صدمته عندما سألها :هل تحبينني فاجابت لا....
ابتعد عن فراشها قليلا والوجوم يعتلي وجهه الذي ارهقه النعاس والاسى ذلك الوجه الاربعيني الذي اتعبته قلة النوم وزاده البرد صلابة وشحوباً ...
لا تحبينني؟؟؟؟؟
فقالت :لا احبك وانما اعشقك اعيشك اتنفسك فاقترب مسرعاا من سريرها ووضع يده على فمها واسكتها وقبلها قبلة على جبينها نقلت مافي شفاهه من برد الى وجهها الذي استعاد مع القبلة قليلاً من نضارته التي افقدته اياه برودة الجو ..
غمر ابو عرب ابنته البالغة من العمر 8 سنوات بما تبقى في المنزل من بطانيات وغادر الغرفة المظلمة خارجاا من البيت الى محرس الحي ليستلم نوبة الحرس موصياا اياها ان تنام قليلا وان لا تخاف من الظلام فمنذ شهرين لم يهنأ ذلك البيت بنعمة الدفئ ولا النور
وها هي تغط بعد خروجه بثواني في نوم عميق ارغمها عليه السهر حتى الصباح ليومين متتالين في الملجئ فالقصف لم يهدئ منذ يومين......
وقف ابو عرب على زاوية المحرس وبدأ يرتب امور لباسه الميداني يشد جعبتهه ويجهز بندقيته لنوبة الحرس ...وكلمات سارة لم تفارق عقله ...اعشقك ..اعيشك اتنفسك
من اين جائت بتلك الكلمات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وما هي الا لحظات حتى قطع عليه التفكير بها نفس الصوت المرعب الذي اعتاد عليه الجميع انها قيفة فراغية مرعبة ..انتفض ابو عرب من تحت الركام ونظر حوله واذا الصراخ والصياح يملئ المكان ....قام مسرعاا وتفقد نفسه..لقد كانت قريبة ً جداااً ..لكن الامر لم ينتهي فنظر الى الناس يركضون تجاه منزله في نهاية الحي فعرف انها اصابت البيت
ركض مثلما يركضون وفي ذاكرته يعود ذلك الموقف قبل ثلاثة شهور عندما اصابة القذيفة منزله وفقد زوجته وابنه ولم تبقى لديه الا سارة النائمة ..التي تعشقه... تعيشه ...تتنفسه ..ومن جديد نفس السؤال من اين اتت بهذا الكلام ..
يتابع الركض الى البيت فإذا بالجميع حول الفراش الدافئ لكن ذلك الجسد الصغير الضئيل الذي تركه قبل قليل لم يكن في الفراش والشضايا قد بعثرت ما تبقى من المكان
اين سارة؟؟؟؟ سألهم بحرقة وجنون ؟؟؟
انها كل ما املك ..كل ما تبقى لدي...؟؟؟
واذا بأحدهم يسحبه من يده مربتاً على كتفه ..
تعال ....
اخذه الى الغرفة الثانية فاذا بذلك الجسد الصغير ممداا والمسعف
يمسح الدماء من على جبينها الملائكي
هجم من بين المسعفين وحملهابحضنه...وهو يردد كلماتها الاخيرة اعشقك اعيشك اتنفسك ويبكي....
لم يمنعه احد
حركها بشدة..وضمها بشدة..ضمها الى درجة لم يحسس بدقات قلبها الصغير
فاردك انها

لم تعد تتنفسه بعد الان

مع تحيات اخوكم ابو صالح