السبب الحقيقي لعداوة المجتمع الدولي للثورة السورية :
بقلم : أبو ياسر السوري
باختصار شديد ، اتفقت أمة الكفر بكل فصائلها ومختلف أديانها ، يهودا وصليبيين ومجوسا وبوذيين ، ومن لف لفهم من الملحدين الذين لا يدينون بدين ، ولا يؤمنون بملة .. اتفق هؤلاء على تبني موقف العداء من هذه الثورة النبيلة ..
وقد حار الكتاب والمراقبون في تفسير الموقف الدولي المتخاذل حيالها ، فمن قائل : بأنه ليس في سوريا بترول يشجع الغرب على التدخل لإسقاط الأسد ، كما فعل في ليبيا .. ومن قائل : إن إسرائيل وضعت ( فيتو) على إسقاط عميلها الأسد .. ومن قائل : إن الوضع السوري حساس للغاية ، وإن التدخل فيه قد يعرض الغرب لتحمل حرب كبرى ، لا يريد الدخول فيها ..
وقد يكون لهذه المبررات بعض القبول في الظاهر .. ولكن السبب الحقيقي لهذا الموقف الدولي اللا إنساني في نظري ، هو غير هذا وذاك من الأسباب .. إن السبب الحقيقي لخذلان المجتمع الدولي للثورة السورية ، هو العداء الديني .. والاختلاف الفكري بيننا وبين هذا المجتمع في القيم الحضارية .
وهو عداء قائم متجذر قديم . لذلك وجدنا أن كل من ليس مسلما ، قد انحاز بشكل أو بآخر إلى صف بشار الأسد النصيري ، الذي لا يدين بأي دين .. لأن غير المسلمين يرون عصابة الأسد أقرب إليهم من السوريين السنة ، الذين يدينون بدين الإسلام ، ويخالفون معتقدات النصارى واليهود والمجوس .. ويخالفون أهل الإلحاد والوثنيين كذلك . وهذا ما عبر عنه بعض الغربيين ( بصراع الحضارات) .
إن ساسة العالم من غير المسلمين ، ليعلمون علم اليقين ، أن الثورة السورية ، لن تمكن غير المسلمين من حكم سوريا بعد اليوم .. وهذا أمر طبيعي ، فأغلبية الشعب السوري مسلم سني بنسبة 85% وكل المكونات الأخرى لا تزيد نسبتها عن 15% من الشعب السوري .. وهذا الواقع يحتم أن تكون الحاكمية في سوريا ، بيد المسلمين السنة ، لأن كل العالم يسير على هذا المبدأ .. فأمريكا تحكمها أغلبية البروتسنت .. وأوربا تحكمها أغلبية الكاثوليك .. وروسيا تحكمها أغلبية الأرثوذوكس ...
ولكن هذا المجتمع الظالم ، ما زال يكيل بمكيالين ، ويفرض على المسلمين سياسات على خلاف ما يتبناه لنفسه من سياسات ملائمة ، وطريقة مثلى في الحياة ..
إن هذا المجتمع لا يرضيه أن تؤول السلطة في سوريا إلى المسلمين .. ولذلك ما إن اضطرت فرنسا لإنهاء انتدابها على سوريا عام 1946 ، تحت ضغط الثورة السورية الكبرى ، حتى فكرت في التمهيد لوصول العلويين إلى الحكم .. فحرصت قبل رحيلها أن يكون العلويون أغلبية في الجيش ، الذي سيكون السلم الذي يمكنهم من الرقي إلى كرسي السلطة في سوريا ، ورسمت لهم خطة انتهت أخيرا إلى استلام آل الأسد الحكم في سوريا ، واستئثارهم به على مدى أربعة قرون ..
وكذلك فعلت بريطانيا في فلسطين ، فلم تخرج منها حتى أنشأت لليهود جيش ( الهاجانا ) ودربته أحسن تدريب ، وقبل أن تغادر بريطانيا فلسطين ، سلمت لليهود كل أسلحتها وعتادها وذخائرها الحربية ، ومدافعها وسياراتها وبعض طائراتها الحربية ..
