اعرب الرئيس التركي عبدالله جول عن خشيته من تفاقم الاوضاع في سوريا، مشيرا الى ان الموقف بات واضحا لجميع الاطراف. وقال في تصريحات خاصة لـ ” الشرق ” من انقرة ان خطاب الرئيس بشار الاسد امس كان بمثابة تقييم للموقف من قبله، داعيا الى ضرورة التحرك بأسرع وقت ممكن، والا فان التحرك سيكون متأخرا.
واشار الى انه في حال استمرار اراقة الدماء فان سيناريوهات سيئة حسب وصف الرئيس جول يمكن حدوثها، داعيا لاخذ الحيطة والحذر وحل جميع الموضوعات، مشددا على ضرورة ان تكون هناك مبادرات فعلية وصحيحة، وتقنع الشعب وتلبي متطلباته، واضاف ” والا فان الامور سوف تستمر للاسوأ وستصبح حالة مستعصية “.
وقال: المفروض ان يسود السلام والاستقرار سوريا وان تجاب المطالب الشعبية وتلبي مطالب الشعب وتقنع المجموعات في الشعب السوري وتظهر جدية هذه الاصلاحات، وهذا يمكن ان يكون من الرئيس بشار الاسد، وفي هذه الحالة يجب ان يتخذ خطوات تلبي مطالب الشعب السوري.
وردا على سؤال عما اذا كانت تركيا سوف تستمر في استقبال النازحين السوريين قال جول: اولا نحن لا نرغب بمغادرة احد بلده وداره، لكن في حال استمرار قدوم النازحين الينا فاننا بالتأكيد لن نستطيع رفضهم، كون ذلك يمثل حالات انسانية، واذا ما تفاقمت الحالة الانسانية واتجهوا الى حدودنا فلا يمكن رفض هذه الطلبات.
على صعيد آخر كشفت صحف تركية امس عن قيام الاجهزة الامنية التركية بالقبض على عدد من عملاء المخابرات السورية الذين تم ارسالهم الى الاراضي التركية للقيام بمظاهرات تأييد للرئيس بشار الاسد، ردا على المظاهرات التي تشهدها العديد من المدن السورية المنددة بالقمع الحاصل في سوريا.
التفاصيل
دعا لحوار وطني .. وتحدث عن تعديل الدستور.. وتوعد “مريقي الدماء”.. المعارضة ترد على خطاب الأسد بـ “مظاهرات حاشدة”
دمشق-الشرق-وكالات:
دعا الرئيس السوري بشار الأسد أمس إلى “حوار وطني” لإخراج سوريا من الأزمة التي تواجهها منذ بدء الحركة الاحتجاجية في مارس، مؤكدا أن هذا الحوار يمكن أن يفضي إلى دستور جديد. وقال إن “الحوار سيكون شعار المرحلة المقبلة”. وأضاف في كلمة في جامعة دمشق أن “مستقبل سوريا إذا أردناه أن ينجح مبني على هذا الحوار”، مشيرا إلى أن “لجنة الحوار ستعقد اجتماعا قريبا تدعى إليه مئة شخصية”.وأضاف أن الحوار الوطني قد يؤدي إلى تعديل دستوري أو دستور جديد” وتحدث في هذا السياق عن إمكانية إجراء تعديل يشمل عددا من مواد الدستور بينها المادة الثامنة، في إشارة إلى إمكانية إلغاء هذه الفقرة التي تنص على قيادة حزب البعث للبلاد. وقال الأسد متسائلا “هل نبدأ بتغيير بضع مواد من الدستور بما فيها المادة الثامنة أو يكون من الأفضل تغيير الدستور بالكامل”.
