أيها المانحون ، سلحونا ولا تطعمونا إن كنتم فاعلين
بقلم : أبو ياسر السوري
لقد كنت متخوفا من مؤتمر المانحين ، الذي انعقد يوم الأربعاء 30 / 1 / 2013 وكان الباعث على تخوفي ، أن يكون ككل المؤتمرات التي تجتمع تحت مسمى مؤيد للشعب السوري ، ثم يتبين لاحقا أن ذلك الاجتماع أو المؤتمر إنما كان لصالح النظام وشركائه ، وليس للشعب السوري منه إلا الدعاية الفارغة ... وإليكم الأمثلة المؤيدة لما نقول :
1 - زعمت الجامعة العربية في كل تحركاتها ، أن مع الشعب السوري ، فقاطعت النظام ، وجمدت عضويته في الجامعة ، وصار بين يوسف أحمد مندوب سوريا لدى الجامعة ، وبين أعضاء الجامعة العربية ، العظيم وما جرى .. ثم وبعد اللتيا والتي ، عرفنا أن الجامعة العربية وأمينها العربي وخونتها الجرب .. كلهم مع النظام .
2 – لما تحول الملف السوري إلى مجلس الأمن ، واعقد المجلس لإصدار قرار إدانة للنظام ، كان المجلس منقسما شطرين . فريق مع النظام وعلى رأسه ، روسيا والصين .. وفريق مع الشعب السوري وعلى رأسه أمريكا وبريطانيا وفرنسا .. فلما استخدمت روسيا والصين حق الفيتو ، انسحبت مندوبة أمريكا متظاهرة بمنتهى السخط والغضب . وتكلم يومها المندوب البريطاني والمندوب الفرنسي بكلام امتاز بنبرة الملامة لاستخدام حق الفيتو ، ولوحا بأن التاريخ سيحاسب من يتسبب في إطالة معاناة الشعب السوري ..
ثم تبين أخيراً ، أن انقسام مجلس الأمن ما هو إلا انقسام شكلي ، فرضته ضرورة تقاسم الأدوار، لأن الجميع كان متفقاً على عدم سقوط الأسد . لأن سقوطه سوف يضر بإسرائيل ...
3 – مجموعة أصدقاء سوريا اجتمعوا مرات ، وقد زعموا أنهم مع الشعب السوري في حقه بالعيش حرا كريما .. وأنهم سينصرون قضيته ، ويوقفون آلة القتل التي تحصده ليل نهار على مدى ما يقارب السنتين ... ثم ماذا كان .. لقد تبين أن أمريكا قد تبرعت سرا للأسد بمبلغ ( خمس مليارات دولار ) لقتل الشعب .. وإذا كان هذا موقف أمريكا ، فليس الموقف البريطاني ولا الموقف الفرنسي عنه ببعيد .. وكل الدلائل تشير إلى أنهم كلهم مع النظام القاتل ، ضد الشعب الضحية . وآخر الأنباء قرأت في المختصر بتاريخ 28 / 1 / 2013 نبأ يقول : أن السفيرة السورية لمياء شكور تعود إلى مكتبها في باريس لتتلقى هي وموظفي السفارة هناك زيادة في مرتباتهم الشهرية تزيد على الألف يورو ، وذلك بناء على صفقة تمت بين فرنسا والجزائر بخصوص مالي وسوريا ، وأنه سمح لفرنسا باستخدام الأجواء الجزائرية ، في مقابل تعديل الموقف الفرنسي من النظام السوري ...
وهذه الأمثلة كافية لتبرير التخوف من مؤتمر المانحين ، وتبرير الظن بأنه لن يختلف عن بقية المؤتمرات ، في أنه ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قِبَلِهِ العذاب .. ويبدو أن من يخاف من العفريت يطلع له العفريت بوجهه القبيح ..
فما إن انعقد مؤتمر المانحين في الكويت ، حتى تقاطر إليه موكب الشحادين .. واحد من الأردن وآخر من مصر وثالث من لبنان .. ورابع وخامس .. وصار كل من وجد في بلده أحدا من السوريين ، عمد إلى يده فقطعها ثم جلس على أبواب مؤتمر المانحين يطلب الحسنة ...لقد بلغت التبرعات في هذا المؤتمر المليار ونصف المليار . ولو سلم المبلغ للجان عربية ، وقامت بتوزيعه مباشرة ، دون المرور على قناة الأمم المتحدة ، التي ستدوزعه بدرها عبر قنوات الحكومات المضيفة للنازحين السوريين ... لو حصل هذا لقلنا لا بأس ، وإن كان لنا رأي آخر في هذا المال ، سنأتي على ذكره لاحقا في هذا المقال ..ولكن الأمور جَرَتْ على غير ما تهوى السفن ، وتقرر أن يسلم المليار والنصف لـ ( بان كيمون) ليقوم هو بتوزيعه عن طريق الحكومات المجاورة لسوريا ، على أن يخصص منه ( ألف مليون دولار ) لجيران سوريا ( لبنان والأردن والعراق ) الذين يوفرون المأوى لنحو 700 ألف لاجئ سوري مسجلاً في القيود ، وعلى أن يكون نصيب لبنان وحدها (370 مليون دولار ) لتغطية النفقات لمدة ستة أشهر فقط .
