للثوار السوريين: كلام على المكشوف د. حسان الحموي
الحقيقة الوحيدة التي أضحت جلية في أعين جميع الثوار في الداخل والخارج هي أن الحرب سوف تطول ، وأن لا رهان على موقف دولي متعاطف مع الشعب السوري، ولا رهان على حل دولي يرضي طموحات الشعب السوري ويلبي متطلباته في الحرية والكرامة والديمقراطية.
وأن الحل الذي يحاول الابراهيمي تسويقه بالاتفاق مع الغرب غير مقبول لأنه حل مع بقاء الأسد هو يعلم يقينا أن الشعب لن يقبل به؛ لذلك يتم الايعاز للعصابة والسماح لها باستخدام جرعات عنف عالية عسى أن تشكل ضغط انساني وعسكري وسياسي على الجيش الحر و على الحاضنة الشعبية له .
الخيار الوحيد المطروح على الشعب السوري اليوم هو المفاضلة بين النظام السوري بكل مكوناته بدون الأسد و بين الأسد مع بعض التغيير في آليات عمل النظام ، وللأسف يتم تسويق هذه الخيارات من خلال بعض العناصر المعارضة والتي تم فرضها مؤخرا على جناحي الثورة العسكري والسياسي.
ان الحافز الذي جعل المجتمع الدولي يتجرأ على الشعب السوري بهذه الصفاقة هو نجاحه في تسويق خططه المشابهة لهذا السيناريو في كل من اليمن ومصر .
ولكن رفض مكونات الشعب السوري لهذه الحلول جعل المجتمع الدولي عاجز عن تسويقها حتى هذه اللحظة ، لذلك نراه يتساهل مع اجرام عصابات الاسد حتى يصل الشعب والنظام لمرحلة الانهاك الكامل ، ومن ثم يتم اعادة تسويق هذه الحلول مرة أخرى.
لذلك تم تشكيل لجنة التسليح المشرفة على تزويد الجيش الحر بالسلاح الذي يحافظ على الصراع في منطقة الوسط دون الحسم.
هذا الحل هو من أرخص الحلول تكلفة على المجتمع الدولي ولكنه من أعلى الحلول تكلفة على الشعب السوري، وهذا الحل بالطبع غير مطلوب انسانيا ولكنه مطلوب سياسيا واستراتيجيا وعسكريا لأنه يضعف الخصم الحقيقي للكيان الغاصب في فلسطين .
ردة فعل النظام الحاكم في مصر الغير فاعلة على التصعيد الأخير من قبل الكيان الصهيوني في غزة سوف تعزز هذه النظرية في الحلول المعلبة ، فالغرب يرغب في مثل هذه الانظمة العاجزة عن اتخاذ مواقف ايجابية مع شعوب المنطقة ، والتي تبقى ضمن دائرة الحسابات الغربية من جهة ؛ مع المحافظة على الضغط الشعبي المعارض الذي يشكل تهديد لها في اي لحظة.
ان استمرار وتيرة العنف المتزايد من قبل عصابات الاسد و شلال الدم المسال أمام عدسات الاعلام يشكل احراج لأنظمة الحكم التي ترفض شعوبها أن تعيش في ظل أزمة الأخلاق الانسانية هذه.
فمأساة الشعب السوري شكّلت أكبر أزمة عرفها النظام الدولي الاستبدادي في تاريخه.
لذلك نرى حكام هذه الدول تسارع في الاتيان بأعمال سياسية واعلامية خلبية ضمن مجموعة أصدقاء الشعب السوري والتي بلغ عددهم أكثر من مئة دولة.
حيث اكتفت حتى هذه اللحظة بتقديم بعض الاعانات الاغاثية والسلاح غير الفعال و لن تطور هذه الدول استراتيجيتها لأبعد من ذلك أبدا.
ما يحصل اليوم هو محاولة لإنقاذ الاسد من خلال منحه هدنة مؤقتة بغية اعطائه فرصة سياسية و أخرى عسكرية لإطالة عمره من جهة و اطالة مدة الإجرام الممارس أملا بإقناع طرفي النزاع كما يسمونه اليوم بقبول حل وسط، أو إخماد الثورة ذاتيا . لكن القناعات الأخيرة التي بدأت تتشكل عند الزعامات الغربية أن الشعب السوري حسم أمره: "عندما قرر أن ينتصر أو يموت".
وأنه مع تزايد جرعة العنف يزداد صلابة واصرارا على تحقيق أهدافه لأنه يعتقد أنه يدفع مسبقا الثمن الغالي من القتل و السجن و الاغتصاب و التشريد .
