المشهد الحالي للصراع في سوريا ماذا يقول للعالَم اليوم .؟؟
بقلم : أبو ياسر السوري :
لكي نتمكن من افتراض توقعات مستقبلية صحيحة ، أو قريبة جدا من الصحيحة ، لا بدَّ من البناء على ما كان عليه الحال في الماضي ، ثم الخلوص من ذلك إلى الحاضر الحالي .. ثم استخلاص النتائج المتوقعة في المستقبل من الأيام ...وقبل الإفاضة في الحديث ، أريد أن يعلم القارئ الكريم ، أنني لن أتحدث حديث المتمني لما ستكون عليه الأمور ، وإنما سأتحدث حديث من يعرف من خط سير الأحداث ، إلى أين سينتهي بها المسير ...
وبداية ، لا ينبغي أن نختلف حول الموقف الدولي ، والموقف العربي ، حيال ما جرى على الساحة السورية منذ عامين وحتى الآن .. فبعد سكوت المجتمع الدولي على مقتل قرابة سبعين ألف مواطن سوري ، موثقين بالاسم والزمان والمكان .. عدا عن اختفاء ما يقارب المائتي ألف مواطن ، لا يدرى عن مصيرهم شيء .. وبعد تشريد أكثر من ستة ملايين سوري ، وهدم أكثر من أربعة ملايين منزل وبناء في مدن سوريا وقراها .. وبعد صمت المجتمع الدولي والعربي والإسلامي عن كل هذه الجرائم ، والتردد حتى في إدانتها ، إلا على استحياء ... أقول بعد هذا كله ، ليس لأحد أن يشكَّ للحظة واحدة في أن العالم كله ، وبدون استثناء ، منحاز إلى صف قتلة مجرمين ، ضد شعب مدني أعزل ، لم يرتكب ذنبا سوى أنه هتف مطالبا سلمياً بأن يعيش حرا كريما ، كبقية الشعوب على هذا الكوكب . فما كان جواب النظام الحاكم على الهتاف بالحرية ، إلا جلجلة المدافع ، وقصف الطيران ، وإمطار المنادين بالحرية ، بكل سلاح ، حتى بالقنابل المحرمة دوليا ، وبالصواريخ البلاستيكية ... ومنذ 22 شهرا وحتى الآن والسوريون يواجهون آلة الإبادة الأسدية ، التي لا تفرق بين رجل وامرأة وطفل وزرع وضرع وشجر وحجر ... ويدمر كل شيء في البلد ، على مرأى ومسمع من العالم .. دون اعتراض ولا امتعاض ولا إدانة ولا نكير ...
فهل لأحد بعد هذا الموقف العالمي المخزي ، أن يشك في أن العالم كله مشارك مع هذه العصابة الأسدية المارقة ، في كل الجرائم اللاإنسانية ، التي مورست على المواطنين السوريين .؟؟ لا مجال لتأويل الموقف الدولي بغير هذا .. إنه عالم مجرم يبارك إجرام المجرمين ..
ولكن المؤامرة حيكت على أن ينقسم هذاالعالم إلى (مع ) و (ضد ) ..
وهكذا كانت إيران وروسيا والصين وحكومة المالكي الطائفية ، وحزب الشيطان الطائفي ، وإسرائيل ، والقوميون الناصريون ، والعلمانيون الشيوعيون ، والمناضلون بالشعارات الكذابة من ممانعة ومقاومة وصمود وتصدي ... كان هؤلاء جميعا ، (مع) النظام الأسدي القاتل ، ويتبنون مقولته في الزعم : بأن ما يجري في سوريا ، ليس بثورة ، وإنما هو شغب عصابات مندسة ، تتحرك وفق أجندات خارجية ، لإسقاط نظام ممانع مقاوم ... لذلك لا يرى هؤلاء أي خطأ في قيام الأسد بإبادة الشعب السوري ، ولا اعتراض لديهم على مد الأسد بالسلاح والرجال والعتاد والذخيرة ، لقمع هذا الشغب التخريبي ، ورد الشعب إلى بيت الطاعة من جديد ...
