تفنيد مقالة ( السيناريو المتوقع حدوثه في سوريا في السنتين القادمتين )
إذا حذرتم من داء وجب أن تصفوا الدواء
الرابط : http://www.syria2011.net/t53906-topic
بقلم : أبو ياسر السوري
يمكن تلخيص هذا السيناريو بأربعة الخطوات التالية :إذا حذرتم من داء وجب أن تصفوا الدواء
الرابط : http://www.syria2011.net/t53906-topic
بقلم : أبو ياسر السوري
أولا : أن أمريكا والغرب سوف يطلقان العنان لروسيا في دعم النظام السوري ، ويسمحان لها بإدارة المعركة السورية ، على طريقتها في إدارة معركة غروزني في الشيشان . وهي سياسة الأرض المحروقة . والقضاء على الأكثرية لتمكين الأقلية الموالية لهم من حكم البلاد .. وبهذا تسير الأحداث وفق رغبة الروس، ولكنها لن تكون في صالحهم لأنها سوف تظهرهم أمام العالم بمظهر الداعمين للدكتاتورية والإرهاب
ثانيا : فإذا اقتنعت الشعوب العربية بأن روسيا دولة تدعم الاستبداد ، والتدمير والتخريب .. تقدم الناتو بخطة ، يتم على أساسها تشكيل معارضة موالية له ، يقوم هو بتزويدها بالسلاح ، شريطة أن لا تكون هذه المعارضة من الجماعات الجهادية ، ولا من الجيش الحر . ثم يتولى الناتو إدارة المعركة بصورة من شأنها إطالة زمن الصراع ، وإطالة عمر النظام ، وتدمير أكبرقدر ممكن من البنية التحتية في سوريا ، وإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف العلويين .. لتنهار معنوياتهم بسبب كثرة القتل فيهم ، وعندها تدنو لحظة الانهيارالتام المرسومة لهم ، فتنهار أحلامهم الخيالية بالدولة العلوية ، ويرجع مجوس إيران إلى جحورهم في إيران ، وينكفئ حزب اللات في ضاحية بيروت خائفا يترقب ...
ثالثا : ثم يفعل الغرب بسوريا كما فعل بالصومال ، فيغري الجماعات المجاهدة بالاقتتال فيما بينها ، ويعمل على تقوية الجماعات الموالية له ، حتى تتغلب تقريبا على ما عداها من الفصائل الجهادية ، بما فيها الجيش الحر ، وتسيطر هذه المعارضة المدعومة غربيا على جزء كبير من البلاد .
رابعا : ولئلا يشتد عود هذه المعارضة المنتصرة ، وتشكل تهديدا على إسرائيل ، يبدأ الناتو بتجفيف منابع السلاح عنها ، ويحول ميازيب التسليح لتصب في أيدي الجيش الحر ، الذي لن يكتفي الناتو بتسليحه فحسب ، وإنما سوف يقوم بدعمه براً وجواً وبحراً ، ليمكنه من القضاء على كل الجماعات الجهادية الأخرى ، ويمكنه كذلك من دحر كل ما هنالك من مندسين ومتسللين وقطاع طرق مجرمين ... ولكن الجيش الحر لن يحسم الموقف لصالحه مع هذه الأطراف ، حتى يصبح في غاية الضعف .. وعندها يوافق الغرب على إعادة إعمار سوريا وفق شروطه هو ، وليس وفق تطلعات السوريين وأمانيهم ...
