(2) وقائع .. وليست من نسج الخيال :
[ أبو سفيان الشيطان ]
بقلم : أبو ياسر السوري
( أبو سفيان ) شبيح شيطان ، يتقن اللف والدوران ، لديه مكتب عقاري ، للبيع والشراء والرهن والاستئجار . في يوم من الأيام ، أخذ زبوناً ليبيعه شقة سيئة ، غرفها صغيرة ، اتجاهها شرقي ، لا تدخلها الشمس إلا ساعة عند الضحى وتغيب عنها بقية النهار ، وهذا الاتجاه في الشقق السكنية غير مرغوب فيه لدى السوريين ، لأنها تكون به حارة في الصيف باردة في الشتاء ، ولكن (أبو سفيان) الشيطان أراد أن يقنع الزبون بأن اتجاه الشقة (قبلي) جنوبي ، وهو الاتجاه المفضل ، لأن الشقق القبلية لا تغيب عنها الشمس إلا قليلا .. لهذا ما إن دخل أبو سفيان الشقة المذكورة حتى سارع فطلب من صاحبها سجادة للصلاة ، فبسطها باتجاه الشرق ، وصلى ركعتي الضحى إلى غير اتجاه القبلة ... وبعد الصلاة قال للزبون : أحسن من هيك شقة ما في ، فاتجاهها قبلي ، وهي برحة شرحة والحمد لله .. وإذا كانت هذه الغرفة ضيقة فيمكنك إزالة الجدار الفاصل ما بين الغرفتين ، لتحصل على غرفة كبيرة ... وإذا كانت عالية فأنت ما زلت في ريعان الشباب ، مع أن الشاري في الستين من عمره ...
الشبيح أبو سفيان ، تعرَّفَ على تاجرٍ مُوَالٍ للنظام ، يساهم بمبالغ ضخمة من المال لاستئجار الشبيحة في قمع المظاهرات ، فما كان من ( أبو سفيان ) إلا أن تعرف عليه ، وعرض عليه المساعدة في تجنيد الشبيحة ، وأن لديه منهم أعداداً من جميع الأصناف .. شيخ شبيح يقفل المسجد على المتظاهرين ، ويستدعي لهم الشبيحة ليُسّيِّحُوا دماءهم بالسكاكين والسواطير ... ولديه أيضا أزعر شبيح ، وأهبل شبيح .. ومن كافة الاختصاصات ، فلديه اختصاصي سكين قندرجية ، أو اختصاصي سيخ معاش ( سكين كبيرة لفرم لحم الكباب المشوي) واختصاصي ساطور ، واختصاصي قناصة ... فأعجب التاجر بكلامه ، فاستعان به مرة أو مرتين ليختبر قدراته ، فقام أبو سفيان بالواجب خير قيام ، وأثبت نجاحه في أكثر من مناسبة ، أبلى رجاله فيها بلاء حسنا في قتل الأبرياء ، وتحويل أجساد الرجال إلى أوصال .. خصوصا منهم ( أبو العمرين ) الذي يتعامل مع المتظاهرين بسكينتين ، وإذا قال ( دوه أنا أبو العمرين ، هرب الناس أمامه من باب الفرج لباب جنين ...
أبو سفيان ، عرف طريقه إلى الثروة بأسرع ما تتصور ، وسحب من التاجر المتكفل بتمويل الشبيحة الملايين .. والواقع لقد تبين أن الممول نفسه نصاب أيضا ، فهو موظف لدى الدولة لهذا الغرض ، والدولة مثله نصابة أيضا ، فقد استطاعت أن تنصب على إيران ، وتقنعها بأنها حامية حمى مزارات الشيعة وحسينياتها ، مما جعل إيران تغدق عليها بالمال ، من غير طلب ولا سؤال .. وباختصار شديد ، أن ( كلّه) يحاول النصب على ( كلّه) ...!!!
جلس ابو سفيان كعادته على كنبة أمام مكتبه العقاري ، وعمَّر الأرجيلة ( الشيشة) . بالتنبك العجمي ، وقدح الفحمات ، وشرع يسحب الدخان وينفثه في الهواء ، ليعيش في جوه الحالم ، فالدخان أشبه بسحب السماء ، وكركرة الأرجيلة تذكره بخرير المياء المنحدر في الوادي ... وفجأة يسمع أبو سفيان مَنْ يقول له : صباح الخير يا معلم ...
- أبو سفيان : صباح الخير خيو . تفضل أبو عبدو . وجر أبو عبدو كرسيا قريبا وجلس في مقابلة رفيق الأمس (أبو سفيان) وتوجه إليه بالسؤال المباشر :
- إش رايك .؟ في هذا اللي عم يصير .؟؟
- أبو سفيان : عم يلعبوا ويتسلُّوا .. ونحن عم نتفرج على هاللعبة . وعم نقطِّع وقت ..
- بس يا خيو هادي نار . ويمكن يجينا منها شرر ، ويلحقنا ضرر .!؟
- أبو سفيان : أنا بدلك على طريقة يجيك منها خير ، وتكسب من وراها ذهب .؟ ولا يصيبك منها شرر ولا ضرر ..!!