وأنه يريد أن يسير قدما في تحقيق هدفه مهما كانت التكلفة ، وأن الحل الدولي المعلب لن يستطيعوا تسويقه إلا من خلال فرض استعمار مباشر من قبل قوى غربية قادرة على فرض الحل بالقوة؛ وهذا ان تم فسوف يكون مؤقت.
وأنه لا يمكن اقناع هذا الشعب بتحاشي مواجهة المجتمع الدولي وأياديه الخفية .
لذلك الشعب السوري اليوم لا يعول على الحكومات ذات الضمير الميت ، و إنما يبني على صحوة ضمير لبعض الشعوب المتحضرة وخاصة المسلمة والمتعاطفة مع الثورة السورية .
و الواقع و التاريخ القريب أثبتا أن هذه المواجهة المفروضة و الحتمية على الشعب السوري لن تكلل بالنجاح إلا بالاستعانة - بعد الله تعالى – بركيزتين أساسيتين:
- نشر الوعي عند غالبية الشعب السوري بعدم جدوى بقاء هذه العصابة على سدة الحكم ، وأن سبب طول الأزمة هو بقاء شريحة كبيرة من الصامتين سلبيين يتلقون ضربات النظام دون الاتيان بأي ردة فعل ايجابي تجاه هذا الطاغية .
- الايمان بأن الحل الوحيد المفروض على الشعب هو الحل العسكري ولا مناط من دعم الجيش السوري الحر للوصول إلى بناء اللبنة الأساسية لدولة سورية القادمة.
ولن نصل الى هدفنا قبل أن نحقق هاتين الركيزتين.
والنتيجة هي أن الهدنة التي قدمها الابراهيمي ما هي إلا فبركة دولية للإيحاء ببذل الجهود من قبله ، وكأن مجازر الإبادة تحتاج إلى هدنة ، حيث سيأخذ استئنافها بعد ذلك طابعا شرعيا !!! وهكذا يريد الغرب تقنيين المجازر وشرعنتها ، ولا يدري أن هذه الهدنة قد كتبت بدماء الشعب السوري، هدفها الوحيد هو الايحاء للعالم بنجاح مبادرته و تأجيل اعلان فشل مهمته في سورية؛ وهذا هو ديدن الأخضر الابراهيمي- الاستمرار في التضليل واللعب في الأوقات الضائعة- فقط لا غير .
الدكتور حسان الحموي
الحقيقة الوحيدة التي أضحت جلية في أعين جميع الثوار في الداخل والخارج هي أن الحرب سوف تطول ، وأن لا رهان على موقف دولي متعاطف مع الشعب السوري، ولا رهان على حل دولي يرضي طموحات الشعب السوري ويلبي متطلباته في الحرية والكرامة والديمقراطية.
وأن الحل الذي يحاول الابراهيمي تسويقه بالاتفاق مع الغرب غير مقبول لأنه حل مع بقاء الأسد هو يعلم يقينا أن الشعب لن يقبل به؛ لذلك يتم الايعاز للعصابة والسماح لها باستخدام جرعات عنف عالية عسى أن تشكل ضغط انساني وعسكري وسياسي على الجيش الحر و على الحاضنة الشعبية له .
الخيار الوحيد المطروح على الشعب السوري اليوم هو المفاضلة بين النظام السوري بكل مكوناته بدون الأسد و بين الأسد مع بعض التغيير في آليات عمل النظام ، وللأسف يتم تسويق هذه الخيارات من خلال بعض العناصر المعارضة والتي تم فرضها مؤخرا على جناحي الثورة العسكري والسياسي.
ان الحافز الذي جعل المجتمع الدولي يتجرأ على الشعب السوري بهذه الصفاقة هو نجاحه في تسويق خططه المشابهة لهذا السيناريو في كل من اليمن ومصر .
ولكن رفض مكونات الشعب السوري لهذه الحلول جعل المجتمع الدولي عاجز عن تسويقها حتى هذه اللحظة ، لذلك نراه يتساهل مع اجرام عصابات الاسد حتى يصل الشعب والنظام لمرحلة الانهاك الكامل ، ومن ثم يتم اعادة تسويق هذه الحلول مرة أخرى.
لذلك تم تشكيل لجنة التسليح المشرفة على تزويد الجيش الحر بالسلاح الذي يحافظ على الصراع في منطقة الوسط دون الحسم.
هذا الحل هو من أرخص الحلول تكلفة على المجتمع الدولي ولكنه من أعلى الحلول تكلفة على الشعب السوري، وهذا الحل بالطبع غير مطلوب انسانيا ولكنه مطلوب سياسيا واستراتيجيا وعسكريا لأنه يضعف الخصم الحقيقي للكيان الغاصب في فلسطين .
