صحيفة القدس
انتهى المنظر الريفي الخلاب. هضبة الجولان كفت عن أن تكون الجبهة الاكثر هدوءا حيال دولة اسرائيل.
تقويم الوضع في اسرائيل يقول انه طالما يكافح الرئيس الاسد في سبيل نظام حكمه، وربما في سبيل حياته، فان هضبة الجولان لن تنزل عن العناوين الرئيسية. فالسوريون سيدفعون الفلسطينيين نحو نقاط الاحتكاك مع الجيش الاسرائيلي على طول الحدود في محاولة لاشعال النار على نحو دائم بحيث تصرف الانتباه الداخلي والعالمي عن الازمة العميقة داخل سورية. الجولة الحالية لـ ‘يوم النكسة’ ستستمر حتى عشية عيد الاسابيع على الاقل. ولكن حتى بعد ذلك فان هذه لن تكون بعد اليوم ذات الحدود الهادئة التي عرفناها في السنوات الاربعين الاخيرة، التي لم يجتزها غير رعاة الغنم أو الجواسيس.
الاسد، كما يدعي خبراء غربيون مقربون من النظام السوري، دخل في الشهر الحرج في حياته السياسية. وعليه فان الجيش السوري يعربد في المدن، وعليه فان التوتر مع الفلسطينيين في هضبة الجولان سيحتدم في الاسابيع القريبة القادمة. مهما يكن من أمر، فان الجيش الاسرائيلي يجد نفسه يستعد امام جبهة جديدة قديمة في هضبة الجولان على الاقل حتى ايلول ( سبتمبر).
وهذا اسم اللعبة الجديدة الناشئة في هضبة الجولان. الى جانب كل قناص يوجد ضابط وبشكل عام أيضا كاميرا تبث مباشرة الى القيادة في وزارة الدفاع. عندما تلاحظ المراقبة محاولة لتمزيق السياج أو للحفر تحته، مثلما حصل أمس، يصادق الضابط للقناص على اطلاق النار. لا توجد نار حرة كله تحت الرقابة والتوثيق. أمس اصاب القناصة، بالنار الحية، عشرات عديدة من الاشخاص. ومع الوسائل الموجودة اليوم لدى الجيش الاسرائيلي، فانه حيال الموجات البشرية التي تهدد بالتسلل الى داخل الاراضي الاسرائيلية، ليس لدى الجيش حل أفضل. امس انتهى هذا ببضع عشرات المصابين، ولاحقا من شأنه ان ينتهي بأكثر بكثير.
أمس في ساعات المساء أجرى الجيش تحقيقا أوليا. سجل هناك غير قليل من الرضى عن الاداء الهادىء، المهني والمصمم للجيش. المهمة الحفاظ على سيادة دولة اسرائيل دون مذبحة على الحدود، تحققت بكاملها. ولكن التصميم لم يسجل فقط في الطرف الاسرائيلي. في الجيش انتبهوا الى أن اولئك الفلسطينيين السوريين الذين وصلوا الى القنيطرة ومجدل شمس أبدوا تصميما وتضحية، مما من شأنه أن يعقد استمرار المواجهة. واستمرار النار سيأتي. فالمتظاهرون لم يفروا بعد صليات النار الاولى، بل استمروا في الوصول، موجات موجات، رغم النار الدقيقة للقناصة. والان يستعد الجيش الاسرائيلي على الاقل ليومين آخرين من المواجهة مع الفلسطينيين. المعلومات الاستخبارية تفيد بمواجهات محتملة في الضفة وفي الجولان حتى عيد الاسابيع. وبعد ذلك هناك توقع لـ ‘انفجارات عفوية’ ذروتها هي الاسطول المخطط له الى غزة في نهاية الشهر.
في اسرائيل يتابعون على نحو خاص ما يجري في القنيطرة، وذلك لان احدى الامكانيات هي ان يبقى المتظاهرون فيها ويجعلوها نقطة احتكاك دائمة مع الجيش الاسرائيلي. القنيطرة مليئة بالمباني، الامر الذي يسمح للفلسطينيين ‘باستيطان دائم’ بعيد المدى في المكان.
