لا خيار إلا إحدى الحسنيين " إما النصر وإما الشهادة "
بقلم : أبو ياسر السوري
هل أنت فرح بهذه الثورة أم حزين .؟ سعيد بقيامها أم حانق على من فجرها .؟ تتمنى المضي فيها حتى النهاية أم تفضل التراجع من منتصف الطريق .؟ هل هي في نظرك أزمة خانقة للإنسان السوري .؟ أم هي محاولة للخروج من تلك الأزمة الخانقة ، التي كانت مفروضة على كل سوري وسورية .؟ هل لا زلت ترجو أن تتدخل أمريكا والمجتمع الغربي التابع لأمريكا ، لإيقاف الأسد عن القتل والتخريب والتدمير والإبادة الجماعية .؟ أم نفضت كفيك يأساً من أمريكا ، وأيقنت أنها ليست ضد بشار الأسد ، وإنما هي ضد الأحرار الثائرين عليه .؟
كان الكثيرون منا يظن أن أمريكا مع شعبنا المطالب بحريته .! أليست أمريكا أم الحرية ؟ وصاحبة شعار الحرية .؟ أليس أكبر تمثال للحرية موجود في أمريكا .؟ أليس بإمكان الأمريكي أن يقول لأكبر مسؤول في أمريكا أنت مخطئ .. كذاب .. مختلس .. حين يكون منه شيء من ذلك .؟ فكيف يمكن أن نتصور بلدا يعيش على هذه القيم ، يمكن أن يقف مع الجلاد ضد الضحية ، أو يناصر المستبد على من يطالبه بالحرية .؟
تأييد المستبد – يا سادة - متوقع من دول راعية للاستبداد ، مؤمنة بأنه خير وسيلة لحكم الشعوب ، كروسيا والصين وإيران وكافة الدول العربية المستبدة ... وغير متوقع أن يصدر من أمريكا أم الحرية . والكذب متوقع أن يصدر من ضعيف ، ومستهجن صدوره من دولة عظمى كأمريكا التي تزعم أنها مع الأحرار وهي تحاربهم ليل نهار . فأمريكا لو كانت صادقة في صداقتها للشعب السوري لأوقفت شلال الدم الذي تفجره طائرات الأسد الحربية ، وصواريخه البلاستيكية . أمريكا تتصنع العجز عن لجم الأسد وهي كاذبة منافقة ، ودليل كذبها أنها لم ترفع عنه الغطاء الشرعي حتى الآن ، فما زالت تعترف به رئيسا وتنكر أن يكون مجرما . وما زالت تحتضن سفيره في الأمم المتحدة ، وتمكنه من الدفاع عن رئيسه المجرم في كل المحافل الدولية ، مجلس الأمن ، والأمم المتحدة ، والجمعية العمومية .. وما زالت أمريكا تقول للأسد أجرم كما شئت في شعبك ولن أتدخل لمنعك . بل لن أسمح لأحد أن يتدخل لإنقاذ من تدمرهم وتبيدهم وتشردهم .. لقد سمحت أمريكا للأسد باستخدام كل الأسلحة في قتل المدنيين إلا السلاح البيولوجي الكيمياوي ، فهو - كما زعمت - خط أحمر . ولم يكن خطا أحمر لأنه يبيد المئات والآلاف من السوريين دفعة واحدة ، فقد ثبت أن أمريكا لا تهتم بمن يموت منا ، كائنا ما كان العدد ، فهي تعلم أن ضحايانا تجاوزت النصف مليون سوري .. ومع ذلك ما زالت مصرة على عدم التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من السوريين .. وإنما تحذر من استخدام الأسلحة الكيمياوية ، خوفا من أن يحملها الريح إلى إسرائيل ، ويتسبب في إلحاق أذى ما بالشعب اليهودي المدلل هناك ..
فهل تشعر بخيبة أمل من موقف المجتمع الدولي .؟ أم أنت الآن حانق عليه لوقوفه مع عدوك القاتل المجرم .؟ وإصراره على اتخاذ موقف المتفرج عليك وأنت تموت بيد الجزار .؟
المجتمع الدولي ( ولا أستثني غربيا ولا شرقيا ولا عربيا ) كل المجتمع الدولي يتفرج علينا ، ويكتفي بإحصاء عدد قتلانا المسجلين لدى حقوق الإنسان ، وكلهم يسكت عن عشرات آلاف القتلى الذين يصفيهم النظام يوميا في السجون والمعتقلات . وكلهم يكتفي بذكر المجازر التي يرتكبها نظام الأسد في حق المدنيين ، ولا يهمه سوى عدد القتلى في كل مجزرة ، وصار أمرا عاديا لديهم أن يموت كل يوم (500) من السوريين بين مسجل لدى المنظمات وغير مسجل ..
