كشف مصدر سوري قريب من وزير الخارجيّة السوريّة معلومات تشير إلى تورّط أفراد مرتبطين بدائرة المخابرات العامّة السوريّة في عملية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، ناقلا تفاصيل حواره مع أحد المتورّطين الذي وصف الحريري بأنّه التهديد الأكبر والوحيد لسوريا على الساحة اللبنانية.
ففي مذكّرة سرّية تحمل الرقم 06DAMASCUS1666 صادرة عن السفارة الأميركيّة في دمشق في 12 نيسان 2006 ذكر أحد المقرّبين من وزير الخارجيّة السوريّة وليد المعلّم خلال اجتماعه مع مسؤولين من السفارة الأميركيّة، أنّ على رغم محاولة النظام السوري إظهار صورة غير مضطربة، إلّا أنّه لا يزال قلقا من مسار تحقيق سيرج براميرتس. وأضاف المصدر أنّ النظام ليس متخوّفا من التحقيق الذي قد يورّط الرئيس السوري وعائلته بقدر قلقه من المحكمة التي ستطالب بتوقيف مشبوهين من أمثال رستم غزالي ونائبه جامع جامع، مشيرا إلى أنّ كلّا من نائب الأمين القطري لحزب البعث السوري محمد سعيد بخيتان ورئيس مكتب الأمن القومي في الحزب هشام الاختيار كانا متحالفيْن مع رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السورية آصف شوكت ونائب الرئيس السوري فاروق الشرع في الجدل الذي دار داخل النظام ووزارة الخارجية والقائل إنّ على الحكومة السوريّة مقاومة التطوّرات الحاصلة وطلب المساعدة الروسيّة. و أضاف المصدر أنّ كلّ هذه المحاولات باءت بالفشل، مشيرا إلى أنّ الروس أبلغوا إلى الحكومة السوريّة أن “لا مجال” لاتّخاذ موقف مقاوم بما أنّ ذلك سيضع سوريا في موقع المذنب.
وأوضح المصدر أنّ وزير الخارجيّة وليد المعلّم وحلفاءه يكافحون لمواجهة نظريّة ممانعة القرارت الدوليّة، قائلا إنّ المثير للاهتمام هو أنّ الرئيس السوري بشّار الأسد قد وقف طويلا داخل النظام إلى جانب سياسة التعاون مع التحقيق الدولي، وأبدى مؤخّرا بعض التعاطف تجاه موقف الممانعة. وأشار المصدر إلى أنّه ليس متأكّدا من طبيعة موقف بشّار، وهل هو مجرّد تبدّل في المزاج أو تحوّل جذري. وشدّد المصدر الذي كان شارك في شكل غير رسمي طوال شهور في المساعدة على إنجاز ردّ الحكومة السوريّة القانوني والدبلوماسي على استفسارات لجنة التحقيق الدوليّة، على أنّ براميرتز “غيّر كلّ شيء”، من الأدلّة التي يلاحقها إلى طريقة جمع الإثباتات، إضافة إلى تشكيلة فريق التحقيق الدولي، والتي تشير كلّها إلى تورّط النظام السوري في عمليّة الاغتيال.
هل دبّرت المخابرات العامّة مقتل الحريري؟
وأضاف المصدر السوري أنّ براميرتز بدأ بملاحقة أدلّة مثيرة جديدة تنطوي على نشاطات الجهاز الأمني “المدني” السوري ودائرة المخابرات العامّة في لبنان خلال فترة اغتيال رفيق الحريري. وأقرّ المصدر أنّ المخابرات العسكريّة السوريّة كانت تتمتّع بسلطة كبيرة على الساحة اللبنانيّة في تلك الفترة، ولكن المخابرات العامّة في حينها تحت أمرة هشام الاختيار حافظت على شبكات مخبرين ناشطة ومارست عمليّات استخباراتيّة. وأضاف أنّ كلّا من الاختيار والرئيس السابق للفرع الداخلي في إدارة المخابرات العامّة بهجت سليمان قد يجدان نفسيهما مستهدفيْن في نهاية مسار التحقيق الدولي، موضحا أنّ المثير للاهتمام إقدام الأسد على إقالتهما من أيّ منصب في جهاز المخابرات: وتساءل المصدر ما إذا كانت هذه الخطوة تهدف إلى تأمين غطاء لتورّطهما أو في سبيل تسهيل التضحية بهما في المحكمة الدوليّة عند الضرورة. وأوضح المصدر أنّ المحقق براميرتز قد طلب مقابلته إضافة إلى بعض السوريّين الآخرين للاستفهام عن دور الأجهزة الأمنيّة المختلفة في لبنان.
