حجم الخط-A +A
الثورة السورية: هل من نسق آخر للمعركة باديا في الأفق؟ / عبد الغني المصري
2012-12-25 ---
12/2/1434
المختصر/
اعلن مصدر في هيئة الاركان العامة للقوات الروسية في تصريحات ادلى بها الى
وكالة “انترفاكس” للانباء، ان “سفنا حربية روسية تحمل قوات خاصة ومعدات
عسكرية توجهت الى السواحل السورية”.
روسيا وامريكا صرحتا علنا بما ورد في مجلة فورين بوليسي قبل اشهر، ومع
بداية مبادرة رياض سيف. حيث ورد في تلك المجلة بأن الهدف من تشكيل الائتلاف
هو التفاوض مع النظام لتشكيل حكومة انتقالية. اي حكومة مع بقاء الجيش
والامن المجرمين.
اسرائيل جن جنونها، ولم تعد قادرة على كظم غيظها، فها هو عاموس جلعاد
يصرح بأن اسرائيل تخاف من الفوضى بعد بشار، وان الجيش الحر وصل الى حائط
مسدود –كما يمني نفسه طبعا-.
لكن قوات الجيش الحر تتقدم على الارض، وتكتسب مزيدا من الارض والسلاح
والثقة. هناك توحد في الدخول الى المعارك وان لم يكن هناك قيادة موحدة على
مستوى سوريا، لكن قوة العمليات، وتزامنها في اكثر من مكان وبقوة ونسق عال
من التخطيط يبرهن ان هناك تنسيقا عالي الكعب بين مختلف الكتائب المشاركة في
العمليات.
النظام لم يعد قادرا على فرض اي نوع من
الحلول، وبات يفقد كل اوراقه بتسارع كبير، حتى ان المبعوث الدولي اتى الى
مطار بيروت جوا، ثم عبر برا الى دمشق، مما يدل على مستوى السيطرة المنخفضة
للنظام على مختلف معابره.
نتيجة لذلك فالنظام ايضا فقد القدرة على
التهديد باللجوء الى الدويلة العلوية ايضا، فالدولة العلوية يتطلب ان تكون
اكثرية غالبة في مناطقها الاستراتيجية، وهذا يتطلب تطهيرا عرقيا، وقد اصبح
النظام عاجزا تماما عن القيام بمثل هذا العمل. فمدينة اللاذقية غالبيتها من
السنة، وريف اللاذقية وطرطوس وجبلة وبايناس يحوي العديد من المدن والقرى
السنية، وجبال العلويين مزروعة بقرى تركمانية زرعها العثمانيون في جبالهم
كي لا تبقى تلك الجبال حكرا على الغدر والخيانة. كما ان تلك الجبال تحيط
بها جبال ريف ادلب السنية، ومدينة حماه وريفها السني، وحمص وريفها السني،
ومن الجنوب تلكلخ ووادي خالد، وعكار.
اذا الدويلة العلوية لم تعد
ورقة، حيث ان النظام لا يملك القوة القادرة على فرضها. كل ما يملكه
العلويون اذا اختاروا اللادولة ان يشكلوا جيوبا مسلحة مما يؤدي الى
انسحابهم الى الجبال مرة اخرى، حيث سيعيدون فرض العزلة على انفسهم واجيالهم
القادمة، وبالتالي العودة الى الجهل، ومزيدا من التخلف باختيارهم عند ذلك.
المعضلة، ان الغرب واسرائيل وروسيا، كلهم يريدون بقاءا للطائفة لانها هي
الضامن لاستمرار خرائط سايكس بيكو، وهي الضامن ايضا لبقاء المنطقة ضمن
محورين محور رافضي شيعي عبر ايران والعراق، وحزب “يفتح الله”، ومحور آخر
تمثله اسرائيل والامم المتحدة تدعمها. فما هو الحل؟.