أما الـ500 مليون الباقية ، فإنها تخصص لتمويل الجهود الإنسانية لأربعة ملايين سوري داخل بلادهم . و( تلك إذن قسمة ضيزى ) . ولو انكشفت الحقائق لعلم الناس أن الشعب السوري في داخل سوريا كله مشرد ، وأن حاجة (15) مليون سوري الباقين في الداخل لا تقل عن حاجة ( الـ 700 ألف ) مشرد في الخارج . فالمشرد في هذه البلدان ، يظل آمنا نسبيا من الموت بالقنابل والصواريخ ، التي تقتل المشردين في الداخل بدون رحمة . فماذا جنينا من مؤتمر المانحين .؟
والله يا سادة لسنا مغفلين ، ولا معوقين عقليا .. واسمحوا لي أن أقول لكم : لماذا تداوون مريض السرطان بشراب خافض للحرارة .؟؟ لماذا أنتم مشغولون في إدارة الأزمة ، منصرفون عن معالجتها بشكل فاعل .؟؟
إن السوريين يا سادة ، مشردون جياع عراة يعانون أشد المعاناة... ومع ذلك فإنهم يصبرون على البرد والجوع والتشرد .. يصبرون على البأساء والضراء .. يصبرون على كل ما هم فيه من بلاء .. ولكنهم لا يصبرون على بقاء الأسد رئيسا عليهم ساعة .. سنقاوم رغم الجوع والبرد والتشرد .. سنقاوم رغم الخوف والموت ونزف الجراح .. سنقاوم وإن مُنِعَ عنا السلاح .. سنقاوم ولن نستسلم مهما خسرنا من أرواح .. عهدٌ قطعناه على أنفسنا مع الله .. سنقاوم ظلم الأسد إلى أن ننتصر فنعيش بعده عيش الكرام ، أو نموت مقاومين كما يموت الكرام .
أيها المجتمع الدولي ، أيها العرب ، أيها المسلمون ، لا تساومونا على كرامتنا .. فقد سبق أن قلنا كلمتنا ولن نتراجع عنها أبدا ( الموت ولا المذلة ) . فساعدونا على نيل مطلبنا الحق ولا تساومونا إن كنتم مخلصين . سلحونا ولا تطعمونا إن كنتم فاعلين .
بقلم : أبو ياسر السوري
لقد كنت متخوفا من مؤتمر المانحين ، الذي انعقد يوم الأربعاء 30 / 1 / 2013 وكان الباعث على تخوفي ، أن يكون ككل المؤتمرات التي تجتمع تحت مسمى مؤيد للشعب السوري ، ثم يتبين لاحقا أن ذلك الاجتماع أو المؤتمر إنما كان لصالح النظام وشركائه ، وليس للشعب السوري منه إلا الدعاية الفارغة ... وإليكم الأمثلة المؤيدة لما نقول :
1 - زعمت الجامعة العربية في كل تحركاتها ، أن مع الشعب السوري ، فقاطعت النظام ، وجمدت عضويته في الجامعة ، وصار بين يوسف أحمد مندوب سوريا لدى الجامعة ، وبين أعضاء الجامعة العربية ، العظيم وما جرى .. ثم وبعد اللتيا والتي ، عرفنا أن الجامعة العربية وأمينها العربي وخونتها الجرب .. كلهم مع النظام .
2 – لما تحول الملف السوري إلى مجلس الأمن ، واعقد المجلس لإصدار قرار إدانة للنظام ، كان المجلس منقسما شطرين . فريق مع النظام وعلى رأسه ، روسيا والصين .. وفريق مع الشعب السوري وعلى رأسه أمريكا وبريطانيا وفرنسا .. فلما استخدمت روسيا والصين حق الفيتو ، انسحبت مندوبة أمريكا متظاهرة بمنتهى السخط والغضب . وتكلم يومها المندوب البريطاني والمندوب الفرنسي بكلام امتاز بنبرة الملامة لاستخدام حق الفيتو ، ولوحا بأن التاريخ سيحاسب من يتسبب في إطالة معاناة الشعب السوري ..
ثم تبين أخيراً ، أن انقسام مجلس الأمن ما هو إلا انقسام شكلي ، فرضته ضرورة تقاسم الأدوار، لأن الجميع كان متفقاً على عدم سقوط الأسد . لأن سقوطه سوف يضر بإسرائيل ...
