لماذا تجبر الشعوب العربية بالثناء على زعمائها .؟
بقلم : أبو ياسر السوري
منذ انحسار العهد الوطني ، الذي قاتل أبناؤه لطرد الاستعمار من البلاد العربية ، وحصولهم على الاستقلال وحتى الآن ، ونحن مبتلون بإعلام كذاب ، ليس له مهمة سوى فبركة الأكاذيب ، وتزوير الحقائق ، وتحريف التاريخ ، لتلميع قادة الأمة العربية ، وتمجيد زعمائها .!
لماذا ينبغي علينا – نحن الشعوب العربية - أن نكذب لتحسين صورة هؤلاء القادة .؟ ونمدحهم بالحق والباطل .. والصحيح : نمدحهم بالباطل والباطل ، ولو راعينا جانب الحق فيهم لما مدحناهم بكلمة واحدة ، لأنهم في واقع الحال لا يستحقون أي مديح ولا ثناء ..
في الأربعينات من القرن الماضي وتحديدا منذ 66 سنة ، تغيرت أشياء كثيرة من حولنا ... فقد دُمِّرت اليابانُ ثم تعافتْ وأصبحت من أوائل الدول في مجال الصناعة والتقدم والاستقرار .. ونشبت ثورة أطاحت بإمبراطور الصين ، وتعافت الصين وأصبحت من الدول الست الكبار ، لها حق الفيتو في مجلس الأمن .. وسقطت الخلافة العثمانية ، وتحكم اليهودي كمال أتاتورك في مصير تركيا ، فعمل على إخراجها من انتمائها الإسلامي إخراجا كاملا ، حتى حرَّم على المسلمين الأتراك الأذان بالعربي ، وعمل على نشر الرذيلة في تركيا ، ثم قيض الله لهذه الدولة المسلمة رجالا نهضوا بها ، وأعادوا لها هويتها الإسلامية ، وصارت تركيا اليوم قوة يحسبُ الغربُ لها ألفَ حساب ، فهي تقارن اليوم من حيث القوة العسكرية بفرنسا وبريطانيا ، وهي اليوم من الدول الغنية في منطقة الشرق الأوسط ، وقد عوفيت من كافة ديونها للبنك الدولي .. أما ألمانيا فقد حطمتها الحرب العالمية الثانية ، وقسمتها إلى شرقية وغربية ، وأقيم بين قسميها سورُ برلين .. ثم تعافت ألمانيا ، ونهضت اقتصاديا وصناعيا نهوضا ليس له مثيل ، وحسبك أن تعلم أن المرسيدس أصبحت فخر الصناعة الألمانية في العالم أجمع ، حتى باتت مما لا يستغني عن اقتنائها أي رئيس دولة في العالم كله ... وتعالوا بنا إلى أوربا ، تلك القارة التي كانت منقسمة على نفسها ، حتى خاضت دولها فيما بينها حربين عالميتين ، كان من ضحاياهما أكثر من 22 مليون أوربي .. ومع ذلك لقد استطاعت أوربا أن تتصالح فيما بينها ، واتحدت ، ووحدت عملتها ، وسمحت لمواطنيها بالتنقل فيما بينها من دون جواز سفر ولا تأشيرة مرور ... ودعك من أمريكا التي تمكنت من الإطاحة بروسيا التي كانت تنافسها على زعامة العالم ، وجعلت من نفسها القطب الأوحد الذي يتحكم بسياسة العالم كله .. وصار بإمكان أمريكا أن تُحوِّلَ الحقَّ باطلاً ، والباطلَ حقا ، ولا أدل على ذلك من تمكنها من إبقاء إسرائيل محتلة للأرض الفلسطينية والسورية واللبنانية رغما عن أنف 22 دولة عربية، تطالبها شعوبها بطرد إسرائيل، وإعادة الأراضي المغتصبة إلى أصحابها .. فتقف زعامات هذه الدول عاجزة عن فعل أي شيء لشعوبها ...
ومع كل هذه الإنجازات العالمية ، التي حصلت كلها بعيدا عن الساحة العربية ، ومع ذلك فليس في تلك الدول الناهضة إعلامٌ يمجد الزعماء هناك ، ولا يعرف أن يسبح بحمدهم كما نفعل نحن بتمجيد زعمائنا في القيام والقعود والركوع والسجود .. حتى قيل إنه أجريت في أمريكا بعض الاستبيانات عن رأيهم في رئيس أمريكا ، فتبين أن ما يقارب الـ10% من الشعب الأمريكي لا يعرفون اسم رئيسهم ..!!