وقال إنه سيشكل لجنة لدراسة تعديل الدستور السوري وأن هذه اللجنة ستطرح توصياتها في غضون شهر. وقال الأسد في ثالث كلمة له منذ بدء الاحتجاجات
“سنعمل على محاسبة كل من أراق الدماء أو تسبب في إراقة الدماء”. وأضاف أن “الضرر الحاصل أصاب الجميع والمحاسبة حق للدولة كما هو حق للأفراد”.وأكد أنه”لا يوجد حل سياسي مع من يحمل السلاح”. وأعلن أن بلاده هدف للمؤامرات بسبب جغرافيتها السياسية المهمة ومواقفها السياسية المتمسكة بمبادئها ومصالحها، وقال إنه لا يعتقد أن سورية “مرت بمرحلة لم تكن فيها هدفا لمؤامرات مختلفة قبل أو بعد الاستقلال لأسباب عديدة بعضها مرتبط بالجغرافية السياسية المهمة لسورية والبعض الآخر مرتبط بمواقفها السياسية المتمسكة بمبادئها ومصالحها”. واعتبر أن “المؤامرات كالجراثيم تتكاثر في كل لحظة وكل مكان لا يمكن إبادتها وإنما يمكن العمل على تقوية المناعة في أجسادنا لصدها”، مضيفاً أن ما “رأيناه من مواقف سياسية وإعلامية ليس بحاجة للكثير من التحليل ليؤكد وجودها”، أي المؤامرات. ورأى أن مواجهة المؤامرات “لا تكون بإضاعة الوقت بالحديث عنها أو بالخوف منها بل تكون بالبحث عن نقاط الضعف الداخلية التي يمكن أن تنفذ منها وترميمها وعندها لا يكون من الأهمية بمكان الحديث عن مخطط رسم في الخارج ونفذ لاحقا في الداخل”. وأضاف “أن ظهور الخلل هو الذي شجع الآخرين على محاولات التدخل لأن الحل هو في معالجة مشاكلنا بأيدينا وتلافي التراكمات التي تضعف مناعتنا الوطنية”.من ناحية أخرى دعا الأسد اللاجئين الذين فروا من بلدة جسر الشغور وقراها إلى تركيا للعودة الى بيوتهم، مؤكدا أن الجيش السوري موجود هناك “من أجل خدمتهم”. وقال” نؤكد على دعوة الحكومة السورية إلى أهالي جسر الشغور وقراها أدعو كل شخص أو عائلة هاجرت من مدينتها إلى العودة”.
وأضاف أن “هناك من يوحي بأن الدولة ستنتقم هذا غير صحيح فالجيش موجود من أجل خدمتهم”. وفي أول رد فعل شعبي على الخطاب نظمت تظاهرات مناهضة للنظام في مدن عدة في سوريا بعد كلمة الأسد حسب ما أعلن ناشطون.
وسار المتظاهرون في مدينة حلب الجامعية وفي سراقب وكفر نبل في محافظة أدلب وحمص حسب ما أعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن.
وأكد أن”المتظاهرين انتقدوا الكلمة التي وصفتهم بأنهم مخربون أو متطرفون”، مؤكدين أنهم “يطالبون بالحرية والكرامة”.وأكد ناشطون آخرون تنظيم تظاهرات في حمص وحلب وأن تظاهرات نظمت أيضا بحماه واللاذقية. حيث نزل المتظاهرون إلى الشوارع بالآلاف من دون انتظار انتهاء كلمة الرئيس مطالبين برحيل الأسد.
واعتبرت “لجان التنسيق المحلية” التي تضم أبرز ناشطي الحركة الاحتجاجية في سوريا أن خطاب الأسد “يكرس الأزمة” وأعلنت استمرار “الثورة” حتى تحقيق أهدافها. كما اعتبرت الناشطة السورية سهير الأتاسي الخطاب “لا يرقى إلى مستوى الأزمة” وسيؤدي إلى تأجيج التظاهرات ضد نظامه.