وفي مقابل هذا الفريق المؤيد للنظام ، هنالك أكثر من 136 دولة يدعون أنهم ( مع ) الشعب السوري ، وأنهم أصدقاؤه وأحباؤه ، على رأسهم أمريكا وبريطانيا وفرنسا ، الذين يطلقون التصريحات المؤيدة لرحيل الأسد .. ولكنهم لم يتخذوا حتى الآن أي خطوة عملية لكبح جماح هذا النظام ، الذي يمارس على الشعب كل أنواع الإجرام ..
بل تكشفت الخفايا أخيرا ، وظهر أن أمريكا وغيرها من الدول الصديقة والشقيقة ، تمد الأسد في السر بالمال ، وتمنحه المبادرات الخُلّبية للحل ، لا بقصد الوصول إلى حل يوقف القتل ، وإنما بقصد إعطاء النظام مزيدا من المهل ، لمزيد من القتل ... نذكر في هذا السياق . اجتماعات الجامعة العربية التي أعطت النظام ستة أشهر للقتل ، مات خلالها أكثر من عشرة آلاف .. ثم كان مؤتمر منظمة العالم الإسلامي ومهلة أسبوعين للقتل ... ثم كان تحويل الملف السوري إلى منظمة الأمم المتحدة ، وبدأت اجتماعات مجلس الأمن ، وتعطيل القرارات بالفيتو المزدوج ، تلا ذلك إرسال الموفدين الأمميين : كوفي عنان ، والدابي ، والإبراهيمي .. ثم مؤتمرات أصدقاء سوريا ، ومؤتمرات جنيف .. ومؤتمرات استانبول ، والقاهرة ، وتونس ، والمغرب ... رافق ذلك كله مهل للقتل تتلوها مهل .. أتاحت للأسد مساحات زمنية واسعة لإبادة السوريين .. فماذا كانت النتيجة .؟؟
لقد أعطي الأسد إذنا مفتوحا بالقتل الممنهج ، والإبادة الجماعية ، فارتقى صعدا في القتل اليومي ، من 15 مواطنا في اليوم إلى 45 إلى 90 إلى 120 إلى 200 و300 .. حتى أصبحنا لا نستطيع إحصاء القتلى . وانتقلنا إلى إحصاء المجازر اليومية ، في القبير والتريمسة وبابا عمرو والحولة .. ومئات المجازر في طول سوريا وعرضها .. ونسأل مرة أخرى : ماذا كانت النتيجة .؟؟
لم يتمكن النظام من إعادة السوريين إلى بيت الطاعة .. فقد أخذ الشعب قراره ، فأعلن على مسمع العالم عبر القنوات يقول فيه ( الموت ولا المذلة ) .. وكلما استحر القتل ، زادت الثورة ضراوة واشتعالا .. حتى اضطر الثوار أخيراً إلى حمل السلاح ، للدفاع عن حقهم وحق أهليهم في الحياة ، ضد نظام يحرمهم من حق الحياة ...
حملنا السلاح ، وصار القتل متبادلا بين الفريقين ، وشتان بين مقاتل يعتدي على الأبرياء ، ومقاتل يدافع عنهم .. وشتان بين مقاتل في سبيل الله ومقاتل في سبيل الأسد ... لهذا بدأت قوات النظام بالانكفاء والتراجع والهزائم .. حتى لم يبق لها على التراب السوري أي مكان ، سوى حواجز تتساقط الآن ، واحدا بعد الآخر ، وفروع أمنية سجينة ضمن مبانيها المحصنة ، وهي تتساقط أيضا تحت ضربات الثوار ..
لم ينفع الأسد ما وصله من مدد شيعي متواصل ، يتقاطر إليه من ميليشيات فيلق بدر ، وجيش المهدي في العراق .. والباسيج في إيران ، وحزب الشيطان في لبنان ... ولا أفاده الجسر الجوي الإيراني لنقل الذخائر والسلاح .. ولا قلل من هزائمه البارجات الروسية ، وهي تمده بآلة القتل والدمار .
