يا رابطة علماء المسلمين ، لماذا تأمرون بالجهاد ولا تجاهدون ؟
بقلم : أبو ياسر السوري
يا رابطة علماء المسلمين في سوريا ، بكل فروعها ، في دمشق وحلب وحمص وحماة وكل المدن السورية .. أيها العلماء الدعاة المتواجدون في دول الخليج قاطبة ، أيها المجاورون في مكة والمدينة ، أيها العلماء السوريون الذين تعقدون المؤتمرات الإسلامية في إستنبول وغيرها من البلدان الإسلامية وغير الإسلامية .. أيها الإخوان المسلمون ، أيها السلفيون ، أيها الصوفيون ، أيها المتدينون المحايدون ... إليكم جميعا أوجه كلمتي هذه . لعلها تلامس قلوبا منكم ، فتثير الرحمة فيها ، أو تلامس عقولا فتشعركم بمخاطر أنتم ساهون عنها ، أو تذكر منكم ناسيا ، أو توقظ غافلا ، أو تحرك فيكم حمية دينية ، أو حمية وطنية . أو تدفعكم إلى التفكير في المستقبل الذي ينتظركم فيما لو انتصرت – لا قدر الله - هذه العصابة الحاكمة عليكم .؟
ألم تسمعوا بخراب سوريا ودمارها .؟ ألم تشاهدوا عبر القنوات التلفزيونية ما يجري في مدنكم وأريافكم .؟ لقد هدمت المساجد ، وديست المصاحف ، وانتهكت الأعراض ، وذبح الأطفال ، ولم يبق أحد في داخل سوريا إلا مسه طرف من الذل والهوان .
عن أي مدينة أحدثكم .؟ عن دير الزور التي سويت مبانيها بالأرض ، أم عن حمص التي تنام على القصف وتستيقظ عليه .؟ أم عن دمشق التي دمرت كل الأحياء والمدن المحيطة بها .؟ أم عن حلب التي دفعت الفاتورة أضعافا مضاعفة من الدماء والأشلاء .؟ أم أحدثكم عن إدلب والمعرة وجسر الشغور وما عاث الطغاة فيها من خراب ودمار ؟ أم أحدثكم عن الرقة والميادين والحسكة وعين العرب وجرابلس وعزاز والباب ؟ عن ماذا أحدثكم ولم يسلم من قصف طيران الأسد شيء ، لا حجر ولا شجر ولا بشر ، و لا عاصمة ولا محافظة ولا بلدة ولا قرية ولا بيت شعر في البادية .. إي والله ، فقد رأينا طيران الأسد يقصف بيوت الشعر في البادية ، ويقصف ما كان حولها من سرح وأغنام وحُمُر ...
أحدثكم عن السجون التي امتلأت بالمعتقلين ؟ أم أحدثكم عن المدارس التي حولها الطغاة إلى سجون ، أم أحدثكم عن الملاعب التي حولوها إلى معتقلات .. أم أحدثكم عن المساجين الذين ينقلون في البواخر ، ويرحلون إلى إيران ، ليقوموا بقتلهم هناك ، ويرموا بأجسادهم في عرض البحر طعاما للأسماك .؟
يا رابطة علماء المسلمين في سوريا ، يا أمة لا إله إلا الله في بلاد الشام ، إياكم أخاطب قبل الآخرين ، ألم يأتكم نبأ المشردين الذين تجاوزوا اليوم السبعة ملايين .؟ ألم تعلموا أن عدد الحرائر المغتصبات من المسلمات قد تجاوز السبعة عشر ألفاً .؟ ألم تعلموا أن عدد القتلى تجاوز السبعمائة ألف فيهم آلاف الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء .؟
لقد مر على هذه المأساة عامان ، وما أراكم تحركتم حتى الآن خطوة واحدة تبرئ ساحتكم عند لله .
