خبر وتعليق :
بوتين من تركيا : نحن لا نحمي النظام السوري :
بقلم : أبو ياسر السوري
في عكس السير ، عرضٌ للمؤتمر الصحفي مع الرئيسين أردوغان وبوتين جاء فيه ما يلي : ( ... وعن الأزمة السورية قال بوتين "إننا سنعمل سويا على حل هذه الأزمة ، لا سيما في ظل تقارب وجهات النظر، مشيرا إلى أن هناك خلافات بين الجانبين حول الكيفية التي سيشكل بها مستقبل سوريا، لافتا أن وزيرا خارجية البلدين سيعملان معا في الفترة المقبلة من أجل التوصل إلى نقاط مشتركة حول هذا الشأن ، وذلك في ظل الأفكار الجديدة التي طرحها رئيس الحكومة التركية ، على حد قوله ). وختم بوتن كلامه بالقول: ( لا توجد أسلحة نووية في سوريا ، ونحن لا نحمي النظام السوري ، ولسنا مدافعين عنه ... ) .
التعليق :
لقد عُلِمَ أنه في هذا اللقاء بين أردوغان وبوتين ، جرى توقيع (11) اتفاقية مختلفة بين البلدين .. وهذا يعني أن العلاقة بين تركيا وروسيا باتت وثيقة للغاية ، وأنها ستزداد وثوقا حتى تصل إلى (100) مليار دولار بحسب تطلعات الرئيسين في القريب العاجل .. وهذا التقارب الروسي التركي يبشر بحلحلة الأزمة السورية ، وتحقيق تطلعات الشعب السوري ، برحيل بشار وإسقاط نظامه الأمني الجاثم على صدور السوريين منذ أكثر من (40) عاما ... وذلك للأسباب المنطقية التي يمكن أن نجملها بالتالي :
إننا لا نشك بأن تركيا أكبر متضرر من بين دول الجوار بسبب الحرب التي يشنها النظام على الشعب في سوريا .. فهي تتحمل عبئا اقتصاديا كبيرا بما تقدمه من خدمات للنازحين السوريين إليها ، وقد تجاوزوا ( 120) ألف نازح .. وهم في تزايد مستمر يوميا .
ولا نشك أن هذا الوضع أثر سلبا على قطاع التجارة والسياحة في تركيا ، بالإضافة إلى أن النظام السوري ، لم يكف عن تحريض الأكراد الذين في تركيا ، وتشجيعهم على خلق بلابل ومشاغبات هناك .. أضف إلى ذلك أيضا أن شريحة كبيرة من الشعب التركي ما زالت تتألم مما يقع على إخوانهم السوريين ، من ظلم وقتل وإبادة ، حتى بدأت ترتفع الأصوات مطالبة حكومة أردوغان أن تعمل شيئا لإيقاف هذا الشلال الدموي المتفجر من أجساد أبناء السنة في سوريا ... وحكومة أردوغان تحاول إرضاء الأتراك المتعاطفين مع الشعب السوري ، باستضافة النازحين السوريين ، واستضافة قادة الجيش الحر ، وقادة المجلس العسكري السوري على أرضها ، وفي حمايتها ...
ولهذه الأسباب ، وغيرها من الأسباب الأخرى ، تحرص تركيا كل الحرص على الإسراع في حل الأزمة السورية .. ولا يستبعد أن تكون هذه الاتفاقيات التي أبرمت ما بين تركيا وروسيا ، إنما تمت وكان من جملة الدوافع إليها ، حل الأزمة السورية ... واختيار التوقيت في إبرام هذه الاتفاقيات التركية الروسية بأن يكون قبيل مؤتمر أصدقاء سوريا ، لعله ليحمل الروس على التخفيف من غلوائهم ، في الوقوف إلى جانب بشار الأسد ودعمه عسكريا وماليا ودبلوماسيا ...
