مسؤول عربي: المسألة أكبر من بقاء بشار أو رحيله وتتلخص في ما إذا كانت سورية ستعيش أم لا
سياسي لبناني موال لدمشق: الأشهر الخمسة أو الستة المقبلة حاسمة في المعركة وتختلف عن سابقاتها
النظام لايستطيع التعويل على الدعم الإيراني طويلاً وقدرته على منع الانهيار الاقتصادي تتراجع بسرعة
المسألة بالنسبة لروسيا أكبر من قاعدة طرطوس البحرية لأنها قادرة على ضمانها من خلال المفاوضات
بيروت - رويترز: تبدو الصورة طبيعية على نحو خادع, وقد نشرت على صفحة
الرئيس السوري بشار الاسد على "فيسبوك" وتظهر فيها زوجته أسماء الاسد وهي
ترتدي سروالاً من الجينز وقميصاً وتصطحب ابنتها وأولادها الثلاثة في أول
أيام العام الدراسي الجديد الذي بدأ الشهر الماضي.
وارتدى اثنان من الاولاد في الصورة سراويل قصيرة من القماش المموه وقمصاناً
باللون الكاكي وقبعات تماشياً مع أجواء حاكم تحت الحصار, لكن عندما أوصلت
أسماء الابن الاكبر حافظ, الذي سمي على اسم جده, إلى مدرسته لم يكن هناك
سوى تلميذ واحد وصل الى الفصل بسبب هجمات شنها المعارضون في دمشق في ذلك
الصباح.
وبحسب مؤيدين للأسد, فإن الحكومة استعادت رباطة الجأش بعد سلسلة من
الانشقاقات وهجمات المعارضين على أهداف حكومية ستراتيجية, خلال الأشهر
القليلة الماضية.
ولخصت صورة نشرت على موقع "فيسبوك" للأسد في الزي العسكري, التحول الذي طرأ
عليه منذ مقتل أربعة من كبار أركان نظامه, بينهم صهره آصف شوكت ووزير
الدفاع داود راجحة, في انفجار مكتب الأمن الوطني في يوليو تالماضي.
وأكد أشخاص التقوا الأسد حديثاً أن الأخير تولى القيادة اليومية للجيش,
متحدثين عن رئيس واثق بنفسه ومتأهب للقتال ومقتنع بأنه سينتصر في النهاية
عبر الأساليب العسكرية.
وقال سياسي لبناني تربطه صلات وطيدة بالأسد "لم يعد رئيساً يعتمد على فريقه
ويصدر أوامره عبر مساعديه. هذا تغير جذري في تفكير الاسد.. والآن هو مشارك
في توجيه المعركة".
وربما تكون نهاية اللعبة قد تغيرت أيضاً, حيث أكد السياسي اللبناني أن "لا
أحد يتحدث الآن عن سيطرة النظام على كل سورية, وإنما يتحدثون عن قدرة
النظام على الاستمرار".
وأضاف ان الناس كانوا يتساءلون حتى فترة قريبة عن المسؤول المقبل الذي
سيعلن انشقاقه, لكن مضى بعض الوقت ولم تحدث انشقاقات كبيرة في صفوف الجيش.
وأكد السياسي اللبناني أن "القدرة القتالية مستقرة", مضيفاً "ربما كان
الايرانيون والروس يساعدونهم. ان قدرتهم على الادارة اليومية والسيطرة على
الموقف تحسنت".
في المقابل, رأى مراقبون للصراع عن كثب أنه إذا كان الأسد يعتقد أن بإمكانه الانتصار فإنه "موهوم".
وقال ديبلوماسي غربي "المشكلة هي أن النظام يعيش في عالم خاص به. من الواضح
أن الناس يرفضون هذه الفكرة, أي رواية النظام لما يحدث, وهي أن النظام
علماني يهاجمه متطرفون في معركة بين الخير والشر وأن بشار سيثبت يوما أنه
على حق", مضيفاً ان "بشار ليس ضحية. هو سبب العنف".
وفي كلام واقعي, قال مسؤول عربي "الجميع منومون مغناطيسياً بشكل ما بمسألة
إذا كان بشار رئيساً أم لا وإذا كان سيرحل أم لا... أخشى ان تكون المسألة
أكبر من ذلك بكثير. المسألة هي معرفة اذا كانت سورية ستعيش ام لا وكيف
ستولد سورية الجديدة".
وفي إشارة إلى الصراعات داخل المعارضة وسط معلومات عن اشتباكات بين بعض
الجماعات التي تضم اسلاميين متحمسين وليبراليين معتدلين, أضاف المسؤول
العربي "على المقاومة أن تنضج وأن توحد عملها والتوقف عن مجرد ترديد شعارات
ان بشار يجب ان يرحل.. بشار يجب ان يرحل. هناك اشياء اخرى يمكنهم عملها
بداية من بعض الوحدة في ما بينهم".
