الجزائر تفتح مدارس وشلهات تضامننا
مع الشعب السوري
أعلن في
الجزائر عن تشكيل "تحالف وزاري" يضم عدة وزارات،
مهمتها التكفل بالجالية السورية المتواجدة في الجزائر، خصوصاً خلال شهر رمضان
الكريم.
وقالت وزارة
الخارجية الجزائرية إن عدد السوريين الذين دخلوا الجزائر في شهر يونيو/حزيران
الماضي بلغ 12 ألفاً، هرباً من الأوضاع الأمنية الخطيرة في بلادهم.
وقالت مصادر
حكومية إنها الجزائر قررت التكفل بالسوريين الموجودين في الجزائر وتحديداً الذين
ضاقت بهم السبل، وذلك باسم التضامن العربي الذي أقرته مؤتمرات القمم العربية، حيث
تستعد السلطات ممثلة في تحالف وزاري يضم الخارجية والداخلية والتضامن، لإيواء
النازحين في مدارس ومهاجع خاصة (شاليهات) على
غرار تلك التي يقيم فيها المتضررون من الزلازل.
وقال
"التحالف الوزاري" إنه تقرر على أعلى المستويات في الدولة ضرورة التكفل
بـ"الحالة السورية في الجزائر" إلى حين عودتهم إلى بلادهم.
وقالت
السلطات الجزائرية إن من 12 ألف سوري الموجودين في الجزائر منذ يونيو الماضي، 3400
منهم فقط وضعيتهم قانونية، بمعنى أن لديهم حجز ذهاب وإياب كما يمتلكون بطاقة إيواء.
وأوضحت
الحكومة أنها تسامحت مع باقي الحالات غير القانونية باسم "التضامن العربي
دوماً"، ومن أجل تيسير ظروف الفارين وعدم ملاحقتهم قانونياً في المحاكم
وتمكينهم من قضاء أيام بسلام في الجزائر وصيام رمضان بين عائلاتهم الموجودة في
الجزائر.
لكن أرقاماً
غير رسمية تشير إلى وجود زهاء 25 ألف سوري في الجزائر كلها.
ويعمل
"التحالف الوزاري" على توفير الملبس والمأكل والمشرب والمأوى اللائقين
بالسوريين إلى حين مغادرتهم البلاد.
رد الجميل
السوري
وفي سياق
متصل، انتقد زعيم جبهة العدالة والتنمية الإسلامي، الشيخ جاب الله، الموقف الرسمي للحكومة
الجزائرية من الأزمة السورية، داعياً السلطات إلى التكفل بالسوريين الذين دخلوا
الجزائر مؤخراً.
وفي
التفاصيل، اقترح الشيخ جاب الله تخصيص جزء يسير من ميزانية خمسينية الاستقلال
لفائدة هؤلاء، وعدم صرف تلك المبالغ المالية الضخمة في أمور لا تعود بأي فائدة على
البلد.
وكانت حركة
النهضة الإسلامية، الحزب الإسلامي الآخر، قد دعت من قبل السلطات إلى التكفل
بالسوريين بـ"الصورة التي تليق بحجم الجزائر "بما تدين به للشعب السوري
من وقفة تاريخية".
وحرص أئمة
المساجد منذ مدة غير قصيرة في خطب الجمعة، على الدعاء بالفرج للشعب السوري، كما
يحثون المصلين على مساعدة المحتاجين من الإخوة السوريين وحفظ كرامتهم.
هبة تضامنية
شعبية
وخلال الشهر
الفضيل، هبّ الجزائريون في الجزائر العاصمة ومدن عديدة لنصرة إخوانهم السوريين اللاجئين،
حيث وفّروا لهم مساكن وأماكن للإقامة، سواء في بيوتهم أو فيما يعرف في الجزائر
بـ"بيوت الرحمة" أو "عابر السبيل".
وتغصّ ساحة
"السكوار" الشهيرة في قلب العاصمة الجزائر بعشرات العائلات السورية التي
تؤمها قبيل الإفطار وتبقى فيها إلى ساعات الليل الأولى.
ويسارع
المحسنون الجزائريون إلى تقديم وجبات الإفطار إلى اللاجئين السوريين، ويقولون إنه
"أقل ما يمكن أن يقدموه لشعب ساندهم في ثورة التحرير وآوى قبل ذلك المجاهد
الأمير عبدالقادر".