هل فرض النظام علينا أن نعيش أزمة ثقة فيما بيننا .؟؟؟
بقلم : أبو ياسر السوري
هذا السؤال يراودني منذ زمن بعيد ..؟ فمما هو معلوم بالمشاهدة ، أن السوريين في داخل سوريا وخارجها ميالون إلى العزلة ، والنأي بالنفس عن الآخرين .. ولا يختلف الحال بالنسبة للسوريين المغتربين في أرض الله الواسعة ، فكل منهم يحاول أن يتقوقع على ذاته ، ويبتعد عن السوريين الذين يعيشون معه في مغتربه ..!! وكل منهم يفضل العيش في الظل ، ويختار البعد عن الناس طالما أنه يحقق له راحة البال والسلامة ... وهذان الحالان جربتهما بنفسي ، في الداخل والخارج .. أما في الداخل ، فلم تكن لي علاقة إلا مع نفر تربطني بهم صداقة منذ عشرات السنين ، وهؤلاء يعدون على أصابع اليد الواحدة .. وأما في الخارج فقد قدر لي أن أغترب للعمل خارج سوريا ، فكان لي اصدقاء مصريون وأردنيون وفلسطينيون ويمنيون .. ولم يكن لي أي صديق سوري يمكن أن أفتح له قلبي ، وأتحدث إليه بما في نفسي ..
كان من مقدور جهاز الاستخبارات إقناع الناس بأنه يعلم عن السوريين كل شاردة وواردة .. وأنه لا تخفى عليه خافية .. وأنه لا يمكن أن يهمس أحد بكلمة ضد النظام إلا وتصل إلى مقرها ومستودعها ..!! لذلك كان الخوف كبيرا من الوقوع في ورطة لا مخرج منها .. فقد علم الناس أن الموقوف سياسيا بحكم الميت كلينيكيا .. فلا هو حي فيرجى ، ولا ميت فينسى .. لذلك كان السوري يؤثر البعد عن الناس طلبا للسلامة مما يمكن أن يجيء منهم من شرور .
ومع ذلك ، لم يكن السوري بمأمن من الاعتقال ، والترويع ، والتحقيق ، وربما التعذيب .. ثم يخلى سبيله ، فلا يعرف لماذا قبض عليه ؟ ولا لماذا أخلي سبيله .؟ بل لا يعرف هل خرج لأنه بريء من أي تهمة ؟ أم خرج مؤقتا ويمكن أن يزج في السجن من جديد .؟
حدث أن اعتقلت من الحدود أثناء عودتي إلى سوريا ، فكان قريبا مني رجل بدوي في الخامسة والسبعين من عمره . قال لي : إنه من سكان البادية ، وبيته خيمة من الشعر ، وهو مع أغنامه بعيد عن الناس جميعا .. فمر به ثلاثة شباب ، فرحب بهم وسقاهم الحليب ، وقدم لهم الخبز ، فأكلوا وشربوا ثم مضوا لسبيلهم .. وفي اليوم التالي جاء رجال الأمن السوري فسألوه هل رأيت ثلاثة رجال مروا من هنا ؟ قال : نعم ، وقد غديتهم حليبا وخبزا ، ومضوا .. قالوا : إلى أين مضوا .؟ قال : لا أدري ، فإنهم لم يخبروني ولم أسألهم .. فقبضوا عليه وأدوعوه في السجن سبعة أشهر ، وقد خرجت بعد شهر والرجل مقيم في المعتقل ينتظر الإفراج عنه ، لأنه موقوف من دون ذنب ولا خطيئة ..
إن جو الرعب الذي فرضه النظام على السوريين ، رسخ لديهم حالة من الشك والخوف من الآخر ..!؟ فما زلنا نعيش حالة الشك والريبة من بعضنا عقودا عديدة ، حتى صارت خلقا ملازما لنا على مر الأيام .. فإذا رأينا شخصاً لا يتكلم في السياسة ، قلنا : هذا يشتري ولا يبيع ، وهو في الغالب متعاون مع المخابرات .. وإذا كان ثرثاراً يطلق للسانه العنان في السياسة ، قلنا : هذا يريد أن يزحلقنا بكلمة ، لينقلها إلى أسياده ، ويوقعنا في ورطة ..
