الحلف اليهودي المجوسي النصيري في مواجهة الإسلام
بقلم : أبو ياسر السوري
إيران كانت فيما مضى تزعم أنها دولة إسلامية ، وأنها سوف تحرر فلسطين ، وأنها تريد جسر الهوة ما بينها وبين العرب والمسلمين ، فقد مر حين من الدهر كانت فيه إيران الجارة العدوة لتركيا ، وأن الذي بينهما أشبه بما بين القرد والنجار . ولعل أقرب مثل على ذلك الحروب الصفوية – ضد الخلافة العثمانية ، والتي كان آخرها معركة جالديران ، التي استطاع فيها السلطان سليم العثماني أن يحقق انتصارا كبيرا على الصفويين ، حتى إنه أسر زوجة إسماعيل الصفوي ، ولم يردها إليه بعد ذلك ، وإنما زوجها من أحد كتابه في البلاط العثماني ، نكاية فيه وإذلالا له ..
ولم تكن تركيا هي العدو الوحيد لإيران ، فكذلك كان الشأن فيما بين إيران وبين الدول العربية ، قاصيها ودانيها .. وإذا كان المذهب السني في تركيا هو السبب الوحيد للعداء الإيراني لها ، فإن عداوة إيران للدول العربية يرجع إلى سببين اثنين ، لا سببا واحدا .. أولهما : أنها دول يحكمها أبناء السنة .. وثانيهما : ولعله الأهم ، وهو أن أبناء هذه الدول عرب ، وهم من أحفاد العرب الذين أطاحوا بملك فارس ، وهدموا مجدها منذ أكثر من1400 عام .. وهذا ما حمل إيران على الغدر بأمير الأحواز خزعل ، واحتلالها إقليم الأحواز ، وإساءة معاملة العرب في هذا الإقليم ، وكذلك إساءة معاملة الإيرانيين المسلمين السنة ، الذين ليسوا من أصل فارسي ، أسوأ معاملة لشعب في التاريخ .. وللعلم إنه لم يسمح لأهل السنة بإقامة أي مسجد لهم في إيران كلها ، ولا حتى في منطقتهم الأحواز .. وللعلم أيضا أن 80% من بترول إيران موجود في منطقة الأحواز ، ومع ذلك حرمتهم الدولة من أبسط حقوقهم الوطنية ، وعاملتهم كمواطنين من الدرجة العاشرة .
ثم جاءت ثورة الخميني بما سمي (جمهورية إيران الإسلامية ) فازداد حال العرب والمسلمين سوءا في ظل هذا الحكم الثوري الجديد .. فقد بدأ الخميني بتصدير ثورته إلى خارج إيران ، وصار يهدد دول الجوار ، ويتحرش بدول الخليج .. مما جعل العرب يترحمون على عهد الشاه ، فقد بدأت إيران ترتكب الخروقات الحدودية ضد العراق ، حتى اضطرت العراق إلى خوض حرب ، استمرت ثمان سنوات ، طحنت أكثر من (600) ألف إيراني ، وقرابة (300) ألف عراقي ، وخلفت جراحا بين البلدين ، لن تندمل لعشرات السنين .
ولهذا لم تتحرج إيران في الوقوف مع الأمريكان وإسرائيل لاحتلال العراق ، وتدمير شعبه ودولته ، لقد ساهمت إيران وإسرائيل بكل ما تستطيعان في تحطيم العراق ، وساعدتهما أمريكا على ذلك .. فأثارت مشكلة بين الشقيقتين ، الكويت والعراق ، حتى تأزم الوضع بينهما ، فقامت السفيرة الأمريكية بإغراء صدام باحتلال العراق ، ولما احتلها جلبت أمريكا عليه سبعين دولة ، اشتركت كلها في تحطيم حاكم العراق والعراق معاً .. وتحقق المراد لكل من إسرائيل وإيران ، ودمر العراق ، وصار اشبه بمستعمرة لمجوس إيران ..
أخذت أمريكا من ثروات العراق تكاليف حملتها أضعافا مضاعفة ، ثم انسحبت منه ، وسلمت ملفه إلى إيران ، ليصبح العراق تابعا مسلوب السيادة والإرادة ، لا يستقل بتدبير أي شأن من شؤونه الداخلية ولا الخارجية ، وإنما يتحرك كالبيدق في أيدي ملالي إيران . تعين حاكمه ، الذي تأمره فيسمع ويطيع ..
