"حزب الله" يستميت في الدفاع عن الأسد ويزوده بآلاف المقاتلين
تحميل صور
جلسة للجان النيابية المشتركة في مجلس النواب "الوكالة الوطنية"
لندن - كتب حميد غريافي: يبدو أن "حزب الله" غرق في أعماق مستنقع الحرب السورية, بعدما فقد زعيمه حسن نصرالله ومن يدعمونه في طهران, مقاومتهم المريرة للانجرار إلى ذلك المستنقع من بابه الواسع, والاكتفاء بتقديم المساعدة لبشار الأسد, ظنا منهم أنه قادر على الاستمرار حتى كسب تلك الحرب.
وبحسب أحد نواب "حركة أمل" التي يرأسها نبيه بري حليف نصرالله وطهران ودمشق, في لبنان فإن الوقائع التي يعيشها الحزب وميليشيات "الحرس الثوري" الإيراني على ارض دمشق وحماة وحلب وادلب والمناطق السورية الجنوبية, جعلت هؤلاء "بأوامر صريحة وواضحة" من الحلقة المحيطة بالمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي, يتدخلون بقوة واكثر مباشرة وعلنية الى جانب قوات النظام وعصاباته في سورية, لوقف انهيار القوات النظامية عبر خسارتها اليومية السريعة لمواقعها في مختلف المحافظات, وخصوصا الحواجز العسكرية الثابتة التي كانت تؤمن إبقاء الطرقات مفتوحة بين العاصمة والشمال والجنوب والشرق, والمطارات التي كانت تؤمن للأسد وشقيقه وحاشيته الدعمين العسكريين الروسي والإيراني, حيث اضطر النظام الى اللجوء العلني لتهريب وقود دباباته وآلياته من المازوت, والمتفجرات التي يستخدمها لتفخيخ السيارات في براميل "تي ان تي" التي يلقيها من الجو على المدن والقرى والمدنيين مباشرة من لبنان عن طريق بيروت -دمشق ومعبر المصنع الحدودي اللبناني, بعدما كانت هذه "السلع الأكثر حيوية لاستمراره" تصل اليه بالطائرات والصهاريج الجوية من موسكو وطهران ومناطق اخرى, قبل سيطرة الثوار و"الجيش السوري الحر" على أهم المطارات المدنية والعسكرية على امتداد البلاد.
وأكد قائد عسكري كبير في "الجيش الحر" بريف دمشق ل¯"السياسة" أن "زج حزب الله والحرس الثوري اكثر من ستة آلاف مقاتل في المعارك الدائرة في ريفي دمشق وحمص خلال الاسابيع الثلاثة الماضية بعدما بلغت صواريخ الثوار من طرازي "غراد" و"كاتيوشا" القصر الرئاسي في دمشق, وبعد سقوط أهم المواقع العسكرية الحكومية في قبضة الثوار, بما فيها من أسلحة ثقيلة ومضادة للطائرات والدبابات والتحصينات, يؤكد هشاشة النظام الذي فشلت جميع قواته واسلحته وطائراته باستعادة مطار واحد أو موقع عسكري حساس واحد, خصوصا في العاصمة وريفها والمناطق الشمالية الحساسة".
وأماط القائد العسكري اللثام عن أن احتلال جماعات نصرالله وخامنئي بلدات في محافظة حمص قرب حدود لبنان, وتمركز مئات المقاتلين الآخرين في ريف دمشق, "كبد هذه العصابات اكثر من 350 قتيلا و300 جريح", مشيرا إلى أن "قوات الجيش الحر التي لم تكن مستعدة بما فيه الكفاية لنزول هؤلاء المقاتلين الى المعركة من وراء الحدود, حشدت حتى الآن في ريفي حمص ودمشق اكثر من اربعة آلاف مقاتل من الثوار العسكريين النظاميين المنشقين بقيادة اكثر من 100 ضابط من مختلف الرتب", حيث تعتقد ان اعادة تحرير تلك القرى باتت قريبة جدا, وان تعرض "العصابات الايرانية" لكارثة حقيقية بعد محاصرتها وقطع اي امدادات حكومية او من "حزب الله" عنها عبر الحدود من الداخل, بات "مسألة وقت".
من جهته, أكد نائب عن حركة "أمل" ل¯"السياسة" أن "قيادة الحرس الثوري في طهران أحدثت تغييرات جذرية في قادتها في سورية, خصوصا بعد مقتل عدد منهم في الغارة الاسرائيلية على منطقة جمرايا في ريف دمشق في نهاية الشهر الماضي بينهم العميد في الحرس الثوري حسن شاطري وستة ضباط متخصصين ثم قامت بدمج قيادتي الحرس و"حزب الله" في قيادة واحدة تولى الجانب الايراني فيها اصدار الأوامر ووضع الخطط العسكرية بعد فشل جماعات نصرالله الذريع في تقديم الدعم المطلوب لقوات النظام للحفاظ على مواقعها, خصوصا في محافظة حمص الشمالية ودمشق واريافها, وبلوغ قوات المعارضة عمق العاصمة ووصولها الى بعد كيلو متر من القصر الرئاسي وكيلو مترين من مطار دمشق المدني, حيث شلت العمليات الحربية فيه كما هو في ثلاثة مطارات دولية في حلب ومناطقها".
وكشف قيادي "امل" النقاب عن أن "حزب الله" وايران "اتخذا القرار المشترك المتوقع للنزول بكامل قوتيهما المميكنتين الى المعركة في سورية, دفاعا عن النظام ولمنعه من السقوط بعدما اعلن قادة ايرانيون ان سقوط دمشق بأيدي الثورة يعني سقوط طهران, لذلك باشرت القيادة المشتركة التي شكلاها في بيروت لرفد الشبيحة والقوات السورية بآلاف المقاتلين وعشرات اطنان الذخائر والمتفجرات والوقود والسلع الحياتية للقوات السورية المسلحة وللمناطق المؤيدة لها, بإرسال عشرات الشاحنات المحملة بالمقاتلين عبر حدود لبنان البقاعية الوسطى والشمالية الى سورية للالتحاق بالنظام ونقل مدافع ميدان ثقيلة وصواريخ ارض - ارض, إضافة الى وجود طيارين يقصفون المدن والقرى, خوفا من امتناع الطيارين السوريين عن ذلك وانشقاقهم بطائراتهم لضرب مفاصل النظام وتدميرها".