وفي السياق ذاته، عبّر المصدر عن اقتناعه بأنّ مسؤوليْن سابقيْن في المخابرات العامّة، وخاصّة هشام الاختيار قد يكونون مرتبطين بمقتل الحريري، شارحا أنّهم عملوا مع مجموعة صغيرة من النشطاء اليساريّين السابقين كانت تستعملها المخابرات العامّة في كلّ من لبنان وسوريا. وأضاف أنّ اثنين من تلك المجموعة اليساريّة من الجنسيّة السوريّة، وهما حمادي عبد الله وضاهر خالد والثالث لبناني اسمه مايكل عوض، وهذه المجموعة ما زالت تعمل في مركز أبحاث أسّسه الاختيار في دمشق. وشرح المصدر أنّ قبل عمليّة اغتيال الحريري، كلّف الاختيار هذه المجموعة إقامة اتّصالات مع متطرّفين سلفيّين سنّة في منطقة طرابلس، ونقل المصدر عن حمادي عبد الله في الأسابيع التي سبقت عملية الاغتيال في شباط 2005 أنّ على الحريري تكبّد “ضربة سياسيّة قاتلة بما أنّه السياسي الوحيد القادر على تهديد سوريا على الساحة اللبنانية”. ونقل المصدر إلى المسؤولين الأميركيّين أنه قابل عبد الله بعد ظهر يوم الاغتيال وقد بدا الأخير خائفا ومتحمّسا إلى درجة أنّ شفتيه كانتا ترتجفان، وقد أثّر ذلك في قدرته على التعبير عن نفسه، ونقل المصدر عن عبد الله قوله: “فعلنا ذلك” مشيرا إلى أنّ الحكومة السوريّة تصرّفت من خلال عناصر سلفيّين في مقتل الحريري.
(إمتنعت “الجمهوريّة” عن ذكر اسم المسؤول السوري الوارد في هذه المذكّرة حفاظاً على سلامته الشخصيّة).
ففي مذكّرة سرّية تحمل الرقم 06DAMASCUS1666 صادرة عن السفارة الأميركيّة في دمشق في 12 نيسان 2006 ذكر أحد المقرّبين من وزير الخارجيّة السوريّة وليد المعلّم خلال اجتماعه مع مسؤولين من السفارة الأميركيّة، أنّ على رغم محاولة النظام السوري إظهار صورة غير مضطربة، إلّا أنّه لا يزال قلقا من مسار تحقيق سيرج براميرتس. وأضاف المصدر أنّ النظام ليس متخوّفا من التحقيق الذي قد يورّط الرئيس السوري وعائلته بقدر قلقه من المحكمة التي ستطالب بتوقيف مشبوهين من أمثال رستم غزالي ونائبه جامع جامع، مشيرا إلى أنّ كلّا من نائب الأمين القطري لحزب البعث السوري محمد سعيد بخيتان ورئيس مكتب الأمن القومي في الحزب هشام الاختيار كانا متحالفيْن مع رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السورية آصف شوكت ونائب الرئيس السوري فاروق الشرع في الجدل الذي دار داخل النظام ووزارة الخارجية والقائل إنّ على الحكومة السوريّة مقاومة التطوّرات الحاصلة وطلب المساعدة الروسيّة. و أضاف المصدر أنّ كلّ هذه المحاولات باءت بالفشل، مشيرا إلى أنّ الروس أبلغوا إلى الحكومة السوريّة أن “لا مجال” لاتّخاذ موقف مقاوم بما أنّ ذلك سيضع سوريا في موقع المذنب.
