فِيلمُ سوريةَ المُسيئ ,,! هلْ مِنْ غاضبين؟!
ــ طريف يوسف آغا ــ
ضمن موجة الاحتجاجات التي عمت العالم الاسلامي بسبب
الفيلم المسيئ للرسول الكريم (ص) وبالرغم من انتقاد الحكومة الأمريكية
له ونفي أي علاقة لها به، فقد تعرضت سفاراتها وقنصلياتها للمظاهرات
وحتى الاعتداءات في بعض الأحيان. وكانت لقنصليتها في بن غازي في
ليبيا القدر الأكبر من تلك الاعتداءات حيث تم إحراقها مما أدى إلى
مقتل السفير وعدد من الحراس. من الواضح لكل من له عقل وجود أصابع أجنبية
خلف الحادث تحاول أن توصل رسالة للغرب مفادها أن الأنظمة الديكتاتورية هي
خير من يحفظ مصالحه. من جهتي فقد رأيت أن أوجه هذه القصيدة لمن غضب
لهذا الفيلم ولكن لم يغضب لما يجري في سورية.
فِيلمُ سوريةَ المُسيئ
هلْ مِنْ غاضبين؟
عُرِضَ فِيلمٌ مُسيئٌ لِلنبيِ الكَريمِ
فَقتلوا سَفيراً
وأحرَقوا سَفاراتْ ...
وتسَلَّقَ الغاضبونَ الأسوارَ
وماجَتْ بِهُمُ الشَّوراعُ
وضجَّتِ الساحاتْ ...
وأُلقيَتْ قنابلُ الدُخانِ وأُطلقَ الرَصاصُ
فقُتِلَ البَعضُ وسيقَ البَعضُ
إلى المعتقلاتْ ...
وشُدِدَتْ اِجراءاتُ الأمنِ
وتحرَّكَتِ الأساطيلُ
وحلَّقَتِ الطائِراتْ ...
***
عُذراً مِنكمْ أيُّها الغاضِبونَ ولكنْ
قتلتمْ مَنْ لاناقةَ لهُ بالفيلمِ
ولابعيرْ ...
وتركتُمْ أهلَ الالحادِ أحراراً
لايَغفلُ عمّا غفِلتمْ عنهُ
إلا مَنْ كانَ ضَريرْ ...
أو كانَ جاهِلاً لاعقلَ لهُ
أو كانَ يَرعى
مِنَ الشَعيرْ ...
أو كانَ يفتقدُ للمَشاعِرِ
أو للحَياءِ
أو للضَميرْ ...
إذا أردتمُ حقاً إرسالَ أحدٍ
فهُناكَ مَنْ هوَ أولى
بالارسالِ إلى السَعيرْ ...
***
هُناكَ في سوريةَ نظامٌ يَكفرُ بِرَبِ النبيِ
ولانُشاهدُ مِنكمْ
إلا احتجاجاتْ ...
ويَحرِقُ بَشراً مِمَنْ يُصلّونَ على النبيِ
ولانرى مِنكمْ
سِوى بَياناتْ ...
ويَقصفُ مَساجِداً تُدَرَسُ فيها سيرةُ النبيِ
فلا نَسمعُ منكمْ
سِوى دَعَواتْ ...
ويُدنِّسُ مَصاحِفاً مَذكورٌ فيها اسمُ النبيِ
ولانحصلُ مِنكمْ إلا
على تنديداتْ ...
لايَسجدونَ هناكَ لربِ النبيِ
ولكن لصورِ الحاكِمِ
ويدوسونَ على إخوانِكمْ بالدباباتْ ...
وهناكَ في روسيا وإيرانَ مَنْ
يُحاربونَ مَعهُمْ ويُرسِلونَ لهُمُ
الجنودَ والمصفَّحاتْ ...
فاذا كانَ لكمْ بحرقِ السَفاراتِ هِواية
فقد أخطأتمُ العُنوانَ هذهِ المرة
كبقيةِ المراتْ ...
***
عامٌ ونِصفُ مَضى على فيلمِ سوريةَ
وماغضِبَ أحدُكمْ على عشَراتِ الآلافِ
مِنَ الأمواتْ ...
ولالِذبحِ الأطفالِ واغتصابِ النِساءِ
ولا على الملايينِ المهَجَّرةِ
في المخيَّماتْ ...
مَنْ لايَرى فيلمَ سوريةَ مُسيئاً
فلا شَكَ أنَّ ضميرَهُ
قد ماتْ ...
عُذراً منكمْ أيها الغاضبونَ ولكنْ
أهلُ سُوريةَ إنْ كنتمْ لاتعلمونَ
لايَعبُدونَ هُبَلَ ولا اللاّتْ ...
ومَنْ يُقتَلونَ في سوريةَ على الهويَة
ليسوا كُفّاراً
ولا كافِراتْ ...
لا لنْ يَشفَعَ لكمُ النبيُ كما تظنونَ
فلا شَفاعَةَ لِمَنْ يتفرجُ على سوريةَ
وهيَ كلَّ يومٍ تفارِقُ الحياةْ ...
