واقع المأساة في حلب ...

بقلم أ. محمد ياسر بطيخ

مما يُروى عن عبد الله بن المبارك أنه رأي فتاة تُخرج من بين القمامة دجاجةً ميتة وتذهب بها، فتبعها إلى بيتها وقال لها ألا تعلمين أن أكل الميتة حرام؟
قالت له حرام على من يقدر على غيرها من الحلال أما من اضطر فلا إثم عليه، ثم فتحت له باب البيت وإذا بها تعيش وحيدة مع أخيها الصغير وهما في أسوأ حال من الجوع والفقر، فبكى عبد الله ودفع إليها نفقة كان يعدها للحج وترك القافلة ورجع.

لقد رأيتُ بنفسي صورة مطابقة لذلك منذ يومين ، فقد مررت بطفلة في حوالي الثامنة من عمرها تعبث بأكوام القمامة ، ثم تخرج منها كسرة خبز تسرع بالتهامها مخافة أن يخطفها أحد منها.
إن مساعدة أولئك المساكين قد وجدها ابن المبارك مقدمة على حج بيت الله ، أفلا ترونها أنتم يا من تعيشون خارج حلب أولى من اقتناء بعض الكماليات أو الجلوس في المطاعم أو تبديل الموبايل بموديل أحدث؟!

إن كثيراً من إخوتكم وأبنائكم وبناتكم في حلب يموتون جوعاً وبرداً فكيف تطاوعكم أنفسكم أن تأكلوا في بيوتكم الدافئة مع أبنائكم مختلف الأطعمة والحلوى دون أن تمدوا يد العون لتخفيف معاناة أولئك الأطفال في حلب؟

أملي ألا تكتفوا بكبسة زر الإعجاب لأنه لا يشبع أولئك الأطفال ولا يجلب لهم الدفء
اللهم نشكو إليك حالهم فيامن أرحم بهم من أنفسهم الطف بحالهم

واقع المأساة في حلب ...   578106_421489921267087_179693111_n