إن مؤتمر أصدقاء سوريا القادم في المملكة المغربية ، قد اقترب زمنه ، فهو في 12/12/2012 – وقد صرح أردوغان وبوتين بأنهما قد أوكلا التباحث المشترك في الشأن السوري ، إلى وزيري خارجية البلدين في الأيام القليلة المقبلة ، وكأنهما يشيران إلى اتفاق إيجابي ما ، سيقع بين الوزيرين قبل قيام مؤتمر أصدقاء سوريا ... وإن أكبر مؤشر على ذلك ، تصريح بوتين بأنه ( لا يحمي النظام السوري ، ولا يدافع عنه ) هذا التصريح الذي سيحرج الغرب ، الذي يعلل تخاذله ، وعدم تدخله في حل الأزمة السورية بتعنت الموقف الروسي ... وفي الحقيقة ، إن خذلان الغرب لنا ، ليس بسبب الموقف الروسي ، ولا تخوفا من حرب إقليمية تعم المنطقة ، أو حرب دولية كبرى تعم العالم ... كل هذه التخوفات مزيفة .. والسبب الحقيقي في خذلان الغرب للثورة السورية ، هو أن إسرائيل لا ترغب في إسقاط الأسد .. ومع أن الغرب موقن بأن الأسد ساقط سواء تدخل أم لم يتدخل .. وسواء ساعد المعارضة أم وقف ضدها .. ولكن الغرب يتلكأ عن مساعدة المعارضة نزولا عند رغبة إسرائيل ، التي ما زالت عجائزها وساستها يصلون ويدعون للأسد بالبقاء ..
بالمناسبة ، الثوار والجيش الحر والكتائب الجهادية ، في داخل سوريا .. كلهم غير معنيين بما يقال على الشاشات من أخبار ولقاءات وتصريحات .. بخصوص سوريا .. فهم مصممون على الاستمرار في نضالهم ، إلى أن ينصرهم الله ، ويمكنهم من إسقاط هذا النظام المجرم ، والقضاء على هذا الطاغية ، والقبض على عصابته المجرمين ، وتنفيذ حكم القصاص على كل من تلطخت أيديهم بالدماء السورية الزكية ...
بوتين من تركيا : نحن لا نحمي النظام السوري :
بقلم : أبو ياسر السوري
في عكس السير ، عرضٌ للمؤتمر الصحفي مع الرئيسين أردوغان وبوتين جاء فيه ما يلي : ( ... وعن الأزمة السورية قال بوتين "إننا سنعمل سويا على حل هذه الأزمة ، لا سيما في ظل تقارب وجهات النظر، مشيرا إلى أن هناك خلافات بين الجانبين حول الكيفية التي سيشكل بها مستقبل سوريا، لافتا أن وزيرا خارجية البلدين سيعملان معا في الفترة المقبلة من أجل التوصل إلى نقاط مشتركة حول هذا الشأن ، وذلك في ظل الأفكار الجديدة التي طرحها رئيس الحكومة التركية ، على حد قوله ). وختم بوتن كلامه بالقول: ( لا توجد أسلحة نووية في سوريا ، ونحن لا نحمي النظام السوري ، ولسنا مدافعين عنه ... ) .
التعليق :
لقد عُلِمَ أنه في هذا اللقاء بين أردوغان وبوتين ، جرى توقيع (11) اتفاقية مختلفة بين البلدين .. وهذا يعني أن العلاقة بين تركيا وروسيا باتت وثيقة للغاية ، وأنها ستزداد وثوقا حتى تصل إلى (100) مليار دولار بحسب تطلعات الرئيسين في القريب العاجل .. وهذا التقارب الروسي التركي يبشر بحلحلة الأزمة السورية ، وتحقيق تطلعات الشعب السوري ، برحيل بشار وإسقاط نظامه الأمني الجاثم على صدور السوريين منذ أكثر من (40) عاما ... وذلك للأسباب المنطقية التي يمكن أن نجملها بالتالي :
إننا لا نشك بأن تركيا أكبر متضرر من بين دول الجوار بسبب الحرب التي يشنها النظام على الشعب في سوريا .. فهي تتحمل عبئا اقتصاديا كبيرا بما تقدمه من خدمات للنازحين السوريين إليها ، وقد تجاوزوا ( 120) ألف نازح .. وهم في تزايد مستمر يوميا .