لندن تخيره بين الإصلاح والاستقالة.. وباريس: بلغ نقطة اللاعودة.. الاتحاد الأوروبي: مصداقية الأسد على المحك
لوكسمبورغ-وكالات:
أعلن الاتحاد الأوروبي استعداده لتشديد عقوباته المفروضة على سوريا، معتبرا أن مصداقية الرئيس السوري بشار الأسد سوف تتوقف على الإصلاحات التي وعد بها، بحسب مسودة إعلان طرح أمس على وزراء الخارجية الأوروبيين لإقرارها. وأكد الاتحاد الأوروبي في الوثيقة التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس أن الاتحاد الأوروبي “يعد بشكل نشط” لتشديد العقوبات المفروضة على سوريا”من خلال تعيين (شخصيات وكيانات) إضافية”. وذكرت المسودة التي وافق على بنودها الممثلون الدائمون لدول الاتحاد الأوروبي ال27 على هامش اجتماع للوزراء بلوكسمبورغ أن “مصداقية وزعامة” الأسد “تتوقفان على الإصلاحات التي وعد بها بنفسه”. وأفادت مصادر دبلوماسية أن العمل يتواصل على مستوى الخبراء من أجل إقرار هذه العقوبات الإضافية بحلول نهاية الأسبوع. ودعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الأسد أمس إلى بدء إصلاحات لإحلال الديمقراطية في بلاده أو “الانسحاب” من السلطة. وأعرب هيغ الذي كان يتحدث على هامش اجتماع مع نظرائه الأوروبيين عن الأمل في أن تتمكن تركيا من استخدام نفوذها لنقل رسالة إلى أعضاء النظام السوري “بأنهم يفقدون شرعيتهم وأنه على الأسد أن يجري إصلاحات أو أن يتنحى”. وأضاف الوزير البريطاني “آمل في أن يكونوا واضحين وصريحين في هذا الخصوص” مع السلطات السورية. وتابع أن “أحداثا مهمة جدا تجري في سوريا. وأقر الاتحاد الأوروبي حتى الآن مجموعتي عقوبات تتضمن تجميد أموال ومنع منح تأشيرات دخول شمل الرئيس السوري ومقربين منه، وسيعمد الآن إلى إضافة أسماء جديدة تتضمن شخصيات وشركات مرتبطة بالنظام. ومن جانبه أكد وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه أن الأسد بلغ “نقطة اللاعودة” مشككا بأن يكون باستطاعته التغيير بعد القمع “المريع في عنفه” الذي مارسه على شعبه. وقال عقب الاجتماع”إن البعض يعتبرون أنه ما زال أمامه متسع من الوقت للتغيير وبدء عملية إصلاحات. وأضاف في مؤتمر صحفي”من جهتي أشك في ذلك، أعتقد أنه بلغ نقطة اللاعودة”. وفي إشارة إلى خطاب الأسد أمس قال جوبيه “في مجمل الأحوال ليس إعلان اليوم هو الذي سيغير الوضع”. وأضاف جوبيه “أن القمع أسفر عن سقوط أكثر من ألف قتيل (…) وكان عنفه مريعا، لا يجوز قبوله من دون أي رد فعل”.
10600 لاجئ سوري بتركيا نصفهم أطفال..أنقره: أمام الأسد أقل من أسبوع للإصلاح
أنقره-دبى-وكالات:
قال مسؤول تركي رفيع المستوى إن أمام الرئيس السوري بشار الأسد أقل من أسبوع لتفعيل الإصلاحات السياسية التي وعد بها منذ فترة ويطالب بها المحتجون قبل بدء تدخل أجنبي. وقال ارشاد هرمزلو مستشار الرئيس التركي عبد الله جول لقناة “العربية” إن تركيا تابعت كلمة الأسد للسوريين؛ وأضاف “المطالب في هذا المجال ستكون ردا إيجابيا على هذه القضايا في غضون فترة وجيزة لا تتجاوز أسبوعا”.وقال “إذا حدث عكس ذلك فسيتعذر توفير أي غطاء للقيادة في سوريا لأن هنا مكمن الخطر… الذي نخشاه دوما ألا وهو التدخل الأجنبي.”
وتحاول تركيا أكبر جيران سوريا والشريك التجاري الأساسي لها إقناع الأسد منذ فترة بوقف حملة عسكرية على المتظاهرين راح ضحيتها حتى الآن ما يزيد على 1300 مدني وأجبرت الآلاف على الفرار إلى الحدود.
