، بينهم امرأة وطبيب وطفل ورجل أمن، استخدمته لصالحها في الرواية المكذوبة!
وتم تشييع جثمان الشهيدة الطفلة ابتسام مسالمة والشهيد الدكتور علي غصاب في اليوم التالي في عرس مهيب. وبعد هذه الحادثة وبتاريخ 11- 5- 2011، تم اعتقال ثلاثة من أخوة الشهيد الدكتور علي غصاب المحاميد,,
رحمك الله يا صاحب النخوة ،الوفي لواجبه الذي أقسم على القيام به، فقد كنت نموذج مقاومة للنظام الشرس الفاقد لكل قيمة أو خلق. شام صافي – من كتاب مئة قمر سوري – منشورات تيار العدالة الوطني 2013م
-------------------------------------------------------------
الشهيد علي غصاب المحاميد
هو أول طبيب شهيد في الثورة السورية، و أحد أول عشرة شهداء في الثورة، وهو أول اسم يتم تأكيده بين الشهداء في المسجد العمري في الثورة السورية، ولهذا الطبيب قصة عجيبة كما وصفها من عاصر الحدث وسمعها من الناجي الوحيد فيقول:
" التاريخ : يوم الثلاثاء 22/3/2011
التوقيت : الساعة الواحدة بعد منتصف الليل
المكان : الجامع العمري بدرعا البلد
الحادثة : ...في تمام الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل قامت قوى الغدر والخيانة السورية مصحوبة بفرق الموت والشبيحة والقوات الخاصة من الجيش الأسدي باقتحام الجامع العمري لفض الاعتصام المقام في الساحة الخلفية للجامع والتي شهدت فيما بعد العديد من الاعتصامات وكانت مسرحاً للكثير من الأحداث، ( وكانت الأوامر واضحة بفض الاعتصام بأي ثمن كان) ..
أفاق أهل درعا على أصوات الرصاص الحي، وعلى أصوات الاستغاثات الصادرة من مئذنة الجامع العمري، والتي سرعان ما امتدت إلى المآذن الأخرى: أن أغيثوا مسجدكم وأبناءكم من الاقتحام البربري! ليتسارع السكان مغيثين في الأحياء المحيطة للذود عن الجامع العمري بكل ما أوتوا من وسائل ومن قوة، واستطاعو أن يردوا قطعان القوى الأسدية لمدة أربع ساعات، استشهد وأصيب فيها العشرات قبل أن تتمكن تلك القوى المدججة بالسلاح من السيطرة على المسجد واعتقال من بقي فيه من الشباب و المصابين.
جاءت الأوامر صارمة لمدير المشفى الوطني بدرعا بمنع خروج أي سيارة إسعاف من المشفى تحت طائلة المسؤولية والمساءلة، سمع الدكتور علي النداءات والاستغاثات وأبى على نفسه، وهو الطبيب المتمرس، أن يجلس في بيته مستمعاً متفرجاً وأهل درعا يذودون بالنفس عن مسجدهم، فتوجه الى المشفى من فوره وأخذ سيارة رافقه فيها ممرض وسائق ووالد السائق: أبطال أبَوا على أنفسهم القعود عن مَهمتهم, خالفوا الأوامر وخرجوا على مسؤوليتهم وحدهم ليسعفوا من أصيب.
خرجوا وهم يعلمون أنهم ربما لا يرجعون, وما الضير في ذلك, أليست هي لله؟!
وصل الخبر للأمن عن طريق أحد المخبرين في المشفى: أن سيارة غادرت المشفى، وصل الأبطال بسيارتهم إلى الجامع من الجهة الجنوبية التي لم يستطع الأمن محاصرة الجامع منها، إذ منعهم أهل هذا الحي وطردوهم، و كان أحد المصابين مستلقياً بجوار المسجد وهو الشاب طاهر مسالمة وقد أصيب في كتفه, وضعوه في السيارة وعادوا به إلى المستشفى من الجهة نفسها التي أتوا منها، ولم يدروا أن قوى الأمن كانت قد نصبت لهم كميناً على الجسر الشرقي الذي يربط بين جزئي درعا (البلد والمحطة) .
