الدويلة العلوية باتت خيارا مطروحا .. فكيف نحول دون وقوعها .؟
بقلم : أبو ياسر السوري
فكرة الدويلة العلوية ، أثيرت منذ أكثر من عام ، فكان الكُتَّاب حيالها ما بين محذر منذر من وقوع هذا الخطر ، أو مستنكر مستبعد إمكان قيام هذه الدويلة ، معتبرا الحديث فيها لا يجيء بخير ، وقد ينطوي على كثير من الضرر . فالذين حذروا من إقامة دويلة علوية كانوا يستحضرون فكرة المؤامرة ، التي يعيش العرب عقدتها ، ويفسرون كل شيء على أساسها .. وأما الذين يستنكرون ويستبعدون فيرون أن قيام هكذا دويلة هو ضرب من المستحيل ... وما هي إلا أيام ونامت الفكرة ، وتحولت عنها الأنظار إلى الوقائع المفجعة على الأرض .
وأخيرا استيقظت هذه الفكرة من جديد ، حتى صار الحديث عنها عبر القنوات التلفزيونية ، وصارت فكرتها تثار كأحد الطروحات البديلة لدى الغربيين ، ناهيك عن تشجيع إيران وروسيا والصين وإسرائيل ،على إقامة هذه الدويلة ، التي يريدونها شوكة مؤلمة في خاصرة سوريا . والتي ستقدم لكل واحدة من هذه الدول خدمات لا تحلم بها من دونها ..
فإيران من مصلحتها أن تكون هذه الدويلة المسخة ، التابعة لها ، لتحقق بذلك خدمة للنصيريين الموالين لها في لواء اسكندرون بتركيا حاليا ، وتمتد ما بين البحر الأبيض المتوسط غربا ، ونهر العاصي شرقا ، وتنساب جنوبا إلى جبال عكار في لبنان ، ثم تنعطف شرقا لتأخذ حمص والحولة وتدمر وهكذا إلى الحدود مع الجزء الجنوبي الغربي من العراق .. مما سيجعل ما تبقى من سوريا لقمة سائغة لإيران فيما بعد ، ولن تتورع إيران والعراق التابعة لها آنذاك من شن حرب كاسحة لضم سوريا السنية إلى منطقة نفوذها ، وإبادة أكثر أهلها وإذلال الباقين وقهرهم بكل أنواع القهر والإذلال ...
أما روسيا ، فهي الآن حليفة إيران ، ويسرها ما يسر إيران ، ثم إنه سيكون لها محط قدم راسخ في الساحل السوري ، أضف إلى ذلك أن بشار الأسد قد منح الروس حق التنقيب عن الغاز الطبيعي ، الذي اكتشف أخيرا في المناطق التابعة للميادين والرقة ودير الزور . وأن المرابح التي ستنالها روسيا من هذا المشروع أكثر من 800 مليار دولار أمريكي ... لهذا ستعمل روسيا بكل ثقلها على أن تكون هذه المنطقة الغازية من نصيب الدويلة العلوية ...
وأما الصين ، فهي حريصة أيضا على تقديم خدمات لإيران بالموافقة على مشروع الدويلة العلوية ، وذلك رعاية لمصالحها لدى إيران ، فمن المعلوم أنه في عام 2004 قد تم إبرام اتفاق طاقة عملاق بين البلدين ، بقيمة 70 مليار دولار ، تزود بموجبه إيران الصين بالغاز المسال والنفط ، والذي تقدر احتياطياته بنحو ثلاثة مليارات برميل ، ومن بنود هذا الاتفاق أن تشتري الشركة الصينية بموجب مذكرة التفاهم 250 مليون طن من الغاز المسال على مدى ما بين 25 – 30 سنة من إيران ، إضافة إلى اتفاق آخر لبناء مصفاة تكثيف غاز في مدينة بندر عباس ...
وأما إسرائيل ، فهي تعتبر العلويين النصيريين حلفاءها في المنطقة ، وكذلك شعور النصيريين تجاه اليهود ، وأذكركم بالوثيقة التي طالب بها العلويون من فرنسا أن لا تغادر سوريا ، وإذا أصرت فرنسا على المغادرة ، فهم يرجون منها أن تمنحهم دويلة علوية ، تحفظهم من شر المسلمين من أبناء السنة . وقد صرحوا في تلك الوثيقة بأنهم ليسوا مسلمين ، وتعهدوا بأن يكونوا حلفاء لإسرائيل في المنطقة ...
ونحن نعلم أن الغرب الأوربي وأمريكا راعية إسرائيل الأول ، كلهم ينفذون رغبات إسرائيل ، ولا ما نع لديهم من تقسيم سوريا ...
