قانون الأولويات والشأن السوري الخطير :
بقلم : أبو ياسر السوري
اختارت الأخت الثائرة مدى تعليقات مميزة ، كان منها كلمة طيبة للأخ الدكتور ناصح أمين ، تحدث فيها عن فقه الأولويات ، وعرض أفكارا جديرة بالعناية والاهتمام .. تجدها على الرابط التالي :
http://www.syria2011.net/t29595p243-topic وأضيف إلى ما قاله الكاتب جزاه الله خيرا ثلاثة أمور تخدم ما قال :
أولا :
قد أحسن الكاتب في تقسيم الأولويات تبعا لاختلاف قدرات الناس .. وهذا يعني أن لكل سوري أولوية تخصه .. وليس لأحد أن يعترض على غيره ، ويطالبه بالتحول عن أولويته التي هيأه الله لها ، إلى أولوية لا يحسنها ... وهذا يعني أيضا أنه ليست هنالك أولوية أحق من غيرها بالاعتبار .. وليس لأحد أن يقلل من جهد الآخرين الذين يعملون للثورة ، مهما كان مقدار جهدهم ونوعه .. المهم أن نعمل ، وأن لا نقلل من قيمة عمل غيرنا ..
ثانيا :
يؤلمني أن أرى أشخاصا ، لا يقدمون للثورة شيئا ، ويتحدثون حديث المتحرق على الثورة حزنا لقعود الناس عن نصرتها ، في الوقت الذي تجد فيه هذا الفريق على رأس قائمة المتخلين عن الثورة ، فهم لا ينصرونها بجهد ولا بمال ، وإنما بذم من يعمل للثورة ، والتقليل من قيمة عملهم .. علما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تحقرن من المعروف ولو قليلا " وقال تعالى " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " ومحل الشاهد أن الله أمر بالعمل ولم يحدد مقداره ، ليشمل ما قل منه وما كثر ..
ثالثا :
ذكر الأخ ناصح عددا من القواعد الفقهية التي تحدد الأطر العامة للأولويات في الشريعة الإسلامية .. ولعل من أهمها القاعدة التي تقول ( المصلحة المحققة أَوْلى من المصلحة الظنية ) . وأقول في بيان هذه القاعدة الشرعية ، مما يتنزل على الواقع السوري :
إن المناداة بإطاحة حكم الأسد الآن ، والاستبدال به حكما ديمقراطيا تحت مظلة وطنية جامعة ، أولى من المناداة بدولة الخلافة ، وتحكيم الشريعة في سوريا . لأن الحكم الديمقراطي الآن مصلحة محققة ، ويمكن المطالبة بها ، والمجتمع الدولي يؤيدنا فيها ، ويعيننا على تحقيقها .. بينما الشأن في قضية الخلافة الإسلامية على النقيض من ذلك تماما ، مما يجعل هذا المطلب مصلحة ظنية ، وقد يؤدي الانشغال بها إلى خراب سوريا ، وعدم تحقق هذا المطلب العسير في الوقت الحاضر ..
إن النموذج التركي يمكن اعتباره مثلا يحذا حذوه في هذا المضمار ، فتركيا كانت في عهد أتاتورك دولة ملحدة لا دينية ، وكذلك استمر حالها من بعده على مدى أكثر من 60 سنة ، فلما تحول الحكم إلى ديمقراطي ، تمكن المسلمون من الوصول إلى استلام السلطة في تركيا ، وتغيرت أحوال المسلمين تغيرا جذريا ، وكذلك كان الشأن في أندونيسيا ، وهكذا سيكون الشأن في مصر قريبا إن شاء الله .. إن القبول بالحكم الديمقراطي الآن ضرورة وقتية ، تقتضيها حال المسلمين اليوم ، وكل من يرفض الديمقراطية ، ويطالب الآن بدولة الخلافة ، فهو مخالف للحكمة الإسلامية ، التي أمرنا بالتمسك بأهدابها ، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا . وخلاصة القول : إن المناداة بالخلافة الإسلامية في سوريا هي دعوة لخراب البلد ، وذهاب بها إلى المجهول .. وليكن لنا عبرة بما كان في أفغانستان والصومال من دمار وخراب .. ولو أخذ الإخوة هناك بالحكمة لما اختلفوا على قبول الحكم الديمقراطي مبدئيا كحل تدريجي ، من شأنه أن يسير بالبلد نحو السلم والعمار والحق والعدل والمساواة .. ولكنهم اختلفوا وراحوا يتحاربون فيما بينهم ، والعالم الكافر يقف منهم موقف المتفرج الشامت ، ويمد كافة الأطراف المتحاربة منهم بالسلاح ، لاستمرار النزاع والتحارب فيما بين المسلمين ..
فيا أيها الغيورون على سوريا ، لا تعملوا على خرابها باسم الإسلام .
