[size=18][b][font=Arial Black]السلام عليكم احبتي في الله...
اكتب من غياهب منفاي البعيد .في بلدي الممزق
اكتب من مخبأي المطمور بالرمل..
لعلي ارتاح من رعونة القذائف
...
مشهد لايزال يتربع على عرش الذاكرة المكتئبة... مشهد من المشفى الميداني ومشهد من صلاة الجمعة
لا استطيع الربط بينهما لكنهما يصران على الارتباط
لا اعلم لماذا؟؟؟؟
المشهد الاول :صوت الصياح يملئ المكان ..والدماء تزكم رائحتها الأنوف والانين يخرج من حنجرة
ذلك الطفل الذي اصابته شضية في فخذه اليمين..
احاول المساعدة فأجدني عاجزااا تماماا فأفضل ان انزوي في مكان بعيد وابكي
لايزال شكل فخذه الممزق يجتاح وجداني بشدة... هل سيعيش؟
على الاغلب نعم ..ولكن على الاغلب بدون ساق
لست اجد تفسيرااا لما يحدث حولي
ثم فجأة ينطلق نفس الصوت مرة اخرى
فيهرع الجميع للداخل وما هي الا لحظات حتى تنفجر القذيفة العشرين
ولا يطول الامر حتى يعاد نفس المشهد فاجلس في نفس الزاوية البعيدة لابكي
واتسائل ؟؟؟؟؟؟ هل سيعيشون
لن اصور الدماء هذه المرة فانا اشعر بالنعاس من جديد ..سأنام قليلااا لعلي انسى
فاجلس ساندا رأسي على ركبتي فاغفو .ولا يطوال الامر فاصحو فاجدني اما نفس الوجوه
ولكنهم بشكل اخر انظروا انه ذلك الطفل ولكن ساقه تعافت
وهذا الشاب ثيابه نظيفة...كانت قبل قليل مضرجة بدماء الجرحى..و الارض يكسوها السجاد النظيف
مالذي يحدث ؟؟؟ الناس من حولي سكوت صامتين مطمئنين بعد ان كان الهلع يبدو على وجوه الجميع
لا احد يتكلم الا صوت رجل واحد اعتدت ان اراه جانبي في زاوية البكاء
مالذي يحصل ..
انه شيخ الجامع يلقي خطب الجمعة وانا في المسجد ...
نسيت ان اقول لكم:..............في بلدي مسجدنا هو المشفى الميداني
فابكي ........
من مذكرات مسعف متدرب
اخوكم غسان الجاموس

اخي الغالي غسان حروفك ادمت قلوبنا
نسأل الله ان يحمي جميع الأحرار..

انت على ثغر من ثغور الجهاد
تأكد أن الله اختار لنا هذا الطريق والخير بما اختاره لنا

اخواني الاحبة اشكركم شكراا من القلب واريد ان اقول لكم انني لا اكتب الا واقعا عشته وعانيته طويلاا على مدى سنتين واعدكم بالمزيد من مشاهداتي وكما قلت :
انا اقوم بتأليف كتاب اسمه مشاهدات من الدم