وهنا أنبه إلى أمر آخر ، وهو أنه لا مانع لدى إيران من إقامة علاقات ودية واعتراف صريح بالكيان الإسرائيلي .. فإيران الآن تقيم أكبر العلاقات التجارية بينها وبين إسرائيل .. وهذا مثبت بالوثائق ، وليس ادعاء من غير دليل ..
ومن هنا يجب أن لا يبقى لدينا ذرة من الشك ، في أن العالم كله يفكر جديا في تقسيم سوريا ، وإقامة دويلة علوية تخدم مصالحهم في المنطقة ، وتكون رديفا لإسرائيل ...
وهنا يثور السؤال الأهم : هل يمكن للعالم أن يقسم سوريا ، ويفرض هذه الدويلة العلوية على السوريين .؟
والجواب : ( نعم ) و ( لا ) .. ( نعم ) يمكن تقسيم سوريا إذا سمحنا بذلك ، وفرطنا في حماية ترابها ، وقعدنا عن الذود عنها .. أما إذا وقفنا صفا واحدا ، وناضلنا نضالا حقيقيا ضد التقسيم ، فلن يتمكن أهل الأرض مجتمعين على تحقيق هذا المطلب ولو اجتمعوا له .
المجتمع الدولي منافق ، لا يمكنه المجاهرة بما يضمر في هذه القضية ، لأن فيها مخالفة لأعراف وقوانين دولية ، ولهذا تجد روسيا تتنصل من تبعات وقوفها مع بشار الأسد ، وتتذرع بأنها لا توافق على إسقاط الحكم بالقوة ، لأنه يخالف القانون الدولي .. وكذلك تفعل الدول الغربية ، فهم يصرحون بضرورة رحيل الأسد ، ولا ينزعون الشرعية عنه ، ويستنكرون قتل المدنيين ولا يسمحون بمحاكمة القتلة في لاهاي ...
المجتمع الدولي لا يستطيع فرض التقسيم بالقوة ، ومن زج نفسه في هذا المستنقع ، فمصيره أن يغرق فيه ويخسر كل شيء ، ثم يضطر إلى الخروج مذؤوما مدحورا ...
وهنا يجيء السؤال الثاني : كيف نمنع التقسيم ، ونحول دون قيام هذه الدويلة العلوية .؟
لست عسكريا يعمل الآن في الميدان ، حتى أتمكن من تقدير الموقف الصحيح على الأرض ، ولكنني من خلال تتبعي للمعارك ، وبؤر الصراع المتعددة في شرق سوريا وغربها .. جنوبها وشمالها .. ألاحظ أن الساحل ما زال مهمشا .. وأن أبناء السنة فيه أشبه برهائن ، رقابهم على حد المقصلة ، وأن قتلهم لا يكلف العدو النصيري إلا أن يسمح لسكين مقصلته أن تفصل هذه الأعناق عن أجسادها ...
فالمدن الساحلية : اللاذقية وجبلة وبانياس وطرطوس ، مقموعة قمعا ليس له نظير .. ولا يمر يوم إلا ويعتقل من أبناء السنة أعداد كبيرة ، تتعرض للإهانة والتعذيب وربما الذبح أيضا ..
وليس في الساحل كله مقاومة تذكر إلا في جبل الأكراد شرق اللاذقية ، وجبل التركمان شمال اللاذقية .. وليس في هذين الجبلين سوى ستة آلاف مقاتل ( معتمدا في تحديد هذا العدد على الأخ الكاتب مجاهد ديرانية ) . وهؤلاء المقاتلون ليس لديهم كفايتهم من السلاح والعتاد ، والناس في الداخل عنهم غافلون . علما بأن منطقة الساحل السوري ، يجب أن تنال أكبر قدر من العناية والاهتمام . فهي بمثابة الخط الأول من العدو ، والخطر الذي يتهددنا من قبلها هو أشد الأخطار جميعا . فعين النظام في النهاية عليها ، وهي ملاذه الأخير ، وإليها سيفر ، وفيها سوف يتحصن ، ومنها سوف يستمر تدمير سوريا بصواريخ سكود بعيدة المدى لعشرات السنين .. ولمن لم يعرف هذه المعلومة أقول : الآن .. الآن .. هنالك صواريخ سكود تنطلق من البواخر الحربية الروسية باتجاه الشرق إلى حلب ودير الزور والرقة والطبقة يوميا . ويراها أهل الساحل بأم أعينهم .. ولا أحد يتحدث عنها . والكل يعتم عليها .
.
أيها المحاربون .. أيها الثوار المقاتلون في حلب ودمشق وحمص .. اسألوا أهل الساحل عن هذه الصواريخ ، وسوف يأتيكم الخبر اليقين ، وتعلموا أن روسيا مشاركة عمليا في سفك دماء السوريين ...
أرى أن يمد أهل الساحل بمائة ألف مقاتل ، وأن يزودوا بما أمكن من سلاح ، وأن ينتشر هؤلاء المقاتلون بين الأدغال ، التي تغطي تلك الجبال .. وأرى أن تُبيَّتَ قرى العلويين قرية قرية ، وتهدم فوق رؤوس أهلها ، وكفانا غباء واستهتارا ..
يا شيخ عرعور ، إن زعيقك خلف الميكرفون ، وفتاواك المسيسة مراعاة للعلويين ، لن تحول دون تقسيم سوريا ، ادع الناس إلى التخطيط بصمت ، وإلى ضرب العدو بصمت ، ومرهم أن ينكلوا بقرى العلويين كما نكلوا هم بمدننا وقرانا وأريافنا شر تنكيل .. الحرب لا ينفع فيها اللين . الحرب حربٌ : ضربٌ بضرب ، وموتٌ بموت ، وهدمٌ بهدم ، وتحريقٌ بتحريق . ( ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) .. لقد بيَّتَ رسول الله أعداءه ولم تأخذه فيهم رحمة ، وحرَّق نخيل يهود بني النضير حين دعاه الموقف إلى ذلك .. فإلى متى نداهن هؤلاء الكلاب .؟ ولماذا مداهنتهم .؟؟ هل من الحكمة والدين أن نسمح بخراب سوريا وهدمها فوق رؤوس سكانها ، ونكتفي بالصراخ خلف الميكرفون ، قائلين للقتلة : نحن لن نضرب قراكم ، ولن نسوأكم في أهليكم ، إكراما لبعض أبناء طائفتكم الشرفاء ، الذين انضموا للثورة ..
كم عدد هؤلاء الشرفاء من العلويين المنشقين .. أخرجوا أهل هؤلاء من أماكنهم ، وأسكنوهم في بيوتنا ، واسمحوا لنا بهدم القرى العلوية الموالية للنظام عن آخرها .. لئلا تقسم سوريا ، وتقام فيها دولة للعلويين المارقين .
بقلم : أبو ياسر السوري
فكرة الدويلة العلوية ، أثيرت منذ أكثر من عام ، فكان الكُتَّاب حيالها ما بين محذر منذر من وقوع هذا الخطر ، أو مستنكر مستبعد إمكان قيام هذه الدويلة ، معتبرا الحديث فيها لا يجيء بخير ، وقد ينطوي على كثير من الضرر . فالذين حذروا من إقامة دويلة علوية كانوا يستحضرون فكرة المؤامرة ، التي يعيش العرب عقدتها ، ويفسرون كل شيء على أساسها .. وأما الذين يستنكرون ويستبعدون فيرون أن قيام هكذا دويلة هو ضرب من المستحيل ... وما هي إلا أيام ونامت الفكرة ، وتحولت عنها الأنظار إلى الوقائع المفجعة على الأرض .
وأخيرا استيقظت هذه الفكرة من جديد ، حتى صار الحديث عنها عبر القنوات التلفزيونية ، وصارت فكرتها تثار كأحد الطروحات البديلة لدى الغربيين ، ناهيك عن تشجيع إيران وروسيا والصين وإسرائيل ،على إقامة هذه الدويلة ، التي يريدونها شوكة مؤلمة في خاصرة سوريا . والتي ستقدم لكل واحدة من هذه الدول خدمات لا تحلم بها من دونها ..
فإيران من مصلحتها أن تكون هذه الدويلة المسخة ، التابعة لها ، لتحقق بذلك خدمة للنصيريين الموالين لها في لواء اسكندرون بتركيا حاليا ، وتمتد ما بين البحر الأبيض المتوسط غربا ، ونهر العاصي شرقا ، وتنساب جنوبا إلى جبال عكار في لبنان ، ثم تنعطف شرقا لتأخذ حمص والحولة وتدمر وهكذا إلى الحدود مع الجزء الجنوبي الغربي من العراق .. مما سيجعل ما تبقى من سوريا لقمة سائغة لإيران فيما بعد ، ولن تتورع إيران والعراق التابعة لها آنذاك من شن حرب كاسحة لضم سوريا السنية إلى منطقة نفوذها ، وإبادة أكثر أهلها وإذلال الباقين وقهرهم بكل أنواع القهر والإذلال ...
أما روسيا ، فهي الآن حليفة إيران ، ويسرها ما يسر إيران ، ثم إنه سيكون لها محط قدم راسخ في الساحل السوري ، أضف إلى ذلك أن بشار الأسد قد منح الروس حق التنقيب عن الغاز الطبيعي ، الذي اكتشف أخيرا في المناطق التابعة للميادين والرقة ودير الزور . وأن المرابح التي ستنالها روسيا من هذا المشروع أكثر من 800 مليار دولار أمريكي ... لهذا ستعمل روسيا بكل ثقلها على أن تكون هذه المنطقة الغازية من نصيب الدويلة العلوية ...
وأما الصين ، فهي حريصة أيضا على تقديم خدمات لإيران بالموافقة على مشروع الدويلة العلوية ، وذلك رعاية لمصالحها لدى إيران ، فمن المعلوم أنه في عام 2004 قد تم إبرام اتفاق طاقة عملاق بين البلدين ، بقيمة 70 مليار دولار ، تزود بموجبه إيران الصين بالغاز المسال والنفط ، والذي تقدر احتياطياته بنحو ثلاثة مليارات برميل ، ومن بنود هذا الاتفاق أن تشتري الشركة الصينية بموجب مذكرة التفاهم 250 مليون طن من الغاز المسال على مدى ما بين 25 – 30 سنة من إيران ، إضافة إلى اتفاق آخر لبناء مصفاة تكثيف غاز في مدينة بندر عباس ...
وأما إسرائيل ، فهي تعتبر العلويين النصيريين حلفاءها في المنطقة ، وكذلك شعور النصيريين تجاه اليهود ، وأذكركم بالوثيقة التي طالب بها العلويون من فرنسا أن لا تغادر سوريا ، وإذا أصرت فرنسا على المغادرة ، فهم يرجون منها أن تمنحهم دويلة علوية ، تحفظهم من شر المسلمين من أبناء السنة . وقد صرحوا في تلك الوثيقة بأنهم ليسوا مسلمين ، وتعهدوا بأن يكونوا حلفاء لإسرائيل في المنطقة ...
ونحن نعلم أن الغرب الأوربي وأمريكا راعية إسرائيل الأول ، كلهم ينفذون رغبات إسرائيل ، ولا ما نع لديهم من تقسيم سوريا ...
وهنا أنبه إلى أمر آخر ، وهو أنه لا مانع لدى إيران من إقامة علاقات ودية واعتراف صريح بالكيان الإسرائيلي .. فإيران الآن تقيم أكبر العلاقات التجارية بينها وبين إسرائيل .. وهذا مثبت بالوثائق ، وليس ادعاء من غير دليل ..
ومن هنا يجب أن لا يبقى لدينا ذرة من الشك ، في أن العالم كله يفكر جديا في تقسيم سوريا ، وإقامة دويلة علوية تخدم مصالحهم في المنطقة ، وتكون رديفا لإسرائيل ...
وهنا يثور السؤال الأهم : هل يمكن للعالم أن يقسم سوريا ، ويفرض هذه الدويلة العلوية على السوريين .؟
والجواب : ( نعم ) و ( لا ) .. ( نعم ) يمكن تقسيم سوريا إذا سمحنا بذلك ، وفرطنا في حماية ترابها ، وقعدنا عن الذود عنها .. أما إذا وقفنا صفا واحدا ، وناضلنا نضالا حقيقيا ضد التقسيم ، فلن يتمكن أهل الأرض مجتمعين على تحقيق هذا المطلب ولو اجتمعوا له .
المجتمع الدولي منافق ، لا يمكنه المجاهرة بما يضمر في هذه القضية ، لأن فيها مخالفة لأعراف وقوانين دولية ، ولهذا تجد روسيا تتنصل من تبعات وقوفها مع بشار الأسد ، وتتذرع بأنها لا توافق على إسقاط الحكم بالقوة ، لأنه يخالف القانون الدولي .. وكذلك تفعل الدول الغربية ، فهم يصرحون بضرورة رحيل الأسد ، ولا ينزعون الشرعية عنه ، ويستنكرون قتل المدنيين ولا يسمحون بمحاكمة القتلة في لاهاي ...
المجتمع الدولي لا يستطيع فرض التقسيم بالقوة ، ومن زج نفسه في هذا المستنقع ، فمصيره أن يغرق فيه ويخسر كل شيء ، ثم يضطر إلى الخروج مذؤوما مدحورا ...
