مجازر رغيف الخبز المغموس بالدم :
بقلم : أبو ياسر السوري
سبق لي أن حدثتكم عن مجزرة داريا .. التي ذهب ضحيتها (2080) شهيدا وأكثر من (4000) جريح .. وهي مأساة حقيقية بكل المقاييس ، وكان من حقها أن تهز ضمير العالم ، ولكنها مرت ، ولم تجد ضمير لتهزه ، ولا قلبا تحرك فيه مشاعر الرحمة والإنسانية ... وأذكر أني قد قلت يومها " مجزرة داريا أسوأ وأبشع المجازر في تاريخ البشر .." وما كنت أدري أن الليالي حبالى يلدن كل عجيبة ..
لقد وقع منذ أيام ثلاث مجازر متزامنة مع مقدم غراب الشؤم ، والمتآمر الأكبر " الأخطر الإبراهيمي "... ثلاث مجازر سببها واحد ، إنه رغيف الخبز .. هل سمعتم في التاريخ أن مستعمرا ارتكب ثلاث مجازر بسبب رغيف الخبز ؟ وهل سمعتم في التاريخ أن مستعمرا قطع عن المواطنين الماء والكهرباء والدواء .؟ هل سمعتم أو رأيتم مستعمرا قبل هذه العصابة انتهك حرمة المساجد ، ودنس المقدسات .؟
لقد تعرض العالم العربي في النصف الأول من القرن العشرين ، للاستعمار البريطاني والفرنسي والإيطالي ، فلم يطالبنا البريطانيون يومها بتأليه تشرشل ، ولم يطالبنا الفرنسيون بتأليه ديجول ، ولم يطالبنا الطليان بتأليه موسوليني .. ولكن الاستعمار الأسدي يطالبنا اليوم بأن نقول : " لا إله إلا بشار " يكتبونها في محاريب المساجد وجدرانها ، منتهكين بذلك حرمة المعبد والمعبود .
إن الاستعمار الغربي ، لم يهدم المساجد ، ولم يهتك حرمتها ، حتى إن الهارب كان إذا دخل المسجد صار في مأمن من الملاحقة ، ولم يقتحموا على هارب مسجدا قط .. بينما نرى الاستعمار الأسدي ، لم يدع مسجدا في سوريا إلا قصفه ، وهدم مناراته ، وعاث في محتوياته فسادا . بل إن شبيحته قد اتخذوا مساجدنا مراكز لشرب الخمور ، وارتكاب الفجور ، وقتل المصلين ، والإجهاز على الجرحى ، والتمثيل بأئمة المساجد، وحرق لحاهم، والتلفظ في المسجد بكل عبارات الفحش ، كما قاموا بحرق مصاحفها ، والبول عليها ، وممارسة اغتصاب الحرائر فيها .
أيها السادة :
إن الدول الاستعمارية ألزمت نفسها بقوانين تحفظ بها حق الشعوب المستعمرة في أن تؤمن لها الضروريات ، من غذاء وماء ودواء ... ولكن الاستعمار الأسدي يحرم علينا الحصول على الدواء ، فيقوم بحرق الصيدليات وقتل الأطباء ، كما يقطع الماء والغذاء ويحول بين المواطنين ورغيف الخبز ... لقد ارتكب هذا النظام ثلاث مجازر من أجل رغيف الخبز .. فقصف ثلاثة مخابز في ثلاث بلدات في آن واحد ، أزهقت فيها مئات الأرواح ، بجريمة حصولهم على رغيف خبز .. فالخبز عند العصابة الأسدية هو ( أحد أهم الممنوعات ) لقد سمحوا بشراء الأفيون والحشيش والمخدرات والمسكرات . ومنعوا من شراء الرغيف . واستهدفوا بسببه الأطفال والنساء وكبار السن أمام الأفران ، فقتلوا المئات وجرحوا المئات ، وغمسوا أرغفة الخبز بدماء الأبرياء .. لم يكن لدى هؤلاء الضحايا سلاح ولا قنابل ولا صواريخ .. كانوا يصطفون أمام أفرانهم بالمئات ، لأن النظام مهد لهذه المجازر بقطع الطحين عن أهل تلك القرى المنكوبة لعدة أسابيع ، وقصف الأفران التي تمدهم بالرغيف ... فتمكن الجيش الحر من إصلاح ما قصف من أفرانهم ، كما تمكن من إدخال الطحين إليهم ، رغم الحصار المضروب عليهم من قبل النظام .. لهذا كان طبيعيا أن يتضاعف الزحام على الأفران في تلك القرى، بعد جوع فرض على أهلها لعدة أسابيع متوالية ..