هل حقا تفكر روسيا بتدخل عسكري من النوع
“القذر” و”الوسخ”؟، هل كان تصريح بوتين قبل ايام بأن سوريا تقع على مقربة
من الحدود الروسية، وتؤثر فيها يأت في نفس الاتجاه وهو توطئة للتدخل؟، هل
كانت الغازات السامة في حمص هي البداية؟، هل ارسال بارجتين وقوات خاصة، هي
للقيام بعمليات قتل وتطهير كبيرة وممنهجة، عبر قذف جوي بالسوخوي، وقوات
برية على الارض؟. هل امريكا لا تمانع في التدخل الروسي املا في جرها الى
المستنقع السوري، وتوريطها، كي تعيق اتجاهها نحو استعادة موقع حيوي على
خريطة التأثير العالمي؟، هل روسيا حقا بذلك الغباء العسكري، والسياسي كي
تتورط حقا في بحر من عشرين مليون شخص معادي؟
ام هل تدرك كلا
القوتين انه لا قبل لهما في الدخول في حرب استنزاف خاسرة، وانما ذلك نوع من
الضغط النفسي على الثورة، ودعم للمعنويات المتهاوية للنظام وصولا الى موقع
افضل في المفاوضات؟.
ام ان هناك تسليم بنهاية النظام، وقد تكون المنطقة
مقبلة على اعادة ترسيم خرائط جديدة، وكل قوة تحشد قواها، فهناك ايضا قبالة
السواحل السورية قوات امريكية، واخرى بريطانية، وايضا فرنسية؟.
كلها اسئلة مشروعة، وقد يكون بعضها صحيحا، وقد يكون كثير منها خاطئا،
لكن تبقى الارض، والحاضنة، ووحدة الكتائب، والاتكال بعد الله، على النفس
فقط، وعلى الاسلحة التي يغنموها من اعدائهم هي مربط الفرس.
كل تلك
الاسئلة وغيرها تتطلب من قادة الكتائب، وقادتها الواعين، النقاش، والحوار،
والشورى، وتشريح كل سؤال على حدا، وتبيين طرق علاجه، فقد تكون المرحلة
القادمة الآتية هي الاصعب تكتيكا وتخطيطا واقتصادا في الجهد والذخيرة،
والاعلى سرية والاكثر حيطة وحذرا في رسم الامور والسير في مجرياتها.
واخيرا: وكما قال رسولنا الكريم “واعلم أن
الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ,
وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ,
رفعت الأقلام وجفت الصحف ”
المصدر: سوريون نت
الثورة السورية: هل من نسق آخر للمعركة باديا في الأفق؟ / عبد الغني المصري
2012-12-25 ---
12/2/1434
المختصر/
اعلن مصدر في هيئة الاركان العامة للقوات الروسية في تصريحات ادلى بها الى
وكالة “انترفاكس” للانباء، ان “سفنا حربية روسية تحمل قوات خاصة ومعدات
عسكرية توجهت الى السواحل السورية”.
روسيا وامريكا صرحتا علنا بما ورد في مجلة فورين بوليسي قبل اشهر، ومع
بداية مبادرة رياض سيف. حيث ورد في تلك المجلة بأن الهدف من تشكيل الائتلاف
هو التفاوض مع النظام لتشكيل حكومة انتقالية. اي حكومة مع بقاء الجيش
والامن المجرمين.
اسرائيل جن جنونها، ولم تعد قادرة على كظم غيظها، فها هو عاموس جلعاد
يصرح بأن اسرائيل تخاف من الفوضى بعد بشار، وان الجيش الحر وصل الى حائط
مسدود –كما يمني نفسه طبعا-.
لكن قوات الجيش الحر تتقدم على الارض، وتكتسب مزيدا من الارض والسلاح
والثقة. هناك توحد في الدخول الى المعارك وان لم يكن هناك قيادة موحدة على
مستوى سوريا، لكن قوة العمليات، وتزامنها في اكثر من مكان وبقوة ونسق عال
من التخطيط يبرهن ان هناك تنسيقا عالي الكعب بين مختلف الكتائب المشاركة في
العمليات.
النظام لم يعد قادرا على فرض اي نوع من
الحلول، وبات يفقد كل اوراقه بتسارع كبير، حتى ان المبعوث الدولي اتى الى
مطار بيروت جوا، ثم عبر برا الى دمشق، مما يدل على مستوى السيطرة المنخفضة
للنظام على مختلف معابره.
