قالت وسائل الإعلام التركية يوم أمس إن مسؤولين تركيين سيتوجهان إلى دمشق خلال الساعات القليلة القادمة ، حاملين ما يشبه " الإنذار الأخير" لرأس النظام السوري. وبحسب ما نقلته وسائل الإعلام التركية عن مصادر رسمية ، فإن كلا من وزير الخارجية أحمد داود أوغلو ورئيس جهاز المخابرات حاقان فيدان سيتوجهان اليوم السبت على الأرجح " لنقل رسالة إلى الرئيس السوري تشكل الفرصة الأخيرة التي تتيحها له أنقرة". وتأتي هذه "المبادرة" بعد يومين من زيارة المبعوث الرئاسي السوري حسن تركماني إلى أنقرة اجتمع خلالها مع رئيس الوزراء التركي الذي رفض نشر أي صوره له تجمعه مع ضيفه ، في محاولة منه لتوجيه رسالة قوية إلى دمشق!؟
وكشفت مصادر خاصة أن "رسالة الإنذار" تتضمن " خارطة طريق" للخروج من الأزمة السياسية الطاحنة في سوريا تقوم على ثلاث ركائز تتوالى أو تتزامن على النحو التالي:
ـ إبعاد ماهر الأسد ، شقيق الرئيس السوري، عن جميع مراكز السلطة من خلال إصدار مرسوم بإقالته من الجيش ، فضلا عن جميع أتباعه داخل مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية . وتقول الرسالة في هذا المجال : إذا كان قسم من الشعب السوري لا يزال مستعدا ، وفق اعتقاد تركيا ، للقبول بالأسد كعنوان لإجراء الإصلاحات ، فإن الأغلبية الساحقة من الشارع السوري لم تعد تقبل بوجود شقيقه وفريقه الأمني والعسكري تحت أي اعتبار ، ومهما كانت النتائج.
ـ إطلاق حرية التظاهر وحرية التعبير.
ـ رفع الحظر المفروض على الأحزاب السياسية فورا ، وفي مقدمتها جماعة الأخوان المسلمين من خلال إلغاء القانون 49 للعام 1980 الذي ينص على معاقبة منتسبي الجماعة بالإعدام.
وكشف المصدر التركي عن أن الرسالة "تتضمن إشارة إلى استعداد تركيا لاستقبال ماهر الأسد على أراضيها كمتقاعد ، أو المساعدة على تأمين ملاذ له في إحدى الدول الأوربية ، وضمان عدم ملاحقته إذا كان خروجه وخروج فريقه من السلطة يضمن إطلاق عملية سلسلة وسريعة وجذرية للإصلاحات السياسية