ولا نشك أن هذا الوضع أثر سلبا على قطاع التجارة والسياحة في تركيا ، بالإضافة إلى أن النظام السوري ، لم يكف عن تحريض الأكراد الذين في تركيا ، وتشجيعهم على خلق بلابل ومشاغبات هناك .. أضف إلى ذلك أيضا أن شريحة كبيرة من الشعب التركي ما زالت تتألم مما يقع على إخوانهم السوريين ، من ظلم وقتل وإبادة ، حتى بدأت ترتفع الأصوات مطالبة حكومة أردوغان أن تعمل شيئا لإيقاف هذا الشلال الدموي المتفجر من أجساد أبناء السنة في سوريا ... وحكومة أردوغان تحاول إرضاء الأتراك المتعاطفين مع الشعب السوري ، باستضافة النازحين السوريين ، واستضافة قادة الجيش الحر ، وقادة المجلس العسكري السوري على أرضها ، وفي حمايتها ...
ولهذه الأسباب ، وغيرها من الأسباب الأخرى ، تحرص تركيا كل الحرص على الإسراع في حل الأزمة السورية .. ولا يستبعد أن تكون هذه الاتفاقيات التي أبرمت ما بين تركيا وروسيا ، إنما تمت وكان من جملة الدوافع إليها ، حل الأزمة السورية ... واختيار التوقيت في إبرام هذه الاتفاقيات التركية الروسية بأن يكون قبيل مؤتمر أصدقاء سوريا ، لعله ليحمل الروس على التخفيف من غلوائهم ، في الوقوف إلى جانب بشار الأسد ودعمه عسكريا وماليا ودبلوماسيا ...
إن مؤتمر أصدقاء سوريا القادم في المملكة المغربية ، قد اقترب زمنه ، فهو في 12/12/2012 – وقد صرح أردوغان وبوتين بأنهما قد أوكلا التباحث المشترك في الشأن السوري ، إلى وزيري خارجية البلدين في الأيام القليلة المقبلة ، وكأنهما يشيران إلى اتفاق إيجابي ما ، سيقع بين الوزيرين قبل قيام مؤتمر أصدقاء سوريا ... وإن أكبر مؤشر على ذلك ، تصريح بوتين بأنه ( لا يحمي النظام السوري ، ولا يدافع عنه ) هذا التصريح الذي سيحرج الغرب ، الذي يعلل تخاذله ، وعدم تدخله في حل الأزمة السورية بتعنت الموقف الروسي ... وفي الحقيقة ، إن خذلان الغرب لنا ، ليس بسبب الموقف الروسي ، ولا تخوفا من حرب إقليمية تعم المنطقة ، أو حرب دولية كبرى تعم العالم ... كل هذه التخوفات مزيفة .. والسبب الحقيقي في خذلان الغرب للثورة السورية ، هو أن إسرائيل لا ترغب في إسقاط الأسد .. ومع أن الغرب موقن بأن الأسد ساقط سواء تدخل أم لم يتدخل .. وسواء ساعد المعارضة أم وقف ضدها .. ولكن الغرب يتلكأ عن مساعدة المعارضة نزولا عند رغبة إسرائيل ، التي ما زالت عجائزها وساستها يصلون ويدعون للأسد بالبقاء ..
بالمناسبة ، الثوار والجيش الحر والكتائب الجهادية ، في داخل سوريا .. كلهم غير معنيين بما يقال على الشاشات من أخبار ولقاءات وتصريحات .. بخصوص سوريا .. فهم مصممون على الاستمرار في نضالهم ، إلى أن ينصرهم الله ، ويمكنهم من إسقاط هذا النظام المجرم ، والقضاء على هذا الطاغية ، والقبض على عصابته المجرمين ، وتنفيذ حكم القصاص على كل من تلطخت أيديهم بالدماء السورية الزكية ...