آخر معاقل العلمانية يدعو لـلجهاد
بقلم : فري سيريا
علناً و خارج دمشق ؛ لم يظهر الأسد بعد بدء الثورة , إلا في الرقة و بابا عمرو , و ها هما يتحرران منه تباعاً ,, أي كما يقال : قدمه فأل شر عليه !
و مع تقدّم الثوار منذ دخول الـ 2013 , أصبحت معاركهم أكثر نجاعةً و جدوى , في مقابل انحسار النظام و فقدان مشاته , و هم العنصر الأساس في استمراره , فـلا سلاح و لا دعم سياسي يفلح بـدونهم ,, و طالما تسائلنا رغم كل خسائره , من ضحايا الجيش و قتلى الشبيحة و الانشقاقات , أما آن لـهذا الخزان البشري أن ينفذ ؟ فـجاء الرد صريحاً بـالدعوة لـلجهاد كـدعماً بشرياً لـلجيش , و جواباً مبطناً على تساؤلنا ؛ بـأنه اليوم و اكثر من أي وقت سابق , هو آيل لـلنفاذ ,,
و بعد تبريره لـفقدان الثكنات و المطارات , على أنها ثانوية ليست ذات قمة , و أنّ الانسحاب منها ” تكتيكي ” عاد و برر فقدان الرقة على أنه مؤقت ؛ حفاظاً على أرواح المدنيين فيها , رغم قصفها لاحقاً بـالسكود ! ,, و تبقى حمص خطاً احمر لديه و في نظر مواليه ,, و خاصةً بابا عمرو لـما لـها من رمزية , خاصةً بعد زيارة التحرير التي قام بها ,, فـكيف يبرر ذهابه لـتحرير الخالدية و إذ به يعود دون بابا عمرو !! و مع وقع الانهيارات المتتالية في المناطق الأهم ,, كـحمص و دمشق و ريفها و درعا , لم يعد امامه سوى المجاهرة بـضعفه , و دعوة العرب و المسلمين لـلجهاد دفاعاً على أرض الشام ,,
و ها هو آخر معاقل العلمانية , كما يصف الأسد نظامه , يقفز مرةً واحدة ؛ من علمانيته إلى اقصى درجات التطرف , و يدعو لـلجهاد ,, و من بيان الجهاد : ” الدفاع عن سورية الموحدة وعن الشعب السوري فرض عين على جميع أبناء شعبنا كما هو فرض عين على جميع الدول العربية والإسلامية ” , أي لم يكتفي بـدعوة مواليه من الشعب السوري , و الذين لو بقي فيهم خير ما لجأ لتغيرهم , و انتقل لـدعوة المجاهدين العرب و المسلمين – و الذي طالما عيّر الثورة بهم هو و أبواقه و مواليه – يدعوهم اليوم لـلوقوف جنبه !! طبعاً هو لا يقصد عموم العرب و المسلمين ,, المقصود من الفتوى ؛ دعوة صريحة و رسمية لـلترحيب علناً بـحزب الله و ايران , تم توريط هيئة افتاء الدولة بها و بتحليلها , كـمطلب شرعيّ و شعبيّ عام ,, و كما قيل : أنّ ما نقص البيان الرسمي ؛ هو انهاؤه بـلفظ الله أكبر ,,
و كان الأفضل ؛ أن تقول فرض كفاية , لا فرض عين ,, كي تبرر غياب القائد العام لـلجيش عن ساحات المعارك , أوليس هو الأولى بـتصدّرهـا ؟
و ها هو الأسد ؛ بعد أن شحذ الحوار , يشحذ الجهاد ,, بـانتظار أن يخرج البوطي يوم الجمعة القادم , و يحدّث مجاهدي الأسد عن شوق الحوريات لهم , و في طريقه يوزّع عليهم ترتيب مقاعدهم في الجنة , كي لا يختلفوا لاحقاً من سيجلس في الأمام و من سيجلس بـقرب النافذة , و لا ضير أيضاً ؛ في أن يخبر أحمدي نجاد , الدفعة الجديدة من مجاهدي حرسه الثوري – قبل انطلاق طائرتهم لـتطهير أرض المحافظة 35 – عن بعثهم من جديد مع السيد المسيح و المهدي المنتظر و الشهيد تشافيز , لـإحلال العدل و السلام في العالم , و بـانتظار – أيضاً – علمانيّ النظام كي يشرحو لنا دعوة الجهاد تلك , من منظور علمي دنيوي بحت ,,
بـانتظار كل هؤلاء , يمضي فرسان الثورة , على طول سوريا و عرضها , من نصر إلى آخر , يختلفون قليلاً , يتأخرون قليلاً , و في النهاية ينتصرون كثيراً ,,
و صراحةً ؛ لا ألومهم على جنونهم ,, فـمنه توهجت الثورة , و به تعود اليوم لـألقها , أهلاً بابا عمرو ,,
الثـورة بـعون الله منتصـرة ,,