ردة فعل النظام الحاكم في مصر الغير فاعلة على التصعيد الأخير من قبل الكيان الصهيوني في غزة سوف تعزز هذه النظرية في الحلول المعلبة ، فالغرب يرغب في مثل هذه الانظمة العاجزة عن اتخاذ مواقف ايجابية مع شعوب المنطقة ، والتي تبقى ضمن دائرة الحسابات الغربية من جهة ؛ مع المحافظة على الضغط الشعبي المعارض الذي يشكل تهديد لها في اي لحظة.
ان استمرار وتيرة العنف المتزايد من قبل عصابات الاسد و شلال الدم المسال أمام عدسات الاعلام يشكل احراج لأنظمة الحكم التي ترفض شعوبها أن تعيش في ظل أزمة الأخلاق الانسانية هذه.
فمأساة الشعب السوري شكّلت أكبر أزمة عرفها النظام الدولي الاستبدادي في تاريخه.
لذلك نرى حكام هذه الدول تسارع في الاتيان بأعمال سياسية واعلامية خلبية ضمن مجموعة أصدقاء الشعب السوري والتي بلغ عددهم أكثر من مئة دولة.
حيث اكتفت حتى هذه اللحظة بتقديم بعض الاعانات الاغاثية والسلاح غير الفعال و لن تطور هذه الدول استراتيجيتها لأبعد من ذلك أبدا.
ما يحصل اليوم هو محاولة لإنقاذ الاسد من خلال منحه هدنة مؤقتة بغية اعطائه فرصة سياسية و أخرى عسكرية لإطالة عمره من جهة و اطالة مدة الإجرام الممارس أملا بإقناع طرفي النزاع كما يسمونه اليوم بقبول حل وسط، أو إخماد الثورة ذاتيا . لكن القناعات الأخيرة التي بدأت تتشكل عند الزعامات الغربية أن الشعب السوري حسم أمره: "عندما قرر أن ينتصر أو يموت".
وأنه مع تزايد جرعة العنف يزداد صلابة واصرارا على تحقيق أهدافه لأنه يعتقد أنه يدفع مسبقا الثمن الغالي من القتل و السجن و الاغتصاب و التشريد .
وأنه يريد أن يسير قدما في تحقيق هدفه مهما كانت التكلفة ، وأن الحل الدولي المعلب لن يستطيعوا تسويقه إلا من خلال فرض استعمار مباشر من قبل قوى غربية قادرة على فرض الحل بالقوة؛ وهذا ان تم فسوف يكون مؤقت.
وأنه لا يمكن اقناع هذا الشعب بتحاشي مواجهة المجتمع الدولي وأياديه الخفية .
لذلك الشعب السوري اليوم لا يعول على الحكومات ذات الضمير الميت ، و إنما يبني على صحوة ضمير لبعض الشعوب المتحضرة وخاصة المسلمة والمتعاطفة مع الثورة السورية .
و الواقع و التاريخ القريب أثبتا أن هذه المواجهة المفروضة و الحتمية على الشعب السوري لن تكلل بالنجاح إلا بالاستعانة - بعد الله تعالى – بركيزتين أساسيتين:
- نشر الوعي عند غالبية الشعب السوري بعدم جدوى بقاء هذه العصابة على سدة الحكم ، وأن سبب طول الأزمة هو بقاء شريحة كبيرة من الصامتين سلبيين يتلقون ضربات النظام دون الاتيان بأي ردة فعل ايجابي تجاه هذا الطاغية .
- الايمان بأن الحل الوحيد المفروض على الشعب هو الحل العسكري ولا مناط من دعم الجيش السوري الحر للوصول إلى بناء اللبنة الأساسية لدولة سورية القادمة.
ولن نصل الى هدفنا قبل أن نحقق هاتين الركيزتين.
والنتيجة هي أن الهدنة التي قدمها الابراهيمي ما هي إلا فبركة دولية للإيحاء ببذل الجهود من قبله ، وكأن مجازر الإبادة تحتاج إلى هدنة ، حيث سيأخذ استئنافها بعد ذلك طابعا شرعيا !!! وهكذا يريد الغرب تقنيين المجازر وشرعنتها ، ولا يدري أن هذه الهدنة قد كتبت بدماء الشعب السوري، هدفها الوحيد هو الايحاء للعالم بنجاح مبادرته و تأجيل اعلان فشل مهمته في سورية؛ وهذا هو ديدن الأخضر الابراهيمي- الاستمرار في التضليل واللعب في الأوقات الضائعة- فقط لا غير .
الدكتور حسان الحموي