المقالة (2 ) : الخطوة الأولى إلى التغيير –
الانتقال بالثورة من السلمية إلى العسكرة :
بقلم : أبو ياسر السوري
الانتقال بالثورة من السلمية إلى العسكرة :
بقلم : أبو ياسر السوري
عرفنا من المقال السابق ( هل هي أخطاء منا أم غفلة أم غباء .؟ ) أننا كنا مخطئين في ثلاث : أخطأنا يوم تبنينا الحراك السلمي ولم نعسكر الثورة .. وأخطأنا يوم لم نقاتل العلوية على أساس طائفي .. وأخطأنا يوم علقنا الآمال على العون الخارجي من الدول العربية والغربية ..
ومن البديهي أن الرجوع عن الخطأ فضيلة ، وأن أولى خطوات الإصلاح أن نقلع عن الخطأ الذي كنا عليه ، ونتخذ لأنفسنا وجهة مختلفة ، وخطة بديلة .. تبدأ بوضع (نعم ) في مكان (لا) فنقول :
(لا) للسلمية (لا) للتعايش مع العلوية (لا) للاعتماد على العرب والغرب.
و(نعم) لعسكرة الثورة.. (نعم ) للطائفية ضد العلوية.. (نعم ) للاعتماد على الذات في صراعنا مع النظام المجرم ..
ولكي نمضي في طريقنا على هدى ونور ، تعالوا نناقش ما قلناه فقرة فقرة ، ونتبنى ما يتضح لنا أنه حق وصواب .. فكذلك يفعل العقلاء .
لا سلمية بعد اليوم :
ونبدأ بمناقشة (السلمية) التي كانت أكبر غلطة من أغلاط الثورة السورية ، ولولا حسن ظننا بالثوار، الذين قادوا هذا الحراك ، وأمدوه بالتضحيات الجسام ، لقلنا : إن اختيارهم للسلمية في حراكهم يكاد يصل إلى درجة الجريمة ، لما ترتب عليها من خسائر وخراب ودمار ..
وقد اختيرت السلمية كصورة من صور القوة السلبية ، وكانت فكرتها تقوم على مبدأ " أن العين قد تواجه المخرز ، وأن مواجهة العنف باللاعنف ، ستحمل خصمك على الكف والانسحاب من المعركة ، بعد أن يوغل في القتل والإجرام " . ويضربون لذلك مثلا بمقاومة اللاعنف ، التي ناضل بها غاندي في الهند ، فحرر الهند من الاستعمار البريطاني ، من غير مقاومة عنفية البتة .
ويعتمد أصحاب الحراك السلمي في سوريا أيضا ، على كتاب عنوانه :
( من الدكتاتورية إلى الديمقراطية ) للمفكر الأمريكي جين شارب ، الذي يرى فيه : أن السعي الى الانتقال من الدكتاتورية الى الديمقراطية بواسطة العنف ، بما في ذلك الانقلابات ، لا يوصل الشعوب الى غاياتها ... لهذا يرى أن التغيير يجب أن يكون سلميا ، وأن على الشعوب نفسها أن تأخذ زمام أمورها بأيديها ، مُعتمدة طرقا وأساليب مختلفة ...
التغيير في سوريا لا يمكن إلا بالقوة :
ونحن لا نشكك في رأي غاندي ، ولا نقلل من أهمية رأي جين شارب ، وإنما نشكك في أن تكون مقاومة اللاعنف مفيدة في الحال السورية . لأن أول شرط من شروط نجاح السلمية ، أن يكون لدى خصمك ضمير إنساني ، لا يسمح له في الاستمرار بالقتل إلى اللانهاية . وهذا الشرط مفقود لدى بشار الأسد وعصابته المجرمة . فهم مستعدون لإبادة عشرة ملايين سوري من أجل البقاء في الحكم . ومستعدون لهدم كل المدن والقرى السورية فوق رؤوس أهلها من أجل الاحتفاظ بالكرسي . وهذا يعني أن سوريا حالة خاصة ، لا يفيد فيها حراك لاعنفي ، ولا ينفع مع العصابة الحاكمة فيها إلا القوة ، مهما كلف التغيير بالقوة من تضحيات .
أكتب هذا ، والثورة في سوريا قد تحولت إلى العسكرة ، وصار لدينا الجيش الحر الوطني السوري ، وانضم إليه آلاف المتطوعين من الشباب المناضلين من أجل الحرية والكرامة ...
