نظام الأسد أنشأ جيشاً رديفاً يضم رجالاً ونساء من البعثيين لمواجهة الثوار
"ليلة سوداء" في دمشق وقوات جديدة مدربة في إيران بدأت العمل

الجيش الرديف في دمشق يضم رجالا ونساء من البعثيين !! RZee1
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يستمع إلى شرح عن المعاناة من أحد اللاجئين السوريين خلال تفقده أحد المخيمات في تركيا قرب الحدود مع سورية (أ.ف.ب)

دمشق - وكالات: عاشت مدينة دمشق واحدة من أسوأ الليالي منذ اندلاع الثورة قبل نحو 22 شهراً, حيث شهدت انقطاعاً شاملاً في التيار الكهربائي, تزامناً مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والثوار دار قسم منها على بعد نصف ميل من البلدة القديمة في قلب العاصمة.
وبدأ وسط دمشق يشعر بشكل متزايد بأثر التقدم البطيء لمقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على أحياء إلى الشرق والجنوب من المدينة, في حين ارتفعت أسعار السلع الأساسية ويؤثر نقص الوقود على الخدمات.
وقالت احدى السكان, طالبة عدم نشر اسمها لدواع أمنية, "انقطعت الكهرباء (ليل اول من امس) عن كل المدينة بما في ذلك المناطق التي لم تكن تنقطع بها عادة".
وأكدت أن الكهرباء انقطعت حتى عن الحي الراقي الذي توجد فيه منازل للرئيس بشار الأسد وقريبه رجل الأعمال رامي مخلوف.
وقالت في هذا الإطار "يقيم مخلوف في مبنى سكني والطابق الاول من المبنى مخصص للأمن. الليلة الماضية كان الطابق في هذا المبنى هو الوحيد المضاء في الحي السكني بأكمله", مشيرة إلى أن رجال ميليشيا يدقون وشماً لصورة الرئيس الراحل حافظ الاسد والد بشار كانوا يحرسون المبنى من الخارج.
واضافت المقيمة التي زارت المنطقة أول من أمس انه في داخل البلدة القديمة في دمشق يمكن سماع أصوات القصف والمقاتلات ونيران الأسلحة الآلية.
في المقابل, زعم وزير الكهرباء عماد خميس ان "إرهابيين" (التعبير الذي تستخدمه الحكومة في الاشارة الى مقاتلي المعارضة) هاجموا خط تغذية رئيسياً مما أدى الى انقطاع الكهرباء.
من جهته, أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن مختلف احياء دمشق شهدت انقطاعا شاملا في التيار الكهربائي بدءا من مساء اول من امس, بعد إصابة محول رئيسي للتوتر العالي في مدينة النبك بريف دمشق في المعارك.
وصباح امس, أفاد ناشطون في المدينة عن عودة تدريجية للتيار, حيث قالت ناشطة معارضة عرفت عن نفسها باسم "لينا" ان "كل المدينة تأثرت. كان الوضع غريباً لأنها المرة الأولى التي تقطع الكهرباء في دمشق طوال هذه المدة" (اي منذ اندلاع الثورة قبل 22 شهراً).
وأدى النزاع إلى تقنين في التغذية بالتيار الكهربائي في مختلف المناطق السورية, سيما بسبب أزمة المحروقات وصعوبة إصلاح الأعطال في المناطق التي تشهد اشتباكات.
إلى ذلك, أفاد المرصد الحقوقي أن طائرات حربية عدة نفذت أمس غارات جوية على مدينة عربين وبلدة حمورية وبيت سحم والمليحة في ريف دمشق, مشيراً الى "سقوط شهداء وجرحى".
كما أشار إلى تحليق للطيران الحربي في سماء الغوطة الشرقية التي تتعرض مناطق فيها للقصف, تزامنا مع "اشتباكات عنيفة" على اطراف بلدتي عقربا وزملكا.
وإلى الجنوب الغربي من العاصمة, تواصل القصف من القوات النظامية على مدينة داريا التي تحاول قوات النظام منذ فترة فرض سيطرتها الكاملة عليها, بحسب المرصد الذي اشار الى ارسال "تعزيزات عسكرية مؤلفة من عدد من الاليات والمركبات وناقلات الجند" امس الى المدينة.
وافادت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من النظام ان الجيش النظامي "اجهز في الساعات الثماني والاربعين الماضية على عدد من المسلحين في أطراف مدن داريا ومعضمية الشام وفي بساتين دوما وحرستا", وانه "بصدد الاعلان عن مفاجآت قاسية جدا لكل من لا يزال مصمما على القتال في ريف دمشق ورافضا الاستسلام للجيش".
وفي محافظة حمص, أفاد المرصد عن "اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة على الطريق الدولية تدمر - دمشق", اسفرت عن مقتل "ضابط من القوات النظامية وسقوط عدد من الجرحى".
وفي محافظة الرقة, ذكر المرصد أن ثمانية مواطنين بينهم ثلاثة اطفال (في الخامسة والسادسة والثامنة من العمر) وسيدتين قتلوا مساء اول من امس إثر قصف بالطيران المروحي على مدينة الطبقة.
وقتل أمس ما لايقل عن 32 شخصاً, بحسب حصيلة موقتة للجان التنسيق المحلية, غداة مقتل نحو 127 شخصاً.
وعلى وقع استمرار العنف, بدأت القوة العسكرية الموازية للجيش التي أنشأها النظام وتتألف من مدنيين مسلحين عملها على الأرض.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن, أمس, أن "الجيش السوري غير مدرب على خوض حرب عصابات, لذلك قرر النظام إنشاء جيش الدفاع الوطني", وسط معلومات عن أن تسمية هذه القوات هي "قوات الدفاع الوطني".
واضاف عبد الرحمن ان جيش الدفاع الوطني سيضم اللجان الشعبية الموالية للنظام والمؤلفة من مدنيين والتي نشأت مع تطور النزاع الى العسكرة بهدف حماية الاحياء من هجمات المقاتلين المعارضين, إنما مع توسيعها وفي ظل هيكلية جديدة وتدريب افضل.
وأشار إلى ان معظم المقاتلين في جيش الدفاع الوطني هم من اعضاء حزب البعث او مؤيديه, وهم "رجال ونساء من كل الطوائف", موضحاً أن الجيش الجديد "سيضم قوات نخبة دربها الإيرانيون".
وكان قائد الحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري اعلن في سبتمبر الماضي ان بلاده تقدم "نصائح وآراء" الى دمشق و"تفيدها من الخبرة الايرانية".
وعلى الارض, افاد ناشطون ان القوة العسكرية الجديدة بدأت تتحرك في محافظة حمص.
وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله الموجود في ريف المحافظة ان "عدد المقاتلين الموالين للنظام في المحافظة ازداد كثيرا خلال الايام الاخيرة مع بدء عمل جيش الدفاع الوطني".
وكانت قناة "روسيا اليوم" ذكرت على موقعها الالكتروني باللغة العربية الجمعة الماضي نقلا عن مصدر سوري مطلع في دمشق "ان السلطات السورية تتجه لانشاء ما يمكن تسميته بجيش الدفاع الوطني كرديف للقوات النظامية التي تتفرغ للمهام القتالية".
وأشار المصدر الى ان افراد "جيش الدفاع الوطني سيتقاضون رواتب شهرية, وسيكون لهم زي موحد", متوقعا ان يبلغ عددهم نحو العشرة آلاف من مختلف محافظات البلاد.