وأكد أنه يتوجب "على المرء ان يجمع كل أنواع لبنات البناء المتاحة له ويقيم
بها بناء قادرا على الصمود. ومن المهم جداً ان ينتهي العنف الذي يبني
جدران الكراهية بين الجيران. انه يتحذ صبغة طائفية بشكل متزايد".
وفي هذا السياق, قال السياسي المؤيد لسورية ان "النظام مرتاح أكثر على
الصعيد العسكري لكن من المنظور الامني فالبلاد تتفكك, حيث من الممكن ان يقع
انفجار في اي مكان ومن الممكن ان يحدث اغتيال والموقف تعمه الفوضى وقد خرج
عن السيطرة".
ومع تحول سورية, البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة, ساحة للاعبين الاجانب
يخوضون فيها حروبهم بالوكالة, توصل الوسطاء الى نفس الاستنتاج, وهو انه
كلما طال امد الصراع كلما ابتعدت فرصة إنقاذ سورية.
وأصبح الحديث عن الإصلاح السياسي أمراً بعيداً عن الواقعية, حيث يجمع
المراقبون على أن الشيء الوحيد الذي يمكنه ان ينقذ سورية هو التحول السياسي
المنتظم.
وقال المسؤول العربي "يجب ان يتضمن الحل تغيير النظام لا رحيل رجل واحد
فقط. المشكلة هي كيفية تنظيم هذا التغيير الكبير في بلد معقد وحيث يزيد
القتال الامور تعقيدا. هذا شيء لن يحدث بالتأكيد في يوم وليلة".
من جهته, ذكر سفير غربي مطلع على الشأن السوري أن الموفد العربي - الأممي الخاص الأخضر الابراهيمي يحاول التوصل الى صيغة للحل.
وقال "بحكم ما حدث من دمار وقتل إذا لم تكن هناك حكومة انتقالية ذات جيش قوي فسوف تضيع سورية لوقت طويل".
ورغم انهيار الايرادات ووقف مبيعات النفط ودخل البلاد من السياحة والانخفاض
في قيمة العملة المحلية فقد تجنبت البلاد حدوث انهيار لاقتصادها, لكن ذلك
قد يكون مجرد مهلة موقتة للنظام الذي ينفق بسخاء على حملته العسكرية.
ولا يمكن الاعتماد على الدعم الايراني, حيث تتدهور قيمة العملة المحلية
أيضاً, الى ما لا نهاية, كما ان قدرة الحكومة السورية على الصمود امام
الرياح الاقتصادية المعاكسة تتراجع بسرعة.
وقال السياسي اللبناني "ستكون الاشهر الخمسة او الستة المقبلة حاسمة في
المعركة وستختلف عن الاشهر الاربعة او الخمسة الماضية. سيكون الاميركيون قد
انتهوا من انتخاباتهم وسيكون الروس قد حددوا موقفهم وسيكون الموقف في
ايران قد تبلور".
وأضاف "حتى الآن لم يغير العرب موقفهم والاميركيون لا يريدون ان يكونوا
حاسمين والروس لم يروا عاملا واحدا يجعلهم يتراجعون بوصة عن موقفهم.
وبالنسبة للروس المسألة أكبر من مجرد قاعدة بحرية في طرطوس فهم قادرون على
ضمانها من خلال مفاوضات لكن الامر يتعلق بدور روسيا في المنطقة".
ويتوقع أكثر المحللين ان يطول امد المعركة, فالمخاطر كبيرة بالنسبة للنظام
والاقلية العلوية التي يبلغ عددها مليوني شخص, ولا يمكن للاسد ان يختار
الرحيل بسهولة.
وقال السياسي المؤيد لسورية "يوجد أناس مرتبطون به واناس قاتلوا معه في المعركة ولا يمكنه ان يتركهم ويغسل يديه منهم".
واضاف في اشارة إلى ثقة دمشق بالحليفين الايراني والروسي, "ليس من السهل
على القيادة في ايران التخلي عن سورية او تركها لاننا عندما نقول ان ايران
تتخلى عن سورية فهذا يعني انها تتخلى عن دور القوة الاقليمية وهو ما يعني
انها ستخسر كثيرا من نفوذها الخارجي".
لكن المسؤولين من الدول المؤيدة للثورة ما زالوا يأملون ان يكون هناك فتيل لاطلاق عملية اسقاط النظام.
وقال الديبلوماسي الغربي "سيكون هناك سبب ما يؤدي الى سقوط النظام. سقوط
دمشق او انقلاب في النظام او اي شيء اخر. لا يمكنني توقع اي فتيل سيطلق
العملية لكن النظام سيسقط".
