(1) وقائع .. وليست من نسج الخيال


[ لم يَسلَمْ غير جد وحفيده ]



بقلم : أبو ياسر السوري

ما أصعب أن تكون على اتصال بالهاتف الجوال مع قريب لك أو حبيب في سوريا ، فتسمع عبر الهاتف صوت انفجار ، ينقطع على أثره صوت محدثك ، ولكن جواله ما زال ينقل إليك الأصوات .. صراخ طفل صغير ينادي ماما .. أصوات أشياء تحترق .. أصوات تقول : هون في جثة امرأة تحت الأنقاض .. يسأل آخر : ميتة أم هي على قيد الحياة .؟ يقول : ما بعرف ، أظن ميتة .. يصرخ ثالث: تعالوا ننقذ هذا الرجل المسن ، فقد سقطت فوقه قطعة من السقف المتهدم بفعل القذيفة ، كان سقوطها بشكل مائل ، فاتكأ طرفها على الأرض ، وبقي الآخر متكئا على الجدار . وكان الرجل المسن في الفراغ ، فحبس بين الجدار وبين السقف النائم ..

ماذا يمكن أن يفعل الإنسان إذا ما وضعه القدر في مثل هذا الموقف .؟؟ يا للهول ، والله إن مجرد تصور هكذا مصيبة تبكي دما ، وتقطع نياط القلب فزعا ورعبا .!! تصور لو كان المتصل أباً لذلك الصغير ، الذي ماتت أمه وكل إخوته ، ولم يسلم إلا هو وجده الشيخ الكبير ..!؟ وهو خارج سوريا ، ولا يمكنه العودة لأنه مطلوب للأمن السوري المجرم ، الذي لن يمكنه من الوصول إلى بيته ، بل سيتلقفه من الحدود ، ويرسله إلى الآخرة غالبا ، فالدنيا ضاقت بسكانها ، والأمن السوري يخفف من عدد السكان ، لئلا يكون هنالك ازدحام على الكرة الأرضية .!!

عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الأربعاء أكتوبر 17, 2012 10:50 pm عدل 4 مرات

وقائع الحال في سوريا تقشعر لها الابدان
ولم يعد العقل قادرا على الاستيعاب

لكنه يا صديقي ابتلاء الله لعباده المؤمنين بقدر الله
والمحتسبين لمشيئته

لا تكاد تخلوا اية من كلمة الصبر

فالابتلاء يستدعي الصبر والاحتساب
وهو سلاح المؤمن عل ما يصيبه من اذى

ولا نقول الا
حسبنا الله ونعم الوكيل
ولا حول ولا قوة الا بالله