- اشلون خيو . ما فهمت .؟؟؟
- أبو سفيان : خلّيك مع القوي .. وهيك بجيك المال ، ويتحسَّن الحال ، وتقتل ولا تنقتل . وتضرب ولا تنضرب .. وكل يوم بتحط في جيبك ألف ليرة ما عدا حشيشك ودخانك ...
- أبو عبده : والله شغلة حلوة .. بس دخلك إيش المطلوب مني لقاء هذا البذل السخي .؟
- أبو سفيان : ولا شي . بس وقّفْ أمام الجامع ، وعندما يخرج الكلاب وينبحوا ( الله أكبر ) شطح لك كم واحد من هدول يللي عم ينبحوا ( الله أكبر حرية ) ..وإلك غير الأجر اليومي مكافأة عشرة آلاف ليرة على كل راس ..
- أبو عبدو : يا ( زلمة ) والله شغلة ربيحة .. وإنت خيو إش بطلع لك من هالمولد .؟؟
- أبو سفيان : اسكت وخلّيها على الله . والله أنا فاعل خير لا غير ... نحن خدَّام الطيبين .
- معقول .؟؟
- إي معقول ، إن خليتْ خربتْ .. الحمد لله نحن عم نخدم الدولة ، والدولة ما عم تقصر معنا .. شوف ركبتني سيارة . واشترت لي عمارة . وكل يوم بنام مع مغتصبة جديدة ( طق الخيط ) بنت بكرية .. والحياة شطارة .. إي لكان خيو ..
وهنا بلغ الغضب عند أبو عبدو مداه ، فأخرج مسدسا بكاتم صوت ، وأطلق على رأس أبو سفيان خمس طلقات في الرأس وفي الفم والقلب ... واطمأن إلى أنه فارق الحياة ، وقد استلمته ملائكة العذاب إلى جهنم ..
كان ابو عبدو من المُعتَّرين أيام زمان ، وعلى معرفة بأبو سفيان . ولكن الله هداه إلى الإيمان . وأصبح أحد قادة الجيش الحر الفاعلين في الميدان ... وقد أخبروه بأن ( أبو سفيان ) يقوم بتمويل الشبيحة ، وأنه عميل كبير للنظام .. ونظراً للصحوبية القديمة ، أراد أبو عبدو أن يتأكد من الإخبارية بنفسه قبل أن ينفذ في صاحبه حكم الإعدام ... فكان بينهما هذا الحوار .. الذي عجل بـ (أبو سفيان ) إلى النار . ولم ينفعه لا درهم ولا دينار . سوى أنه رجع بالشتيمة والعار ...
[ أبو سفيان الشيطان ]
بقلم : أبو ياسر السوري
( أبو سفيان ) شبيح شيطان ، يتقن اللف والدوران ، لديه مكتب عقاري ، للبيع والشراء والرهن والاستئجار . في يوم من الأيام ، أخذ زبوناً ليبيعه شقة سيئة ، غرفها صغيرة ، اتجاهها شرقي ، لا تدخلها الشمس إلا ساعة عند الضحى وتغيب عنها بقية النهار ، وهذا الاتجاه في الشقق السكنية غير مرغوب فيه لدى السوريين ، لأنها تكون به حارة في الصيف باردة في الشتاء ، ولكن (أبو سفيان) الشيطان أراد أن يقنع الزبون بأن اتجاه الشقة (قبلي) جنوبي ، وهو الاتجاه المفضل ، لأن الشقق القبلية لا تغيب عنها الشمس إلا قليلا .. لهذا ما إن دخل أبو سفيان الشقة المذكورة حتى سارع فطلب من صاحبها سجادة للصلاة ، فبسطها باتجاه الشرق ، وصلى ركعتي الضحى إلى غير اتجاه القبلة ... وبعد الصلاة قال للزبون : أحسن من هيك شقة ما في ، فاتجاهها قبلي ، وهي برحة شرحة والحمد لله .. وإذا كانت هذه الغرفة ضيقة فيمكنك إزالة الجدار الفاصل ما بين الغرفتين ، لتحصل على غرفة كبيرة ... وإذا كانت عالية فأنت ما زلت في ريعان الشباب ، مع أن الشاري في الستين من عمره ...
الشبيح أبو سفيان ، تعرَّفَ على تاجرٍ مُوَالٍ للنظام ، يساهم بمبالغ ضخمة من المال لاستئجار الشبيحة في قمع المظاهرات ، فما كان من ( أبو سفيان ) إلا أن تعرف عليه ، وعرض عليه المساعدة في تجنيد الشبيحة ، وأن لديه منهم أعداداً من جميع الأصناف .. شيخ شبيح يقفل المسجد على المتظاهرين ، ويستدعي لهم الشبيحة ليُسّيِّحُوا دماءهم بالسكاكين والسواطير ... ولديه أيضا أزعر شبيح ، وأهبل شبيح .. ومن كافة الاختصاصات ، فلديه اختصاصي سكين قندرجية ، أو اختصاصي سيخ معاش ( سكين كبيرة لفرم لحم الكباب المشوي) واختصاصي ساطور ، واختصاصي قناصة ... فأعجب التاجر بكلامه ، فاستعان به مرة أو مرتين ليختبر قدراته ، فقام أبو سفيان بالواجب خير قيام ، وأثبت نجاحه في أكثر من مناسبة ، أبلى رجاله فيها بلاء حسنا في قتل الأبرياء ، وتحويل أجساد الرجال إلى أوصال .. خصوصا منهم ( أبو العمرين ) الذي يتعامل مع المتظاهرين بسكينتين ، وإذا قال ( دوه أنا أبو العمرين ، هرب الناس أمامه من باب الفرج لباب جنين ...
