(3)وقائع ... وليست من نسج الخيال
( ما السر في قتل جماعات الحمير وقصف قطعان الغنم )
بقلم : أبو ياسر السوري
لما خرج الشعب السوري يهتف بالحرية ، استنكرنا أن يقابل المتظاهرون فوراً بالرصاص الحي إلى الرأس والصدر ، واستنكرنا أن تتحرك الدبابات مباشرة لاجتياح درعا ، ولم نفهم سببا منطقيا لإطلاق النار على بيوت المدنيين .؟ وقلنا يومها : كان يمكن أن يستخدم النظام خراطيم المياه لفض المظاهرات، أو القنابل المسيلة للدموع كما تفعل كل الحكومات مع معارضيها السلميين في كل أنحاء العالم ... ثم فهمنا أن بشار الأسد كان ينظر إلى هذا الحراك بصورة مختلفة .. فنحن كنا نراه حراكاً سلميا بريئا .. ولا يجوز أن يقمع بالرصاص ، ولا أن تداهم بسببه البيوت ، ولا أن يعتقل المتظاهرون ، ولا أن يتعرضوا لأقسى أنواع التعذيب ..
أما من وجهة نظر بشار ، فهو حراك يهدد عرشه بالزوال ، لأن القائمين به يطالبون بالحرية ، والمطالبة بها تعني إسقاط حكمه ، والإطاحة بنظامه . فهو يدرك أنه حاكم مستبد ، وابنُ حاكم مستبد .. ومطالبته بالحرية ، مطالبةٌ بإلغاء الاستبداد ، وإلغاء الاستبداد سيؤدي إلى إلغاء الفساد .. وإلغاء هاتين العمادتين في حكمه إلغاءٌ لهذا الحكم ، الذي يخطط لاستمراره إلى الأبد .
وبهذا التفسير صار سلوك النظام القمعي الإجرامي ضد المتظاهرين مفهوما .. حتى صار تدرجه في تصعيد القمع مفهوما كذلك .. فقد تطورت أساليبه القمعية ، من رصاصة البندقية ، إلى قذيفة المدفع ، إلى راجمات الصواريخ ، إلى القصف ببراميل الـ ( تي . إن . تي ) زنة 1000 كيلو جرام ، ذات القدرة التدميرية الكبيرة ...
ولكن حصلت واقعة غريبة لم نجد لها تفسيرا . لا من منظورنا ، ولا من المنظور الطبيعي للنظام .. فقد قام النظام بقتل قطعان من الحمير ، مرة بعد مرة ، وقاموا بتصوير ذلك على يوتيوبات ووزعوها .. فلماذا وقع هذا .؟؟ لنفرض أن لبشار الأسد مشكلة مع الحمير ، ترجع إلى الأصل الذي ينتمي إليه ، فهو من عائلة كانت معروفة ببيت الوحش ، ثم عدلت هذه الكنية إلى الأسد .. وفي الحالين هم ينتمون إلى حيوانات مفترسة .. والحمير من بعض طعامها الشهي .. فلعل شهوة الافتراس الحيوانية هي الدافع إلى قتل تلك الحمير؟ والغريب أنهم يقتلونها ولا يأكلونها كما تفعل الحيوانات المفترسة .!؟ فلماذا إذن يقدمون على قتل هذه الحمير ؟ لقد أراحنا بعضهم فقال : إن الأوامر صدرت بتحريم التجمع لأكثر من شخصين ، وهذه الحمير تخالف وتسير مجتمعة بالعشرة والعشرين ، فنحن نقتلها لأنها تخالف قانون حظر التجمعات ...