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا : ما الذي صنعه زعماء الأمة العربية لشعوبهم حتى استحقوا كل هذا الثناء والتعظيم في الإعلام .؟؟؟؟ وبأي مأثرة صار من حق أي زعيم عربي أن يحي ويميت في شعبه من غير سؤال ولا جواب .؟؟؟ خذ البلاد العربية من أقصاها إلى أقصاها ، واستعرض أحوال شعوبها ، لتجد أنهم أشد الشعوب فقراً ، وأكثرها اضطهادا ، وأوسعها فسادا ، وأوغلها تخلفا وجهلا .. وبفضل هؤلاء الزعماء ضاعت فلسطين ، وضاعت الجولان وضاعت شبعا في لبنان ، وضاعت الأحواز في إيران .. وصارت اليمن يمنين ، والسودان سودانين ، والعراق عراقين ( كردي وعربي ) و ( سني وشيعي ) قَسِّمْهُمْ كيفما شئت ، فيمكن أن تنتهي القسمة إلى أربعة عراقات أو أكثر .. وها هي سوريا بفضل زعيمها الأوحد وممالأة أشقائه من زعماء العرب ، قد يتم تدميرها اليوم على رؤوس ساكنيها ، وهي في طريقها إلى مجهول ..؟؟ لا ندري إلى إي مصيبة سيؤول .؟؟؟
ثم إن الأمة العربية بعد أن خرجت من الوحدة ، شرعت في سباق الخروج من الإسلام ، فكل منها بات يحث الخطا للتنكر للدين ، ومحاربة المسلمين ، وصارت تهمة (إرهابي) تلصق بكل مسلم متمسك بتعاليم الإسلام .. وها هي الأمة العربية تعود إلى جاهليتها القديمة من جديد ، وتتحول إلى كيانات متناحرة ، تماما كما كانت حالهم في الجاهلية قبل الإسلام ...
فهل هذه الإنجازات التي قدمتها لنا زعاماتنا العربية ، تستحق منا أن نثني عليهم من أجلها كل هذا الثناء .؟؟ حقا ، إن جواب هذا التساؤل مُلخّصٌ بقول الشاعر :
ولم أر ظلما مثل ظلم يصيبنا : يساء إلينا ثم نؤمر بالشكر .
بقلم : أبو ياسر السوري
منذ انحسار العهد الوطني ، الذي قاتل أبناؤه لطرد الاستعمار من البلاد العربية ، وحصولهم على الاستقلال وحتى الآن ، ونحن مبتلون بإعلام كذاب ، ليس له مهمة سوى فبركة الأكاذيب ، وتزوير الحقائق ، وتحريف التاريخ ، لتلميع قادة الأمة العربية ، وتمجيد زعمائها .!
لماذا ينبغي علينا – نحن الشعوب العربية - أن نكذب لتحسين صورة هؤلاء القادة .؟ ونمدحهم بالحق والباطل .. والصحيح : نمدحهم بالباطل والباطل ، ولو راعينا جانب الحق فيهم لما مدحناهم بكلمة واحدة ، لأنهم في واقع الحال لا يستحقون أي مديح ولا ثناء ..
