المقال (4) مجازر النظام بأهلنا لن تتوقف ما لم تهاجم القرداحة
بقلم : أبو ياسر السوري
أولا : أدلة جواز هذا الهجوم :بقلم : أبو ياسر السوري
1 – حق الحياة هو حق تكفلت به الشرائع السماوية والقوانين الأرضية ، يمنع الاعتداء عليه شرعا وقانونا . قال تعالى ( مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة ) . وبناء عليه فالقاتل يقتل .
2 – المُشجِّعُ على القتل شريكٌ للقاتل ، وعليه مثل عقوبته ، وحكمُ القاتل أن يُقتَلُ ، وكذلك يُقتَلُ كلُّ من شجَّعه على القتل أو أزره أو أقره أو ساعده على ارتكاب هذه الجريمة الشنعاء .
3 – انتهاك العرض ، وقطع الطريق ، ونهب الأموال ، وترويع الآمنين ، وحرق المواطنين أحياء ، وهدم بيوتهم عليهم وعلى أبنائهم ، والإجهاز على جرحاهم ، والاعتداء على مقدساتهم ، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ .. هذه الجرائم جميعها مما ارتكبه النظام ، وهي في القانون من جرائم الحرب ، التي يُعاقَبُ عليها بالسجن المؤبد أو الإعدام ، وهي في الشريعة الإسلامية إفساد في الأرض ، ويُعاقَبُ عليها بواحدة من أربع عقوبات : القتل أو الصلب ، أو تقطيع الأطراف من خلاف ، أو النفي من الأرض ، وذلك عملا بقوله تعالى : ( إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ) .
4 – مبدأ المعاملة بالمثل ، صورة من صور العدل الذي قامت عليه السماوات والأرض ، ومن تطبيقاته العملية ، أن يقتل القاتل ، وأن يقتص من الفاعل بمثل ما فعل بغيره ظلما وعدوانا . فلك أن تَقتُلَ من قَتَلَ ، وأن تُمثِّلَ بمن مَثَّلَ ، وأن تهدم بيت من هدم ، وأن تحرق من مارس عليك الحرق في مال أو أهل أو ولد ..
ثانيا : مبرراته العقلية والمنطقية :
قديما قالوا : مَنْ أَمِنَ العُقوبةَ أساءَ الأدب ، وحين يَرتكب النظام كل هذه المجازر ، في كافة مدن سوريا وقراها ، ويعاقب الشعب كله بالقتل والتجويع والتشريد وانتهاك الأعراض ...
وحين يكون الذين يرتكبون هذه المجازر من أبناء الطائفة العلوية بنسبة 90% ... وحين يكون آباؤهم وأهلوهم هم الذين يشجعونهم على الاستمرار بهذا الإجرام ... ويحثونهم على قتل السنة بفتاوى تصدر من قم في إيران ، ومن مشايخهم القابعين في القرداحة والشيخ بدر وكلماخو والجوبة .. وحيث لم يتوقف هذا النظام عن مهاجمة قرانا ومدننا ، وقتلنا بمنتهى الوحشية والهمجية ، بل إن وتيرة القتل تزداد يوما بعد يوم .. وحيث أن العالم العربي والإسلامي والغربي والشرقي يشاهد هذا القتل المستمر ليل نهار ، ولا يحرك أحد ساكنا ...
لهذه الاعتبارات مجتمعة ، أرى أنه بات لزاما علينا أن نهاجم القرداحة ، ونفعل بها كما يفعل أزلام النظام بأهلينا وأبنائنا ، فنهدم كما هدموا ، ونحرق كما أحرقوا ، ونروع كما روعوا ، وأن ننكل بأهليهم كما ينكلون بأهلينا ...
وأنا أقول : بات واجبا علينا فعل ذلك .. ولعلك ترى أنني لم أقل الآن بجواز مهاجمة القرداحة وسائر القرى العلوية وحسب ، وإنما قلت بوجوب ذلك .. لأن الحفاظ على حياة أهلينا وأبنائنا وأعراضنا واجب علينا ، وقد ثبت بالتجربة أن النظام لن يكف عن ممارساته الإجرامية تجاه أبنائنا وأهلينا ، ما لم نكافئه على إجرامه بإجرام مماثل . وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
ثالثا : المعارضون من العلويين يؤيدون ذلك :
المعارض الأستاذ وحيد صقر وهو سوري من أبناء الطائفة العلوية النصيرية كتب على صفحته الإلكترونية يقول : [ المعركة الحقيقية التي يجب أن يخوضها الجيش السوري الحر هي معركة ( القرداحة) لأنها هي الوحيدة الكفيلة بكسر ظهر هذا النظام فقط . لأنه ساعتها ستعرف الطائفة العلوية أن تمسكها بهذا الأرعن بشار المختفي، هو سبب سحقها وقتلها عن بكرة أبيها، وسوف يسلمونه بأيديهم ، وهم من سيقتلونه ] .
رابعاً : الخاتمة
لن أتعجل بنشر هذا المقال الآن ، فنحن على أبواب منعطف هام ، فوزراء الخارجية العرب كانوا مزمعين على اجتماع خاص بالأخضر الإبراهيمي ومسألة نيابته عن أنان في مهمته التي استقال منها ، ليقوم الإبراهيمي بدور الوسيط بين المعارضة والنظام ، فيفبرك للنظام مهلا جديدة كما ترغب الجامعة العربية – لا سامحها الله – ثم هنالك اجتماع لمنظمة العالم الإسلامي ، لا ندري ماذا تريد أن تطبخ هي الأخرى من مؤامرات لصالح النظام .؟ وهنالك اجتماع ثالث لأصدقاء سوريا في المملكة المغربية ، لا ندري ما سيبيت المجتمعون فيه لنا ؟ وهناك تصريحات من كلينتون ووزير الخارجية التركي حول ضرورة تسليح المعارضة ، والمناطق الآمنة ، وحظر الطيران ... وعلى الساحة هنالك تقدم في موقف الجيش الحر ، وانشقاقات متتالية ، ومبشرات بخير قادم على الأرض ..
ولهذه الاعتبارات ، يحسن أن لا نبت بقرار في مهاجمة القرى العلوية ، وخاصة القرداحة .. ويحسن التريث قليلا ، قبل إطلاق صرخة داعية لهذه الخطوة ، التي أراها فيصلية في هذا الصراع بيننا وبين النظام المجرم .