أطلق الأمن النيران على سيارة الإسعاف بشكل مباشر، أسفر عن إصابة السائق ووالده والدكتور علي إصابات غيرَ قاتلة، ولكن لم يستطع السائق إكمال طريقه فتوقف بعد مائة متر تقريبا.
لم ينته المشهد أيها الأخوة فما حدث ربما لم يشاهده أحدكم حتى في أعنف أفلام هوليود: فُتحت أبواب سيارة الإسعاف الخلفية و أطلقت الرشاشات نيرانها على كل من في السيارة في مشهد متوحش يعجز أبلغ البلغاء عن وصفه.
تفجرت الرؤوس و الأعضاء واستشهد كل من كان في السيارة، باستثناء المصاب الأول الشاب البطل طاهر مسالمة، لكنه أصيب بثلاثة أعيرة نارية أخرى في يده وقدمه، وكان مستلقياً في حضن طبيبنا البطل علي، الذي نال القسط الأكبر من الرصاص الأسدي فحمى بجسده الطاهر الشاب طاهرا ..
انفضت القوى الأسدية وهي لا تشك أن كل من كان في السيارة قد قتل، وخرجت علينا في اليوم التالي برواية العصابة المسلحة التي قتلت الدكتور" علي غصاب المحاميد" ما اضطر قوى الأمن للتدخل!! ...
ولكن مشيئة الله فوق كل مشيئة، شاء الله أن ينجو البطل طاهر، وقد استشهد كل من أتى لإنقاذه، ليروي لنا قصة بطولة نادرة.
هرع أهل الحي إلى السيارة، ووجدوا كل من كان فيها ميتاً إلا طاهراً فأسعفوه على الفور، وشاء المولى أن أجالس هذا البطل وأن أسمع منه الرواية التي أرويها لكم مختصراً.
أسال المولى عز وجل أن يتقبل الطبيب ورفاقه في الشهداء وأن يجعلهم في أعلى عليين." اهـ
وفي رواية أخرى مشابهة عن استشهاد الدكتور علي، ثمة بعض التفاصيل التي تلقي مزيداً من الضوء على شخصية الشهيد: فقد ذكر بعضهم أن الطبيب البطل كان يرتدي( البيجاما) وأنه أخذ سيارة الإسعاف من المشفى الوطني بدرعا التي يعمل بها مع الطاقم، وأسعف نقلتين من الجرحى وفي الرحله الثالثة أعدمه الأمن وأطلق النار على سيارة الإسعاف، فسقط الطبيب شهيداً فوق أحد الجرحى الذين يعالجهم، وحمى الجريح بجسده من الرصاص الغزير ..
أما رواية النظام فقد جاءت في بيان رسمي على التلفاز على الوجه الآتي: «قامت عصابة مسلحة بالاعتداء المسلح بعد منتصف ليل أمس (الثلاثاء - الأربعاء) على طاقم طبي في سيارة إسعاف تمر قرب جامع العمري في درعا، ما أدى إلى استشهاد طبيب ومسعف، وسائق السيارة».
وأضاف البيان: «تصدت قوى الأمن القريبة من المكان للمعتدين واستطاعت أن تصيب عدداً منهم وتعتقل بعضهم وسقط شهيد من قوى الأمن». وتابع« أن العصابة المسلحة قامت بتخزين أسلحة وذخيرة في جامع العمري واستخدمت أطفالاً خطفتهم من عوائلهم كدروع بشرية»...
كل ذلك لتسوِّغ ما أذيع على القنوات الأخرى من وفاة عدد كبير من الأشخاص، بينهم امرأة وطبيب وطفل ورجل أمن، استخدمته لصالحها في الرواية المكذوبة!
وتم تشييع جثمان الشهيدة الطفلة ابتسام مسالمة والشهيد الدكتور علي غصاب في اليوم التالي في عرس مهيب. وبعد هذه الحادثة وبتاريخ 11- 5- 2011، تم اعتقال ثلاثة من أخوة الشهيد الدكتور علي غصاب المحاميد,,
رحمك الله يا صاحب النخوة ،الوفي لواجبه الذي أقسم على القيام به، فقد كنت نموذج مقاومة للنظام الشرس الفاقد لكل قيمة أو خلق. شام صافي – من كتاب مئة قمر سوري – منشورات تيار العدالة الوطني 2013م