في غضون ذلك بلغ عدد السوريين الذين وصلوا إلى تركياً هرباً من الاضطرابات التي تشهدها بلادهم 10639. وذكرت وكالة أنباء “الأناضول” التركية أمس أن عدد السوريين الذين وصلوا إلى تركيا عبر بلدة يايدالاغ في إقليم هاتاي بجنوب البلاد بلغ 10639 لاجئاً. ويتم نقل اللاجئين السوريين إلى 4 مخيمات موقتة أقامها الهلال الأحمر التركي في بلدتي ألتينوزو ويايلاداغ بإقليم هاتاي جنوب تركيا. يشار إلى أن بين اللاجئين إلى تركيا 2621 رجلاً و2634 امرأة و5384 طفلا. وقد أرسل مجلس إدارة الطوارئ والكوارث في رئاسة الحكومة التركية، قرابة 2.3 مليون دولار إلى مكتب حاكم هاتاي لتلبية حاجات السوريين الموجودين هناك. وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا ستبقي معبرها الحدودي مع سوريا مفتوحاً في ظل توافد اللاجئين السوريين الهاربين من القتال في بلدهم.
أمريكا تريد “أفعالا لا أقوالا”
واشنطن-رويترز:
قالت الولايات المتحدة إنها تريد أن ترى “أفعالا لا أقوالا” من الرئيس السوري بشار الأسد الذي تعهد بإجراء إصلاحات سياسية خلال شهور. وقال الاسد في خطاب القاه بجامعة دمشق ان الحوار الوطني سيبدأ قريبا لمراجعة تشريعات جديدة تشمل قوانين خاصة بالانتخابات البرلمانية ووسائل الاعلام والاحزاب السياسية وبحث التغييرات الممكنة في الدستور.
“اتحاد علماء المسلمين” يدعو لجعل الجمعة المقبلة لمساندة الشعب السوري
الدوحة-الشرق:
دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشعوب الإسلامية إلى جعل الجمعة القادمة جمعة لمناصرة الشعب السوري وإقامة صلاة الغائب على أرواح الشهداء . وتنظم هذه الفعالية بالتعاون والتنسيق مع الروابط والاتحادات الأعضاء في الاتحاد مثل رابطة علماء الخليج، ورابطة علماء السوريين بالخارج، ورابطة علماء السنة، واتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا. وقال بيان للاتحاد وقعه رئيسه الدكتور يوسف القرضاوي ونائبه الدكتورعلي محيي الدين القرة داغي إن الاتحاد يدعو إلى جعل يوم الجمعة القادم يوم دعم ومساندة للشعب السوري الثائر الذي ناله ظلم كبير طوال عدة عقود، وقوبلت ثورته السلمية بالعنف المفرط من قبل الأمن والشبيحة والبلطجية، فاستشهد عدد كبير تجاوز الألف وثلاثمائة (1300) شهيد، وجرح الكثيرون، وسجن منهم الأكثر.
الدبلوماسيون الأجانب بسوريا يزورون مدينة جسر الشغور
دمشق-ا ف ب:
نظمت السلطات السورية أمس زيارة للدبلوماسيين المعتمدين فيها إلى مدينة جسر الشغور بمحافظة أدلب التي دخلها الجيش الأسبوع الماضي لطرد “تنظيمات مسلحة” منها، بحسب مصور وكالة فرانس برس.
وشارك بالزيارة السفير الأمريكي روبرت فورد وأغلب الملحقين العسكريين المعتمدين في سوريا. وذكر المصور أن الوفد قام “بزيارة مفرزة الأمن العسكري” حيث قتل 120 شرطيا في السادس من يونيو في هجمات شنتها “مجموعات مسلحة” على قوات الأمن بينهم 82 عنصر أمن، بحسب الرواية الرسمية. غير أن معارضين وشهودا نفوا الرواية الرسمية وأكدوا أن القتلى سقطوا أثناء تمرد. كما زار الدبلوماسيون “المقبرة الجماعية الأولى والثانية التي قال النظام إنه تم اكتشافهما في المدينة”.