أمرنا الله بوحدة الكلمة ، فترجمنا هذه الوحدة بالبيت الشامي والبيت الحلبي والبيت الحمصي والبيت الحموي والبيت الإدلبي وبيت الساحل وبيت الداخل وبيت أبناء الفرات وبيت المدينة وبيت الريف . إلى آخر ما هنالك من تقسيمات وبيوتات .!!
وأمرنا الله بأن نجاهد بأموالنا في سبيل الله ، فاجتهدنا في جمع التبرعات ، وجادت أيدي الخيرين بملايين الدولارات ، فجمع المال ولكنه لم يصل إلى المجاهدين ، ولم يواس منه المشردون ، وإنما ضاع الكثير منه في إقامة المؤتمرات ، وعمل الحفلات ، لإلقاء الخطب الرنانة ، والتغني بأناشيد الجهاد . ونحن أبعد ما نكون عن الجهاد والاستشهاد .
وأمرنا الله بأن نجاهد بأنفسنا في سبيل الله ، فقلنا إلا هذه ، وسرعان ما كانت الفتيا حاضرة ، فقال قائل العلماء : الجهاد فرض كفاية ، إذا قام به البعض سقط عن الباقين .. وقعد العلماء ، وانبرى للجهاد الشباب المتحمس ، فحملوا الراية ، وراحوا يصارعون غمرات الموت في الميادين ، وعلماؤنا جالسون خلف الركب بآلاف الأميال . وصار الشاب العادي من أقوى الناس إيمانا ، وبقي العلماء يقولون ما لا يفعلون ، وهم الذين ما فتئوا يقرؤون قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) .
رأيت صورا لأكثر من رابطة للعلماء في سوريا ، بعضها يمثل علماء دمشق ، وبعضها يمثل علماء حلب وبعضها يمثل علماء حمص .. فكان هؤلاء العلماء في كل صورة عرضت لهم ، وكأنهم كانوا مدعوين لحفلة زفاف . فالثياب ناصعة البياض ، واللحى حالكة السواد ، والعمائم كالصحون الطائرة .. وتسمع كلامهم ، فلا تشعر أنهم يعيشون آلام الناس . ولا يحسون بمآسيهم .
ولئلا يطول حديثنا في غير طائل ، أحب أن أعلق على البيان الأخير لرابطة علماء سوريا .. وكذبوني إن كان مظهرهم يشير إلى أنهم يخافون الله ، و والله ما أرى إلا وجوها تتاجر بدين الله ، ابتغاء السمعة والجاه . لأن أفعالهم تكذب أقوالهم . فها هم يدعون إلى الجهاد في سبيل الله وهم عنه قاعدون ، فمن بين علماء هذه الرابطة شباب قادرون على حمل السلاح ، فعلام يكتفون بالبروز أمام الكاميرات في زينتهم مكحلين ، لماذا لا ينفرون طلبا للجهاد في مقدمة الناس ؟ لماذا لا يرفعون بسواعدهم راية الجهاد في سبيل الله ويتقدمون الصفوف .؟ لماذا لا يفعلون كما فعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
لقد أعلن علماء الرابطة في بيانهم الأخير عن النفير العام ، ومقتضى ذلك أنه لا يجوز بعد هذا الإعلان أن يتخلف أحد عن اللحاق بأرض المعركة . وأرضُ المعركة الآن في سوريا ، وليست في تركيا ولا عمان ولا لبنان ولا لندن ولا دول الخليج .. فهل يرضي الله أن نجلس بعد الآن في المدينة المنورة أو في مكة المكرمة ، ونحمد الله على الإقامة في أرض الحرمين .. تاركين البلد نهبا للمجوس القادمين من قم وإيران ، أو لأذيال إيران من الرافضة في لبنان . أو للنصيريين الذين لا يدينون بدين .؟
توجهوا أيها السوريون إلى أرض المعركة ، ولا تقولوا كما قالت بنو إسرائيل ( لن ندخلها ما داموا فيها ) وتذكروا أنهم حين قالوا ذلك ، وأحجموا عن الجهاد في سبيل الله ، عاقبهم الله بالتشرد والتيه أربعين عاما في صحراء سيناء ...