التسليح الذاتي :
ولكن هذا الجيش الوطني ما زال يعاني من قلة في السلاح والعتاد والذخائر .. وهو بأمس الحاجة إلى الأسلحة النوعية ، من مضادات للطيران ومضادات للدروع .. خصوصا وأن روسيا قد زودت النظام أخيرا بدبابات حديثة ، لا تؤثر فيها قذائف الـ ( آر بي جي) وإنما يجب التعامل معها بسلاح صاروخي حديث .
يجب أن يتم تسليح هذا الجيش الحر بأموال سورية ، وعلى رجال الأعمال السوريين أن يضطلعوا بهذا الواجب الوطني ، بصورة قروض خاصة ، تستوفى من خزينة الدولة بعد سقوط النظام . وعلى كل مغترب أن يتبرع بثلث دخله لصالح تسليح الجيش الحر الوطني ، وأن تشكل لهذا الغرض لجان خاصة ، تقوم بضبط التبرعات ، وتدقيق الحسابات ، وأن تقوم هذه اللجان أيضا بإحصاء السوريين المغتربين اسميا ، ومكان عمل كل منهم ، ومقدار دخله الشهري ، وأن تطالب أصحاب المشاريع الحرة بالاضطلاع بمسؤولياتهم ، والتبرع بمبلع تقدره اللجنة لهم . وأن لا يكره أحد على التبرع ، وإنما يوضع شرط مفاده : أن على كل سوري أن يشارك في التحرير ، إما بالالتحاق بالجيش الحر ، وإما بالمال ، وإما في الأنشطة الأخرى التي تخدم قضية التحرير ، كالكتابة والنشر عبر الإنترنيت .. ومن لم يشارك في أي من هذه المجالات ، فيجب أن لا يكون له حق العودة إلى سوريا بعد سقوط النظام .. ويجب أن تنتزع منه الجنسية ، وتتم البراءة منه .. كائنا من كان .
أما من ثبت أنه يمد النظام بالمال ، أو بالرجال ، أو بالمعلومات الاستخباراتية ، داخل سوريا ، أو خارجها .. فهؤلاء أعداء يجب التخلص منهم بأي وسيلة ، نُصرةً لله ورسوله والمؤمنين ...
فليُقتَلْ كلُّ رجلِ أعمالٍ يَمُدُّ النظام بالمال أو الرجال .. وليُقْتَلْ كل شيخ أو قسيس يتعاطف مع النظام ، ويؤيده ، ويسوِّقُ لاستمرار بقائه في السلطة . وليُقْتَلْ كلُّ عميلٍ يَمُدُّ النظام بمعلومات تفيده ، وتضر بالمواطنين الشرفاء ، وليقتل – إن أمكن - كل وسيط يريد أن يلتف على مطالب الثورة ، ويخدم بوساطته النظام القاتل .
أيها السوريون : نحن الآن نواجه استعمار عصابة حاكمة ، تفوق بسوئها وإجرامها كل استعمار آخر . وقد أصبح الجهاد في سبيل الله واجبا على مسلم ، وقد باتت المقاومة هي الطريق الوحيد الذي يقودنا إلى النصر والتحرير ... فعلى كل مواطن أن يحمل السلاح ، ويتصدى به لكل من يداهمه في مسكنه ، ويروع أهله وأبناءه .
أيها السوريون : يجب مداهمة السجون ، وتحرير المعتقلين ، الذين يتعرضون للعذاب والتصفية المستمرة .. فهؤلاء إخواننا ، وقد كانوا كبش الفداء ، وحقهم علينا أن نقاتل من أجل تحريرهم جميعا ... ليقفوا معنا في كفاحنا المقدس ، فإن هؤلاء المعتقلين هم صفوة السوريين الشرفاء ، وقد أودعهم النظام في غياهب السجون لأنهم طالبوه بالحرية والكرامة .
أيها السوريون : إن العالم كله متعاطف مع النظام ضدكم ، ولا يريد إسقاطه ، وهو شريك له ، فيما يقوم به من قتل وإبادة وتشريد وحرق وتهديم وانتهاك للأعراض والحرمات والمقدسات ...
أيها السوريون : الإطاحة بالأسد وعصابته ، توجب علينا أن نكون يدا واحدة ، فبالوحدة نسقطه وندوسه بأقدامنا . ولن يستطيع العالم إنقاذه منا ما دمنا متحدين . قال تعالى : (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) وقال تعالى : ( وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) .