وبلغ النظام أن هذه القرى المفروض عليها الجوع ، قد بات يصلها رغيف الخبز ، وأن الزحام على أبوابها بالمئات.. فسال لعاب هذه العصابة المتوحشة ، والمتعطشة لرؤية الدماء والأشلاء ، فجهزت على الفور ثلاث طائرات من المقاتلات الروسية ، وأعطيت لها الأوامر بالتوجه إلى أهدافها ، وقصفها بالقنابل العنقودية ، والقنابل الحارقة والمسمارية .. ونُفذت المهام ، وقُصِف الجياع ، وتقطعت أجسادهم أوصالاً ، وتمزقت أشلاء ، وتلطخت أرغفة خبزهم بالدماء ، لتكون شاهدا على جريمتهم في الحصول على الرغيف ... ألم يُحظَرْ عليهم شراءُ الخبز ، ألم يُمنَعْ عنهمُ الطحين ، ألم تُهدم أفرانهم لئلا يخبز فيها (الرغيف الممنوع ) .؟؟ فكيف يخالفون ويصلحونها ؟ ويخالفون ويحصلون على الطحين ؟ ويخالفون ويخبزون رغيف الخبز ؟ هذا جزاء الخارجين على قانون العصابة الأسدية ...
أتدرون أيها السادة أين وقعت هذه المجازر .؟
إنها لم تقع في كوكب آخر غير كوكبنا الأرضي ، ولا حدثت في العصر الحجري . لم تحدث في المشتري ولا المريخ ، إنها مجازر فظيعة وقعت فوق الكرة الأرضية ، وفي القرن الحادي والعشرين ، ونقلتها الأقمار الصناعية عبر الجوجل والشاشات الصغيرة ، إلى مشارق الأرض ومغاربها .. ثلاث مجازر ، وقعت أمام ثلاثة أفران ، في كل من (حلفايا) بريف حماة . و(تلبيسة ) قرب الرستن . و(البصيرة ) قرب دير الزور .. كانت ضحاياها مئاتٌ من المواطنين السوريين الجياع ، ومئات الجرحى ، أغلبهم من الأطفال والشيوخ والنساء .. ثلاث مجازر لم تقع في أحد ميادين القتال فيعذر مرتكبوها .. ولم تقع على عصابة تهدد أمن العباد والبلاد ، فنقول:" مرحى لمنفذيها " ولا وقعت في غفلة من العالم الغربي والعربي ، فنقول لو سمع العالم بذلك لحاسب المجرمين .. وإنما رآها أوباما وكاميرون وهولاند وبوتين وإيران ، ورآها أئمة المسلمين وحماة الحرمين ، ورآها القومجيون العرب ، ورآها الزنادقة والملحدون ، ورآها السلفيون والإخوان المسلمون ، ورأتها الحكومات والشعوب .. رآها كل هؤلاء فلم تحرك فيهم ساكنا ، ولم يذرفوا على ضحايا دمعة .. مرت هذه المجازر ولم تأخذ حقها من الاهتمام ولا من الإعلام .. سوى أن خبرها قد مر بهم جميعا مرور الكرام .. والسلام ...
