أبشري يا أمتي
أبشري يا أمتي، زال الغُثاءُ
كشَفَتْ أوراقَها مؤتمراتٌ
وانجلى عنَّا غبارٌ، كان يُخفي
بَرَزَ الوجهُ الهُلاميُّ قبيحاً
كُسِرَ القُفْلُ عن الدَّار فلمَّا
وبدتْ منها وجوهٌ بائساتٌ
خبّرينا عن ضحاياكِ، وبُوحي
افتحي بابَ خفاياكِ، وقولي:
ولماذا التحفوا بالصَّمْتِ لـمَّا
إيهِ يا دار الأسى، قولي لزيدٍ:
واحتفاءُ المرء بالباغي جنونٌ
إيهِ يا دارَ الأسى، ما زلتُ أدعو
أمتي، في وجهك القَمْحيِّ معنىً
قرؤوا الألفاظ والمعنى بعيدٌ
لا تخافي من أباطيلِ رجالٍ
لا تخافي من رؤوس عظَّموها
حدِّثي مَنْ شربوا الوَهْمَ كؤٌوساً
أرسلي صوتَكِ فيهم بنداء
يا رجالاً شَرِبوا الليلَ، فلمَّا
كيف نرقى سُلَّمَ المجد، إذا لم
إنَّما يُفْتَحُ بابُ الذُّلِّ، لمَّا
كَبُرَ الوعيُ لدينا فاعذرونا
يا دُهَاةَ القومِ، مهلاً، كم رجالٍ
إنَّما ينهزم الإنسانُ حَقّاً
شُرَفاءُ القومِ مَنْ يَأْبَوْنَ ذُلاً
أمةُ الإسلامِ، لا يَدْفَع عنها
وبياناتٌ، لها لفظٌ غريبٌ
وفضائياتُ وَهْمٍ وانحرافٍ
شُبُهاتٌ، شهواتٌ، ورجالٌ
ومِرَاءٌ يجعلُ الناسَ حيارى
أمةُ الإسلام لا يدفَعُ عنها
أبشري يا أمتي، فالنورُ يَهْمي
يَفْرَحُ الليلُ بمعنى الليل، لكنْ
قيمةُ الإنسانِ في قلبٍ سليمٍ
أنشَدَ اللُّؤلؤُ في البحر نشيداً
دؤُنا فينا، ولو أنَّا اعتصمنا
وصَفَا من كَدَر الأَوهامِ ماءُ
لم يَعُدْ يَحجبُها عنَّا غِطاءُ
مَنْ تنادَوا وتمادَوا وأساؤوا
وبدا ما كان يُخفيه الخَفَاءُ
فُتِحَ البابُ، عَلاَ فيها البكاءُ
وجراحٌ نازفاتٌ ودماءُ
يا زوايا الدَّار، فالبَوْحُ شفاءُ
ما الذي خبَّأ فيكِ الأدعياءُ؟
واجهوا اللِّصَّ وبالخسران باؤوا؟
ضَرْبُ عَمْرٍو يا أخا الوهم اعتداءُ
بئسما يصنع هذا الاحتفاءُ
أمةً، أسرف فيها الأشقياءُ:
لم يزل يسأل عنه الدُّخَلاءُ
دونَه جَهْلُ الأعادي والغَبَاءُ
ذهبوا بالظلم في الدنيا وجاؤُوا
وهي من معنى المروءَاتِ خُواء
وإذا ما أَحسنَ الناسُ أساؤوا
ربما يُوقظهم منكِ النداءُ:
أظلمتْ أعماقُهم، ساءتْ وساؤوا
يَرْدَعِ الجاهلَ منَّا العُقَلاءُ؟
يُكْرَمُ العاصي ويُجْفَى الأتقياءُ
إنْ كشفنا زَيْفَكُم يا أذكياءُ
زادَهُم بُعْداً عن الحقِّ الدَّهاءُ
حين تُعمي مقليته الكبرياءُ
وخضوعاً حين يُدْعى الشرَفاءُ
صولةَ الكفَّارِ، رَقْصٌ وغناءُ
ومعانٍ، دينُنا منها بَرَاءُ
يشتكي من سوءِ ما فيها الفَضَاءُ
يشربون الوهمَ صِرْفاً، ونساءُ
ولَكَم يَفتكُ بالعقلِ المِرَاءُ
صَوْلَةَ الباغينَ إلا الشُّهَداءُ
ومع النورِ عطاءٌ وسَخاءُ
يفقدُ المعنى إذا لاحَ الضِّياءُ
ولسانِ الصدقِ، واللَّوْنُ طِلاَءُ
يُطْرِبُ القلبَ، فلا كانَ الغثاءُ
بكتاب الله، ما استفحلَ دَاءُ
الكـاتب : عبد الرحمن بن صالح العشماوي