سياسي لبناني موال لدمشق: الأشهر الخمسة أو الستة المقبلة حاسمة في المعركة وتختلف عن سابقاتها
النظام لايستطيع التعويل على الدعم الإيراني طويلاً وقدرته على منع الانهيار الاقتصادي تتراجع بسرعة
المسألة بالنسبة لروسيا أكبر من قاعدة طرطوس البحرية لأنها قادرة على ضمانها من خلال المفاوضات
بيروت - رويترز: تبدو الصورة طبيعية على نحو خادع, وقد نشرت على صفحة
الرئيس السوري بشار الاسد على "فيسبوك" وتظهر فيها زوجته أسماء الاسد وهي
ترتدي سروالاً من الجينز وقميصاً وتصطحب ابنتها وأولادها الثلاثة في أول
أيام العام الدراسي الجديد الذي بدأ الشهر الماضي.
وارتدى اثنان من الاولاد في الصورة سراويل قصيرة من القماش المموه وقمصاناً
باللون الكاكي وقبعات تماشياً مع أجواء حاكم تحت الحصار, لكن عندما أوصلت
أسماء الابن الاكبر حافظ, الذي سمي على اسم جده, إلى مدرسته لم يكن هناك
سوى تلميذ واحد وصل الى الفصل بسبب هجمات شنها المعارضون في دمشق في ذلك
الصباح.
وبحسب مؤيدين للأسد, فإن الحكومة استعادت رباطة الجأش بعد سلسلة من
الانشقاقات وهجمات المعارضين على أهداف حكومية ستراتيجية, خلال الأشهر
القليلة الماضية.
ولخصت صورة نشرت على موقع "فيسبوك" للأسد في الزي العسكري, التحول الذي طرأ
عليه منذ مقتل أربعة من كبار أركان نظامه, بينهم صهره آصف شوكت ووزير
الدفاع داود راجحة, في انفجار مكتب الأمن الوطني في يوليو تالماضي.
وأكد أشخاص التقوا الأسد حديثاً أن الأخير تولى القيادة اليومية للجيش,
متحدثين عن رئيس واثق بنفسه ومتأهب للقتال ومقتنع بأنه سينتصر في النهاية
عبر الأساليب العسكرية.
وقال سياسي لبناني تربطه صلات وطيدة بالأسد "لم يعد رئيساً يعتمد على فريقه
ويصدر أوامره عبر مساعديه. هذا تغير جذري في تفكير الاسد.. والآن هو مشارك
في توجيه المعركة".
وربما تكون نهاية اللعبة قد تغيرت أيضاً, حيث أكد السياسي اللبناني أن "لا
أحد يتحدث الآن عن سيطرة النظام على كل سورية, وإنما يتحدثون عن قدرة
النظام على الاستمرار".
وأضاف ان الناس كانوا يتساءلون حتى فترة قريبة عن المسؤول المقبل الذي
سيعلن انشقاقه, لكن مضى بعض الوقت ولم تحدث انشقاقات كبيرة في صفوف الجيش.
وأكد السياسي اللبناني أن "القدرة القتالية مستقرة", مضيفاً "ربما كان
الايرانيون والروس يساعدونهم. ان قدرتهم على الادارة اليومية والسيطرة على
الموقف تحسنت".
في المقابل, رأى مراقبون للصراع عن كثب أنه إذا كان الأسد يعتقد أن بإمكانه الانتصار فإنه "موهوم".
وقال ديبلوماسي غربي "المشكلة هي أن النظام يعيش في عالم خاص به. من الواضح
أن الناس يرفضون هذه الفكرة, أي رواية النظام لما يحدث, وهي أن النظام
علماني يهاجمه متطرفون في معركة بين الخير والشر وأن بشار سيثبت يوما أنه
على حق", مضيفاً ان "بشار ليس ضحية. هو سبب العنف".
وفي كلام واقعي, قال مسؤول عربي "الجميع منومون مغناطيسياً بشكل ما بمسألة
إذا كان بشار رئيساً أم لا وإذا كان سيرحل أم لا... أخشى ان تكون المسألة
أكبر من ذلك بكثير. المسألة هي معرفة اذا كانت سورية ستعيش ام لا وكيف
ستولد سورية الجديدة".
وفي إشارة إلى الصراعات داخل المعارضة وسط معلومات عن اشتباكات بين بعض
الجماعات التي تضم اسلاميين متحمسين وليبراليين معتدلين, أضاف المسؤول
العربي "على المقاومة أن تنضج وأن توحد عملها والتوقف عن مجرد ترديد شعارات
ان بشار يجب ان يرحل.. بشار يجب ان يرحل. هناك اشياء اخرى يمكنهم عملها
بداية من بعض الوحدة في ما بينهم".