في الأربعينات من القرن الماضي وتحديدا منذ 66 سنة ، تغيرت أشياء كثيرة من حولنا ... فقد دُمِّرت اليابانُ ثم تعافتْ وأصبحت من أوائل الدول في مجال الصناعة والتقدم والاستقرار .. ونشبت ثورة أطاحت بإمبراطور الصين ، وتعافت الصين وأصبحت من الدول الست الكبار ، لها حق الفيتو في مجلس الأمن .. وسقطت الخلافة العثمانية ، وتحكم اليهودي كمال أتاتورك في مصير تركيا ، فعمل على إخراجها من انتمائها الإسلامي إخراجا كاملا ، حتى حرَّم على المسلمين الأتراك الأذان بالعربي ، وعمل على نشر الرذيلة في تركيا ، ثم قيض الله لهذه الدولة المسلمة رجالا نهضوا بها ، وأعادوا لها هويتها الإسلامية ، وصارت تركيا اليوم قوة يحسبُ الغربُ لها ألفَ حساب ، فهي تقارن اليوم من حيث القوة العسكرية بفرنسا وبريطانيا ، وهي اليوم من الدول الغنية في منطقة الشرق الأوسط ، وقد عوفيت من كافة ديونها للبنك الدولي .. أما ألمانيا فقد حطمتها الحرب العالمية الثانية ، وقسمتها إلى شرقية وغربية ، وأقيم بين قسميها سورُ برلين .. ثم تعافت ألمانيا ، ونهضت اقتصاديا وصناعيا نهوضا ليس له مثيل ، وحسبك أن تعلم أن المرسيدس أصبحت فخر الصناعة الألمانية في العالم أجمع ، حتى باتت مما لا يستغني عن اقتنائها أي رئيس دولة في العالم كله ... وتعالوا بنا إلى أوربا ، تلك القارة التي كانت منقسمة على نفسها ، حتى خاضت دولها فيما بينها حربين عالميتين ، كان من ضحاياهما أكثر من 22 مليون أوربي .. ومع ذلك لقد استطاعت أوربا أن تتصالح فيما بينها ، واتحدت ، ووحدت عملتها ، وسمحت لمواطنيها بالتنقل فيما بينها من دون جواز سفر ولا تأشيرة مرور ... ودعك من أمريكا التي تمكنت من الإطاحة بروسيا التي كانت تنافسها على زعامة العالم ، وجعلت من نفسها القطب الأوحد الذي يتحكم بسياسة العالم كله .. وصار بإمكان أمريكا أن تُحوِّلَ الحقَّ باطلاً ، والباطلَ حقا ، ولا أدل على ذلك من تمكنها من إبقاء إسرائيل محتلة للأرض الفلسطينية والسورية واللبنانية رغما عن أنف 22 دولة عربية، تطالبها شعوبها بطرد إسرائيل، وإعادة الأراضي المغتصبة إلى أصحابها .. فتقف زعامات هذه الدول عاجزة عن فعل أي شيء لشعوبها ...
ومع كل هذه الإنجازات العالمية ، التي حصلت كلها بعيدا عن الساحة العربية ، ومع ذلك فليس في تلك الدول الناهضة إعلامٌ يمجد الزعماء هناك ، ولا يعرف أن يسبح بحمدهم كما نفعل نحن بتمجيد زعمائنا في القيام والقعود والركوع والسجود .. حتى قيل إنه أجريت في أمريكا بعض الاستبيانات عن رأيهم في رئيس أمريكا ، فتبين أن ما يقارب الـ10% من الشعب الأمريكي لا يعرفون اسم رئيسهم ..!!
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا : ما الذي صنعه زعماء الأمة العربية لشعوبهم حتى استحقوا كل هذا الثناء والتعظيم في الإعلام .؟؟؟؟ وبأي مأثرة صار من حق أي زعيم عربي أن يحي ويميت في شعبه من غير سؤال ولا جواب .؟؟؟ خذ البلاد العربية من أقصاها إلى أقصاها ، واستعرض أحوال شعوبها ، لتجد أنهم أشد الشعوب فقراً ، وأكثرها اضطهادا ، وأوسعها فسادا ، وأوغلها تخلفا وجهلا .. وبفضل هؤلاء الزعماء ضاعت فلسطين ، وضاعت الجولان وضاعت شبعا في لبنان ، وضاعت الأحواز في إيران .. وصارت اليمن يمنين ، والسودان سودانين ، والعراق عراقين ( كردي وعربي ) و ( سني وشيعي ) قَسِّمْهُمْ كيفما شئت ، فيمكن أن تنتهي القسمة إلى أربعة عراقات أو أكثر .. وها هي سوريا بفضل زعيمها الأوحد وممالأة أشقائه من زعماء العرب ، قد يتم تدميرها اليوم على رؤوس ساكنيها ، وهي في طريقها إلى مجهول ..؟؟ لا ندري إلى إي مصيبة سيؤول .؟؟؟
ثم إن الأمة العربية بعد أن خرجت من الوحدة ، شرعت في سباق الخروج من الإسلام ، فكل منها بات يحث الخطا للتنكر للدين ، ومحاربة المسلمين ، وصارت تهمة (إرهابي) تلصق بكل مسلم متمسك بتعاليم الإسلام .. وها هي الأمة العربية تعود إلى جاهليتها القديمة من جديد ، وتتحول إلى كيانات متناحرة ، تماما كما كانت حالهم في الجاهلية قبل الإسلام ...
فهل هذه الإنجازات التي قدمتها لنا زعاماتنا العربية ، تستحق منا أن نثني عليهم من أجلها كل هذا الثناء .؟؟ حقا ، إن جواب هذا التساؤل مُلخّصٌ بقول الشاعر :
ولم أر ظلما مثل ظلم يصيبنا : يساء إلينا ثم نؤمر بالشكر .