بقلم : أبو ياسر السوري
سبق لي أن حدثتكم عن مجزرة داريا .. التي ذهب ضحيتها (2080) شهيدا وأكثر من (4000) جريح .. وهي مأساة حقيقية بكل المقاييس ، وكان من حقها أن تهز ضمير العالم ، ولكنها مرت ، ولم تجد ضمير لتهزه ، ولا قلبا تحرك فيه مشاعر الرحمة والإنسانية ... وأذكر أني قد قلت يومها " مجزرة داريا أسوأ وأبشع المجازر في تاريخ البشر .." وما كنت أدري أن الليالي حبالى يلدن كل عجيبة ..
لقد وقع منذ أيام ثلاث مجازر متزامنة مع مقدم غراب الشؤم ، والمتآمر الأكبر " الأخطر الإبراهيمي "... ثلاث مجازر سببها واحد ، إنه رغيف الخبز .. هل سمعتم في التاريخ أن مستعمرا ارتكب ثلاث مجازر بسبب رغيف الخبز ؟ وهل سمعتم في التاريخ أن مستعمرا قطع عن المواطنين الماء والكهرباء والدواء .؟ هل سمعتم أو رأيتم مستعمرا قبل هذه العصابة انتهك حرمة المساجد ، ودنس المقدسات .؟
لقد تعرض العالم العربي في النصف الأول من القرن العشرين ، للاستعمار البريطاني والفرنسي والإيطالي ، فلم يطالبنا البريطانيون يومها بتأليه تشرشل ، ولم يطالبنا الفرنسيون بتأليه ديجول ، ولم يطالبنا الطليان بتأليه موسوليني .. ولكن الاستعمار الأسدي يطالبنا اليوم بأن نقول : " لا إله إلا بشار " يكتبونها في محاريب المساجد وجدرانها ، منتهكين بذلك حرمة المعبد والمعبود .
إن الاستعمار الغربي ، لم يهدم المساجد ، ولم يهتك حرمتها ، حتى إن الهارب كان إذا دخل المسجد صار في مأمن من الملاحقة ، ولم يقتحموا على هارب مسجدا قط .. بينما نرى الاستعمار الأسدي ، لم يدع مسجدا في سوريا إلا قصفه ، وهدم مناراته ، وعاث في محتوياته فسادا . بل إن شبيحته قد اتخذوا مساجدنا مراكز لشرب الخمور ، وارتكاب الفجور ، وقتل المصلين ، والإجهاز على الجرحى ، والتمثيل بأئمة المساجد، وحرق لحاهم، والتلفظ في المسجد بكل عبارات الفحش ، كما قاموا بحرق مصاحفها ، والبول عليها ، وممارسة اغتصاب الحرائر فيها .
أيها السادة :
إن الدول الاستعمارية ألزمت نفسها بقوانين تحفظ بها حق الشعوب المستعمرة في أن تؤمن لها الضروريات ، من غذاء وماء ودواء ... ولكن الاستعمار الأسدي يحرم علينا الحصول على الدواء ، فيقوم بحرق الصيدليات وقتل الأطباء ، كما يقطع الماء والغذاء ويحول بين المواطنين ورغيف الخبز ... لقد ارتكب هذا النظام ثلاث مجازر من أجل رغيف الخبز .. فقصف ثلاثة مخابز في ثلاث بلدات في آن واحد ، أزهقت فيها مئات الأرواح ، بجريمة حصولهم على رغيف خبز .. فالخبز عند العصابة الأسدية هو ( أحد أهم الممنوعات ) لقد سمحوا بشراء الأفيون والحشيش والمخدرات والمسكرات . ومنعوا من شراء الرغيف . واستهدفوا بسببه الأطفال والنساء وكبار السن أمام الأفران ، فقتلوا المئات وجرحوا المئات ، وغمسوا أرغفة الخبز بدماء الأبرياء .. لم يكن لدى هؤلاء الضحايا سلاح ولا قنابل ولا صواريخ .. كانوا يصطفون أمام أفرانهم بالمئات ، لأن النظام مهد لهذه المجازر بقطع الطحين عن أهل تلك القرى المنكوبة لعدة أسابيع ، وقصف الأفران التي تمدهم بالرغيف ... فتمكن الجيش الحر من إصلاح ما قصف من أفرانهم ، كما تمكن من إدخال الطحين إليهم ، رغم الحصار المضروب عليهم من قبل النظام .. لهذا كان طبيعيا أن يتضاعف الزحام على الأفران في تلك القرى، بعد جوع فرض على أهلها لعدة أسابيع متوالية ..
