استياء #إيراني من انتقال #حماس إلى "موقع إقليمي جديد"
بقلم: علي الأمين - كاتب من لبنان
بعد "العرفاتي"، نسبة إلى الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، صارت "الحمساوي"، نسبة إلى حركة "حماس"، تهمة تودي بصاحبها إلى التهلكة في "سورية الأسد". فبعد إغلاق حركة حماس مكاتبها في سورية، أغلق قبل يومين النظام السوري منزل رئيس مكتب الحركة السياسي خالد مشعل بالشمع الأحمر، وهي خطوة تطوي آخر ملفات العلاقة بين النظام السوري والحركة. هذا بعدما غادرت، بالتدريج، قيادات الحركة، كلها، دمشق خلال العام الفائت.
"الحمساوي" اليوم بات مغضوبا عليه. فهو الخائن، في قاموس الممانعة السوري على الأقل، وملاحقا من نظامها. والحركة ملاحقة واعتقالات أفرادها موكل تنفيذها في المخيمات الفلسطينية في سورية إلى "القيادة العامة" بقيادة احمد جبريل. كما كانت حال "العرفاتي" في العقود السابقة في سورية.
وتؤكد مصادر فلسطينية قريبة من الحركة أن العديد من الفلسطينيين تم قتلهم أخيرا واعتقال بعضهم بتهمة الانتماء إلى هذا التنظيم.
شعرة معاوية قطعت نهائيا بين "سورية الأسد" و"حماس" يوم وضع أمير قطر رجليه على أرض غزّة. فإغلاق منزل مشعل في دمشق وازدياد منسوب نقمة النظام السوري على حماس كانا الرد على ما أنجزه التنسيق المصري – القطري في غزة، وهو استعادة ما تبقى من "حماس الممانعة" إلى حماس "الإخوان المسلمون".
وهي خطوة تستبطن إنهاء النفوذ الإيراني في غزة ومحاصرته، وإدراج قطاع غزة تحت المظلة السياسية والأمنية المصرية. فيما ترجح أوساط فلسطينية أن تكون الرسالة السورية حاملة رسالة إيرانية بالدرجة الأولى تعبر عن ضيق واستياء من خطوات [url=http://www.syrianarmyfree.com/vb/showthread.php?t=22556]انتقال [/url]"حماس" المستمر من دون توقف إلى موقع [url=http://www.syrianarmyfree.com/vb/showthread.php?t=22556]إقليمي [/url]"لا يتلاءم بل يتعارض مع المصالح الإيرانية على الساحة الفلسطينية".
على أن ما يجري في غزّة، مصريًا، لا يُختصر في جهد قيادة "الإخوان المسلمين" في مصر لتطهير "حماس" من مفاصل النفوذ الإيراني، بعد السوري، بل ينطوي على محاولات مصرية جادة لتعويض ما أهدرته سياسات حسني مبارك من وزن مصر الخارجي، وغزة في المقدمة.
ويشير مصدر دبلوماسي مصري إلى أن سياسة مصر الخارجية هي سياسة دولة، تنطلق من أنّ "أمن مصر القومي يبدأ من خارجها"، مشيرا إلى توجه جديد في السياسة الخارجية يهدف إلى استعادة مصر دورها وبناء نفوذها التاريخي في محيطها الإفريقي والعربي والإسلامي. ويفصح أن القاهرة لا يمكن أن تدير ظهرها لغزة كما فعل النظام السابق، لأن، غزة، من صلب الأمن القومي المصري.
* نشاط "ممانع" تعويضي تشهده مخيمات سورية ولبنان بوتيرة متنامية:
[url=http://www.syrianarmyfree.com/vb/showthread.php?t=22556]انتقال [/url]حماس الكامل إلى حضنها الإخواني هو نهاية مرحلة في خط حركة حماس، كانت خلالها إيران وسورية حاضنتين ومقررتين طيلة عقد ونصف العقد لمسارها السياسي الإقليمي، وهي نهاية أطلقت ظاهرة استقطاب وتمترس جديدة في المخيمات الفلسطينية في سورية بدرجة حادة، وبدأت ملامحها تظهر بدرجة أقل في المخيمات اللبنانية.
ففي سورية، يبرز الاستقطاب من جهة "القيادة العامة" وحركة "فتح الانتفاضة" وبعض الوجوه الفلسطينية الاقتصادية والقومية القريبة من النظام السوري، في مقابل بروز التنسيقيات داخل المخيمات الفلسطينية المنخرطة بالثورة السورية. وهو استقطاب مرشح لأن يجعل المخيمات الفلسطينية ساحة مواجهة متصاعدة ومسرحًا لتصفيات متبادلة.
من هنا تؤكد مصادر فلسطينية في بيروت أن ما يمكن أن تقوم به "القيادة العامة" في سورية لا يمكن أن تحققه في لبنان، بسبب الأوضاع الاجتماعية داخل المخيمات النابذة لها، وهذا ما يفسر هامشيتها داخل المخيمات اللبنانية حد الغياب التام، واقتصاره على بعض القواعد العسكرية في البقاع والناعمة.
ثمة نشاط آخر وتعويضي ضمن حدود تشهده المخيمات الفلسطينية، يقوده حزب الله باسم المقاومة، وهو نشاط متنام وغير مسبوق في علاقة الحزب بالمخيمات الفلسطينية.
وتلفت هذه المصادر إلى أن هذا النشاط، المشروع في المبدأ، ينطوي على بعد مقلق بسبب هشاشة الأوضاع الأمنية داخل المخيمات، وقابليتها لأن تتحول إلى مسرح لتصفية الحسابات اللبنانية – اللبنانية، واللبنانية – الفلسطينية، والفلسطينية – الفلسطينية.