يا رابطة العلماء ، ألم يأتكم خبر أبي طلحة رضي الله عنه .؟ عن أنس بن مالك ، أن أبا طلحة رضي الله عنه قرأ سورة براءة فأتى على هذه الآية ( انفروا خفافا وثقالا ) قال : أرى ربنا يستنفرنا شيوخا وشبابا .. وفي لفظ : فقال : ما أسمع الله عَذَرَ أحدا ، جهزوني ... قال بنوه : يرحمك الله تعالى ، قد غزوتَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات ، وغزوت مع أبي بكر حتى مات ، وغزوت مع عمر حتى مات ، فنحن نغزو عنك . فأبى ، فركب البحر ، فمات . فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد تسعة أيام ، فلم يتغير ، فدفنوه فيها ) .
هكذا فهم أصحاب رسول الله هذه الآية ، لقد فهموها على وجهها الحقيقي ، وعلموا أن الله سبحانه وتعالى قد استنفر بهذه الآية جميع الناس بدون استثناء ( انفروا خفافا وثقالا ) أي نشطاء ومتقاعسين ، مشاغيل وفارغين ، موسرين ومعسرين ، فتيانا وكهولا .. شبابا وشيوخا ، علماء وجهالا .. فيا أيها العلماء ، لا تأمروا الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب . وتذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاض المعارك بنفسه ، وسقط في حفرة يوم أحد ، فشج وجهه الشريف ، وثبت يوم حنين حين فر من حوله أصحابه ، فكان -بأبي هو وأمي - يقول في ذلك الظرف العصيب : أنا النبي لا كذب . أنا ابن عبد المطلب .. فأين أنتم من التأسي به صلى الله عليه وسلم في جهاده ونضاله وثباته وتضحياته .؟
بقلم : أبو ياسر السوري
يا رابطة علماء المسلمين في سوريا ، بكل فروعها ، في دمشق وحلب وحمص وحماة وكل المدن السورية .. أيها العلماء الدعاة المتواجدون في دول الخليج قاطبة ، أيها المجاورون في مكة والمدينة ، أيها العلماء السوريون الذين تعقدون المؤتمرات الإسلامية في إستنبول وغيرها من البلدان الإسلامية وغير الإسلامية .. أيها الإخوان المسلمون ، أيها السلفيون ، أيها الصوفيون ، أيها المتدينون المحايدون ... إليكم جميعا أوجه كلمتي هذه . لعلها تلامس قلوبا منكم ، فتثير الرحمة فيها ، أو تلامس عقولا فتشعركم بمخاطر أنتم ساهون عنها ، أو تذكر منكم ناسيا ، أو توقظ غافلا ، أو تحرك فيكم حمية دينية ، أو حمية وطنية . أو تدفعكم إلى التفكير في المستقبل الذي ينتظركم فيما لو انتصرت – لا قدر الله - هذه العصابة الحاكمة عليكم .؟
ألم تسمعوا بخراب سوريا ودمارها .؟ ألم تشاهدوا عبر القنوات التلفزيونية ما يجري في مدنكم وأريافكم .؟ لقد هدمت المساجد ، وديست المصاحف ، وانتهكت الأعراض ، وذبح الأطفال ، ولم يبق أحد في داخل سوريا إلا مسه طرف من الذل والهوان .
