مجزرة داريا أسوأ وأبشع المجازر في تاريخ البشر :
من 23 – 25 من الشهر الثامن 2012
بقلم : أبو ياسر السوري
لئلا ننسى مآسينا .. لئلا ننسى الظلم الذي وقع على أهلينا .. لئلا نرحم غدا من لم يرحمنا اليوم .. لئلا يلومنا أحد إن شتمنا العالم كله ، لأنه لا يضع حدا لما يقع علينا من ظلم وهمجية وإجرام .. لئلا يكلفنا أحد بمحو هذه الحادثة من تفكيرنا .. أذكر لكم خبر مجزرة داريا .. داريا الشهيدة .. داريا القتيلة .. داريا المستباحة .. داريا التي قتلت مرتين .. مرة بالاقتحام والإبادة .. ومرة بالتعتيم الإعلامي المريب ... في محاولة لستر جرائم عصابة الأسد ، عصابة القتل والإجرام ... من 23 – 25 من الشهر الثامن 2012
بقلم : أبو ياسر السوري
داريا يا سادة :
بلدة من ريف دمشق يبلغ عدد سكانها – 155.000 بحسب إحصاء 2007 وهي قريبة من حي المزة وحي معضمية الشام ، تقع غرب العاصمة على مسافة 8 كيلو متر منها . وتعتبر داريا أكبر بلدات الغوطة الغربية ..
تشكل داريا بؤرة ثورية خطرة على النظام ، لقربها من منطقة القصر الجمهوري بالمزة . ونظرا لكون داريا من أوائل البلدات التي انخرطت في الحراك الثوري السلمي ، فهذا ما أثار عليها حفيظة النظام المجرم ، وهذا ما تسبب لها بهذه المجزرة التي لم يعرف التاريخ لها مثيلا في الوحشية والهمجية والبشاعة والإجرام ...
اشترك في تنفيذ هذه المجزرة كل من الفرقة الرابعة ، وقسم من الفرقة السابعة ، والفرقة العاشرة ، والحرس الجمهوري ، وأمن القوى الجوية ، وفرق عدنان الأسد اللجان الدرزية ، وأكثر من 1000 شبيح من الباسيج الإيراني ... كل هؤلاء اشترك في تنفيذ هذه المجزرة ، وكلٌّ مارس القتل على طريقته الخاصة . وكان تنفيذ المجزرة على الخطوات التالية :
1 – حوصرت داريا من كافة جهاتها ، ومنع أهل داريا من الخروج من بلدتهم ، ومنع عنهم وصول الغذاء ، وقطعت عنهم الكهرباء والماء .
2 – بدأ قصف البلدة بالمدافع والدبابات والهواون من كافة العيارات مع راجمات الصواريخ ، مع الرشاشات الكبيرة من طائرات الهيلوكبتر ، وبعض براميل الـ ( تي . إن . تي ) . واستمر ذلك خلال يومي الخميس والجمعة 23 و 24 من الشهر الثامن 2012 ... لقد طال القصف كل شيء ، فهدم المنازل على رؤوس المدنيين العزل ، ولم يسلم من القصف لا منزل ولا مسجد ولا مدرسة ولا شارع ولا زقاق ولا حديقة عامة .. لقد عم القصف كل بقعة في البلدة .. فجرت الدماء أنهاراً من كل جهة .. وتعالت أصوات البكاء ، وضجت البلدة بالتكبير ، أطفال يبكون ، ونساء يبكين ، ونيران تشب في المنازل ، فيضطر أهلها إلى الخروج من مخابئهم ، ليتلقاهم الموت في الشارع ... لقد تناثرت الأشلاء هنا وهناك ، فهنا رجل وهناك يد .. وهناك جثث قطع رأسها وبقيت جسدا بدون رؤوس ... يومان من القصف المتواصل ليل نهار ... ومن حدثته نفسه بالهرب من جحيم الموت في داخل البلدة ، تلقاه الجيش الأسدي المرابط على أطراف البلدة ، فذبح الفارين ذبحا بالسكاكين ، ولم يرحم طفلا ولا امرأة ولا شيخا ولا مريضا ...
3 – مضى يومان على هذا القصف الفظيع ، ولم يبق أي صوت للمقاومة ، فقد استشهد كل من كان هنالك من الجيش الحر ، أو نفذت ذخائرهم .. وهنا بدأت الوحدات التي كانت تحاصر البلدة باقتحام بلدة داريا ... اقتحمت داريا الجريحة ، وانتشرت جنود الأسد في كل مكان ، تقتل ، تذبح ، تبقر البطون ، تقطع الأيدي ، تفقأ العيون ، تتسلى باغتصاب النساء .. بل بلغت القحة بهم ، أنهم أمروا النسوة بنزع ثيابهن ، حتى برزن عاريات تماما ، ثم ساقوهم عرايا في شوارع البلدة ... كانوا يقتل الأطفال على مرأى من أمهاتهم ، ويغتصبون الفتاة أمام أبويها ... حتى الملاجئ لم تسلم من هؤلاء الوحوش ، فقد اقتحمت وأخرج من فيها ، وتم إعدامهم ميدانيا في الشارع ... حتى مسجد أبو سليمان الداراني كان فيه 300 طفل وامرأة وشيخ كبير ، أخرجوا من المسجد ، وذبحوا ذبحا بسكاكين الباسيج الإيراني ... فهؤلاء اختصاصيون في الذبح بالسكاكين ...