انتهى الأسد إلى مخبأ في طرطوس ، وربما هو يقيم الآن في إحدى البوارج الروسية في مرفأ طرطوس .. فماذا يعني هذا .؟؟
ألا يقول هذا الواقع ، إنه لم يبق للأسد مكان في سوريا .. ألا يقول المنطق: إنه لن يحكم الأسد بلدا قام هو بتدميره فوق رؤوس أهليه .؟؟
كل أنصار الأسد موقن بأن سقوطه قد بات وشيكاً ، وأن زواله صار قريبا ، فالروس قاموا بترحيل بعض رعاياهم .. والإيرانيون لانت لهجتهم .. ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس منذ شهر فقط ، كان يبشر باقتراب نهاية الأسد .. فما الذي استجد الآن ، فدفعه إلى القول : انه لا توجد مؤشرات على أن الأزمة السورية في طريقها للحل قريبا .؟ وما الذي دفع السفير الأمريكي إلى القول : الله وحده يعلم متى سيسقط الأسد ، وكأنه يتوقع له أنه لن يرحل أبدا .. حتى الملك الشريف ابن الأشراف في الأردن ، يتحدث بحديث من كُشِفَ له الحجاب ، وظهر له من تحت سجف الغيب شيطان يقول ، أن بقاء الأسد سيطول ، فيصرح جلالته قائلا : "من يعتقد أن النظام السوري سيسقط قريبا فهو لا يعلم ما يجري علىالأرض"
ونحن نتكلم من الميدان على الأرض ، ونقول لكل مشكك في سقوط الأسد قريبا : إنك واهم .. وقصير النظر .. وأعمى البصيرة والبصر .. فالأسد نفسه موقن بالسقوط ، وقد هربت أخته وأمه إلى الإمارات العربية ، كما قام بتهريب كل ثرواته النقدية إلى الخارج ، وقد سمح للحلقة الضيقة من أذنابه وعناصر مخابراته بتحويل أرصدتهم إلى خارج سوريا .. فهل هذا صنيع من يحلم بالبقاء .؟؟
أيها المُحَبِّطُون والمُثَبّطُون : حسبكم تآمرا ، فإن حربكم النفسية لن تخيف المؤمنين ... أيها المتآمرون لا تكونوا ملكيين أكثر من الملك . سيزول الأسد وأنتم تنظرون .
أيها الثوار : اطمئنوا لنصر الله فإنه قريب ، وإنه لا يكون إلا بعد بأساء وضراء ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ) .
بقلم : أبو ياسر السوري :
لكي نتمكن من افتراض توقعات مستقبلية صحيحة ، أو قريبة جدا من الصحيحة ، لا بدَّ من البناء على ما كان عليه الحال في الماضي ، ثم الخلوص من ذلك إلى الحاضر الحالي .. ثم استخلاص النتائج المتوقعة في المستقبل من الأيام ...وقبل الإفاضة في الحديث ، أريد أن يعلم القارئ الكريم ، أنني لن أتحدث حديث المتمني لما ستكون عليه الأمور ، وإنما سأتحدث حديث من يعرف من خط سير الأحداث ، إلى أين سينتهي بها المسير ...
وبداية ، لا ينبغي أن نختلف حول الموقف الدولي ، والموقف العربي ، حيال ما جرى على الساحة السورية منذ عامين وحتى الآن .. فبعد سكوت المجتمع الدولي على مقتل قرابة سبعين ألف مواطن سوري ، موثقين بالاسم والزمان والمكان .. عدا عن اختفاء ما يقارب المائتي ألف مواطن ، لا يدرى عن مصيرهم شيء .. وبعد تشريد أكثر من ستة ملايين سوري ، وهدم أكثر من أربعة ملايين منزل وبناء في مدن سوريا وقراها .. وبعد صمت المجتمع الدولي والعربي والإسلامي عن كل هذه الجرائم ، والتردد حتى في إدانتها ، إلا على استحياء ... أقول بعد هذا كله ، ليس لأحد أن يشكَّ للحظة واحدة في أن العالم كله ، وبدون استثناء ، منحاز إلى صف قتلة مجرمين ، ضد شعب مدني أعزل ، لم يرتكب ذنبا سوى أنه هتف مطالبا سلمياً بأن يعيش حرا كريما ، كبقية الشعوب على هذا الكوكب . فما كان جواب النظام الحاكم على الهتاف بالحرية ، إلا جلجلة المدافع ، وقصف الطيران ، وإمطار المنادين بالحرية ، بكل سلاح ، حتى بالقنابل المحرمة دوليا ، وبالصواريخ البلاستيكية ... ومنذ 22 شهرا وحتى الآن والسوريون يواجهون آلة الإبادة الأسدية ، التي لا تفرق بين رجل وامرأة وطفل وزرع وضرع وشجر وحجر ... ويدمر كل شيء في البلد ، على مرأى ومسمع من العالم .. دون اعتراض ولا امتعاض ولا إدانة ولا نكير ...