حسناً ، ولكن لماذا تقصف قطعان الغنم في البادية ؟ ألأنها تمشي على هيئة قطعان مخالفة بذلك قانون حظر التجمع الأسدي ؟ وإذا جاز أن يمنع الحمير من ذلك ، لأنها ليست من ذوات القطيع ، وإنما تعيش أفرادا ، فلما خالفت طبيعتها ، ومشت جماعات ، كانت كأنها تتحدى قانون حظر التجمع فقتلت .. أما الأغنام فهي لا تمشي إلا قطعانا ، وتلك طبيعة لا يمكنها أن تنفك عنها ، فما المبرر لقصفها بالطيران ، وكل عملية قصف من طائرة تكلف ما يساوي قيمة القطيع بالكامل .؟ إننا لم نجد لهذا التصرف تبريرا ، ولعل شريف شحاطة يفتينا في هذه الظاهرة ، فهي جديرة بالتفسير والتحرير والتبرير .؟
( ما السر في قتل جماعات الحمير وقصف قطعان الغنم )
بقلم : أبو ياسر السوري
لما خرج الشعب السوري يهتف بالحرية ، استنكرنا أن يقابل المتظاهرون فوراً بالرصاص الحي إلى الرأس والصدر ، واستنكرنا أن تتحرك الدبابات مباشرة لاجتياح درعا ، ولم نفهم سببا منطقيا لإطلاق النار على بيوت المدنيين .؟ وقلنا يومها : كان يمكن أن يستخدم النظام خراطيم المياه لفض المظاهرات، أو القنابل المسيلة للدموع كما تفعل كل الحكومات مع معارضيها السلميين في كل أنحاء العالم ... ثم فهمنا أن بشار الأسد كان ينظر إلى هذا الحراك بصورة مختلفة .. فنحن كنا نراه حراكاً سلميا بريئا .. ولا يجوز أن يقمع بالرصاص ، ولا أن تداهم بسببه البيوت ، ولا أن يعتقل المتظاهرون ، ولا أن يتعرضوا لأقسى أنواع التعذيب ..
أما من وجهة نظر بشار ، فهو حراك يهدد عرشه بالزوال ، لأن القائمين به يطالبون بالحرية ، والمطالبة بها تعني إسقاط حكمه ، والإطاحة بنظامه . فهو يدرك أنه حاكم مستبد ، وابنُ حاكم مستبد .. ومطالبته بالحرية ، مطالبةٌ بإلغاء الاستبداد ، وإلغاء الاستبداد سيؤدي إلى إلغاء الفساد .. وإلغاء هاتين العمادتين في حكمه إلغاءٌ لهذا الحكم ، الذي يخطط لاستمراره إلى الأبد .
وبهذا التفسير صار سلوك النظام القمعي الإجرامي ضد المتظاهرين مفهوما .. حتى صار تدرجه في تصعيد القمع مفهوما كذلك .. فقد تطورت أساليبه القمعية ، من رصاصة البندقية ، إلى قذيفة المدفع ، إلى راجمات الصواريخ ، إلى القصف ببراميل الـ ( تي . إن . تي ) زنة 1000 كيلو جرام ، ذات القدرة التدميرية الكبيرة ...
ولكن حصلت واقعة غريبة لم نجد لها تفسيرا . لا من منظورنا ، ولا من المنظور الطبيعي للنظام .. فقد قام النظام بقتل قطعان من الحمير ، مرة بعد مرة ، وقاموا بتصوير ذلك على يوتيوبات ووزعوها .. فلماذا وقع هذا .؟؟ لنفرض أن لبشار الأسد مشكلة مع الحمير ، ترجع إلى الأصل الذي ينتمي إليه ، فهو من عائلة كانت معروفة ببيت الوحش ، ثم عدلت هذه الكنية إلى الأسد .. وفي الحالين هم ينتمون إلى حيوانات مفترسة .. والحمير من بعض طعامها الشهي .. فلعل شهوة الافتراس الحيوانية هي الدافع إلى قتل تلك الحمير؟ والغريب أنهم يقتلونها ولا يأكلونها كما تفعل الحيوانات المفترسة .!؟ فلماذا إذن يقدمون على قتل هذه الحمير ؟ لقد أراحنا بعضهم فقال : إن الأوامر صدرت بتحريم التجمع لأكثر من شخصين ، وهذه الحمير تخالف وتسير مجتمعة بالعشرة والعشرين ، فنحن نقتلها لأنها تخالف قانون حظر التجمعات ...
حسناً ، ولكن لماذا تقصف قطعان الغنم في البادية ؟ ألأنها تمشي على هيئة قطعان مخالفة بذلك قانون حظر التجمع الأسدي ؟ وإذا جاز أن يمنع الحمير من ذلك ، لأنها ليست من ذوات القطيع ، وإنما تعيش أفرادا ، فلما خالفت طبيعتها ، ومشت جماعات ، كانت كأنها تتحدى قانون حظر التجمع فقتلت .. أما الأغنام فهي لا تمشي إلا قطعانا ، وتلك طبيعة لا يمكنها أن تنفك عنها ، فما المبرر لقصفها بالطيران ، وكل عملية قصف من طائرة تكلف ما يساوي قيمة القطيع بالكامل .؟ إننا لم نجد لهذا التصرف تبريرا ، ولعل شريف شحاطة يفتينا في هذه الظاهرة ، فهي جديرة بالتفسير والتحرير والتبرير .؟