2011/6/14 الساعة 11:15 بتوقيت مكّة المكرّمة
يواصل الجيش السوري حملة التمشيط التي ينفذها في القرى المجاورة لبلدة جسر الشغور التي سيطر عليها فيما وصل عدد اللاجئين السوريين النازحين إلى تركيا ولبنان إلى أكثر من عشرة آلاف
شخص هربا من الاضطرابات في شمال سورية.
وتفيد تقارير بأن حوالي سبعة آلاف سوري فروا بالفعل من المنطقة المحيطة بجسر الشغور ولجأوا إلى تركيا المجاورة في حين لجأ آلاف آخرون إلى مناطق ريفية قريبة من الحدود.
وأكدت مسؤولة الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس أن اكثر من عشرة الاف سوري هربوا من بلادهم بسبب القمع الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الاسد للجوء الى تركيا ولبنان على حد تعبيرها.
وعبرت آموس عن "قلقها العميق ازاء اعمال العنف التي وقعت في الأشهر الأخيرة في سورية وأسفرت عن مقتل 1200 شخص ودفعت اكثر من 10 الاف اخرين للهرب من بلادهم".
وقالت آموس " أوجه نداء إلى الحكومة السورية لكي تحترم المدنيين وتمتنع عن استخدام القوة ضد المتظاهرين المسالمين".
اعتقالات على جانب آخر قال ناشطون سوريون إن الجيش شن حملة اعتقالات ضد مئات الأشخاص في القرى القريبة من جسر الشغور وذلك "لمطاردة المسلحين الذين فروا من البلدة" وفقا لرواية الجيش السوري.
وتأتي حملة الاعتقالات يوم الاثنين بعد هجوم شنه الجيش على البلدة الواقعة بشمال غرب سورية واستخدم فيه المروحيات والدبابات للسيطرة عليها وفقا لتقارير وشهود عيان.
وتقول الحكومة السورية إنها تحاول إعادة الأمن والنظام إلى المنطقة بعد مقتل 120 من رجال الامن في جسر الشغور على ايدي مسلحين في الاسبوع الماضي، ولكن سكان المنطقة يقولون إن رجال الامن قتلوا من قبل زملائهم بعد ان اعلنوا العصيان.
يذكر ان سورية لا تسمح بدخول الصحفيين الاجانب، مما يجعل من المتعذر التأكد من التقارير الواردة من البلاد بشكل مستقل.
على الصعيد ذاته، قالت مصادر عسكرية سورية لبي بي سي إن الجيش سيتوجه إلى بلدة معرة النعمان القريبة من جسر الشغور ويستعد لشن عملية عسكرية لمطاردة المسلحين خلال الأيام المقبلة.
انتظار ويقول اوين بنيت جونز، مراسل بي بي سي على الجانب التركي من الحدود مع سورية، إن اكثر من خمسة آلاف لاجئ سوري قد سجلوا اسماءهم مع السلطات التركية حتى الآن.
إلا ان مراسلنا يضيف ان خمسة آلاف لاجئ آخرين دخلوا تركيا بشكل غير رسمي، بينما ما زال المئات ينتظرون على الحدود ليروا ما الذي سيتخذه الجيش من خطوات.
ويضيف مراسلنا ان هؤلاء يترددون في ترك مواشيهم وممتلكاتهم، ولن يعبروا الحدود الا اذا قرر الجيش التقدم شمالا.
ويقول سكان محليون وناشطون في مجال حقوق الانسان إن القوات السورية بدأت بقصف جسر الشغور في وقت مبكر من صباح الاحد، بينما حلقت مروحياته الحربية في سماء المنطقة.
ولكن اللواء رياض حداد مدير الادارة السياسية في الجيش السوري كان قد نفى قيام قوات الجيش بقصف جسر الشغور، واصر على ان القوات السورية انما تطارد المسؤولين عن قتل رجال الامن الـ 120.
ونقل مراسل بي بي سي الذي كان يرافق القطعات السورية عن مصدر عسكري سوري قوله إن العديد من المسلحين "انتقلوا إلى الجبال المحيطة" وأنهم "يقومون بعمليات قنص ضد الجيش،" بينما لا تزال الحواجز تنتشر في محيط جسر الشغور رغم دخول القوات العسكرية إليها.
وأضاف المصدر العسكري السوري أن العملية بدأت صباح اليوم و"تم اعتقال العديد من الاشخاص الذين هم في الاساس من محافظات مختلفة وليس من جسر الشغور فقط."
وأضاف المصدر ان "القوات السورية لم تتمركز على الحدود مع تركيا لكنها أقامت حواجز امنية قرب المنطقة."
وكان اللواء حداد قد قال في تصريح خاص لبي بي سي إن العمليات العسكرية في منطقة جسر الشغور ومعرة النعمان قد تطول لعدة أيام، حسب تعبيره، مشيرا الى ان المسلحين الذين كانوا في مدينة جسر الشغور قد توجهوا في عدة اتجاهات، الجزء الاكبر منهم غادر الى تركيا بينما توجه قسم آخر الى منطقة قنينص قرب اللاذقية، فيما توجهت المجموعات الأكثر خطورة الى مدينة معرة النعمان التي قال اللواء حداد انها اصبحت خارج سيطرة الحكومة السورية بالكامل، مشيرا الى امكانية حدوث معركة "قد تكون قاسية" في المدينة.
كما لوحظ احتراق العديد من حقول القمح في المناطق المحيطة لجسر الشغور.
وأضاف المصدر أن "اشتباكات متقطعة لا تزال مستمرة بين فرق الجيش والمسلحين،" وكشف أن مجموعات مسلحة انتقلت إلى معرة النعمان وأنه "سيتم التعامل معها عسكريا،" متوقعا انتهاء العمليات خلال يومين.
انتقادات على الصعيد الدبلوماسي صعدت تركيا من حدة انتقادها للأسد في الاسابيع القليلة الماضية وأقامت أربعة مخيمات لايواء اللاجئين.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء إن أنصار الاسد نظموا احتجاجا امام السفارة التركية في دمشق يوم الأحد في مؤشر على تصاعد التوتر بين الدولتين اللتين كانت تربطهما علاقات تجارية واقتصادية قبل الأزمة.
وقالت وكالة الاناضول التركية الرسمية للانباء ان بعض الاشخاص تسلقوا أسوار السفارة وعلقوا العلم السوري وان قوات الامن السورية منعت بعض المحتجين من محاولة انزال العلم التركي.
وحاولت كل من فرنسا وبريطانيا اقناع القوى الكبرى باستصدار قرار من مجلس الأمن يندد بالقمع الذي يمارسه الأسد للاحتجاجات لكن روسيا والصين هددتا باستخدام حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرار.
من جانبه ندد البيت الأبيض بأعمال العنف وقال إن الاسد يجب أن يتنحى إذا امتنع عن قيادة تحول ديمقراطي.