درس آخر من يوم أمس: التنظيمات الشعبية الجماهيرية للمتظاهرين لا تتم من خلال الشبكات الاجتماعية على الانترنت. هذه اسطورة. لعل الفيسبوك يلعب دورا مركزيا في مصر، في ليبيا وفي تونس. ولكن في الجبهة الفلسطينية لا يوجد أي شيء جديد. فهم يواصلون كونهم أداة لعب بيد الانظمة في سورية، في لبنان، في الاردن، في مصر وفي السلطة الفلسطينية. بارادة هذه الانظمة يحركونهم، وبارادتهم يمنعون عنهم أي حركة في الضفة، مثلا، اظهرت السلطة الفلسطينية تحكما كاملا على الارض في ظل التنسيق الكامل مع اسرائيل. المظاهرات المنفلتة العقال في قلنديا وفي منطقة الولجة كانت بمثابة رد فعل شرطي. هذه لم تكن المظاهرات الجماهيرية بل انفجارات محلية في اماكن هي بمثابة اماكن مشاع سائبة: لا اسرائيل ولا السلطة تتحكمان فيها.
في لبنان، الحكم قرر وحزب الله صادق على الا تكون مظاهرات فلم تكن. وهكذا ايضا في مصر، اما في الاردن فسمح بالتظاهر أمام السفارة الاسرائيلية، ولكن منع النزول نحو جسر اللنبي، مثلما في يوم النكبة.
من ناحية الفلسطينيين بالقياس الى يوم النكبة كانت احداث يوم النكسة فشلت. في الجولان، في كل واحدة من نقاط الاحتكاك كان أكثر من 500 600 شخص. الفلسطينيون في الضفة اثبتوا بان ليس لديهم دافع للخروج الى الشوارع اذا لم يكن الحكم يدفعهم. درس اسرائيل من الحدث: اذا استمر الجمود السياسي ولم يكن للسلطة الفلسطينية مصلحة في صد الشارع، فالجماهير ستتحرك نحو الخط الاخضر
انتهى المنظر الريفي الخلاب. هضبة الجولان كفت عن أن تكون الجبهة الاكثر هدوءا حيال دولة اسرائيل.
تقويم الوضع في اسرائيل يقول انه طالما يكافح الرئيس الاسد في سبيل نظام حكمه، وربما في سبيل حياته، فان هضبة الجولان لن تنزل عن العناوين الرئيسية. فالسوريون سيدفعون الفلسطينيين نحو نقاط الاحتكاك مع الجيش الاسرائيلي على طول الحدود في محاولة لاشعال النار على نحو دائم بحيث تصرف الانتباه الداخلي والعالمي عن الازمة العميقة داخل سورية. الجولة الحالية لـ ‘يوم النكسة’ ستستمر حتى عشية عيد الاسابيع على الاقل. ولكن حتى بعد ذلك فان هذه لن تكون بعد اليوم ذات الحدود الهادئة التي عرفناها في السنوات الاربعين الاخيرة، التي لم يجتزها غير رعاة الغنم أو الجواسيس.
الاسد، كما يدعي خبراء غربيون مقربون من النظام السوري، دخل في الشهر الحرج في حياته السياسية. وعليه فان الجيش السوري يعربد في المدن، وعليه فان التوتر مع الفلسطينيين في هضبة الجولان سيحتدم في الاسابيع القريبة القادمة. مهما يكن من أمر، فان الجيش الاسرائيلي يجد نفسه يستعد امام جبهة جديدة قديمة في هضبة الجولان على الاقل حتى ايلول ( سبتمبر).
وهذا اسم اللعبة الجديدة الناشئة في هضبة الجولان. الى جانب كل قناص يوجد ضابط وبشكل عام أيضا كاميرا تبث مباشرة الى القيادة في وزارة الدفاع. عندما تلاحظ المراقبة محاولة لتمزيق السياج أو للحفر تحته، مثلما حصل أمس، يصادق الضابط للقناص على اطلاق النار. لا توجد نار حرة كله تحت الرقابة والتوثيق. أمس اصاب القناصة، بالنار الحية، عشرات عديدة من الاشخاص. ومع الوسائل الموجودة اليوم لدى الجيش الاسرائيلي، فانه حيال الموجات البشرية التي تهدد بالتسلل الى داخل الاراضي الاسرائيلية، ليس لدى الجيش حل أفضل. امس انتهى هذا ببضع عشرات المصابين، ولاحقا من شأنه ان ينتهي بأكثر بكثير.