فهل لأحد بعد هذا الموقف العالمي المخزي ، أن يشك في أن العالم كله مشارك مع هذه العصابة الأسدية المارقة ، في كل الجرائم اللاإنسانية ، التي مورست على المواطنين السوريين .؟؟ لا مجال لتأويل الموقف الدولي بغير هذا .. إنه عالم مجرم يبارك إجرام المجرمين ..
ولكن المؤامرة حيكت على أن ينقسم هذاالعالم إلى (مع ) و (ضد ) ..
وهكذا كانت إيران وروسيا والصين وحكومة المالكي الطائفية ، وحزب الشيطان الطائفي ، وإسرائيل ، والقوميون الناصريون ، والعلمانيون الشيوعيون ، والمناضلون بالشعارات الكذابة من ممانعة ومقاومة وصمود وتصدي ... كان هؤلاء جميعا ، (مع) النظام الأسدي القاتل ، ويتبنون مقولته في الزعم : بأن ما يجري في سوريا ، ليس بثورة ، وإنما هو شغب عصابات مندسة ، تتحرك وفق أجندات خارجية ، لإسقاط نظام ممانع مقاوم ... لذلك لا يرى هؤلاء أي خطأ في قيام الأسد بإبادة الشعب السوري ، ولا اعتراض لديهم على مد الأسد بالسلاح والرجال والعتاد والذخيرة ، لقمع هذا الشغب التخريبي ، ورد الشعب إلى بيت الطاعة من جديد ...
وفي مقابل هذا الفريق المؤيد للنظام ، هنالك أكثر من 136 دولة يدعون أنهم ( مع ) الشعب السوري ، وأنهم أصدقاؤه وأحباؤه ، على رأسهم أمريكا وبريطانيا وفرنسا ، الذين يطلقون التصريحات المؤيدة لرحيل الأسد .. ولكنهم لم يتخذوا حتى الآن أي خطوة عملية لكبح جماح هذا النظام ، الذي يمارس على الشعب كل أنواع الإجرام ..
بل تكشفت الخفايا أخيرا ، وظهر أن أمريكا وغيرها من الدول الصديقة والشقيقة ، تمد الأسد في السر بالمال ، وتمنحه المبادرات الخُلّبية للحل ، لا بقصد الوصول إلى حل يوقف القتل ، وإنما بقصد إعطاء النظام مزيدا من المهل ، لمزيد من القتل ... نذكر في هذا السياق . اجتماعات الجامعة العربية التي أعطت النظام ستة أشهر للقتل ، مات خلالها أكثر من عشرة آلاف .. ثم كان مؤتمر منظمة العالم الإسلامي ومهلة أسبوعين للقتل ... ثم كان تحويل الملف السوري إلى منظمة الأمم المتحدة ، وبدأت اجتماعات مجلس الأمن ، وتعطيل القرارات بالفيتو المزدوج ، تلا ذلك إرسال الموفدين الأمميين : كوفي عنان ، والدابي ، والإبراهيمي .. ثم مؤتمرات أصدقاء سوريا ، ومؤتمرات جنيف .. ومؤتمرات استانبول ، والقاهرة ، وتونس ، والمغرب ... رافق ذلك كله مهل للقتل تتلوها مهل .. أتاحت للأسد مساحات زمنية واسعة لإبادة السوريين .. فماذا كانت النتيجة .؟؟
لقد أعطي الأسد إذنا مفتوحا بالقتل الممنهج ، والإبادة الجماعية ، فارتقى صعدا في القتل اليومي ، من 15 مواطنا في اليوم إلى 45 إلى 90 إلى 120 إلى 200 و300 .. حتى أصبحنا لا نستطيع إحصاء القتلى . وانتقلنا إلى إحصاء المجازر اليومية ، في القبير والتريمسة وبابا عمرو والحولة .. ومئات المجازر في طول سوريا وعرضها .. ونسأل مرة أخرى : ماذا كانت النتيجة .؟؟
لم يتمكن النظام من إعادة السوريين إلى بيت الطاعة .. فقد أخذ الشعب قراره ، فأعلن على مسمع العالم عبر القنوات يقول فيه ( الموت ولا المذلة ) .. وكلما استحر القتل ، زادت الثورة ضراوة واشتعالا .. حتى اضطر الثوار أخيراً إلى حمل السلاح ، للدفاع عن حقهم وحق أهليهم في الحياة ، ضد نظام يحرمهم من حق الحياة ...