نتيجة لذلك فالنظام ايضا فقد القدرة على
التهديد باللجوء الى الدويلة العلوية ايضا، فالدولة العلوية يتطلب ان تكون
اكثرية غالبة في مناطقها الاستراتيجية، وهذا يتطلب تطهيرا عرقيا، وقد اصبح
النظام عاجزا تماما عن القيام بمثل هذا العمل. فمدينة اللاذقية غالبيتها من
السنة، وريف اللاذقية وطرطوس وجبلة وبايناس يحوي العديد من المدن والقرى
السنية، وجبال العلويين مزروعة بقرى تركمانية زرعها العثمانيون في جبالهم
كي لا تبقى تلك الجبال حكرا على الغدر والخيانة. كما ان تلك الجبال تحيط
بها جبال ريف ادلب السنية، ومدينة حماه وريفها السني، وحمص وريفها السني،
ومن الجنوب تلكلخ ووادي خالد، وعكار.
اذا الدويلة العلوية لم تعد
ورقة، حيث ان النظام لا يملك القوة القادرة على فرضها. كل ما يملكه
العلويون اذا اختاروا اللادولة ان يشكلوا جيوبا مسلحة مما يؤدي الى
انسحابهم الى الجبال مرة اخرى، حيث سيعيدون فرض العزلة على انفسهم واجيالهم
القادمة، وبالتالي العودة الى الجهل، ومزيدا من التخلف باختيارهم عند ذلك.
المعضلة، ان الغرب واسرائيل وروسيا، كلهم يريدون بقاءا للطائفة لانها هي
الضامن لاستمرار خرائط سايكس بيكو، وهي الضامن ايضا لبقاء المنطقة ضمن
محورين محور رافضي شيعي عبر ايران والعراق، وحزب “يفتح الله”، ومحور آخر
تمثله اسرائيل والامم المتحدة تدعمها. فما هو الحل؟.
هل حقا تفكر روسيا بتدخل عسكري من النوع
“القذر” و”الوسخ”؟، هل كان تصريح بوتين قبل ايام بأن سوريا تقع على مقربة
من الحدود الروسية، وتؤثر فيها يأت في نفس الاتجاه وهو توطئة للتدخل؟، هل
كانت الغازات السامة في حمص هي البداية؟، هل ارسال بارجتين وقوات خاصة، هي
للقيام بعمليات قتل وتطهير كبيرة وممنهجة، عبر قذف جوي بالسوخوي، وقوات
برية على الارض؟. هل امريكا لا تمانع في التدخل الروسي املا في جرها الى
المستنقع السوري، وتوريطها، كي تعيق اتجاهها نحو استعادة موقع حيوي على
خريطة التأثير العالمي؟، هل روسيا حقا بذلك الغباء العسكري، والسياسي كي
تتورط حقا في بحر من عشرين مليون شخص معادي؟
ام هل تدرك كلا
القوتين انه لا قبل لهما في الدخول في حرب استنزاف خاسرة، وانما ذلك نوع من
الضغط النفسي على الثورة، ودعم للمعنويات المتهاوية للنظام وصولا الى موقع
افضل في المفاوضات؟.
ام ان هناك تسليم بنهاية النظام، وقد تكون المنطقة
مقبلة على اعادة ترسيم خرائط جديدة، وكل قوة تحشد قواها، فهناك ايضا قبالة
السواحل السورية قوات امريكية، واخرى بريطانية، وايضا فرنسية؟.
كلها اسئلة مشروعة، وقد يكون بعضها صحيحا، وقد يكون كثير منها خاطئا،
لكن تبقى الارض، والحاضنة، ووحدة الكتائب، والاتكال بعد الله، على النفس
فقط، وعلى الاسلحة التي يغنموها من اعدائهم هي مربط الفرس.
كل تلك
الاسئلة وغيرها تتطلب من قادة الكتائب، وقادتها الواعين، النقاش، والحوار،
والشورى، وتشريح كل سؤال على حدا، وتبيين طرق علاجه، فقد تكون المرحلة
القادمة الآتية هي الاصعب تكتيكا وتخطيطا واقتصادا في الجهد والذخيرة،
والاعلى سرية والاكثر حيطة وحذرا في رسم الامور والسير في مجرياتها.
واخيرا: وكما قال رسولنا الكريم “واعلم أن
الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ,
وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ,
رفعت الأقلام وجفت الصحف ”
المصدر: سوريون نت