خاطرة : لو زرع الإخلاص على صخر لأنبت وأثمر
5 / 1 / 2103
بقلم : أبو ياسر السوري
ربما كتب المرءُ مقالة ، او تقدَّم بمشاركة مهمة ، أو قام بنشاط بنّاء .. ثم لم يجد صدى لصنيعه عند الآخرين ... ربما يحدث هذا مع بعضنا أحيانا .. فيجيئه الشيطان ، ويخذّله عن الاستمرار في العمل . ويغرس في نفسه جذور الإحباط .. فإذا استسلم صاحب هذا الشأن لوسوسة شيطانه ، انقطع عن العمل الصالح ، وحرم الثواب ..
ودواء هذه الحال ، إخلاص العمل لله ، وعدم انتظار الثناء من أحد من الناس ، قال الشافعي رحمه الله : ( وددت لو أن علمي كله نشر بين الناس ، ولم ينسب إليَّ شيء منه .. ليؤخر لي ثوابه كاملا يوم القيامة . فإن الله لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى .. ) .
نقرأ هذا ، ونسمع عن المحاكم التي تُنصب موازينها ، لمقاضاة المعتدين على حقوق الطبع ، والذين يسطون على مؤلفات الآخرين ، فيسرقون منها دون العزو إلى المصدر ، الذي استقوا منه المعلومة ، فيُحكَمُ على السارق جراء هذه المخالفة القانونية بغرامات كبرى ، قد تصل أحيانا إلى الملايين ..
وعند المقارنة بين موقف الشافعي ومواقف هؤلاء ، نعلم السرَّ من انتشار علم الشافعي في مشارق الأرض ومغاربها . وسيرورة شهرته حتى ملأت الخافقين . إنه إخلاص العمل لله وحده ، دون الالتفات إلى ثناء الآخرين أو إعراضهم عنه .. (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) ومن أخلص عمله لربه تكفل بمكافأته في الدنيا والآخرة . لهذا كوفئ الشافعي بتلقي علمه بالقبول ، حتى صدق فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم ( عالم قريش يملأ طباق الأرض علما ) . وقد أجمع العلماء على أن هذا الحديث لا ينطبق على قرشي آخر إلا على الشافعي وحده .
ولهذا قال بعض الحكماء( لو زرع الإخلاص على صخر لأنبت وأثمر ) .
5 / 1 / 2103
بقلم : أبو ياسر السوري
ربما كتب المرءُ مقالة ، او تقدَّم بمشاركة مهمة ، أو قام بنشاط بنّاء .. ثم لم يجد صدى لصنيعه عند الآخرين ... ربما يحدث هذا مع بعضنا أحيانا .. فيجيئه الشيطان ، ويخذّله عن الاستمرار في العمل . ويغرس في نفسه جذور الإحباط .. فإذا استسلم صاحب هذا الشأن لوسوسة شيطانه ، انقطع عن العمل الصالح ، وحرم الثواب ..
ودواء هذه الحال ، إخلاص العمل لله ، وعدم انتظار الثناء من أحد من الناس ، قال الشافعي رحمه الله : ( وددت لو أن علمي كله نشر بين الناس ، ولم ينسب إليَّ شيء منه .. ليؤخر لي ثوابه كاملا يوم القيامة . فإن الله لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى .. ) .
نقرأ هذا ، ونسمع عن المحاكم التي تُنصب موازينها ، لمقاضاة المعتدين على حقوق الطبع ، والذين يسطون على مؤلفات الآخرين ، فيسرقون منها دون العزو إلى المصدر ، الذي استقوا منه المعلومة ، فيُحكَمُ على السارق جراء هذه المخالفة القانونية بغرامات كبرى ، قد تصل أحيانا إلى الملايين ..
وعند المقارنة بين موقف الشافعي ومواقف هؤلاء ، نعلم السرَّ من انتشار علم الشافعي في مشارق الأرض ومغاربها . وسيرورة شهرته حتى ملأت الخافقين . إنه إخلاص العمل لله وحده ، دون الالتفات إلى ثناء الآخرين أو إعراضهم عنه .. (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) ومن أخلص عمله لربه تكفل بمكافأته في الدنيا والآخرة . لهذا كوفئ الشافعي بتلقي علمه بالقبول ، حتى صدق فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم ( عالم قريش يملأ طباق الأرض علما ) . وقد أجمع العلماء على أن هذا الحديث لا ينطبق على قرشي آخر إلا على الشافعي وحده .
ولهذا قال بعض الحكماء( لو زرع الإخلاص على صخر لأنبت وأثمر ) .