4 – لقد أبيدت في هذه المجزرة عائلات بأكملها ، فعلى سبيل المثال ، قتل من عائلة ( الخشيني ) أكثر من 75 شخص ، كما قتل من عائلة ( السقا) أكثر من 120 إنسان ...
5 – أما البيوت والمحلات التجارية والأسواق العامة ، فقد نهبت جميعها ، ثم أحرقت عن آخرها ... وكذلك أحرقوا كل المشافي والصيدليات والمساجد والمدارس ... ولم يسلم منهم شيء لا إنسان ولا شجر ولا حجر ...
6 – وإمعانا في الجريمة ، فقد بقيت البلدة محاصرة بعد الاجتياح لعدة أيام ، وقد قطعت عنها الماء والكهرباء والاتصالات ، ومنع الناس من إسعاف جرحاهم ، ودفن موتاهم ، حتى مات كل الجرحى نزفا بجراحهم ، وحى مات من مات خنقاً تحت ركام الهدم ، وحتى أكلت القطط والكلاب بعض أجساد الضحايا .
7 - لقد بلغت حصيلة المجزرة ى 2080 شهيدا ، أمكن التعرف على 1800 منهم ، أما الباقون وهم 280 شهيدا فقد تم حرقهم بعد قتلهم ، فلم يمكن التعرف عليهم . وقد كان من بين هؤلاء القتلى 500 طفل وامرأة ... أما الجرحى فقد زاد عددهم على 4000 إنسان ...
8 – بالمناسبة ، لقد حدث هذا كله ، والأقمار الفضائية الغربية والشرقية ، تصور ما يجري تصويرا حيا ، ومع ذلك كان هنالك تعتيم كامل على هذه المجزرة ، لم تذكرها وسائل الإعلام إلا بصورة عابرة ، وكأن أمرا عاديا قد حدث ... فالمجتمع الدولي كله متواطئ مع هذا الخنزير بشار الأسد .. وحتى العرب كلهم متواطئ معه ، وكلهم ساكت عن جرائمه ، والسكوت في هذه الحالة إقرار ..
قارن بين هذه الحادثة المروعة ، وبين موقف كل وسائل الإعلام الدولية ، من مقتل شبيح يحمل السلاح ، ويقوم بالقتال والاغتصاب والسلب والنهب ... لقد استنكر العالم أن يقتل شبيح أسدي مجرم ، ولم يستنكروا أن يقتل آلاف المواطنين الأبرياء ذبحا بالسكاكين على أيدي شبيحة الباسيج الإيراني ...
مع الأخذ بعين الاعتبار ، أن مجزرة داريا ، ليست الأولى ولا الأخيرة من مجازر النظام ... فهذا النظام المجرم يرتكب كل يوم مجزرة ، وكل مجزرة تنسيك بشاعة التي قبلها ... والعالم المجرم ساكت على الأسد ، بل مؤيد له في مسعاه .. فتبا لهذا العالم ما أشد إجرامه .!!؟؟ وتبا لحقوق الإنسان .!! وتبا لمجلس الأمن .!! وتبا لهذه الإنسانية التي تجردت من إنسانيتها ... يا ناس بأي منطق يجيز العالم أن يباد 24 مليون من الشعب السوري ، من أجل الحفاظ على حاكم مستبد .. أين دعاوى الحرية .؟؟ أين دعاوى حقوق الإنسان .؟؟ أين منظمات الرفق بالحيوان .؟
لقد سقطت كل الأقنعة ، وتعرى العالم ، وكشف عن وجهه القبيح .. فإن من يناصر المجرم مجرم ، ومن يسكت عن الظالم ظالم .. ألا لعنة الله على الظالمين .
وفي الختام ، لا أستثني باللعن كافة الأنظمة العربية من أقصاها إلى أقصاها ، فكلهم ساكت عن النطق بالحق ، والساكت عن الحق شيطان أخرس ... سيلعنكم التاريخ أيها الأوغاد .. فلولا سكوتكم عما يجري لما سكت الغرب ، ولولا موقف جامعتكم الخائنة لما خذلتنا منظمات الأمم المتحدة ، فأنتم أيها الأوغاد ، أنتم سبب كل ما حل بنا من بلاء ، ولن ننسى لكم هذه الوقفة الخيانية ، فعليكم من الله ما تستحقون . وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .