سخروا من كثرة اللجان المعلنة وطالبوا القذافي بالتفسير

بعد ساعات قليلة على الخطاب الثالث للرئيس السوري بشار الأسد، انتشرت في المنتديات ومواقع الانترنت عشرات التعليقات التي طالت مختلف الجوانب التي تحدث عنها الرئيس، بأسلوب غلبت عليه السخرية.

فتعليقاً على وصف الأسد المؤامرات بالجراثيم التي "تتكاثر في كل مكان ولا يمكن إبادتها وإنما يمكن العمل على تقوية المناعة في أجسادنا لصدها" يعلّق أحدهم بالقول "الجراثيم تريد إسقاط النظام"، ويضيف آخر "خطاب الأسد اليوم كان برعاية ديتول". ويعلّق أحدهم بالقول "اليوم أدركت أنه فضلا عن أن بشار فاشل كرئيس فهو فاشل كطبيب، قال إنه لا أحد يعالج الجراثيم ،إنما يبحثون عن تقوية المناعة وهي معلومة بكل المعايير الطبية خاطئة".




أما الخلاصة فهي- بالنسبة لأحدهم- "السوريون جراثيم بينما الليبيون جرذان"، في تذكير بالخطاب الأول للزعيم الليبي معمر القذافي.

وفي الخطاب، ذكر الرئيس السوري أن أعداد الخارجين على القانون والمطلوبين للعدالة زاد عن 64 ألف شخص، وهو رقم استدعى استهجان الكثيرين، ليتساءل أحدهم "إذا كان هناك 64 ألفا و400 و(كسور) شخص فروا من العدالة في سوريا، فأين أجهزة الأمن يا سيادة الرئيس؟". ويضيف آخر "لا أدري كيف يريد الأسد إقناعنا بأنه دخلت على سوريا سيارات دفع رباعي، ومركبة عليها أسلحة لمواجهة المروحيات، وشبكات اتصال متطورة جدا. السؤال: أين كانت الدولة؟".

ولم يسلم مكان إلقاء الخطاب، الذي كان في جامعة دمشق، من التعليقات، فتساءل أحدهم "هل معقول أن طلاب جامعة دمشق أصبحوا جميعا فوق الخمسين عاما ويلبسون البدلات الرسمية؟. يبدو أن أحوال الجامعة قد تغيرت بعد أن تركتها"، ويضيف آخر "خطاب في الجامعة ولا يوجد طلاب؟".

وعن عدد اللجان التي تحدث الأسد عن تشكيلها، وضع أحد المعلّقين ملخصاً بها على شاكلة "لجنة أولى لوضع آليات الحوار الوطني، لجنة ثانية لدراسة الآليات التي توصلت لها اللجنة الأولى، لجنة ثالثة لصياغة النص القانوني لآليات الحوار، لجنة رابعة مسؤولة عن طرح النص القانوني على الرأي العام، لجنة خامسة لدراسة نتائج طرح النص القانوني على الرأي العام، لجنة سادسة لتعيين أعضاء لجنة الحوار الفعلي، لجنة سابعة للإشراف على عمل اللجان السابقة‎".

كذلك طالت التعليقات كاتب خطاب الأسد، فكتب أحدهم "إذا أراد الله بحاكم عربي سوءا، سلط عليه كاتب خطاباته".

وفي مقارنة مع خطابات الزعيم الليبي معمر القذافي، مالت الكفة لصالح الأخير، الذي اعتبره البعض "أكثر متعة"، فيما رفع آخر راية "الشعب السوري يطالب القذافي بتفسير خطاب الأسد". ويقول ثالث "القذافي قال إلى الأمام والأسد قال: لا يمكن العودة إلى الوراء".

وعلى صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد" على موقع "فيسبوك"، التي يتابعها أكثر من 200 ألف شخص، تقول إحدى التعليقات "في أول رد فعل جماعي من نوعه لدى السوريين، قام الشعب السوري كاملاً بتدمير الملايين من أجهزة التلفاز على اختلاف أنواعها"، في استهجان لمضمون الخطاب.

وأخيراً، "أحد الأذكياء وصف النسق الذي تنتمي إليه خطابات الرئيس السوريّ على النحو التالي: "إذا أردنا أن ندخل إلى غرفة كان علينا أن نفتح الباب، ولكي نفتح الباب ينبغي أن يكون هناك مفتاح، ومن أجل أن يكون هناك مفتاح لا بدّ من وجود صانع مفاتيح، ووجود صانع مفاتيح يعني أنّ وضع المهن عندنا على أحسن ما يكون، وعندما تكون المهن على هذا النحو نستنتج أنّ الأمّة في أفضل أحوالها، وهذا يعني أنّ في الوسع تشكيل لجان لمناقشة كلّ الأمور العالقة بما فيها دخول الغرفة..".