وأستطيع القول بكل تأكيد ، أننا وحتى بعد الثورة ، ما زالت تلازمنا هذه العقدة ، عقدة الخوف من المخابرات .. مما أخر قضية الحسم ، وأطال عمر النظام أكثر من اللازم .. إنني أكاد أجزم أن 75% من الشعب يرزح تحت تأثير الخوف من الآخر .. ولولا ذلك لما شككنا في بعضنا .. فالذي يخالفنا الرأي ، ويتحدث بطريقة لا تروق لنا ، قد نتهمه بأنه عميل للنظام ، ومدسوس على الثورة .. والذي يبالغ في شتم النظام نقول عنه إنه يتستر بهذه الشتائم ، ولا يستبعد أن يكون مخبرا لعصابة بشار الأسد .. وحتى المخلص منا يحتار كيف يصنع ليكسب ثقة إخوانه .!؟ فهو محل للريبة والشك في كل الأحوال ..!؟
ولو حاولنا تأصيل هذه المسألة شرعا ، لرأينا أننا مخطئون في هذا المسلك ، لأن المطلوب من المسلم أن يحسن الظن بالناس ، لأن الله تعالى يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) قال ابن عباس : نهى الله المؤمن أن يظن بأخيه المؤمن سوءا ..
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ) وعن ابن عمر قال : رأيت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول : ( ما أطيبك وأطيب ريحك !؟ ما أعظمك وأعظم حرمتك !؟ والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأنْ يظن به إلا خيرا ).
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا .
وأخرج البيهقي في الشعب عن سعيد بن المسيب قال : كتب إلي بعض إخواني من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ضع أمر أخيك على أحسنه ما لم يأتك ما يغلبك ولا تظنن بكلمة خرجت من امرى ء مسلم شرا وأنت تجد لها في الخير محملا )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم فإن كان له مخرج فخلوا سبيله فإن الإمام أن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة .
ومرة أخرى تعالوا ننظر في هذه القضية من زاوية الواقع ، ونطبقها على الحال التي نحن فيها اليوم .. فنحن نسيء الظن في كل من لم ينشق حتى الآن ، ولا نحاول أن نلتمس له عذرا ، وقد يكون معذورا فعلا ونحن لا ندري .. وكذلك نتعامل بسوء الظن مع كل من ينشق أيضا ، فنقول : إنه لما شعر أن السفينة تغرق سارع إلى القفز منها لئلا يغرق مع الغارقين .. وإذا انشق شخص مسؤول أو ضابط أو دبلوماسي ، رسمنا حول انشقاقه كل علامات التشكيك والاستفهام ، المبني على سوء الظن .. وهذه السياسة المزاجية ، حالت بيننا وبين الاستفادة من كثير من المنشقين ، الذين كانت لهم مكانة خطيرة في النظام قبل انشقاقهم عنه .. أذكر منهم على سبيل المثال :
1- نواف الفارس سفير سوريا بالعراق .
2- عبد اللطيف الدباغ السفير السوري لدى دولة الإمارات
العربية المتحدة .
3- لمياء الحريري زوجة الدباغ القائمة بأعمال السفارة
السورية بقبرص .
4- محمد حسام حافظ القنصل السوري في أرمينيا .
5- فاروق طه السفير السوري في روسيا البيضاء .
6- محمد تحسين الفقير الملحق العسكري بالسفارة السورية
في سلطنة عمان .
7- خالد الأيوبي القائم بالأعمال وهو أرفع دبلوماسي سوري
في لندن .
8- خالد الصالح نائب رئيس البعثة السورية في نيجيريا .
9- وزير الزراعة السوري أسعد مصطفى .
10- وأخيرا رئيس الوزراء رياض حجاب .. وغيرهم كثير ..