وبلغ النظام أن هذه القرى المفروض عليها الجوع ، قد بات يصلها رغيف الخبز ، وأن الزحام على أبوابها بالمئات.. فسال لعاب هذه العصابة المتوحشة ، والمتعطشة لرؤية الدماء والأشلاء ، فجهزت على الفور ثلاث طائرات من المقاتلات الروسية ، وأعطيت لها الأوامر بالتوجه إلى أهدافها ، وقصفها بالقنابل العنقودية ، والقنابل الحارقة والمسمارية .. ونُفذت المهام ، وقُصِف الجياع ، وتقطعت أجسادهم أوصالاً ، وتمزقت أشلاء ، وتلطخت أرغفة خبزهم بالدماء ، لتكون شاهدا على جريمتهم في الحصول على الرغيف ... ألم يُحظَرْ عليهم شراءُ الخبز ، ألم يُمنَعْ عنهمُ الطحين ، ألم تُهدم أفرانهم لئلا يخبز فيها (الرغيف الممنوع ) .؟؟ فكيف يخالفون ويصلحونها ؟ ويخالفون ويحصلون على الطحين ؟ ويخالفون ويخبزون رغيف الخبز ؟ هذا جزاء الخارجين على قانون العصابة الأسدية ...
أتدرون أيها السادة أين وقعت هذه المجازر .؟
إنها لم تقع في كوكب آخر غير كوكبنا الأرضي ، ولا حدثت في العصر الحجري . لم تحدث في المشتري ولا المريخ ، إنها مجازر فظيعة وقعت فوق الكرة الأرضية ، وفي القرن الحادي والعشرين ، ونقلتها الأقمار الصناعية عبر الجوجل والشاشات الصغيرة ، إلى مشارق الأرض ومغاربها .. ثلاث مجازر ، وقعت أمام ثلاثة أفران ، في كل من (حلفايا) بريف حماة . و(تلبيسة ) قرب الرستن . و(البصيرة ) قرب دير الزور .. كانت ضحاياها مئاتٌ من المواطنين السوريين الجياع ، ومئات الجرحى ، أغلبهم من الأطفال والشيوخ والنساء .. ثلاث مجازر لم تقع في أحد ميادين القتال فيعذر مرتكبوها .. ولم تقع على عصابة تهدد أمن العباد والبلاد ، فنقول:" مرحى لمنفذيها " ولا وقعت في غفلة من العالم الغربي والعربي ، فنقول لو سمع العالم بذلك لحاسب المجرمين .. وإنما رآها أوباما وكاميرون وهولاند وبوتين وإيران ، ورآها أئمة المسلمين وحماة الحرمين ، ورآها القومجيون العرب ، ورآها الزنادقة والملحدون ، ورآها السلفيون والإخوان المسلمون ، ورأتها الحكومات والشعوب .. رآها كل هؤلاء فلم تحرك فيهم ساكنا ، ولم يذرفوا على ضحايا دمعة .. مرت هذه المجازر ولم تأخذ حقها من الاهتمام ولا من الإعلام .. سوى أن خبرها قد مر بهم جميعا مرور الكرام .. والسلام ...