هذا هو الواقع الآن .. وأكرر هنا السؤال ، الذي سالته قبل قليل : هل أنت مصمم على المضي في ثورتك ، أم تحدثك نفسك بالتراجع من منتصف الطريق .؟ إن كنت مصمما على المضي في نضالك ، فأبشر بأنك ستنال حريتك ، ولو وقف العالم كله مع القاتل وعصابته المجرمين .. أبشر بأنك ستدرك الهدف الذي ناضلت من أجله ، وسوف تمهد لمستقبل سعيد يعيشه ابناؤك وأحفادك ..
وإن حدثتك نفسك بالتراجع ، فاعلم أنك سترجع إلى أسوأ مما كنت فيه عشرات المرات .. وسوف تعامل كما يعامل العبد العاق ، الذي أساء لسيده ، وتجرأ عليه في يوم ما .. لسوف تعيش في تيه الذل والخنوع والخوف والفقر والحرمان والقهر والتشرد ، ولن يحترمك أحد في هذا العالم الذي لا يمجد إلا الأقوياء .. وقد تمتد معاناتك هذه المرة وتدوم لعشرات السنين ، فإن الله لا يمنح العزة والكرامة لمن لا يدفع الثمن ، والثمن معروف ، إنه التضحية بالنفس والمال في سبيل الله .. فبنو إسرائيل لما جبنوا عن دخول الأرض المقدسة مع موسى ، وخافوا من محاربة الجبارين ، عاقبهم الله بالتيه أربعين سنة ، ليعيشوها بين العقارب والثعابين والوحوش ، ولم يمكنهم من دخولها بعد ذلك إلا مقاتلين ، باذلين قبل دخولها الغزير من الدماء ، والكثير من الشهداء .
بقلم : أبو ياسر السوري
هل أنت فرح بهذه الثورة أم حزين .؟ سعيد بقيامها أم حانق على من فجرها .؟ تتمنى المضي فيها حتى النهاية أم تفضل التراجع من منتصف الطريق .؟ هل هي في نظرك أزمة خانقة للإنسان السوري .؟ أم هي محاولة للخروج من تلك الأزمة الخانقة ، التي كانت مفروضة على كل سوري وسورية .؟ هل لا زلت ترجو أن تتدخل أمريكا والمجتمع الغربي التابع لأمريكا ، لإيقاف الأسد عن القتل والتخريب والتدمير والإبادة الجماعية .؟ أم نفضت كفيك يأساً من أمريكا ، وأيقنت أنها ليست ضد بشار الأسد ، وإنما هي ضد الأحرار الثائرين عليه .؟
كان الكثيرون منا يظن أن أمريكا مع شعبنا المطالب بحريته .! أليست أمريكا أم الحرية ؟ وصاحبة شعار الحرية .؟ أليس أكبر تمثال للحرية موجود في أمريكا .؟ أليس بإمكان الأمريكي أن يقول لأكبر مسؤول في أمريكا أنت مخطئ .. كذاب .. مختلس .. حين يكون منه شيء من ذلك .؟ فكيف يمكن أن نتصور بلدا يعيش على هذه القيم ، يمكن أن يقف مع الجلاد ضد الضحية ، أو يناصر المستبد على من يطالبه بالحرية .؟
تأييد المستبد – يا سادة - متوقع من دول راعية للاستبداد ، مؤمنة بأنه خير وسيلة لحكم الشعوب ، كروسيا والصين وإيران وكافة الدول العربية المستبدة ... وغير متوقع أن يصدر من أمريكا أم الحرية . والكذب متوقع أن يصدر من ضعيف ، ومستهجن صدوره من دولة عظمى كأمريكا التي تزعم أنها مع الأحرار وهي تحاربهم ليل نهار . فأمريكا لو كانت صادقة في صداقتها للشعب السوري لأوقفت شلال الدم الذي تفجره طائرات الأسد الحربية ، وصواريخه البلاستيكية . أمريكا تتصنع العجز عن لجم الأسد وهي كاذبة منافقة ، ودليل كذبها أنها لم ترفع عنه الغطاء الشرعي حتى الآن ، فما