وأكد أنه يتوجب "على المرء ان يجمع كل أنواع لبنات البناء المتاحة له ويقيم
بها بناء قادرا على الصمود. ومن المهم جداً ان ينتهي العنف الذي يبني
جدران الكراهية بين الجيران. انه يتحذ صبغة طائفية بشكل متزايد".
وفي هذا السياق, قال السياسي المؤيد لسورية ان "النظام مرتاح أكثر على
الصعيد العسكري لكن من المنظور الامني فالبلاد تتفكك, حيث من الممكن ان يقع
انفجار في اي مكان ومن الممكن ان يحدث اغتيال والموقف تعمه الفوضى وقد خرج
عن السيطرة".
ومع تحول سورية, البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة, ساحة للاعبين الاجانب
يخوضون فيها حروبهم بالوكالة, توصل الوسطاء الى نفس الاستنتاج, وهو انه
كلما طال امد الصراع كلما ابتعدت فرصة إنقاذ سورية.
وأصبح الحديث عن الإصلاح السياسي أمراً بعيداً عن الواقعية, حيث يجمع
المراقبون على أن الشيء الوحيد الذي يمكنه ان ينقذ سورية هو التحول السياسي
المنتظم.
وقال المسؤول العربي "يجب ان يتضمن الحل تغيير النظام لا رحيل رجل واحد
فقط. المشكلة هي كيفية تنظيم هذا التغيير الكبير في بلد معقد وحيث يزيد
القتال الامور تعقيدا. هذا شيء لن يحدث بالتأكيد في يوم وليلة".
من جهته, ذكر سفير غربي مطلع على الشأن السوري أن الموفد العربي - الأممي الخاص الأخضر الابراهيمي يحاول التوصل الى صيغة للحل.
وقال "بحكم ما حدث من دمار وقتل إذا لم تكن هناك حكومة انتقالية ذات جيش قوي فسوف تضيع سورية لوقت طويل".
ورغم انهيار الايرادات ووقف مبيعات النفط ودخل البلاد من السياحة والانخفاض
في قيمة العملة المحلية فقد تجنبت البلاد حدوث انهيار لاقتصادها, لكن ذلك
قد يكون مجرد مهلة موقتة للنظام الذي ينفق بسخاء على حملته العسكرية.
ولا يمكن الاعتماد على الدعم الايراني, حيث تتدهور قيمة العملة المحلية
أيضاً, الى ما لا نهاية, كما ان قدرة الحكومة السورية على الصمود امام
الرياح الاقتصادية المعاكسة تتراجع بسرعة.
وقال السياسي اللبناني "ستكون الاشهر الخمسة او الستة المقبلة حاسمة في
المعركة وستختلف عن الاشهر الاربعة او الخمسة الماضية. سيكون الاميركيون قد
انتهوا من انتخاباتهم وسيكون الروس قد حددوا موقفهم وسيكون الموقف في
ايران قد تبلور".
وأضاف "حتى الآن لم يغير العرب موقفهم والاميركيون لا يريدون ان يكونوا
حاسمين والروس لم يروا عاملا واحدا يجعلهم يتراجعون بوصة عن موقفهم.
وبالنسبة للروس المسألة أكبر من مجرد قاعدة بحرية في طرطوس فهم قادرون على
ضمانها من خلال مفاوضات لكن الامر يتعلق بدور روسيا في المنطقة".
ويتوقع أكثر المحللين ان يطول امد المعركة, فالمخاطر كبيرة بالنسبة للنظام
والاقلية العلوية التي يبلغ عددها مليوني شخص, ولا يمكن للاسد ان يختار
الرحيل بسهولة.
وقال السياسي المؤيد لسورية "يوجد أناس مرتبطون به واناس قاتلوا معه في المعركة ولا يمكنه ان يتركهم ويغسل يديه منهم".
واضاف في اشارة إلى ثقة دمشق بالحليفين الايراني والروسي, "ليس من السهل
على القيادة في ايران التخلي عن سورية او تركها لاننا عندما نقول ان ايران
تتخلى عن سورية فهذا يعني انها تتخلى عن دور القوة الاقليمية وهو ما يعني
انها ستخسر كثيرا من نفوذها الخارجي".
لكن المسؤولين من الدول المؤيدة للثورة ما زالوا يأملون ان يكون هناك فتيل لاطلاق عملية اسقاط النظام.
وقال الديبلوماسي الغربي "سيكون هناك سبب ما يؤدي الى سقوط النظام. سقوط
دمشق او انقلاب في النظام او اي شيء اخر. لا يمكنني توقع اي فتيل سيطلق
العملية لكن النظام سيسقط".