إسرائيل تقر بالغارة وتدرس إنشاء منطقة عازلة داخل سورية
مقاتلات من المعارضة إلى جانب دبابة استولى عليها الثوار من قوات النظام في بلدة
اليعقوبية شمال سورية (أ ف ب)
مقاتلات من المعارضة إلى جانب دبابة استولى عليها الثوار من قوات النظام في بلدة اليعقوبية شمال سورية (أ ف ب)ميونيخ, دمشق - وكالات: أقرت إسرائيل, أمس, للمرة الأولى ضمناً, بضرب منشآت عسكرية قرب دمشق الأربعاء الماضي, مشددة على أنها لن تسمح بنقل أسلحة من سورية إلى "حزب الله" في لبنان, وسط معلومات عن تخطيطها لإنشاء منطقة عازلة داخل سورية.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك, في كلمة خلال المؤتمر الدولي بشأن الأمن في ميونيخ "ما حصل قبل ايام (الغارة الاسرائيلية على موقع عسكري سوري) يثبت انه حين نقول شيئا انما نلتزم به. لقد قلنا اننا لا نعتقد انه يجب السماح بنقل انظمة اسلحة متطورة الى لبنان".
واضاف باراك الذي يغادر منصبه قريباً "لا أستطيع فهم كيف يمكن لايران ان تدعم هذا النظام" برئاسة بشار الاسد, و"ان حزب الله يدعم الاسد. واعتقد انهم سيتلقون ضربات وسيدفعون الثمن".
واعتبر ان المسألة النووية الايرانية تشكل "تحديا للعالم اجمع" مشددا على "وجوب عدم استبعاد اي خيار", لأن العقوبات الدولية لن تكون كافية لثني القادة الايرانيين.
ويعتبر موقف باراك التعليق الرسمي الأول على المعلومات التي اكدتها واشنطن ومفادها ان اسرائيل شنت غارة الاربعاء الماضي في سورية مستهدفة مجمعاً عسكريا قرب دمشق وقافلة كانت تنقل صواريخ متطورة مضادة للطيران إلى "حزب الله".
في سياق متصل, ذكرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية الصادرة أمس أن إسرائيل تدرس إنشاء منطقة عازلة بعمق يصل إلى نحو 17 كيلومتراً داخل سورية لحماية نفسها من المتمردين الأصوليين على الجانب الآخر من الحدود.
وأوضحت الصحيفة أن الخطة, التي وضعها الجيش وعرضها على رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو, تهدف إلى تأمين حدود إسرائيل مع سورية ضد التهديد الإسلامي المتنامي في حال فقد نظام السيطرة على هذه المنطقة, وتقضي بنشر كتيبتي مشاة وكتيبة دبابات داخل الأراضي السورية.
وأضافت أن المنطقة العازلة ستحاكي المنطقة الأمنية التي أقامتها إسرائيل على حدودها مع لبنان وتولى جيشها حمايتها مع ميليشيا جيش لبنان الجنوبي بعمق وصل إلى 26 كيلومتراً داخل الأراضي اللبنانية خلال الفترة من 1985 إلى 2000.
ونقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بأنه مقرب من المخططين العسكريين الإسرائيليين قوله "عرضنا على رئيس الوزراء (نتنياهو) خطة شاملة للدفاع عن حدود إسرائيل بعد أو ربما قبل سقوط نظام الأسد, ويمكن أن نبقى فيها لسنوات في حال ظلت سورية غير مستقرة".
وأضاف المصدر ان المنطقة العازلة "تهدف أيضاً إلى منع الهجمات بالصواريخ وقذائف الهاون بمعدل يومي على إسرائيل, وكنا نعرف من قبل أن هناك رجلاً قوياً في دمشق لكن الحال تغير الآن, لذلك ستكون المنطقة العازلة ضرورية لمنع هذه الهجمات".
وكانت إسرائيل أعلنت عن خطط لبناء سياج على طول الحدود مع سورية في هضبة الجولان لمنع تسلل من وصفتهم بعناصر الجهاد العالمي إلى أراضيها بعد انسحاب الجيش السوري من المنطقة.
في المقابل, اتهم الأسد إسرائيل بمحاولة زعزعة استقرار سورية, مؤكداً أن بلاده قادرة على "التصدي لأي عدوان".
وقال خلال اجتماعه في دمشق مع الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي ان سورية "قادرة على التصدي لأي عدوان", مؤكداً أنه "بوعي شعبها وقوة جيشها وتمسكها بنهج المقاومة قادرة على مواجهة التحديات الراهنة والتصدي لاي عدوان يستهدف الشعب السوري ودوره التاريخي والحضاري".
وأضاف الأسد, في اشارة إلى الضربة الاسرائيلية, ان "هذا العدوان يكشف الدور الحقيقي الذي تقوم به اسرائيل بالتعاون مع القوى الخارجية المعادية وادواتها على الاراضي السورية لزعزعة استقرار سورية وإضعافها وصولا الى التخلي عن مواقفها وثوابتها الوطنية والقومية".
من جهته, أعرب جليلي, بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا", عن ثقته "بحكمة القيادة السورية في التعامل مع هذا العدوان الغاشم الذي يستهدف الدور الريادي لسورية في محور المقاومة", مؤكداً "دعم الجمهورية الاسلامية الكامل للشعب السوري المقاوم في مواجهة العدو الصهيوني وحرصها على التنسيق المستمر مع سورية للتصدي للمؤامرات والمشاريع الخارجية التي تهدف الى زعزعة امن المنطقة واستقرارها".
كما عبر المسؤول الايراني عن تقدير بلاده لخطة الحل السياسي التي طرحها الاسد لحل الازمة والخطوات التي تقوم بها الحكومة السورية لتنفيذ مراحل هذه الخطة, مجددا استعداد طهران لتقديم اي مساعدة تساهم في انجاز الحوار الوطني باعتباره "السبيل الوحيد لخروج سورية من أزمتها".