أبو سفيان ، عرف طريقه إلى الثروة بأسرع ما تتصور ، وسحب من التاجر المتكفل بتمويل الشبيحة الملايين .. والواقع لقد تبين أن الممول نفسه نصاب أيضا ، فهو موظف لدى الدولة لهذا الغرض ، والدولة مثله نصابة أيضا ، فقد استطاعت أن تنصب على إيران ، وتقنعها بأنها حامية حمى مزارات الشيعة وحسينياتها ، مما جعل إيران تغدق عليها بالمال ، من غير طلب ولا سؤال .. وباختصار شديد ، أن ( كلّه) يحاول النصب على ( كلّه) ...!!!
جلس ابو سفيان كعادته على كنبة أمام مكتبه العقاري ، وعمَّر الأرجيلة ( الشيشة) . بالتنبك العجمي ، وقدح الفحمات ، وشرع يسحب الدخان وينفثه في الهواء ، ليعيش في جوه الحالم ، فالدخان أشبه بسحب السماء ، وكركرة الأرجيلة تذكره بخرير المياء المنحدر في الوادي ... وفجأة يسمع أبو سفيان مَنْ يقول له : صباح الخير يا معلم ...
- أبو سفيان : صباح الخير خيو . تفضل أبو عبدو . وجر أبو عبدو كرسيا قريبا وجلس في مقابلة رفيق الأمس (أبو سفيان) وتوجه إليه بالسؤال المباشر :
- إش رايك .؟ في هذا اللي عم يصير .؟؟
- أبو سفيان : عم يلعبوا ويتسلُّوا .. ونحن عم نتفرج على هاللعبة . وعم نقطِّع وقت ..
- بس يا خيو هادي نار . ويمكن يجينا منها شرر ، ويلحقنا ضرر .!؟
- أبو سفيان : أنا بدلك على طريقة يجيك منها خير ، وتكسب من وراها ذهب .؟ ولا يصيبك منها شرر ولا ضرر ..!!
- اشلون خيو . ما فهمت .؟؟؟
- أبو سفيان : خلّيك مع القوي .. وهيك بجيك المال ، ويتحسَّن الحال ، وتقتل ولا تنقتل . وتضرب ولا تنضرب .. وكل يوم بتحط في جيبك ألف ليرة ما عدا حشيشك ودخانك ...
- أبو عبده : والله شغلة حلوة .. بس دخلك إيش المطلوب مني لقاء هذا البذل السخي .؟
- أبو سفيان : ولا شي . بس وقّفْ أمام الجامع ، وعندما يخرج الكلاب وينبحوا ( الله أكبر ) شطح لك كم واحد من هدول يللي عم ينبحوا ( الله أكبر حرية ) ..وإلك غير الأجر اليومي مكافأة عشرة آلاف ليرة على كل راس ..
- أبو عبدو : يا ( زلمة ) والله شغلة ربيحة .. وإنت خيو إش بطلع لك من هالمولد .؟؟
- أبو سفيان : اسكت وخلّيها على الله . والله أنا فاعل خير لا غير ... نحن خدَّام الطيبين .
- معقول .؟؟
- إي معقول ، إن خليتْ خربتْ .. الحمد لله نحن عم نخدم الدولة ، والدولة ما عم تقصر معنا .. شوف ركبتني سيارة . واشترت لي عمارة . وكل يوم بنام مع مغتصبة جديدة ( طق الخيط ) بنت بكرية .. والحياة شطارة .. إي لكان خيو ..
وهنا بلغ الغضب عند أبو عبدو مداه ، فأخرج مسدسا بكاتم صوت ، وأطلق على رأس أبو سفيان خمس طلقات في الرأس وفي الفم والقلب ... واطمأن إلى أنه فارق الحياة ، وقد استلمته ملائكة العذاب إلى جهنم ..
كان ابو عبدو من المُعتَّرين أيام زمان ، وعلى معرفة بأبو سفيان . ولكن الله هداه إلى الإيمان . وأصبح أحد قادة الجيش الحر الفاعلين في الميدان ... وقد أخبروه بأن ( أبو سفيان ) يقوم بتمويل الشبيحة ، وأنه عميل كبير للنظام .. ونظراً للصحوبية القديمة ، أراد أبو عبدو أن يتأكد من الإخبارية بنفسه قبل أن ينفذ في صاحبه حكم الإعدام ... فكان بينهما هذا الحوار .. الذي عجل بـ (أبو سفيان ) إلى النار . ولم ينفعه لا درهم ولا دينار . سوى أنه رجع بالشتيمة والعار ...