وهنا يجيء السؤال الثاني : كيف نمنع التقسيم ، ونحول دون قيام هذه الدويلة العلوية .؟
لست عسكريا يعمل الآن في الميدان ، حتى أتمكن من تقدير الموقف الصحيح على الأرض ، ولكنني من خلال تتبعي للمعارك ، وبؤر الصراع المتعددة في شرق سوريا وغربها .. جنوبها وشمالها .. ألاحظ أن الساحل ما زال مهمشا .. وأن أبناء السنة فيه أشبه برهائن ، رقابهم على حد المقصلة ، وأن قتلهم لا يكلف العدو النصيري إلا أن يسمح لسكين مقصلته أن تفصل هذه الأعناق عن أجسادها ...
فالمدن الساحلية : اللاذقية وجبلة وبانياس وطرطوس ، مقموعة قمعا ليس له نظير .. ولا يمر يوم إلا ويعتقل من أبناء السنة أعداد كبيرة ، تتعرض للإهانة والتعذيب وربما الذبح أيضا ..
وليس في الساحل كله مقاومة تذكر إلا في جبل الأكراد شرق اللاذقية ، وجبل التركمان شمال اللاذقية .. وليس في هذين الجبلين سوى ستة آلاف مقاتل ( معتمدا في تحديد هذا العدد على الأخ الكاتب مجاهد ديرانية ) . وهؤلاء المقاتلون ليس لديهم كفايتهم من السلاح والعتاد ، والناس في الداخل عنهم غافلون . علما بأن منطقة الساحل السوري ، يجب أن تنال أكبر قدر من العناية والاهتمام . فهي بمثابة الخط الأول من العدو ، والخطر الذي يتهددنا من قبلها هو أشد الأخطار جميعا . فعين النظام في النهاية عليها ، وهي ملاذه الأخير ، وإليها سيفر ، وفيها سوف يتحصن ، ومنها سوف يستمر تدمير سوريا بصواريخ سكود بعيدة المدى لعشرات السنين .. ولمن لم يعرف هذه المعلومة أقول : الآن .. الآن .. هنالك صواريخ سكود تنطلق من البواخر الحربية الروسية باتجاه الشرق إلى حلب ودير الزور والرقة والطبقة يوميا . ويراها أهل الساحل بأم أعينهم .. ولا أحد يتحدث عنها . والكل يعتم عليها .
.
أيها المحاربون .. أيها الثوار المقاتلون في حلب ودمشق وحمص .. اسألوا أهل الساحل عن هذه الصواريخ ، وسوف يأتيكم الخبر اليقين ، وتعلموا أن روسيا مشاركة عمليا في سفك دماء السوريين ...
أرى أن يمد أهل الساحل بمائة ألف مقاتل ، وأن يزودوا بما أمكن من سلاح ، وأن ينتشر هؤلاء المقاتلون بين الأدغال ، التي تغطي تلك الجبال .. وأرى أن تُبيَّتَ قرى العلويين قرية قرية ، وتهدم فوق رؤوس أهلها ، وكفانا غباء واستهتارا ..
يا شيخ عرعور ، إن زعيقك خلف الميكرفون ، وفتاواك المسيسة مراعاة للعلويين ، لن تحول دون تقسيم سوريا ، ادع الناس إلى التخطيط بصمت ، وإلى ضرب العدو بصمت ، ومرهم أن ينكلوا بقرى العلويين كما نكلوا هم بمدننا وقرانا وأريافنا شر تنكيل .. الحرب لا ينفع فيها اللين . الحرب حربٌ : ضربٌ بضرب ، وموتٌ بموت ، وهدمٌ بهدم ، وتحريقٌ بتحريق . ( ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) .. لقد بيَّتَ رسول الله أعداءه ولم تأخذه فيهم رحمة ، وحرَّق نخيل يهود بني النضير حين دعاه الموقف إلى ذلك .. فإلى متى نداهن هؤلاء الكلاب .؟ ولماذا مداهنتهم .؟؟ هل من الحكمة والدين أن نسمح بخراب سوريا وهدمها فوق رؤوس سكانها ، ونكتفي بالصراخ خلف الميكرفون ، قائلين للقتلة : نحن لن نضرب قراكم ، ولن نسوأكم في أهليكم ، إكراما لبعض أبناء طائفتكم الشرفاء ، الذين انضموا للثورة ..
كم عدد هؤلاء الشرفاء من العلويين المنشقين .. أخرجوا أهل هؤلاء من أماكنهم ، وأسكنوهم في بيوتنا ، واسمحوا لنا بهدم القرى العلوية الموالية للنظام عن آخرها .. لئلا تقسم سوريا ، وتقام فيها دولة للعلويين المارقين .