أبشري يا أمتي، زال الغُثاءُ
كشَفَتْ أوراقَها مؤتمراتٌ
وانجلى عنَّا غبارٌ، كان يُخفي
بَرَزَ الوجهُ الهُلاميُّ قبيحاً
كُسِرَ القُفْلُ عن الدَّار فلمَّا
وبدتْ منها وجوهٌ بائساتٌ
خبّرينا عن ضحاياكِ، وبُوحي
افتحي بابَ خفاياكِ، وقولي:
ولماذا التحفوا بالصَّمْتِ لـمَّا
إيهِ يا دار الأسى، قولي لزيدٍ:
واحتفاءُ المرء بالباغي جنونٌ
إيهِ يا دارَ الأسى، ما زلتُ أدعو
أمتي، في وجهك القَمْحيِّ معنىً
قرؤوا الألفاظ والمعنى بعيدٌ
لا تخافي من أباطيلِ رجالٍ
لا تخافي من رؤوس عظَّموها
حدِّثي مَنْ شربوا الوَهْمَ كؤٌوساً
أرسلي صوتَكِ فيهم بنداء
يا رجالاً شَرِبوا الليلَ، فلمَّا
كيف نرقى سُلَّمَ المجد، إذا لم
إنَّما يُفْتَحُ بابُ الذُّلِّ، لمَّا
كَبُرَ الوعيُ لدينا فاعذرونا
يا دُهَاةَ القومِ، مهلاً، كم رجالٍ
إنَّما ينهزم الإنسانُ حَقّاً
شُرَفاءُ القومِ مَنْ يَأْبَوْنَ ذُلاً
أمةُ الإسلامِ، لا يَدْفَع عنها
وبياناتٌ، لها لفظٌ غريبٌ
وفضائياتُ وَهْمٍ وانحرافٍ
شُبُهاتٌ، شهواتٌ، ورجالٌ
ومِرَاءٌ يجعلُ الناسَ حيارى
أمةُ الإسلام لا يدفَعُ عنها
أبشري يا أمتي، فالنورُ يَهْمي
يَفْرَحُ الليلُ بمعنى الليل، لكنْ
قيمةُ الإنسانِ في قلبٍ سليمٍ
أنشَدَ اللُّؤلؤُ في البحر نشيداً
دؤُنا فينا، ولو أنَّا اعتصمنا
وصَفَا من كَدَر الأَوهامِ ماءُ
لم يَعُدْ يَحجبُها عنَّا غِطاءُ
مَنْ تنادَوا وتمادَوا وأساؤوا
وبدا ما كان يُخفيه الخَفَاءُ
فُتِحَ البابُ، عَلاَ فيها البكاءُ
وجراحٌ نازفاتٌ ودماءُ
يا زوايا الدَّار، فالبَوْحُ شفاءُ
ما الذي خبَّأ فيكِ الأدعياءُ؟
واجهوا اللِّصَّ وبالخسران باؤوا؟
ضَرْبُ عَمْرٍو يا أخا الوهم اعتداءُ
بئسما يصنع هذا الاحتفاءُ
أمةً، أسرف فيها الأشقياءُ:
لم يزل يسأل عنه الدُّخَلاءُ
دونَه جَهْلُ الأعادي والغَبَاءُ
ذهبوا بالظلم في الدنيا وجاؤُوا
وهي من معنى المروءَاتِ خُواء
وإذا ما أَحسنَ الناسُ أساؤوا
ربما يُوقظهم منكِ النداءُ:
أظلمتْ أعماقُهم، ساءتْ وساؤوا
يَرْدَعِ الجاهلَ منَّا العُقَلاءُ؟
يُكْرَمُ العاصي ويُجْفَى الأتقياءُ
إنْ كشفنا زَيْفَكُم يا أذكياءُ
زادَهُم بُعْداً عن الحقِّ الدَّهاءُ
حين تُعمي مقليته الكبرياءُ
وخضوعاً حين يُدْعى الشرَفاءُ
صولةَ الكفَّارِ، رَقْصٌ وغناءُ
ومعانٍ، دينُنا منها بَرَاءُ
يشتكي من سوءِ ما فيها الفَضَاءُ
يشربون الوهمَ صِرْفاً، ونساءُ
ولَكَم يَفتكُ بالعقلِ المِرَاءُ
صَوْلَةَ الباغينَ إلا الشُّهَداءُ
ومع النورِ عطاءٌ وسَخاءُ
يفقدُ المعنى إذا لاحَ الضِّياءُ
ولسانِ الصدقِ، واللَّوْنُ طِلاَءُ
يُطْرِبُ القلبَ، فلا كانَ الغثاءُ
بكتاب الله، ما استفحلَ دَاءُ
الكـاتب : عبد الرحمن بن صالح العشماوي