لم تستفد الثورة من انشقاقهم شروى نقير .
فهل كان موقف الثورة من هؤلاء المنشقين مما يخدم الثورة أم لا .؟ وهل تمكنا من استغلال انشقاقهم لصالح الثورة أم لا .؟ وهل ما أبديناه من تجاهل لهؤلاء المنشقين ، واستخفاف بانشقاقهم كان صوابا ، أم كان من الأخطاء الكثيرة التي نرتكبها ، ثم نزعم أننا فيها على صواب .؟
أنا لا أدعو لتسليم هؤلاء المنشقين قيادة الحراك الثوري ، وإنما أدعو إلى إشراكهم في عملية التغيير التي ننشدها .. كما أنني أدعو إلى إنصاف هؤلاء الإخوة الذين ضحوا بمناصبهم ، وعرضوا أنفسهم وأبناءهم وأسرهم للموت بسبب ما أقدموا عليه من انشقاق .. إن موقفنا بإقصائهم يجعلنا أشبه ما نكون بموقف النظام في ممارسة الإقصاء والتهميش .. فحبذا لو راجعنا أنفسنا في هذه القضية ، وفكرنا فيها بشكل مختلف ..
إن النظام حريص على القضاء على كل منشق ، وحريص على القضاء على كل أسرته معه . ولولا كون انشقاقهم مما يزعج النظام لما أضمر لهم كل هذا الحقد والعداء .. والتفكير السليم يقول : ما أغضب عدوك أرضاك . فلماذا لا نغضب النظام بإيواء هؤلاء الدبلوماسيين والسياسيين المنشقين .؟؟ لماذا لا نكيد العدو بكسب هؤلاء إلى صفنا .؟ لماذا لا نستعين بخبرتهم ومعرفتهم بمحاربة هذا النظام وهم أدرى بأسراره ومكامن ضعفه .؟
هذا رأي أطرحه للتداول وإبداء الرأي فيه ..؟ راجيا أن لا يساء فهمي من أجله . فما أريد بذلك إلا الخير للثورة أولا وآخرا .. ( رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ) .
بقلم : أبو ياسر السوري
هذا السؤال يراودني منذ زمن بعيد ..؟ فمما هو معلوم بالمشاهدة ، أن السوريين في داخل سوريا وخارجها ميالون إلى العزلة ، والنأي بالنفس عن الآخرين .. ولا يختلف الحال بالنسبة للسوريين المغتربين في أرض الله الواسعة ، فكل منهم يحاول أن يتقوقع على ذاته ، ويبتعد عن السوريين الذين يعيشون معه في مغتربه ..!! وكل منهم يفضل العيش في الظل ، ويختار البعد عن الناس طالما أنه يحقق له راحة البال والسلامة ... وهذان الحالان جربتهما بنفسي ، في الداخل والخارج .. أما في الداخل ، فلم تكن لي علاقة إلا مع نفر تربطني بهم صداقة منذ عشرات السنين ، وهؤلاء يعدون على أصابع اليد الواحدة .. وأما في الخارج فقد قدر لي أن أغترب للعمل خارج سوريا ، فكان لي اصدقاء مصريون وأردنيون وفلسطينيون ويمنيون .. ولم يكن لي أي صديق سوري يمكن أن أفتح له قلبي ، وأتحدث إليه بما في نفسي ..
كان من مقدور جهاز الاستخبارات إقناع الناس بأنه يعلم عن السوريين كل شاردة وواردة .. وأنه لا تخفى عليه خافية .. وأنه لا يمكن أن يهمس أحد بكلمة ضد النظام إلا وتصل إلى مقرها ومستودعها ..!! لذلك كان الخوف كبيرا من الوقوع في ورطة لا مخرج منها .. فقد علم الناس أن الموقوف سياسيا بحكم الميت كلينيكيا .. فلا هو حي فيرجى ، ولا ميت فينسى .. لذلك كان السوري يؤثر البعد عن الناس طلبا للسلامة مما يمكن أن يجيء منهم من شرور .