عن أي مدينة أحدثكم .؟ عن دير الزور التي سويت مبانيها بالأرض ، أم عن حمص التي تنام على القصف وتستيقظ عليه .؟ أم عن دمشق التي دمرت كل الأحياء والمدن المحيطة بها .؟ أم عن حلب التي دفعت الفاتورة أضعافا مضاعفة من الدماء والأشلاء .؟ أم أحدثكم عن إدلب والمعرة وجسر الشغور وما عاث الطغاة فيها من خراب ودمار ؟ أم أحدثكم عن الرقة والميادين والحسكة وعين العرب وجرابلس وعزاز والباب ؟ عن ماذا أحدثكم ولم يسلم من قصف طيران الأسد شيء ، لا حجر ولا شجر ولا بشر ، و لا عاصمة ولا محافظة ولا بلدة ولا قرية ولا بيت شعر في البادية .. إي والله ، فقد رأينا طيران الأسد يقصف بيوت الشعر في البادية ، ويقصف ما كان حولها من سرح وأغنام وحُمُر ...
أحدثكم عن السجون التي امتلأت بالمعتقلين ؟ أم أحدثكم عن المدارس التي حولها الطغاة إلى سجون ، أم أحدثكم عن الملاعب التي حولوها إلى معتقلات .. أم أحدثكم عن المساجين الذين ينقلون في البواخر ، ويرحلون إلى إيران ، ليقوموا بقتلهم هناك ، ويرموا بأجسادهم في عرض البحر طعاما للأسماك .؟
يا رابطة علماء المسلمين في سوريا ، يا أمة لا إله إلا الله في بلاد الشام ، إياكم أخاطب قبل الآخرين ، ألم يأتكم نبأ المشردين الذين تجاوزوا اليوم السبعة ملايين .؟ ألم تعلموا أن عدد الحرائر المغتصبات من المسلمات قد تجاوز السبعة عشر ألفاً .؟ ألم تعلموا أن عدد القتلى تجاوز السبعمائة ألف فيهم آلاف الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء .؟
لقد مر على هذه المأساة عامان ، وما أراكم تحركتم حتى الآن خطوة واحدة تبرئ ساحتكم عند لله .
أمرنا الله بوحدة الكلمة ، فترجمنا هذه الوحدة بالبيت الشامي والبيت الحلبي والبيت الحمصي والبيت الحموي والبيت الإدلبي وبيت الساحل وبيت الداخل وبيت أبناء الفرات وبيت المدينة وبيت الريف . إلى آخر ما هنالك من تقسيمات وبيوتات .!!
وأمرنا الله بأن نجاهد بأموالنا في سبيل الله ، فاجتهدنا في جمع التبرعات ، وجادت أيدي الخيرين بملايين الدولارات ، فجمع المال ولكنه لم يصل إلى المجاهدين ، ولم يواس منه المشردون ، وإنما ضاع الكثير منه في إقامة المؤتمرات ، وعمل الحفلات ، لإلقاء الخطب الرنانة ، والتغني بأناشيد الجهاد . ونحن أبعد ما نكون عن الجهاد والاستشهاد .
وأمرنا الله بأن نجاهد بأنفسنا في سبيل الله ، فقلنا إلا هذه ، وسرعان ما كانت الفتيا حاضرة ، فقال قائل العلماء : الجهاد فرض كفاية ، إذا قام به البعض سقط عن الباقين .. وقعد العلماء ، وانبرى للجهاد الشباب المتحمس ، فحملوا الراية ، وراحوا يصارعون غمرات الموت في الميادين ، وعلماؤنا جالسون خلف الركب بآلاف الأميال . وصار الشاب العادي من أقوى الناس إيمانا ، وبقي العلماء يقولون ما لا يفعلون ، وهم الذين ما فتئوا يقرؤون قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) .
رأيت صورا لأكثر من رابطة للعلماء في سوريا ، بعضها يمثل علماء دمشق ، وبعضها يمثل علماء حلب وبعضها يمثل علماء حمص .. فكان هؤلاء العلماء في كل صورة عرضت لهم ، وكأنهم كانوا مدعوين لحفلة زفاف . فالثياب ناصعة البياض ، واللحى حالكة السواد ، والعمائم كالصحون الطائرة .. وتسمع كلامهم ، فلا تشعر أنهم يعيشون آلام الناس . ولا يحسون بمآسيهم .
