لا يزال النظام السوري يظن أنه يستطيع أن يستهبل الشعب السوري والعالم من خلال محاضرات فلسفية على نمط البيضة قبل الدجاجة أو العكس، وكأن بشار الأسد لا يزال يظن أن بمقدوره إعطاء محاضرات في تقعر الخطاب والحديث والفلسفة على غرار ما فعله يوم خاطب الزعماء العرب في قمة الجامعة العربية، واستمرأ بشار الأسد هذه السياسة، وكان خطابه بالأمس جزءا لا يتجزء من تلك العقلية المريضة التي يظن من خلالها أن الكلام والوعود التافهة المستمرة منذ عهد الأب الهالك وحتى الآن كافية لتخدير الشعوب ..
جاء الرد مدويا أولا من اللاجئين السوريين في تركيا حين رفضوا وعوده بالعودة، وهو ما يشكل له صداعا ويشكل له أزمة دولية بإذن الله تلف عليه الخناق، كما خرجت المظاهرات بعشرات الآلاف في المدن السورية تهتف لا حوار مع القتلة، وردت المعارضة السورية بكافة أطيافها رافضة خطاب الهبل والاستهبال والسيد سوف كما أطلق عليه المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية الأستاذ رياض الشقفي، حيث منذ وصوله إلى السلطة ونحن نسمع ألف سوف في خطاباته ، أما الجارة تركيا فاعتبر رئيسها عبد الله غول أن الخطاب غير كاف، وحذر من سيناريوهات سيئة في المنطقة، بالتوازي كان الرد الأوربي والأميركي والعالمي مطالبين بتشديد العقوبات على النظام السوري، ورافضين للرواية الرسمية عن المخربين ونحو ذلك من الترهات التي لم تعد تنطلي على العالم.
اتحاد علماء المسلمين دعا إلى أن تكون هذه الجمعة جمعة التضامن مع الشعب السوري، ونأمل أن تكون كذلك وعلى مستوى الدعوة وعلى مستوى سورية الأموية التي كانت منارة وحاضرة للخلافة الأموية التي جمعت العالم الإسلامي وانتشرت فيها الفتوحات ما لم تنتشر في غيرها، باختصار النظام السوري لم يعد قادرا على الاستمرار في خطب الاستهبال والهبل ، ولم يعد العالم قادرا على الانصات للغة خشبية مريضة بمرض هذا النظام المجرم القاتل