وكان طبيعيا أن يسند منصب رئيس الوزراء للشيعي المالكي ، وطبيعيا أيضا أن يكون الحكم في العراق على الطريقة الإيرانية ، تمارس فيه الطائفية البغيضة ، ويكون هنالك تهميش أهل السنة وإقصاؤهم وحرمانهم من كافة حقوقهم الوطنية .
وليس هذا وحسب ، فإيران لديها مشروع عنصري طائفي ، وهذا المشروع هو الذي جمع ما بين حافظ الأسد والخميني ، وجعل الأسد يقيم حلفا مع دولة فارسية ضد دولة العراق العربي الشقيق .. وعبثا حاولت السعودية وغيرها من الدول العربية أن لا يخطو الأسد يومها تلك الخطوة ، فأصر عليها ، مخالفا في ذلك إرادة العرب جميعا . وهذا ما شجع الخميني آنذاك على الاعتراف بأن النصيرية فصيل من الشيعة ، وأنها أقرب ما تكون من الشيعة الجعفرية ... ولم يقتصر الأسد على مناصرة الخميني بالكلام النظري ، وإنما أرسل إلى طهران صواريخ بعيدة المدى لضرب العراق من هناك ..
وكما كان حافظ الأسد حليفا سرّياً لإيران الفارسية ، فهو حليف سري أيضا لإسرائيل .. بل هو عميل لها في المنطقة العربية ، ولأنه عميل فقد تنازل لليهود عن هضبة الجولان ، كما تنازل لهم عن قسم كبير من سهل حوران ، وتكفل لإسرائيل بأن تكون حدودها الشرقية آمنة ، ما بقي الحكم في آل الأسد ... وهذا ما جعل الجبهة الشرقية أهدأ جبهات الصراع في العالم على الإطلاق ، فقد بقيت أربعين سنة لم يوجه منها طلقة واحدة باتجاه العدو ، بل وإمعانا في الخيانة ، فإن حافظ الأسد لم يطالب إسرائيل بالجولان طوال تلك الفترة ، وحتى الآن .
ولم يكتف الأسد بذلك ، بل قدم خدمة أخرى لإيران وإسرائيل معا بدخوله لبنان .. وذلك أنه لما كانَّ الفلسطينيون يقضون مضجع اليهود ، بالمناوشات المستمرة على الجبهة الجنوبية في لبنان ، تكفل حافظ الأسد بتهدئة تلك الجبهة ، فدخل لبنان ، وقام بمجزرة ( تل الزعتر) سنة 1976 وطرد الفلسطينيين من بيروت ، وبالتعاون الاستراتيجي الطائفي بينه وبين إيران ، تم تسليح ( حزب الشيطان ) حتى أصبح هذا الحزب قوة تهدد أمن لبنان .. ولا تهدد أمن إسرائيل .. بل صار هذا الحزب اليد الطولى لإيران ، تهدد به من شاءت من شعوب المنطقة ..
كما صار (حزب الشيطان ) حارسا للجبهة الشمالية لإسرائيل ، يمنع أن يتسلل منها أي فلسطيني إلى فلسطين ، أو يناوش العدو من لبنان ...
أما حرب حسن نصر الشيطان في عام 2006 وإطلاق الصواريخ باتجاه (هيفا ) وما بعد ( هيفا ) فما هي إلا تمثيلية لتلميعه ، وخداع العرب ببطولاته الكذابة ..
وبعد هذا السرد التاريخي الواضح ، والذي تصدقه الوقائع على الأرض .. صار بإمكاننا أن نفسر وقوف كل من إسرائيل وإيران ومن لف لفهما مع بشار .. وصار مفهوما لدينا لماذا يستميتون في تأييد هذا القاتل الجزار ... إنه التحالف بين اليهودية والمجوسية والنصيرية في مواجهة المسلمين في سوريا .!! فهل مِنْ مُدَّكِر .؟؟؟ يا عرب .. ويا مسلمون .؟؟؟