أما بعد :
فهذا ما أراد الكاتب أن يوصله إلينا بمقاله ، الذي تداخلت أفكاره بعضها ببعض ، مما شابها شيء من الغموض . فلخصت كلامه ، أو على الأقل ذكرتُ ما فهمته من كلامه كقارئ عادي .. ولكنني لا أوافق الكاتب في أكثر ما جاء في كلامه من أفكار .. وإليك رأيي فيما قال :
1 - بنى الكاتب مقاله على فكرة أن السوريين ليسوا جزءا فاعلا في المعادلة ، وإنما هم دمى يلعب بهم الغرب والشرق كما يشاء . وهذا قلب للحقائق رأسا على عقب .. فروسيا أرادت أن يحرك الصراع في سوريا على طريقة الصراع في غروزني ، ففشلت بذلك فشلا ذريعا ، وواجهت شعبا مختلفا في الإرادة والقدرة والتصميم والعناد ... وقد مر عامان ، والعالم كله يغمض العين عن جرائم النظام ، ويسكت عن إيران ولبنان والعراق وروسيا والصين ، التي تعمل مجتمعة بكل طاقاتها وقدراتها على تثبيت أركان النظام ، ودعمه بالسلاح والمال والرجال ، ولم يتمكنوا من تركيع هذا الشعب الباسل ، الذي صمد لهم جميعا ، وانتزع أغلب التراب السوري من قبضة النظام المنهار ...
2 – يفترض الكاتب أن الناتو سوف يستلم الدفة من الروس ، ليخرج الزير من البير ، ويعمل ما لم تستطع روسيا عمله ، فيتعامل مع القضية السورية على الطريقة الصومالية ، فيؤجج صراعا بين معارضة يصطنعها ويسلحها ، وبين الجيش الحر .. ثم ينقلب على هذه المعارضة ، فيوقف عنها السلاح ، ويحوله إلى الجيش الحر ، ويغري الجيش الحر والفصائل الجهادية بالاقتتال فيما بينها . إلى أن تتفانى فيما بينها ... وفات الكاتب أن الشعب السوري على جانب كبير من الثقافة والوعي وقراءة الأحداث العالمية .. وإذا نجح الغرب في إشعال فتنة بين الصوماليين ، فلن ينجح بفعل ذلك بين السوريين ...
3 – ويفترض الكاتب أنه بإمكان الغرب أن يشتري معارضة لقاء مدد بالمال والسلاح ، وفاته أن أمريكا منذ سنتين وحتى الآن لم تستطع أن تشتري أحدا من السوريين .. لأن من يبيع نفسه للأمريكان أو لغيرهم يسقط اعتباره عند السوريين ، ويرفعون له الكرت الأحمر ، ويطردونه من حلبة الصراع المقدس .
4 – يفترض الكاتب أن تسير الأحداث وفق المخطط الغربي ، وكأنه قدر إلهي لا يمكن أن يتخلف ، لذلك يرى أن سوريا لن تخرج من هذا الصراع إلا ضعيفة فقيرة بائسة ذليلة مهينة ، تقبل بكل أنواع الإملاءات الغربية ، وترضخ لإرادة أمريكا والغرب وإسرائيل ..
وهذا الذي قرأناه في هذا المقال دليل صارخ على ضحالة في التفكير ، وأن الكاتب أراد به توهين العزائم ، وزرع اليأس في النفوس .. وكأني بهذا الصنف من الكتاب ، يثق بأن مكر الغرب أكبر من مكر الله ، وقوة الكفار أكبر من قوة القهار الجبار ... والذي يغيظك حقا ، أنه بعد ما سطر كلاما يحطم الجبال ، ويوهن عزائم الرجال ، لم يشأ أن يشير إلى المخرج ، إلا بكلمات عامة ، لا تشير إلى حل ، بقدر ما تشعرك بأنك ريشة في مهب الريح ، تتجاذبك تيارات التآمر كيف تشاء .. لقد ختم الكاتب مقالته بقوله ( لكن إن تنبهنا والتجأنا إلى الله ، فلن يتم لهم ما أرادوا ، وستبطل مشاريعهم ) ولم يبين لنا كاتبنا المفضال كيف ننتبه .. ولم يخبرنا ماذا نفعل بعد اللجوء إلى الله . هل نطلق الناقة ونتوكل على الله ، أم نعقلها ونتوكل .؟ ثم كيف نعقلها بعد التوكل عليه سبحانه .؟
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الأربعاء مارس 20, 2013 5:36 pm عدل 1 مرات