وأوضح المصدر أنّ وزير الخارجيّة وليد المعلّم وحلفاءه يكافحون لمواجهة نظريّة ممانعة القرارت الدوليّة، قائلا إنّ المثير للاهتمام هو أنّ الرئيس السوري بشّار الأسد قد وقف طويلا داخل النظام إلى جانب سياسة التعاون مع التحقيق الدولي، وأبدى مؤخّرا بعض التعاطف تجاه موقف الممانعة. وأشار المصدر إلى أنّه ليس متأكّدا من طبيعة موقف بشّار، وهل هو مجرّد تبدّل في المزاج أو تحوّل جذري. وشدّد المصدر الذي كان شارك في شكل غير رسمي طوال شهور في المساعدة على إنجاز ردّ الحكومة السوريّة القانوني والدبلوماسي على استفسارات لجنة التحقيق الدوليّة، على أنّ براميرتز “غيّر كلّ شيء”، من الأدلّة التي يلاحقها إلى طريقة جمع الإثباتات، إضافة إلى تشكيلة فريق التحقيق الدولي، والتي تشير كلّها إلى تورّط النظام السوري في عمليّة الاغتيال.
هل دبّرت المخابرات العامّة مقتل الحريري؟
وأضاف المصدر السوري أنّ براميرتز بدأ بملاحقة أدلّة مثيرة جديدة تنطوي على نشاطات الجهاز الأمني “المدني” السوري ودائرة المخابرات العامّة في لبنان خلال فترة اغتيال رفيق الحريري. وأقرّ المصدر أنّ المخابرات العسكريّة السوريّة كانت تتمتّع بسلطة كبيرة على الساحة اللبنانيّة في تلك الفترة، ولكن المخابرات العامّة في حينها تحت أمرة هشام الاختيار حافظت على شبكات مخبرين ناشطة ومارست عمليّات استخباراتيّة. وأضاف أنّ كلّا من الاختيار والرئيس السابق للفرع الداخلي في إدارة المخابرات العامّة بهجت سليمان قد يجدان نفسيهما مستهدفيْن في نهاية مسار التحقيق الدولي، موضحا أنّ المثير للاهتمام إقدام الأسد على إقالتهما من أيّ منصب في جهاز المخابرات: وتساءل المصدر ما إذا كانت هذه الخطوة تهدف إلى تأمين غطاء لتورّطهما أو في سبيل تسهيل التضحية بهما في المحكمة الدوليّة عند الضرورة. وأوضح المصدر أنّ المحقق براميرتز قد طلب مقابلته إضافة إلى بعض السوريّين الآخرين للاستفهام عن دور الأجهزة الأمنيّة المختلفة في لبنان.
وفي السياق ذاته، عبّر المصدر عن اقتناعه بأنّ مسؤوليْن سابقيْن في المخابرات العامّة، وخاصّة هشام الاختيار قد يكونون مرتبطين بمقتل الحريري، شارحا أنّهم عملوا مع مجموعة صغيرة من النشطاء اليساريّين السابقين كانت تستعملها المخابرات العامّة في كلّ من لبنان وسوريا. وأضاف أنّ اثنين من تلك المجموعة اليساريّة من الجنسيّة السوريّة، وهما حمادي عبد الله وضاهر خالد والثالث لبناني اسمه مايكل عوض، وهذه المجموعة ما زالت تعمل في مركز أبحاث أسّسه الاختيار في دمشق. وشرح المصدر أنّ قبل عمليّة اغتيال الحريري، كلّف الاختيار هذه المجموعة إقامة اتّصالات مع متطرّفين سلفيّين سنّة في منطقة طرابلس، ونقل المصدر عن حمادي عبد الله في الأسابيع التي سبقت عملية الاغتيال في شباط 2005 أنّ على الحريري تكبّد “ضربة سياسيّة قاتلة بما أنّه السياسي الوحيد القادر على تهديد سوريا على الساحة اللبنانية”. ونقل المصدر إلى المسؤولين الأميركيّين أنه قابل عبد الله بعد ظهر يوم الاغتيال وقد بدا الأخير خائفا ومتحمّسا إلى درجة أنّ شفتيه كانتا ترتجفان، وقد أثّر ذلك في قدرته على التعبير عن نفسه، ونقل المصدر عن عبد الله قوله: “فعلنا ذلك” مشيرا إلى أنّ الحكومة السوريّة تصرّفت من خلال عناصر سلفيّين في مقتل الحريري.
(إمتنعت “الجمهوريّة” عن ذكر اسم المسؤول السوري الوارد في هذه المذكّرة حفاظاً على سلامته الشخصيّة).