أما في شرقي الأردن فقد أبقت الجنرال كلوب ، ليحكم الأردن من وراء ستار .. وأما في العراق فقد وضعت نوري السعيد ، وهو عميل بريطاني أشد ولاء لبريطانيا من البريطانيين أنفسهم .. وظلت مصر محكومة لبريطانيا ، والملك فاروق كان ملكا شكليا ، لا هم له سوى النساء والليالي الحمراء ..
فجاءت النتائج في هذه الدول طبقا للمخطط المحكم ، المرسوم لها من قبل الاستعمار الراحل .. وهو أن يكون البديل عنه حكاماً ، لا يعملون بالإسلام بل يعادونه ، ولا يمكنون المسلمين من تسنم المناصب الرفيعة بحال من الأحوال ..
ونرجع بالحديث إلى الثورة السورية ، لنقول : إن الرغبة الغربية ، وبالتحديد رغبة فرنسا بالذات ، هي : أن لا يكون البديل عن حكم بشار الأسد النصيري، حكما سنيا في سوريا. وليست فرنسا وحدها في هذا التوجه ، وإنما يشاركها في ذلك كل الدول الغربية ، ومعهم أمريكا ، وكافة الدول العظمى ..
أقول هذا ، ليصحو بعض النيام ، وليقرؤوا الموقف قراءة صحيحة ، وأن لا يستغربوا من تردد الدول الغربية حيال هذه الثورة ، وتلكئها عن نصرتها ، وتخاذلها عن حماية الشعب السوري الذي يباد على مرأى منها ومسمع .
وقراءة الموقف على هذا النحو ، تفسر لنا الموقف الروسي ، والموقف المجوسي الإيراني ، وموقف الهند البوذية ، وموقف الدول الشيوعية ، في أمريكا الجنوبية ، من أمثال شافيز وكوريا الجنوبية . وكذلك موقف الصين الشيوعية ..
هذا هو السبب الحقيقي يا سادة ، في خذلان الثورة السورية ، والتخلي عن شعبها ، والسماح لبشار الأسد بالاستفراد به ، ليقتله صباح مساء ..
نعم ، هذا هو السبب الحقيقي ، الذي يوارب عنه كل الكتاب والمحللين السياسيين .. إن أمة الكفر والإلحاد لا يريدون لثورتنا النجاح ، لأن نجاحها يعني أن المسلمين في سوريا سيتولون مقاليد حكم أنفسهم بأنفسهم .. وأنهم لن يكونوا عملاء للغرب ولا للشرق ، وأنهم لن يسكتوا عن المطالبة بأراضيهم المحتلة من قبل إسرائيل . وأنهم لن يتخلوا عن نصرة إخوانهم الفلسطينيين ، وإنما سيقفون إلى جانبهم ، لانتزاع حقهم المغتصب من إسرائيل . وأنهم لن يتعاملوا مع أي دولة استعمارية على أساس التبعية لها ، وإنما على أساس الندية ، وتبادل المصالح المشتركة وحسب ...
أقول هذا ، وأنا أعلم أن العلمانيين والشيوعيين والقومجيين في سوريا ، وفي العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه ، لا يسرهم قراءة مثل هذا الكلام ، ويعتبرونه من بقايا الفكر الرجعي المتخلف .. لأن هؤلاء برمجوا عقولهم على أن يكونوا ذيولاً للشرق وأذناباً للغرب ، وعاهدوا الشيطان على أن يكونوا أبعد ما يمكن عن الإسلام .. ولهذا فأنا لا أستبعد أن تقف مثلاً هيئة التنسيق وهيثم مناع وحسن عبد العظيم ومن هم على شاكلتهم من الشيوعيين .. لا أستغرب أن يحملوا السلاح أخيرا ويحاربوا مع النصيريين ، لأن بقاء النصيرية أحب إليهم من أن يكون البديل حكما سنيا شريفا ، ولو كان علمانيا ، خوفا من أن يفرز لهم في يوم ما ، حكما يمجد قيم الإسلام ، ويتمسك بتعاليمه ...
وصدق الله القائل في محكم كتابه ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ، قل : إن هدى الله هو الهدى ، ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ، ما لك من الله من ولي ولا نصير ) .
