اليوم الطائفة العلوية في سورية أمام اختبار تاريخي وشعبي ووطني حقيقي، اليوم الطائفة العلوية أما خيارين لا ثالث لهما إما أن تصطف مع الشعب السوري الثائر والمطالب بالحرية والانفصال عن عهد الاستبداد والاستعباد الذي كبلها به النظام السوري المجرم طوال عقود والمحسوب على الطائفة العلوية، والمتهمة بطريقة أو بأخرى صمتا أو مجاهرة من قبل الشعب السوري بأنها مصطفة مع هذا النظام، أو اختيار طريق الشيخ صالح العلي الذي رفض العرض الفرنسي بإقامة الدولة العلوية في الساحل السوري وانضم إلى الثورة وحرر مع آخرين سورية من الاستعمار الفرنسي، اليوم الطائفة العلوية عليها الاختيار بين الحكم الشبيحي الذي لطخ سمعة هذه الطائفة، أو بين الاختيار لطريق الشيخ صالح العلي والوفاء لسورية ولتاريخ سورية ولتاريخ صالح العلي ..
لا نود أن نتحدث بالطائفية، وحين نتحدث عن الطائفية هنا فإننا نتحدث من قبيل الوصفة الطبية ومعرفة المرض والجرأة في الحديث من أجل إخراج ما هو مستور ومستتر وباطني إلى العلن فالغسيل ينبغي أن يُنشر على الهواء والشمس حتى لا يتعفن، نحن جميعا في سورية اليوم أمام استحقاق تاريخي خطير، علينا أن نكون على مستوى الحدث ومستوى التغيير ..
الطائفة العلوية اليوم بإمكانها أن تخرج لتقول للظلم الأسدي الذي توزع على كل الطوائف والملل بأن ما فعلته بسورية كفى، وما تقوم به كفى، وما لطختم به سمعة الطائفة العلوية كفى، وحينها فالنظام سيكون مكشوفا أمام الطائفة وأمام السوريين وأمام العالم، وحينها فقط سيفرح السوريون، وحينها فقط سنشعر أن أحفاد صالح العلي عادوا من جديد إلى شعبهم وأمتهم ووطنهم في سورية، رفضوا الطغيان والاستبداد ورفضوا الاستعباد لهم ولغيرهم ..
هذا يومكم وهذا وقتكم، والأيام فرص والتاريخ لن يرحم كل من تخاذل واصطف مع الشبيحة، الذين رأيناهم ما فعلوه في كل قرية وبلدة سورية وما ظهر في البيضاء ببانياس إنما هو قمة الجليد، عودوا إلى تاريخ صالح العلي وعودوا إلى شعبكم وانفكوا عن النظام المجرم الشبيحي القاتل