زالت تعترف به رئيسا وتنكر أن يكون مجرما . وما زالت تحتضن سفيره في الأمم المتحدة ، وتمكنه من الدفاع عن رئيسه المجرم في كل المحافل الدولية ، مجلس الأمن ، والأمم المتحدة ، والجمعية العمومية .. وما زالت أمريكا تقول للأسد أجرم كما شئت في شعبك ولن أتدخل لمنعك . بل لن أسمح لأحد أن يتدخل لإنقاذ من تدمرهم وتبيدهم وتشردهم .. لقد سمحت أمريكا للأسد باستخدام كل الأسلحة في قتل المدنيين إلا السلاح البيولوجي الكيمياوي ، فهو - كما زعمت - خط أحمر . ولم يكن خطا أحمر لأنه يبيد المئات والآلاف من السوريين دفعة واحدة ، فقد ثبت أن أمريكا لا تهتم بمن يموت منا ، كائنا ما كان العدد ، فهي تعلم أن ضحايانا تجاوزت النصف مليون سوري .. ومع ذلك ما زالت مصرة على عدم التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من السوريين .. وإنما تحذر من استخدام الأسلحة الكيمياوية ، خوفا من أن يحملها الريح إلى إسرائيل ، ويتسبب في إلحاق أذى ما بالشعب اليهودي المدلل هناك ..
فهل تشعر بخيبة أمل من موقف المجتمع الدولي .؟ أم أنت الآن حانق عليه لوقوفه مع عدوك القاتل المجرم .؟ وإصراره على اتخاذ موقف المتفرج عليك وأنت تموت بيد الجزار .؟
المجتمع الدولي ( ولا أستثني غربيا ولا شرقيا ولا عربيا ) كل المجتمع الدولي يتفرج علينا ، ويكتفي بإحصاء عدد قتلانا المسجلين لدى حقوق الإنسان ، وكلهم يسكت عن عشرات آلاف القتلى الذين يصفيهم النظام يوميا في السجون والمعتقلات . وكلهم يكتفي بذكر المجازر التي يرتكبها نظام الأسد في حق المدنيين ، ولا يهمه سوى عدد القتلى في كل مجزرة ، وصار أمرا عاديا لديهم أن يموت كل يوم (500) من السوريين بين مسجل لدى المنظمات وغير مسجل ..
هذا هو الواقع الآن .. وأكرر هنا السؤال ، الذي سالته قبل قليل : هل أنت مصمم على المضي في ثورتك ، أم تحدثك نفسك بالتراجع من منتصف الطريق .؟ إن كنت مصمما على المضي في نضالك ، فأبشر بأنك ستنال حريتك ، ولو وقف العالم كله مع القاتل وعصابته المجرمين .. أبشر بأنك ستدرك الهدف الذي ناضلت من أجله ، وسوف تمهد لمستقبل سعيد يعيشه ابناؤك وأحفادك ..
وإن حدثتك نفسك بالتراجع ، فاعلم أنك سترجع إلى أسوأ مما كنت فيه عشرات المرات .. وسوف تعامل كما يعامل العبد العاق ، الذي أساء لسيده ، وتجرأ عليه في يوم ما .. لسوف تعيش في تيه الذل والخنوع والخوف والفقر والحرمان والقهر والتشرد ، ولن يحترمك أحد في هذا العالم الذي لا يمجد إلا الأقوياء .. وقد تمتد معاناتك هذه المرة وتدوم لعشرات السنين ، فإن الله لا يمنح العزة والكرامة لمن لا يدفع الثمن ، والثمن معروف ، إنه التضحية بالنفس والمال في سبيل الله .. فبنو إسرائيل لما جبنوا عن دخول الأرض المقدسة مع موسى ، وخافوا من محاربة الجبارين ، عاقبهم الله بالتيه أربعين سنة ، ليعيشوها بين العقارب والثعابين والوحوش ، ولم يمكنهم من دخولها بعد ذلك إلا مقاتلين ، باذلين قبل دخولها الغزير من الدماء ، والكثير من الشهداء .