بقلم : أبو ياسر السوري
باختصار شديد ، اتفقت أمة الكفر بكل فصائلها ومختلف أديانها ، يهودا وصليبيين ومجوسا وبوذيين ، ومن لف لفهم من الملحدين الذين لا يدينون بدين ، ولا يؤمنون بملة .. اتفق هؤلاء على تبني موقف العداء من هذه الثورة النبيلة ..
وقد حار الكتاب والمراقبون في تفسير الموقف الدولي المتخاذل حيالها ، فمن قائل : بأنه ليس في سوريا بترول يشجع الغرب على التدخل لإسقاط الأسد ، كما فعل في ليبيا .. ومن قائل : إن إسرائيل وضعت ( فيتو) على إسقاط عميلها الأسد .. ومن قائل : إن الوضع السوري حساس للغاية ، وإن التدخل فيه قد يعرض الغرب لتحمل حرب كبرى ، لا يريد الدخول فيها ..
وقد يكون لهذه المبررات بعض القبول في الظاهر .. ولكن السبب الحقيقي لهذا الموقف الدولي اللا إنساني في نظري ، هو غير هذا وذاك من الأسباب .. إن السبب الحقيقي لخذلان المجتمع الدولي للثورة السورية ، هو العداء الديني .. والاختلاف الفكري بيننا وبين هذا المجتمع في القيم الحضارية .
وهو عداء قائم متجذر قديم . لذلك وجدنا أن كل من ليس مسلما ، قد انحاز بشكل أو بآخر إلى صف بشار الأسد النصيري ، الذي لا يدين بأي دين .. لأن غير المسلمين يرون عصابة الأسد أقرب إليهم من السوريين السنة ، الذين يدينون بدين الإسلام ، ويخالفون معتقدات النصارى واليهود والمجوس .. ويخالفون أهل الإلحاد والوثنيين كذلك . وهذا ما عبر عنه بعض الغربيين ( بصراع الحضارات) .
إن ساسة العالم من غير المسلمين ، ليعلمون علم اليقين ، أن الثورة السورية ، لن تمكن غير المسلمين من حكم سوريا بعد اليوم .. وهذا أمر طبيعي ، فأغلبية الشعب السوري مسلم سني بنسبة 85% وكل المكونات الأخرى لا تزيد نسبتها عن 15% من الشعب السوري .. وهذا الواقع يحتم أن تكون الحاكمية في سوريا ، بيد المسلمين السنة ، لأن كل العالم يسير على هذا المبدأ .. فأمريكا تحكمها أغلبية البروتسنت .. وأوربا تحكمها أغلبية الكاثوليك .. وروسيا تحكمها أغلبية الأرثوذوكس ...
ولكن هذا المجتمع الظالم ، ما زال يكيل بمكيالين ، ويفرض على المسلمين سياسات على خلاف ما يتبناه لنفسه من سياسات ملائمة ، وطريقة مثلى في الحياة ..
إن هذا المجتمع لا يرضيه أن تؤول السلطة في سوريا إلى المسلمين .. ولذلك ما إن اضطرت فرنسا لإنهاء انتدابها على سوريا عام 1946 ، تحت ضغط الثورة السورية الكبرى ، حتى فكرت في التمهيد لوصول العلويين إلى الحكم .. فحرصت قبل رحيلها أن يكون العلويون أغلبية في الجيش ، الذي سيكون السلم الذي يمكنهم من الرقي إلى كرسي السلطة في سوريا ، ورسمت لهم خطة انتهت أخيرا إلى استلام آل الأسد الحكم في سوريا ، واستئثارهم به على مدى أربعة قرون ..
وكذلك فعلت بريطانيا في فلسطين ، فلم تخرج منها حتى أنشأت لليهود جيش ( الهاجانا ) ودربته أحسن تدريب ، وقبل أن تغادر بريطانيا فلسطين ، سلمت لليهود كل أسلحتها وعتادها وذخائرها الحربية ، ومدافعها وسياراتها وبعض طائراتها الحربية ..