3 – مجموعة أصدقاء سوريا اجتمعوا مرات ، وقد زعموا أنهم مع الشعب السوري في حقه بالعيش حرا كريما .. وأنهم سينصرون قضيته ، ويوقفون آلة القتل التي تحصده ليل نهار على مدى ما يقارب السنتين ... ثم ماذا كان .. لقد تبين أن أمريكا قد تبرعت سرا للأسد بمبلغ ( خمس مليارات دولار ) لقتل الشعب .. وإذا كان هذا موقف أمريكا ، فليس الموقف البريطاني ولا الموقف الفرنسي عنه ببعيد .. وكل الدلائل تشير إلى أنهم كلهم مع النظام القاتل ، ضد الشعب الضحية . وآخر الأنباء قرأت في المختصر بتاريخ 28 / 1 / 2013 نبأ يقول : أن السفيرة السورية لمياء شكور تعود إلى مكتبها في باريس لتتلقى هي وموظفي السفارة هناك زيادة في مرتباتهم الشهرية تزيد على الألف يورو ، وذلك بناء على صفقة تمت بين فرنسا والجزائر بخصوص مالي وسوريا ، وأنه سمح لفرنسا باستخدام الأجواء الجزائرية ، في مقابل تعديل الموقف الفرنسي من النظام السوري ...
وهذه الأمثلة كافية لتبرير التخوف من مؤتمر المانحين ، وتبرير الظن بأنه لن يختلف عن بقية المؤتمرات ، في أنه ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قِبَلِهِ العذاب .. ويبدو أن من يخاف من العفريت يطلع له العفريت بوجهه القبيح ..
فما إن انعقد مؤتمر المانحين في الكويت ، حتى تقاطر إليه موكب الشحادين .. واحد من الأردن وآخر من مصر وثالث من لبنان .. ورابع وخامس .. وصار كل من وجد في بلده أحدا من السوريين ، عمد إلى يده فقطعها ثم جلس على أبواب مؤتمر المانحين يطلب الحسنة ...لقد بلغت التبرعات في هذا المؤتمر المليار ونصف المليار . ولو سلم المبلغ للجان عربية ، وقامت بتوزيعه مباشرة ، دون المرور على قناة الأمم المتحدة ، التي ستدوزعه بدرها عبر قنوات الحكومات المضيفة للنازحين السوريين ... لو حصل هذا لقلنا لا بأس ، وإن كان لنا رأي آخر في هذا المال ، سنأتي على ذكره لاحقا في هذا المقال ..ولكن الأمور جَرَتْ على غير ما تهوى السفن ، وتقرر أن يسلم المليار والنصف لـ ( بان كيمون) ليقوم هو بتوزيعه عن طريق الحكومات المجاورة لسوريا ، على أن يخصص منه ( ألف مليون دولار ) لجيران سوريا ( لبنان والأردن والعراق ) الذين يوفرون المأوى لنحو 700 ألف لاجئ سوري مسجلاً في القيود ، وعلى أن يكون نصيب لبنان وحدها (370 مليون دولار ) لتغطية النفقات لمدة ستة أشهر فقط .
أما الـ500 مليون الباقية ، فإنها تخصص لتمويل الجهود الإنسانية لأربعة ملايين سوري داخل بلادهم . و( تلك إذن قسمة ضيزى ) . ولو انكشفت الحقائق لعلم الناس أن الشعب السوري في داخل سوريا كله مشرد ، وأن حاجة (15) مليون سوري الباقين في الداخل لا تقل عن حاجة ( الـ 700 ألف ) مشرد في الخارج . فالمشرد في هذه البلدان ، يظل آمنا نسبيا من الموت بالقنابل والصواريخ ، التي تقتل المشردين في الداخل بدون رحمة . فماذا جنينا من مؤتمر المانحين .؟
والله يا سادة لسنا مغفلين ، ولا معوقين عقليا .. واسمحوا لي أن أقول لكم : لماذا تداوون مريض السرطان بشراب خافض للحرارة .؟؟ لماذا أنتم مشغولون في إدارة الأزمة ، منصرفون عن معالجتها بشكل فاعل .؟؟
إن السوريين يا سادة ، مشردون جياع عراة يعانون أشد المعاناة... ومع ذلك فإنهم يصبرون على البرد والجوع والتشرد .. يصبرون على البأساء والضراء .. يصبرون على كل ما هم فيه من بلاء .. ولكنهم لا يصبرون على بقاء الأسد رئيسا عليهم ساعة .. سنقاوم رغم الجوع والبرد والتشرد .. سنقاوم رغم الخوف والموت ونزف الجراح .. سنقاوم وإن مُنِعَ عنا السلاح .. سنقاوم ولن نستسلم مهما خسرنا من أرواح .. عهدٌ قطعناه على أنفسنا مع الله .. سنقاوم ظلم الأسد إلى أن ننتصر فنعيش بعده عيش الكرام ، أو نموت مقاومين كما يموت الكرام .
أيها المجتمع الدولي ، أيها العرب ، أيها المسلمون ، لا تساومونا على كرامتنا .. فقد سبق أن قلنا كلمتنا ولن نتراجع عنها أبدا ( الموت ولا المذلة ) . فساعدونا على نيل مطلبنا الحق ولا تساومونا إن كنتم مخلصين . سلحونا ولا تطعمونا إن كنتم فاعلين .