حملنا السلاح ، وصار القتل متبادلا بين الفريقين ، وشتان بين مقاتل يعتدي على الأبرياء ، ومقاتل يدافع عنهم .. وشتان بين مقاتل في سبيل الله ومقاتل في سبيل الأسد ... لهذا بدأت قوات النظام بالانكفاء والتراجع والهزائم .. حتى لم يبق لها على التراب السوري أي مكان ، سوى حواجز تتساقط الآن ، واحدا بعد الآخر ، وفروع أمنية سجينة ضمن مبانيها المحصنة ، وهي تتساقط أيضا تحت ضربات الثوار ..
لم ينفع الأسد ما وصله من مدد شيعي متواصل ، يتقاطر إليه من ميليشيات فيلق بدر ، وجيش المهدي في العراق .. والباسيج في إيران ، وحزب الشيطان في لبنان ... ولا أفاده الجسر الجوي الإيراني لنقل الذخائر والسلاح .. ولا قلل من هزائمه البارجات الروسية ، وهي تمده بآلة القتل والدمار .
انتهى الأسد إلى مخبأ في طرطوس ، وربما هو يقيم الآن في إحدى البوارج الروسية في مرفأ طرطوس .. فماذا يعني هذا .؟؟
ألا يقول هذا الواقع ، إنه لم يبق للأسد مكان في سوريا .. ألا يقول المنطق: إنه لن يحكم الأسد بلدا قام هو بتدميره فوق رؤوس أهليه .؟؟
كل أنصار الأسد موقن بأن سقوطه قد بات وشيكاً ، وأن زواله صار قريبا ، فالروس قاموا بترحيل بعض رعاياهم .. والإيرانيون لانت لهجتهم .. ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس منذ شهر فقط ، كان يبشر باقتراب نهاية الأسد .. فما الذي استجد الآن ، فدفعه إلى القول : انه لا توجد مؤشرات على أن الأزمة السورية في طريقها للحل قريبا .؟ وما الذي دفع السفير الأمريكي إلى القول : الله وحده يعلم متى سيسقط الأسد ، وكأنه يتوقع له أنه لن يرحل أبدا .. حتى الملك الشريف ابن الأشراف في الأردن ، يتحدث بحديث من كُشِفَ له الحجاب ، وظهر له من تحت سجف الغيب شيطان يقول ، أن بقاء الأسد سيطول ، فيصرح جلالته قائلا : "من يعتقد أن النظام السوري سيسقط قريبا فهو لا يعلم ما يجري علىالأرض"
ونحن نتكلم من الميدان على الأرض ، ونقول لكل مشكك في سقوط الأسد قريبا : إنك واهم .. وقصير النظر .. وأعمى البصيرة والبصر .. فالأسد نفسه موقن بالسقوط ، وقد هربت أخته وأمه إلى الإمارات العربية ، كما قام بتهريب كل ثرواته النقدية إلى الخارج ، وقد سمح للحلقة الضيقة من أذنابه وعناصر مخابراته بتحويل أرصدتهم إلى خارج سوريا .. فهل هذا صنيع من يحلم بالبقاء .؟؟
أيها المُحَبِّطُون والمُثَبّطُون : حسبكم تآمرا ، فإن حربكم النفسية لن تخيف المؤمنين ... أيها المتآمرون لا تكونوا ملكيين أكثر من الملك . سيزول الأسد وأنتم تنظرون .
أيها الثوار : اطمئنوا لنصر الله فإنه قريب ، وإنه لا يكون إلا بعد بأساء وضراء ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ) .