ولئلا يطول حديثنا في غير طائل ، أحب أن أعلق على البيان الأخير لرابطة علماء سوريا .. وكذبوني إن كان مظهرهم يشير إلى أنهم يخافون الله ، و والله ما أرى إلا وجوها تتاجر بدين الله ، ابتغاء السمعة والجاه . لأن أفعالهم تكذب أقوالهم . فها هم يدعون إلى الجهاد في سبيل الله وهم عنه قاعدون ، فمن بين علماء هذه الرابطة شباب قادرون على حمل السلاح ، فعلام يكتفون بالبروز أمام الكاميرات في زينتهم مكحلين ، لماذا لا ينفرون طلبا للجهاد في مقدمة الناس ؟ لماذا لا يرفعون بسواعدهم راية الجهاد في سبيل الله ويتقدمون الصفوف .؟ لماذا لا يفعلون كما فعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
لقد أعلن علماء الرابطة في بيانهم الأخير عن النفير العام ، ومقتضى ذلك أنه لا يجوز بعد هذا الإعلان أن يتخلف أحد عن اللحاق بأرض المعركة . وأرضُ المعركة الآن في سوريا ، وليست في تركيا ولا عمان ولا لبنان ولا لندن ولا دول الخليج .. فهل يرضي الله أن نجلس بعد الآن في المدينة المنورة أو في مكة المكرمة ، ونحمد الله على الإقامة في أرض الحرمين .. تاركين البلد نهبا للمجوس القادمين من قم وإيران ، أو لأذيال إيران من الرافضة في لبنان . أو للنصيريين الذين لا يدينون بدين .؟
توجهوا أيها السوريون إلى أرض المعركة ، ولا تقولوا كما قالت بنو إسرائيل ( لن ندخلها ما داموا فيها ) وتذكروا أنهم حين قالوا ذلك ، وأحجموا عن الجهاد في سبيل الله ، عاقبهم الله بالتشرد والتيه أربعين عاما في صحراء سيناء ...
يا رابطة العلماء ، ألم يأتكم خبر أبي طلحة رضي الله عنه .؟ عن أنس بن مالك ، أن أبا طلحة رضي الله عنه قرأ سورة براءة فأتى على هذه الآية ( انفروا خفافا وثقالا ) قال : أرى ربنا يستنفرنا شيوخا وشبابا .. وفي لفظ : فقال : ما أسمع الله عَذَرَ أحدا ، جهزوني ... قال بنوه : يرحمك الله تعالى ، قد غزوتَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات ، وغزوت مع أبي بكر حتى مات ، وغزوت مع عمر حتى مات ، فنحن نغزو عنك . فأبى ، فركب البحر ، فمات . فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد تسعة أيام ، فلم يتغير ، فدفنوه فيها ) .
هكذا فهم أصحاب رسول الله هذه الآية ، لقد فهموها على وجهها الحقيقي ، وعلموا أن الله سبحانه وتعالى قد استنفر بهذه الآية جميع الناس بدون استثناء ( انفروا خفافا وثقالا ) أي نشطاء ومتقاعسين ، مشاغيل وفارغين ، موسرين ومعسرين ، فتيانا وكهولا .. شبابا وشيوخا ، علماء وجهالا .. فيا أيها العلماء ، لا تأمروا الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب . وتذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاض المعارك بنفسه ، وسقط في حفرة يوم أحد ، فشج وجهه الشريف ، وثبت يوم حنين حين فر من حوله أصحابه ، فكان -بأبي هو وأمي - يقول في ذلك الظرف العصيب : أنا النبي لا كذب . أنا ابن عبد المطلب .. فأين أنتم من التأسي به صلى الله عليه وسلم في جهاده ونضاله وثباته وتضحياته .؟