أمس في ساعات المساء أجرى الجيش تحقيقا أوليا. سجل هناك غير قليل من الرضى عن الاداء الهادىء، المهني والمصمم للجيش. المهمة الحفاظ على سيادة دولة اسرائيل دون مذبحة على الحدود، تحققت بكاملها. ولكن التصميم لم يسجل فقط في الطرف الاسرائيلي. في الجيش انتبهوا الى أن اولئك الفلسطينيين السوريين الذين وصلوا الى القنيطرة ومجدل شمس أبدوا تصميما وتضحية، مما من شأنه أن يعقد استمرار المواجهة. واستمرار النار سيأتي. فالمتظاهرون لم يفروا بعد صليات النار الاولى، بل استمروا في الوصول، موجات موجات، رغم النار الدقيقة للقناصة. والان يستعد الجيش الاسرائيلي على الاقل ليومين آخرين من المواجهة مع الفلسطينيين. المعلومات الاستخبارية تفيد بمواجهات محتملة في الضفة وفي الجولان حتى عيد الاسابيع. وبعد ذلك هناك توقع لـ ‘انفجارات عفوية’ ذروتها هي الاسطول المخطط له الى غزة في نهاية الشهر.
في اسرائيل يتابعون على نحو خاص ما يجري في القنيطرة، وذلك لان احدى الامكانيات هي ان يبقى المتظاهرون فيها ويجعلوها نقطة احتكاك دائمة مع الجيش الاسرائيلي. القنيطرة مليئة بالمباني، الامر الذي يسمح للفلسطينيين ‘باستيطان دائم’ بعيد المدى في المكان.
درس آخر من يوم أمس: التنظيمات الشعبية الجماهيرية للمتظاهرين لا تتم من خلال الشبكات الاجتماعية على الانترنت. هذه اسطورة. لعل الفيسبوك يلعب دورا مركزيا في مصر، في ليبيا وفي تونس. ولكن في الجبهة الفلسطينية لا يوجد أي شيء جديد. فهم يواصلون كونهم أداة لعب بيد الانظمة في سورية، في لبنان، في الاردن، في مصر وفي السلطة الفلسطينية. بارادة هذه الانظمة يحركونهم، وبارادتهم يمنعون عنهم أي حركة في الضفة، مثلا، اظهرت السلطة الفلسطينية تحكما كاملا على الارض في ظل التنسيق الكامل مع اسرائيل. المظاهرات المنفلتة العقال في قلنديا وفي منطقة الولجة كانت بمثابة رد فعل شرطي. هذه لم تكن المظاهرات الجماهيرية بل انفجارات محلية في اماكن هي بمثابة اماكن مشاع سائبة: لا اسرائيل ولا السلطة تتحكمان فيها.
في لبنان، الحكم قرر وحزب الله صادق على الا تكون مظاهرات فلم تكن. وهكذا ايضا في مصر، اما في الاردن فسمح بالتظاهر أمام السفارة الاسرائيلية، ولكن منع النزول نحو جسر اللنبي، مثلما في يوم النكبة.
من ناحية الفلسطينيين بالقياس الى يوم النكبة كانت احداث يوم النكسة فشلت. في الجولان، في كل واحدة من نقاط الاحتكاك كان أكثر من 500 600 شخص. الفلسطينيون في الضفة اثبتوا بان ليس لديهم دافع للخروج الى الشوارع اذا لم يكن الحكم يدفعهم. درس اسرائيل من الحدث: اذا استمر الجمود السياسي ولم يكن للسلطة الفلسطينية مصلحة في صد الشارع، فالجماهير ستتحرك نحو الخط الاخضر