---
ادبيات الثورة شبكة شام
ــ طريف يوسف آغا ــ
ضمن موجة الاحتجاجات التي عمت العالم الاسلامي بسبب
الفيلم المسيئ للرسول الكريم (ص) وبالرغم من انتقاد الحكومة الأمريكية
له ونفي أي علاقة لها به، فقد تعرضت سفاراتها وقنصلياتها للمظاهرات
وحتى الاعتداءات في بعض الأحيان. وكانت لقنصليتها في بن غازي في
ليبيا القدر الأكبر من تلك الاعتداءات حيث تم إحراقها مما أدى إلى
مقتل السفير وعدد من الحراس. من الواضح لكل من له عقل وجود أصابع أجنبية
خلف الحادث تحاول أن توصل رسالة للغرب مفادها أن الأنظمة الديكتاتورية هي
خير من يحفظ مصالحه. من جهتي فقد رأيت أن أوجه هذه القصيدة لمن غضب
لهذا الفيلم ولكن لم يغضب لما يجري في سورية.
فِيلمُ سوريةَ المُسيئ
هلْ مِنْ غاضبين؟
عُرِضَ فِيلمٌ مُسيئٌ لِلنبيِ الكَريمِ
فَقتلوا سَفيراً
وأحرَقوا سَفاراتْ ...
وتسَلَّقَ الغاضبونَ الأسوارَ
وماجَتْ بِهُمُ الشَّوراعُ
وضجَّتِ الساحاتْ ...
وأُلقيَتْ قنابلُ الدُخانِ وأُطلقَ الرَصاصُ
فقُتِلَ البَعضُ وسيقَ البَعضُ
إلى المعتقلاتْ ...
وشُدِدَتْ اِجراءاتُ الأمنِ
وتحرَّكَتِ الأساطيلُ
وحلَّقَتِ الطائِراتْ ...
***
عُذراً مِنكمْ أيُّها الغاضِبونَ ولكنْ
قتلتمْ مَنْ لاناقةَ لهُ بالفيلمِ
ولابعيرْ ...
وتركتُمْ أهلَ الالحادِ أحراراً
لايَغفلُ عمّا غفِلتمْ عنهُ
إلا مَنْ كانَ ضَريرْ ...
أو كانَ جاهِلاً لاعقلَ لهُ
أو كانَ يَرعى
مِنَ الشَعيرْ ...
أو كانَ يفتقدُ للمَشاعِرِ
أو للحَياءِ
أو للضَميرْ ...
إذا أردتمُ حقاً إرسالَ أحدٍ
فهُناكَ مَنْ هوَ أولى
بالارسالِ إلى السَعيرْ ...
***
هُناكَ في سوريةَ نظامٌ يَكفرُ بِرَبِ النبيِ
ولانُشاهدُ مِنكمْ
إلا احتجاجاتْ ...
ويَحرِقُ بَشراً مِمَنْ يُصلّونَ على النبيِ
ولانرى مِنكمْ
سِوى بَياناتْ ...
ويَقصفُ مَساجِداً تُدَرَسُ فيها سيرةُ النبيِ
فلا نَسمعُ منكمْ
سِوى دَعَواتْ ...
ويُدنِّسُ مَصاحِفاً مَذكورٌ فيها اسمُ النبيِ
ولانحصلُ مِنكمْ إلا
على تنديداتْ ...
لايَسجدونَ هناكَ لربِ النبيِ
ولكن لصورِ الحاكِمِ
ويدوسونَ على إخوانِكمْ بالدباباتْ ...
وهناكَ في روسيا وإيرانَ مَنْ
يُحاربونَ مَعهُمْ ويُرسِلونَ لهُمُ
الجنودَ والمصفَّحاتْ ...
فاذا كانَ لكمْ بحرقِ السَفاراتِ هِواية
فقد أخطأتمُ العُنوانَ هذهِ المرة
كبقيةِ المراتْ ...
***
عامٌ ونِصفُ مَضى على فيلمِ سوريةَ
وماغضِبَ أحدُكمْ على عشَراتِ الآلافِ
مِنَ الأمواتْ ...
ولالِذبحِ الأطفالِ واغتصابِ النِساءِ
ولا على الملايينِ المهَجَّرةِ
في المخيَّماتْ ...
مَنْ لايَرى فيلمَ سوريةَ مُسيئاً
فلا شَكَ أنَّ ضميرَهُ
قد ماتْ ...
عُذراً منكمْ أيها الغاضبونَ ولكنْ
أهلُ سُوريةَ إنْ كنتمْ لاتعلمونَ
لايَعبُدونَ هُبَلَ ولا اللاّتْ ...
ومَنْ يُقتَلونَ في سوريةَ على الهويَة
ليسوا كُفّاراً
ولا كافِراتْ ...
لا لنْ يَشفَعَ لكمُ النبيُ كما تظنونَ
فلا شَفاعَةَ لِمَنْ يتفرجُ على سوريةَ
وهيَ كلَّ يومٍ تفارِقُ الحياةْ ...
---
ادبيات الثورة شبكة شام