#مجزرة_حلفايا .. وصلت الرسالة!!
بقلم/ ساري وادي
__________________________
كانت المجازر السابقة التي يرتكبها سفاح دمشق تحمل رسائل مختلفة في مضامينها تهدف في المقام الأول إلى ترويع الشعب الثائر وثنيه عن السير في ركاب ثورته المباركة، أما مجزرة حلفايا فإنها تحمل في طيّاتها رسالة سياسية خطيرة، رسالة ليست من أحمق دمشق وسفاحها فحسب، بل أيضاً من المجتمع الدولي هذه المرة وبإيعاز مباشر منه!
...
فتوقيت الرسالة التي جاءت بعد المناورة الأخيرة للإبراهيمي والتسوية التي يحملها في جعبته، وبئس التسوية، ثم اصطفاف الشعب السوري خلف جبهة النصرة، كلها مؤشرات تجعل المرء يتوقف عندهاً كثيراً، فليس من المعقول أن يزداد القتل كلما ازدادت وتيرة التهديد والوعيد الدولي لعصابة دمشق! لكن عجبَ المرء سرعان ما يزول إذا ما عرف أن التهديد والوعيد لا يحمل في قاموس العهر الدولي إلا معنى واحداً (اقتل المزيد)! ولكن لماذا؟؟
لا يشكّ عاقل بأن أمريكا وروسيا ومن قبلهما أوروبا، مستاؤون أيّما استياء من ثبات وصبر الشعب السوري، وقد ضاقوا ذرعاً برفض هذا الشعب والائتلاف الوطني ومن قبله المجلس الوطني لكل الحلول السياسية والمقترحات الدولية المقدمة للخروج من (الأزمة) السورية. فما أكثر المقترحات المقدّمة للوصول إلى تسوية سياسية، وما أكثر المبعوثين الدوليين، وما أكثر ما اصطدمت كل تلك المقترحات والمبادرات السياسية برفض الشعب السوري القاطع. فقد حزم السوريون أمرهم قولاً واحدا، إذ لا حوار مع من تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري. أما استياء المجتمع الدولي الآخر، وعلى رأسه أمريكا وأوروبا، فقد بلغ أشدّه عندما وقف الشعب السوري على صعيد واحد في صفّ جبهة النصرة. وكان لا بدّ من تلقين هذا الشعب الثائر درساً لن ينساه.
وكان الحل الأفضل والنصيحة المُثلى التي حيكت في دوائر السياسة العالمية المتصهينة لمواجهة رفض الشعب السوري للأجندات الخارجية، هي ممارسة القتل الجماعي بحقه، ولكن هذه المرة بوتيرة أكبر، فإن كانت سياسة الجزرة لم تنفع مع هذا الشعب المُعاند، فلا بد من استخدام سياسة العصا الغليظة هذه المرّة.
والهدف من ذلك كله هو وضع الشعب السوري أمام خيارين أحلاهما مر: فإمّا إرغامه على القبول بالتسوية السياسية التي تقترحها دوائر صنع القرار الدولية والتي تأخذ بعين الاعتبار حماية إسرائيل أولاً ومن ثم الحفاظ على مصالحها العليا، أو الدمار والموت إذا ما رفض السوريون ذلك - وهو ما يحدث الآن - فكانت الرسالة أنّ لا مانع من زيادة جرعة الموت ليدفع أولئك "السوريون المشاكسون الأوغاد" ضريبة دعمهم لجبهة النصرة وتمسكهم بمواقفهم في مواجهة المجتمع الدولي ورفضهم لأي تسوية سياسية.
شكراً .. وصلت الرسالة (إما الحوار أو الموت والدمار)! خياران أحلاهما مر. ونحن بدورنا نعرف من يقف خلف تلك الرسالة .. وقبلنا الرّهان الصعب .. وسوف نمارس سياسة العض على الأصابع كما مارسناها على مدى عامين كاملين، فسوريا باتت مدمّرة .. وليس لدينا ما نخسره.
ولكن تذكّروا ....
أن ذاكرتنا لم تخبُ جذوتها بعد، فقد انتفضنا بعد ثلاثين عاماً ننادي يا لثارات حماة، وفي عُرفنا أن المتواطئ مع القاتل قاتل. وسيدفع الجميع ثمن ذلك، وبأثرٍ رجعي. وقسماً لن يكون لكم موطئ قدم في سوريا بعد تطهيرها من أنجاسها وأرجاسها.
وتذكروا مرة أخرى..
نهاية الصليبيين كانت في بلاد الشام .. ونهاية التتار كانت في بلاد الشام .. وفي بلاد الشام ذاق الفرنسيون الهزيمة والذلّ والهوان .. ولطالما لقـّنت الشامُ الغزاةَ دروساً لم ينسوها عبر التاريخ.
والذي رفعَ السماء بلا عمدٍ إنّ فينا من الصبر واليقين والشدّة والثبات ما تعجزُ عقولكم القاصرة عن فهمه ... إن كنتم تكفلتم بكلب الشام، فإننا قومٌ تكفل الله لرسولنا بالشام، وشتان شتان ! .. ووالله لن تهزموا الشآم .. وقسماً سيكون كلبكم آخرَ كلبٍ يعرفه هذا الوطن العظيم.
وإنه لقسم لو تعلمون عظيم