الأحداث الغامضة والدامية في منطقة جسر الشغور في شمال سورية الايام الماضية ربما تكون إيذانا بفصل جديد في الثورة السورية أكثر عنفا وتضحيات لكنها أقرب الى النصر بإذن الله، لقد أقحم نظام بشار كل آلته القمعية ضد المدنيين الأبرياء وتجاوزت معدلات القتل والتنكيل كل ما سبق، لكن أهلنا في سورية رأوا بريق الضوء في آخر النفق وسيتقدمون اليه مهما كانت الصعوبات.
سقوط هذا النظام الإجرامي ربما سيكون أفضل حدث عربي خلال حقبة ما بعد الاستعمار، ولا يحتاج الأمر إلى عبقري ليعرف ذلك:
-1 فسقوط النظام سيحرر 25 مليون إنسان عربي من ربقة حكم طاغوتي متخلف دمر مقدرات الشعب السوري وجمد إمكاناته وألغى بشرية أفراده.
-2 وسيحرر هذا القطر الاستراتيجي في ميدان المواجهة مع إسرائيل من أغلال الصفقات السرية مع اليهود التي كبلته خمسين عاما.
-3 وسقوطه سيهدم مشروع الهلال الإيراني الذي يحلم قادة طهران بمده من باكستان إلى ساحل المتوسط.
-4 وهذا السقوط سيرفع عن كاهل المشرق العربي وخصوصا الخليج شبح المشروع التوسعي الصفوي وسيكسر مخالب أعوانه وحلفائه.
-5 وسيحقق للعراق جواراً عربيا إيجابيا في دعم صمود العراقيين سنة وشيعة وأكرادا في وجه التغلغل الإيراني وخطط الهيمنة.
-6 سقوط النظام يجفف وقود الفتنة التي طالما أحرقت نيرانها لبنان وجعلته جبهة دائمة لا تستقر من العنف.
-7 سقوط النظام السوري سيقدم دفعة هائلة الى الأمام لمبدأ التضامن والدفاع العربي المشترك خصوصا بعد نجاح الثورات في مصر وتونس واليمن وقريبا ليبيا ان شاء الله.
-8 سينهي عهد الابتزاز الإرهابي الذي مارسه النظام البعثي النصيري على اقطار المنطقة وخصوصا دول الخليج من الستينات.

لكل هذا نقول لحكومات دول مجلس التعاون الخليجي قفوا مع الشعب السوري كما وقفتم مع الشعب الليبي من قبل، ان لم يكن من اجل شعب سورية وإن لم يكن من اجل شعوب الخليج..فمن أجلكم انتم يا حكومات.

د.وليد الطبطبائي

---
جريدة الوطن الالكترونية