بين نظام سوري اختزل نفسه في "آلة القتل" ونظام ايراني اختزل نفسه مع "حزب
الله" في "آلة للاغتيالات" على المستوى اللبناني الداخلي، لا بد أنه العقل
الشرير ذاته الذي يحرك الآلتين. فالرئيس السوري يقول انه يريد ان يعيش
ويموت في سوريا، لكنه يريد للسوريين ان يموتوا فحسب، ولعله في ردّه على
العرض البريطاني بإيجاد مخرج آمن له أراد ان يقول "فشرتم"، مستبقاً
الـ"فشروا" التي رماها الأمين العام لـ"حزب الله" في وجه من يريدون قطع
ظفره، أي سلاحه. على ان لغة الاثنين تتشابه في احتقار الدم والارواح، وفي
الحقد المريض على مواطنيهم.
الفارق بينهما أن بشار الأسد لا يزال لديه
ملاذ في كونه "صاحب الدولة" ويستخدمه لتصنيف خصومه بأنهم "ارهابيون". أما
حسن نصرالله فيفتقد هذه الحجة لأسباب معروفة بعدما أصبح حزبه مشكلة للبنان
ومصدر عدم الاستقرار وكل المخاطر المستقبلية، وها هو يستهزئ مرة أخرى
بالحوار وبالانتخابات في غطرسة هي هروب الى أمام أكثر مما هي ثقة بالنفس.
فالسلاح قد يكون العنصر الاول والأخير للتعامل مع العدو، لكنه يفسد التعايش
في المجتمع إذا استخدم في الداخل. ويريد الأسد، مثل نصرالله، اي حوار
"وطني" يحافظ للاول على القدرة على القتل، وللثاني على القدرة على
الاغتيال. اما العدو الاسرائيلي فيحاول الأسد الآن اقحامه لعله ينقذه، فيما
يقوم نصرالله باستفزاز العدو بالمقدار الذي تطلبه طهران في سعيها الى
استدراج تفاوض وصفقة مع واشنطن.
كلاهما، الأسد ونصرالله، لا يسعيان الى
مصالحة داخلية بل الى تسوية تكرّس وضع فائض القوة الذي يمثلانه في البلدين.
ففي المصالحة قيود وواجبات يقتضيها احترام الآخر وحقوقه وعدم التعرض له
بالقتل والتصفية الجسدية. كلاهما لا يحترمان سوى العدو الاسرائيلي، لأنه
يشكّل خطراً كلياً عليهما ولا يشكلان سوى خطر جزئي عليه. والواقع انهما
يستمدان القوة منه للاستقواء على شعبيهما لا لمقارعته لانتزاع الحقوق
العربية او الفلسطينية. لكنهما انتهيا الى وضع الشعبين في موقف بائس بين
عدوين، أولهما خارجي والآخر داخلي.
بين الأفكار المطروحة لانهاء الحرب
في سوريا اقتراح لـ"طائف سوري" على غرار "الطائف" اللبناني عام 1989. وقد
أظهر نظام دمشق جلياً أن ثمن تغييره ليس أقل من عشرات آلاف القتلى وتدمير
المدن ومقوّمات الاقتصاد، ومع ذلك لا يزال يحلم بـ"حل سياسي". في لبنان
يريد نظام ايران – "حزب الله" ما يسميه وليد جنبلاط "طائفاً جديداً"
كـ"ثمن" لسلاح "حزب الله". لكن الطائف كان وفاقاً وتوافقاً على نزع السلاح،
ولم يلحظ وضعاً خاصاً إلا لـ"المقاومة" ضد العدو. أما مشكلة تحوّل
المقاومة الى ميليشيا فلا تستحق اعادة النظر في صيغة الحكم والتعايش. هذا
عبث لا يمكن أن يؤدي الى أي وفاق
الله" في "آلة للاغتيالات" على المستوى اللبناني الداخلي، لا بد أنه العقل
الشرير ذاته الذي يحرك الآلتين. فالرئيس السوري يقول انه يريد ان يعيش
ويموت في سوريا، لكنه يريد للسوريين ان يموتوا فحسب، ولعله في ردّه على
العرض البريطاني بإيجاد مخرج آمن له أراد ان يقول "فشرتم"، مستبقاً
الـ"فشروا" التي رماها الأمين العام لـ"حزب الله" في وجه من يريدون قطع
ظفره، أي سلاحه. على ان لغة الاثنين تتشابه في احتقار الدم والارواح، وفي
الحقد المريض على مواطنيهم.
الفارق بينهما أن بشار الأسد لا يزال لديه
ملاذ في كونه "صاحب الدولة" ويستخدمه لتصنيف خصومه بأنهم "ارهابيون". أما
حسن نصرالله فيفتقد هذه الحجة لأسباب معروفة بعدما أصبح حزبه مشكلة للبنان
ومصدر عدم الاستقرار وكل المخاطر المستقبلية، وها هو يستهزئ مرة أخرى
بالحوار وبالانتخابات في غطرسة هي هروب الى أمام أكثر مما هي ثقة بالنفس.
فالسلاح قد يكون العنصر الاول والأخير للتعامل مع العدو، لكنه يفسد التعايش
في المجتمع إذا استخدم في الداخل. ويريد الأسد، مثل نصرالله، اي حوار
"وطني" يحافظ للاول على القدرة على القتل، وللثاني على القدرة على
الاغتيال. اما العدو الاسرائيلي فيحاول الأسد الآن اقحامه لعله ينقذه، فيما
يقوم نصرالله باستفزاز العدو بالمقدار الذي تطلبه طهران في سعيها الى
استدراج تفاوض وصفقة مع واشنطن.
كلاهما، الأسد ونصرالله، لا يسعيان الى
مصالحة داخلية بل الى تسوية تكرّس وضع فائض القوة الذي يمثلانه في البلدين.
ففي المصالحة قيود وواجبات يقتضيها احترام الآخر وحقوقه وعدم التعرض له
بالقتل والتصفية الجسدية. كلاهما لا يحترمان سوى العدو الاسرائيلي، لأنه
يشكّل خطراً كلياً عليهما ولا يشكلان سوى خطر جزئي عليه. والواقع انهما
يستمدان القوة منه للاستقواء على شعبيهما لا لمقارعته لانتزاع الحقوق
العربية او الفلسطينية. لكنهما انتهيا الى وضع الشعبين في موقف بائس بين
عدوين، أولهما خارجي والآخر داخلي.
بين الأفكار المطروحة لانهاء الحرب
في سوريا اقتراح لـ"طائف سوري" على غرار "الطائف" اللبناني عام 1989. وقد
أظهر نظام دمشق جلياً أن ثمن تغييره ليس أقل من عشرات آلاف القتلى وتدمير
المدن ومقوّمات الاقتصاد، ومع ذلك لا يزال يحلم بـ"حل سياسي". في لبنان
يريد نظام ايران – "حزب الله" ما يسميه وليد جنبلاط "طائفاً جديداً"
كـ"ثمن" لسلاح "حزب الله". لكن الطائف كان وفاقاً وتوافقاً على نزع السلاح،
ولم يلحظ وضعاً خاصاً إلا لـ"المقاومة" ضد العدو. أما مشكلة تحوّل
المقاومة الى ميليشيا فلا تستحق اعادة النظر في صيغة الحكم والتعايش. هذا
عبث لا يمكن أن يؤدي الى أي وفاق