إلى الجزيرة وأخواتها / محمد اللادقاني
بالطبع نقدّر عمل قناة الجزيرة والعربية وغيرهما في نقل صوتنا ومعاناتنا
وبطولات أحرارنا للعالم،ولكن يتوجّب علينا أن نطلب منهم ومن مراسليهم ألّا
يرجّحوا أحياناً كفّة السبق الصحفي ودقّة المعلومات التي يقدّموها على
مصلحة الثورة والسوريين.
منذ أيّام قليلة تحدّث تقرير في قناة
الجزيرة عن عملية خاصة قام بها الثوار في الحجر الأسود،وقاموا بمرافقة شباب
الجيش الحر فيها وتصويرها،وأشاروا إلى هامش الحركة التي يتمتّع بها الجيش
الحر في تلك المنطقة.وفي اليوم التالي تماماً لعرض هذا التقرير تمّ قصف
الحجر الأسود بوحشية لعدة أيام متواصلة.الأمر الذي يدفعنا أن نقف ونفكّر
كثيراً في ذلك .
أليس خطأً كبيراً أن
يتم ذكر اسم منطقة محدودة بعينها في مثل تلك التقارير؟وماهي الفائدة من
الإمعان في التحديد بدلاً من ترك اسم المكان مجهول نسبياً؟!
كان
بإمكان صاحب التقرير أن يقول أنّ هذه العملية قد تمّت في إحدى المناطق
الثائرة،أو في أسوء الأحوال أن يذكر أنها كانت في إحدى مناطق غوطة
دمشق،ولكن أن يتم ذكر اسم الحجر الأسود صراحةً فهذا شيء يجب التحذير منه
بشكل كبير.وعلى الأخوة في الجيش الحرّ أن يشترطوا عدم ذكر المناطق وتحديدها
في مثل تلك الحالات.
نعلم بالتأكيد أنّ النظام يعلم ويُحصي
المناطق التي فقد سيطرته عليها،ولكنّ ذلك لايعني أنّه لا يجهل درجة انتشار
الجيش الحر في تلك المناطق وكئافته فيها،وبالتالي فإنّ إخباره إعلامياً
بأنّ الجيش الحرّ ينتشر بشكل كبير في منطقة محددة سيتفزّه ويدفعه لضرب تلك
المنطقة بكلّ وحشية لظنّه بأنّه سيكسب جولة إعلامية أمام مؤيديه
أولاً،وأنّه سيضرب تجمّع مميّز للجيش الحر في تلك المنطقة ثانياً.
أمرٌ
مشابه قد حصل منذ أيام عندما قامت قناة سكاي نيوز بجولة في جبل التركمان
في اللاذقية وعنونوا لتقريرهم باسم (الجيش الحر في جبال اللاذقية يتحضّر
لمعركة حاسمة)وانتشر التقرير بشكل هائل.وقد تمّ الإيضاح فيه أنّ هذا
التحضير يجري في جبل التركمان بالتحديد.وبعد أيام قليلة جاءتنا أخبار حشد
النظام لأقذاره بأعداد كبيرة وتوجهه إلى جبل التركمان.ولكنّ والحمد لله فقد
أبدع الأبطال هناك وقلبوا الموازين،لدرجة أنّي شككت أنّهم أرادوا ذلك
لاستدراج شبيحة بشار إلى الجبل.
بغض النظر عن نتيجة ذلك
هناك،ولكنّ الاستدلال واحد،وربما قد يحدث ذلك في حلات مشابهة ويتسبب في
خسائر كبيرة أو على الأقل قد يحرم الثوار فرصة المبادرة ويضعهم في حال ردّ
الفعل بدلاً من أن يفرضوا هم توقيت المعركة ومكانها ويُكملوا تحضيراتهم.
سأذهب بعيداً وأطالب بتحرك قويّ من جميع التنسيقيات والناشطين والناطقين
باسم الثورة للتنبيه إلى هذا الأمر،وكذلك نطلب من الأخوة في الجيش الحرّ أن
يكونوا حذرين جداً في مثل تلك الأمور من أجل المدنيين في تلك المناطق ومن
أجلهم هم كذلك،ونقول فعلاً للقنوات والإعلامين وحتى شباب الفيس بوك
والصفحات بأن تنصروا الجيش الحرّ بصمتكم..