أما في شرقي الأردن فقد أبقت الجنرال كلوب ، ليحكم الأردن من وراء ستار .. وأما في العراق فقد وضعت نوري السعيد ، وهو عميل بريطاني أشد ولاء لبريطانيا من البريطانيين أنفسهم .. وظلت مصر محكومة لبريطانيا ، والملك فاروق كان ملكا شكليا ، لا هم له سوى النساء والليالي الحمراء ..
فجاءت النتائج في هذه الدول طبقا للمخطط المحكم ، المرسوم لها من قبل الاستعمار الراحل .. وهو أن يكون البديل عنه حكاماً ، لا يعملون بالإسلام بل يعادونه ، ولا يمكنون المسلمين من تسنم المناصب الرفيعة بحال من الأحوال ..
ونرجع بالحديث إلى الثورة السورية ، لنقول : إن الرغبة الغربية ، وبالتحديد رغبة فرنسا بالذات ، هي : أن لا يكون البديل عن حكم بشار الأسد النصيري، حكما سنيا في سوريا. وليست فرنسا وحدها في هذا التوجه ، وإنما يشاركها في ذلك كل الدول الغربية ، ومعهم أمريكا ، وكافة الدول العظمى ..
أقول هذا ، ليصحو بعض النيام ، وليقرؤوا الموقف قراءة صحيحة ، وأن لا يستغربوا من تردد الدول الغربية حيال هذه الثورة ، وتلكئها عن نصرتها ، وتخاذلها عن حماية الشعب السوري الذي يباد على مرأى منها ومسمع .
وقراءة الموقف على هذا النحو ، تفسر لنا الموقف الروسي ، والموقف المجوسي الإيراني ، وموقف الهند البوذية ، وموقف الدول الشيوعية ، في أمريكا الجنوبية ، من أمثال شافيز وكوريا الجنوبية . وكذلك موقف الصين الشيوعية ..
هذا هو السبب الحقيقي يا سادة ، في خذلان الثورة السورية ، والتخلي عن شعبها ، والسماح لبشار الأسد بالاستفراد به ، ليقتله صباح مساء ..
نعم ، هذا هو السبب الحقيقي ، الذي يوارب عنه كل الكتاب والمحللين السياسيين .. إن أمة الكفر والإلحاد لا يريدون لثورتنا النجاح ، لأن نجاحها يعني أن المسلمين في سوريا سيتولون مقاليد حكم أنفسهم بأنفسهم .. وأنهم لن يكونوا عملاء للغرب ولا للشرق ، وأنهم لن يسكتوا عن المطالبة بأراضيهم المحتلة من قبل إسرائيل . وأنهم لن يتخلوا عن نصرة إخوانهم الفلسطينيين ، وإنما سيقفون إلى جانبهم ، لانتزاع حقهم المغتصب من إسرائيل . وأنهم لن يتعاملوا مع أي دولة استعمارية على أساس التبعية لها ، وإنما على أساس الندية ، وتبادل المصالح المشتركة وحسب ...
أقول هذا ، وأنا أعلم أن العلمانيين والشيوعيين والقومجيين في سوريا ، وفي العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه ، لا يسرهم قراءة مثل هذا الكلام ، ويعتبرونه من بقايا الفكر الرجعي المتخلف .. لأن هؤلاء برمجوا عقولهم على أن يكونوا ذيولاً للشرق وأذناباً للغرب ، وعاهدوا الشيطان على أن يكونوا أبعد ما يمكن عن الإسلام .. ولهذا فأنا لا أستبعد أن تقف مثلاً هيئة التنسيق وهيثم مناع وحسن عبد العظيم ومن هم على شاكلتهم من الشيوعيين .. لا أستغرب أن يحملوا السلاح أخيرا ويحاربوا مع النصيريين ، لأن بقاء النصيرية أحب إليهم من أن يكون البديل حكما سنيا شريفا ، ولو كان علمانيا ، خوفا من أن يفرز لهم في يوم ما ، حكما يمجد قيم الإسلام ، ويتمسك بتعاليمه ...
وصدق الله القائل في محكم كتابه ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ، قل : إن هدى الله هو الهدى ، ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ، ما لك من الله من ولي ولا نصير ) .