بقلم : أبو ياسر السوري
اختارت الأخت الثائرة مدى تعليقات مميزة ، كان منها كلمة طيبة للأخ الدكتور ناصح أمين ، تحدث فيها عن فقه الأولويات ، وعرض أفكارا جديرة بالعناية والاهتمام .. تجدها على الرابط التالي :
http://www.syria2011.net/t29595p243-topic وأضيف إلى ما قاله الكاتب جزاه الله خيرا ثلاثة أمور تخدم ما قال :
أولا :
قد أحسن الكاتب في تقسيم الأولويات تبعا لاختلاف قدرات الناس .. وهذا يعني أن لكل سوري أولوية تخصه .. وليس لأحد أن يعترض على غيره ، ويطالبه بالتحول عن أولويته التي هيأه الله لها ، إلى أولوية لا يحسنها ... وهذا يعني أيضا أنه ليست هنالك أولوية أحق من غيرها بالاعتبار .. وليس لأحد أن يقلل من جهد الآخرين الذين يعملون للثورة ، مهما كان مقدار جهدهم ونوعه .. المهم أن نعمل ، وأن لا نقلل من قيمة عمل غيرنا ..
ثانيا :
يؤلمني أن أرى أشخاصا ، لا يقدمون للثورة شيئا ، ويتحدثون حديث المتحرق على الثورة حزنا لقعود الناس عن نصرتها ، في الوقت الذي تجد فيه هذا الفريق على رأس قائمة المتخلين عن الثورة ، فهم لا ينصرونها بجهد ولا بمال ، وإنما بذم من يعمل للثورة ، والتقليل من قيمة عملهم .. علما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تحقرن من المعروف ولو قليلا " وقال تعالى " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " ومحل الشاهد أن الله أمر بالعمل ولم يحدد مقداره ، ليشمل ما قل منه وما كثر ..
ثالثا :
ذكر الأخ ناصح عددا من القواعد الفقهية التي تحدد الأطر العامة للأولويات في الشريعة الإسلامية .. ولعل من أهمها القاعدة التي تقول ( المصلحة المحققة أَوْلى من المصلحة الظنية ) . وأقول في بيان هذه القاعدة الشرعية ، مما يتنزل على الواقع السوري :
إن المناداة بإطاحة حكم الأسد الآن ، والاستبدال به حكما ديمقراطيا تحت مظلة وطنية جامعة ، أولى من المناداة بدولة الخلافة ، وتحكيم الشريعة في سوريا . لأن الحكم الديمقراطي الآن مصلحة محققة ، ويمكن المطالبة بها ، والمجتمع الدولي يؤيدنا فيها ، ويعيننا على تحقيقها .. بينما الشأن في قضية الخلافة الإسلامية على النقيض من ذلك تماما ، مما يجعل هذا المطلب مصلحة ظنية ، وقد يؤدي الانشغال بها إلى خراب سوريا ، وعدم تحقق هذا المطلب العسير في الوقت الحاضر ..
إن النموذج التركي يمكن اعتباره مثلا يحذا حذوه في هذا المضمار ، فتركيا كانت في عهد أتاتورك دولة ملحدة لا دينية ، وكذلك استمر حالها من بعده على مدى أكثر من 60 سنة ، فلما تحول الحكم إلى ديمقراطي ، تمكن المسلمون من الوصول إلى استلام السلطة في تركيا ، وتغيرت أحوال المسلمين تغيرا جذريا ، وكذلك كان الشأن في أندونيسيا ، وهكذا سيكون الشأن في مصر قريبا إن شاء الله .. إن القبول بالحكم الديمقراطي الآن ضرورة وقتية ، تقتضيها حال المسلمين اليوم ، وكل من يرفض الديمقراطية ، ويطالب الآن بدولة الخلافة ، فهو مخالف للحكمة الإسلامية ، التي أمرنا بالتمسك بأهدابها ، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا . وخلاصة القول : إن المناداة بالخلافة الإسلامية في سوريا هي دعوة لخراب البلد ، وذهاب بها إلى المجهول .. وليكن لنا عبرة بما كان في أفغانستان والصومال من دمار وخراب .. ولو أخذ الإخوة هناك بالحكمة لما اختلفوا على قبول الحكم الديمقراطي مبدئيا كحل تدريجي ، من شأنه أن يسير بالبلد نحو السلم والعمار والحق والعدل والمساواة .. ولكنهم اختلفوا وراحوا يتحاربون فيما بينهم ، والعالم الكافر يقف منهم موقف المتفرج الشامت ، ويمد كافة الأطراف المتحاربة منهم بالسلاح ، لاستمرار النزاع والتحارب فيما بين المسلمين ..
فيا أيها الغيورون على سوريا ، لا تعملوا على خرابها باسم الإسلام .