دمشق غرامي
أَحِنُّ إليها .. وأَبْكي عليها .. = وأَشْكُو هواها بآهاتِ صَبِّ
وفي مقلتيَها يذوبُ فؤادي = وتحكي دموعي حكاياتِ حُبي
دمشقُ غرامي .. وفيها هُيامي .. = وأحْسَبُها من شرايينِ قلبي
هَرِمْنا .. مرِضْنا .. ومِتنا انتظاراً = لذاك التصَابي وذاك التَّسَبّي
وعِشْنا بحُلْمٍ لذيذٍ زماناً = مَدَدْنا أفانينَه فوقَ سُحْبِ
كأنّا خُلِقْنا لتلك الأماني = وضَربٌ من العيبِ ألاّ نُلبّي
دمشقُ .. عِيَالكِ ضاعوا بعيداً = وهاموا زماناً بشرقٍ وغَرْبِ
وماعَقَّ فيهم صغيرٌ تخلّى = ولا جاءَ فيهم كبيرٌ بعَيبِ
ولكنْ ضَحايا ، هُمُ .. صدّقيني = قَضَوا عُمرهمْ بين خَطْبٍ ورُعْبِ
قضَوا عمرهمْ يرقُبون التّلاقي = وشَابوُا وماخالطوكِ بشيبِ
بدونكِ أمي .. ضَللْنا وتُهنا = فَقَدنا حَنانكِ من دون ذنبِ
وكم مزّقتْنا حكايا الرّوابي = وعصفورةِ النّهرِ تلهو بعُشبِ
هنالكَ زهرُ البنفسجِ غنّى = وتلك الينابيعُ تجري بتُربِ
حفظنا أسامي الزهورِ نصوصاً = قرأنا تفاصيلها بين كُتْبِ
شَمَمْنا - برغمِ البِعادِ - شَذاها = رأينا الرُّبى ترتوي دونَ حُجْبِ
نُؤَمِّل يوماً قريباً سيأتي = وهاهوَ آتٍ على كل دربِ
أضاءَ لنا باليقينِ دُعانا = فأشرقَ في كُلِّ قلبٍ ولُبِّ
دمشقُ .. سقِمتُ بوجدي وحبّي = ولم أستفدْ من طبيبٍ وطبِّ
حنانيكِ ، إنّيَ طفلٌ غريقٌ = فمُدّي يدَيكِ لتمسكَ ثوبي
وضُمي صغيركِ يا أمَّ موسى = فقد عاد طفلكِ من بعدِ غُرْبِ
دمشقُ .. أحبكِ .. يا سِرَّ عمري = وسِرَّ نضالٍ .. وثورةِ شعبِ
وقد يرتوي الحبُّ أنّى التقينا = وقد يكتوي القلبُ من دون حبَّ
فهل يسمحُ الدهرُ يوماً بوصلٍ = بروضٍ فسيحِ المسافاتِ رحبِ
وهل يستفيقُ الزمانُ علينا = بلحنٍ جميلِ النهاياتِ عَذْبِ
دمشق خذيني .. فهذي حروفي = وهذا مِدادي أضاءَ كشُهْبِ
عشقتُ الحياة لأجلكِ إني = أموتُ ببُعدٍ وأحيا بقربِ
عائشة ديب
14.11.2012