ومع ذلك ، لم يكن السوري بمأمن من الاعتقال ، والترويع ، والتحقيق ، وربما التعذيب .. ثم يخلى سبيله ، فلا يعرف لماذا قبض عليه ؟ ولا لماذا أخلي سبيله .؟ بل لا يعرف هل خرج لأنه بريء من أي تهمة ؟ أم خرج مؤقتا ويمكن أن يزج في السجن من جديد .؟
حدث أن اعتقلت من الحدود أثناء عودتي إلى سوريا ، فكان قريبا مني رجل بدوي في الخامسة والسبعين من عمره . قال لي : إنه من سكان البادية ، وبيته خيمة من الشعر ، وهو مع أغنامه بعيد عن الناس جميعا .. فمر به ثلاثة شباب ، فرحب بهم وسقاهم الحليب ، وقدم لهم الخبز ، فأكلوا وشربوا ثم مضوا لسبيلهم .. وفي اليوم التالي جاء رجال الأمن السوري فسألوه هل رأيت ثلاثة رجال مروا من هنا ؟ قال : نعم ، وقد غديتهم حليبا وخبزا ، ومضوا .. قالوا : إلى أين مضوا .؟ قال : لا أدري ، فإنهم لم يخبروني ولم أسألهم .. فقبضوا عليه وأدوعوه في السجن سبعة أشهر ، وقد خرجت بعد شهر والرجل مقيم في المعتقل ينتظر الإفراج عنه ، لأنه موقوف من دون ذنب ولا خطيئة ..
إن جو الرعب الذي فرضه النظام على السوريين ، رسخ لديهم حالة من الشك والخوف من الآخر ..!؟ فما زلنا نعيش حالة الشك والريبة من بعضنا عقودا عديدة ، حتى صارت خلقا ملازما لنا على مر الأيام .. فإذا رأينا شخصاً لا يتكلم في السياسة ، قلنا : هذا يشتري ولا يبيع ، وهو في الغالب متعاون مع المخابرات .. وإذا كان ثرثاراً يطلق للسانه العنان في السياسة ، قلنا : هذا يريد أن يزحلقنا بكلمة ، لينقلها إلى أسياده ، ويوقعنا في ورطة ..
وأستطيع القول بكل تأكيد ، أننا وحتى بعد الثورة ، ما زالت تلازمنا هذه العقدة ، عقدة الخوف من المخابرات .. مما أخر قضية الحسم ، وأطال عمر النظام أكثر من اللازم .. إنني أكاد أجزم أن 75% من الشعب يرزح تحت تأثير الخوف من الآخر .. ولولا ذلك لما شككنا في بعضنا .. فالذي يخالفنا الرأي ، ويتحدث بطريقة لا تروق لنا ، قد نتهمه بأنه عميل للنظام ، ومدسوس على الثورة .. والذي يبالغ في شتم النظام نقول عنه إنه يتستر بهذه الشتائم ، ولا يستبعد أن يكون مخبرا لعصابة بشار الأسد .. وحتى المخلص منا يحتار كيف يصنع ليكسب ثقة إخوانه .!؟ فهو محل للريبة والشك في كل الأحوال ..!؟
ولو حاولنا تأصيل هذه المسألة شرعا ، لرأينا أننا مخطئون في هذا المسلك ، لأن المطلوب من المسلم أن يحسن الظن بالناس ، لأن الله تعالى يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) قال ابن عباس : نهى الله المؤمن أن يظن بأخيه المؤمن سوءا ..
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ) وعن ابن عمر قال : رأيت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول : ( ما أطيبك وأطيب ريحك !؟ ما أعظمك وأعظم حرمتك !؟ والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأنْ يظن به إلا خيرا ).
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا .
وأخرج البيهقي في الشعب عن سعيد بن المسيب قال : كتب إلي بعض إخواني من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ضع أمر أخيك على أحسنه ما لم يأتك ما يغلبك ولا تظنن بكلمة خرجت من امرى ء مسلم شرا وأنت تجد لها في الخير محملا )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم فإن كان له مخرج فخلوا سبيله فإن الإمام أن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة .
ومرة أخرى تعالوا ننظر في هذه القضية من زاوية الواقع ، ونطبقها على الحال التي نحن فيها اليوم .. فنحن نسيء الظن في كل من لم ينشق حتى الآن ، ولا نحاول أن نلتمس له عذرا ، وقد يكون معذورا فعلا ونحن لا ندري .. وكذلك نتعامل بسوء الظن مع كل من ينشق أيضا ، فنقول : إنه لما شعر أن السفينة تغرق سارع إلى القفز منها لئلا يغرق مع الغارقين .. وإذا انشق شخص مسؤول أو ضابط أو دبلوماسي ، رسمنا حول انشقاقه كل علامات التشكيك والاستفهام ، المبني على سوء الظن .. وهذه السياسة المزاجية ، حالت بيننا وبين الاستفادة من كثير من المنشقين ، الذين كانت لهم مكانة خطيرة في النظام قبل انشقاقهم عنه .. أذكر منهم على سبيل المثال :
1- نواف الفارس سفير سوريا بالعراق .
2- عبد اللطيف الدباغ السفير السوري لدى دولة الإمارات
العربية المتحدة .
3- لمياء الحريري زوجة الدباغ القائمة بأعمال السفارة
السورية بقبرص .
4- محمد حسام حافظ القنصل السوري في أرمينيا .
5- فاروق طه السفير السوري في روسيا البيضاء .
6- محمد تحسين الفقير الملحق العسكري بالسفارة السورية
في سلطنة عمان .
7- خالد الأيوبي القائم بالأعمال وهو أرفع دبلوماسي سوري
في لندن .
8- خالد الصالح نائب رئيس البعثة السورية في نيجيريا .
9- وزير الزراعة السوري أسعد مصطفى .
10- وأخيرا رئيس الوزراء رياض حجاب .. وغيرهم كثير ..
لم تستفد الثورة من انشقاقهم شروى نقير .
فهل كان موقف الثورة من هؤلاء المنشقين مما يخدم الثورة أم لا .؟ وهل تمكنا من استغلال انشقاقهم لصالح الثورة أم لا .؟ وهل ما أبديناه من تجاهل لهؤلاء المنشقين ، واستخفاف بانشقاقهم كان صوابا ، أم كان من الأخطاء الكثيرة التي نرتكبها ، ثم نزعم أننا فيها على صواب .؟
أنا لا أدعو لتسليم هؤلاء المنشقين قيادة الحراك الثوري ، وإنما أدعو إلى إشراكهم في عملية التغيير التي ننشدها .. كما أنني أدعو إلى إنصاف هؤلاء الإخوة الذين ضحوا بمناصبهم ، وعرضوا أنفسهم وأبناءهم وأسرهم للموت بسبب ما أقدموا عليه من انشقاق .. إن موقفنا بإقصائهم يجعلنا أشبه ما نكون بموقف النظام في ممارسة الإقصاء والتهميش .. فحبذا لو راجعنا أنفسنا في هذه القضية ، وفكرنا فيها بشكل مختلف ..
إن النظام حريص على القضاء على كل منشق ، وحريص على القضاء على كل أسرته معه . ولولا كون انشقاقهم مما يزعج النظام لما أضمر لهم كل هذا الحقد والعداء .. والتفكير السليم يقول : ما أغضب عدوك أرضاك . فلماذا لا نغضب النظام بإيواء هؤلاء الدبلوماسيين والسياسيين المنشقين .؟؟ لماذا لا نكيد العدو بكسب هؤلاء إلى صفنا .؟ لماذا لا نستعين بخبرتهم ومعرفتهم بمحاربة هذا النظام وهم أدرى بأسراره ومكامن ضعفه .؟
هذا رأي أطرحه للتداول وإبداء الرأي فيه ..؟ راجيا أن لا يساء فهمي من أجله . فما أريد بذلك إلا الخير للثورة أولا وآخرا .. ( رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ) .